منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Apr 2013, 08:12 PM
أبو أنس عبد الله الجزائري أبو أنس عبد الله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر المحروسة
المشاركات: 107
افتراضي النقل المسدّد لمناقشة الدكتور عيسى مُحمّد في تجويزه الحزب المرَدَّد [ الحلقة الأولى ]

النقل المسدّد لمناقشة الدكتور عيسى مُحمّد
في تجويزه الحزب المرَدَّد [ الحلقة الأولى ]

« كم أدْرك الحق طَالبه فِي زمن الفترة، وَكم عمي عَنهُ الْمَطْلُوب لَهُ فِي زمن النُّبُوَّة »، [ « إيثار الحق على الخلق » لابن الوزير اليماني (27) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }.
ألا وإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد. [ هذه خطبة الحاجة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح بها خطبه، رواها الإمام أحمد في المسند (1/392 - 293)، وأبو داود (2118)، والترمذي (1105)، وابن ماجة (1892)، وأخرج بعضها الإمام مسلم في صحيحه (867) و (868)، وللعلامة الألباني رسالة مطبوعة في إثبات صحتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صححها كذلك في صحيح أبي داود (860)، وصحيح ابن ماجة (1535)، وتخريج مشكاة المصابيح (2149).
وهذا مما خلى منه تسويد الدكتور المذكور دع عنك البسملة، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في « مجموع الفتاوى » (18/ 287- 288) في بيان عظيم منـزلتها:
« ولهذا استحبت وفعلت في مخاطبة الناس بالعلم عموما وخصوصا: من تعليم الكتاب والسنة والفقه في ذلك، وموعظة الناس ومجادلتهم: أن يفتتح بهذه الخطبة الشرعية النبوية وكان الذي عليه شيوخ زماننا الذين أدركناهم وأخذنا عنهم وغيرهم يفتتحون مجلس التفسير أو الفقه في الجوامع والمدارس وغيرها بخطبة أخرى، مثل: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ورضي الله عنا وعنكم وعن مشايخنا وعن جميع المسلمين، أو وعن السادة الحاضرين وجميع المسلمين؛ كما رأيت قوما يخطبون للنكاح بغير الخطبة المشروعة وكل قوم لهم نوع غير نوع الآخرين، فإن حديث ابن مسعود لم يخص النكاح وإنما هي خطبة لكل حاجة في مخاطبة العباد بعضهم بعضا والنكاح من جملة ذلك، فإن مراعاة السنن الشرعية في الأقوال والأعمال في جميع العبادات والعادات هو كمال الصراط المستقيم وما سوى ذلك إن لم يكن منهيا عنه فإنه منقوص مرجوح، إذ خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ».
وخير الأمور السالفات على الهدى** وشر الأمور المحدثات البدائع ].

فإن الله أنزل كتابه تبيانا لكل شيء ونورا وهدى للخلق، كما قال: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل: 44]، وجعل مناط السعادة الدنيوية والأخروية في اتباعه والعمل به، قال الله تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 124].

« ولما كانت الأرض قد أظلمت وبعُدَ عهد أهلها بنور الوحي وتفرقوا في الباطل فرقا وأحزابا لا يجمعهم جامع ولا يحصيهم إلا الذي خلقهم، فإنهم فقدوا نور النبوة ورجعوا إلى مجرد العقول، فأطلع الله شمس الرسالة في تلك الظلم سراجا منيرا وأنعم بها على أهل الأرض في عقولهم وقلوبهم ومعاشهم ومعادهم نعمة لا يستطيعون لها شكورا، فأبصروا بنور الوحي ما لم يكونوا بعقولهم يبصرونه، ورأوا في ضوء الرسالة لما لم يكونوا بآرائهم يرونه، فكانوا كما قال الله تعالى: { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [البقرة:257]، وقال: { ألر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [إبراهيم:1]، وقال: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا } [الشورى:52]، وقال: { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } [الأنعام:122].
فمضى الرعيل الأول في ضوء ذلك النور لم تطفئه عواصف الأهواء ولم تلتبس به ظلم الآراء وأوصوا من بعدهم أن لا يفارقوا النور الذي اقتبسوه منهم وأن لا يخرجوا عن طريقهم »، [ « الصواعق المرسلة » لابن القيم (2/ 1068- 1069)، بتصرف يسير ].

أصـل

وقد جاء الأمر الأكيد بالاتباع، والوعيد الشديد على الابتداع، في غير ما آية وحديث متصلا بالسماع، واشتهر هذا بين أهل الإسلام بلا نزاع، بل لا يقوم الدين إلا على هذين الأصلين العظيمين فحقق هذا ولا تراع.
قال الله عز وجل: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ) [الأعراف: 155، 156]، وقال تعالى: ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) [الأعراف: 158]، وقال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ آل عمران: 31].
وقال تعالى محذرا عن مشاقة الرسول ومعصيته: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ) [الأنفال: 20]، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) [ الأعراف: 24]، وقال تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) [ الحشر: 7] وقال تعالى: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [الأنعام: 154]، وقال تعالى: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ النور: 63].
« فطاعة الله ورسوله وتحليل ما حلله الله ورسوله وتحريم ما حرمه الله ورسوله وإيجاب ما أوجبه الله ورسوله واجب على جميع الثقلين: الإنس والجن، وواجب على كل أحد في كل حال سرا وعلانية »، [ « مجموع الفتاوى » لابن تيمية (20/ 223) ].

وقد تظافرت الأحاديث النبويات محذرة من البدع والمحدثات، برواية الأئمة الأثبات، فعن عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعاً: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، [ أخرجه البخاري (2550)، ومسلم (1718) ].
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: « قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بموعظة فقال: يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين، ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم - عليه السلام -، ألا وإنه سيجاء برجال من آمتي فيؤخذ بهم ذاتَ الشمال فأقول يا رب أصحابي، فيُقال: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم »،[ أخرجه البخاري (3171)، ومسلم (2860) ].

وفي مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أُجور من يتبعه لا ينقص ذلك من أُجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من يتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً »، [ أخرجه برقم (2674) ].

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته »، [ رواه الطبراني في « الأوسط » (4202)، وقال الهيثمي في « المجمع » (10/ 307): « رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة » ، وحسن إسناده العلامة الألباني في « صحيح الترغيب » (54) ].

فصل

ومما جاء عن السلف في ذم البدع والمحدثات والتحذير منها، وتوصية من بعدهم أن يلزموا غرزهم كثير ووفير، وكان هذا منهم _ بالاستقراء _ محل إجماع لا توقف فيه ولا مَثـنَوية، [ « الاعتصام » للشاطبي (1/ 98)، « إيثار الحق على الخلق » (107) لابن الوزير اليماني ]، وهو أصل عظيم نافع يفيد في بحثنا.

فمنها ما روي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: « إن من ورائكم فتناً يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك أن يقول قائل: ما للناس لا يتبعوني؟ وقد قرأت القرآن وما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع؛ فإن ما ابتدع ضلالة، واحذروا زلة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلال على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق ».
وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: « يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيداً، ولئن أخذتم يميناً أو شمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً ».
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: « عليكم بالاستقامة والأثر وإياكم والتبدع ».
وعن أبي العالية - رحمه الله - قال: « تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام ولا تحرفوا عن الصراط يميناً ولا شمالاً، وعليكم بسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - والذي عليه أصحابه، فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يفعلوا الذي فعلوه خمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء، فحدثت به الحسن فقال: صدق ونصح ».
وقال أيوب السختياني - رحمه الله - : « ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً ».
وقال أبو قلابة - رحمه الله - : « ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف ».
وقال حسان بن عطية - رحمه الله - : « ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة ».

إلى غير ذلك من النصوص المتكاثرة عنهم، التي أظهرت أن موقفهم من البدع « صريح وواضح، وهو التحذير منها والحرص الشديد على التمسك بالسنة والاعتصام بها، ولهذا قال أئمة الإسلام؛ كسفيان الثوري وغيره، أن البدع أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن البدعة لا يتاب منها، والمعصية يتاب منها »، [ « البدع الحولية » لحمود التويجري (24) ].
وإجماعهم حجة قويمة في الدين كما يأتي الإشارة إليه في موضعه.

توطئة

وبعد، فقد وقفت على وريقات للدكتور محمد عيسى، مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني، بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر، كانت قد نشرتها الهيئة المشار إليها ـ كما سبق وَوَعَدت، أو لنقل: أَوعَدَت بذلك ـ، على مستوى المساجد وقفا للزحف الوهابي زعموا !!، ولله الأمر من قبل ومن بعد، [ "جريدة الشروق"، العدد الصادر في: 27 / 02 / 2013م ].
كان قد جوز فيها قراءة القرآن جماعة بصوت واحد، أو ما يسمى في البلاد المغاربـية بـ: " الحزب الراتب "، واستدل على قوله بنصوص عامة وأقوال لبعض المالكية - تقليدا منه لهم -، كما أجلب على أهل السنة بخيله ورجله، لكني ألفيت حاله في مسوداته:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ** والماء فوق ظهورها محمول
حيث إنه غفل أو تغافل عن مدلول الأحاديث التي استدل بها على قوله، وأنها لا تتوافق وما ذهب إليه، وقد أردت أن أبين ما ذكر أهل العلم في بطلان ما قرره وسطره، مقارعة لللجَاج بالحِجاج، وللبهتان بالبيان، ودفعا للعدوان الجائر على أهل السنة في الجزائر، والله الموفق والهادي.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب


إجماع أهل المغرب حجة في الدين، فليعلم الأصوليون!!

قال الدكتور المذكور في وريقاته (ص: 4):

«ولقد درجت الجزائر كغيرها من بلاد المغرب على قراءة القرآن الكريم جماعة فيما يعرف بـ:" الحزب الراتب" ».
وقال (ص: 5):
« ذلك أنه لا يتصور أن تتمالأ الأمة على مدى أعصار متعاقبة وتجتمع على الضلالة ومخالفة أمر الله تعالى، وفيها العلماء والصالحون ».
ومما يقال جوابا على هذا:

أن قراءة القرآن من أجل الأعمال وأرفعها منزلة، كيف لا والقارئ يتلو كلام رب العالمين، ولا حاجة إلى ذكر فضل تلاوة القرآن فهي مما لا يخفى على الخاص والعام، وقد كان رسول الله وأصحابه يجتمعون فيأمرون أحدهم فيقرأ القرآن والباقي يستمعون، ومضت على هذا الأمة بلا خلاف بينها، « حتى نشأ بعد ذلك أقوام خالفوا عمل الأولين، وعملوا في المساجد بالقراءة على ذلك الوجه الاجتماعي الذي لم يكن قبلهم، فقام عليهم العلماء بالإنكار وأفتوا بكراهيته »، [ « المعيار المعرب » للونشريسي (11/ 115) ].

هذا وقد استدل الدكتور على جواز هذا العمل بالذيوع والانتشار، وترك العلماء والصالحين الإنكار، وهي طريقة الزّمنَى في الاستدلال، من الذين آثروا طريقة الآباء والأجداد على ما جاء به رسول الله إلى العباد، وجواب هذا من أوجه:

قبسات عابرٍ من تاريخ غابرٍ

الوجه الأول: وفيه ثلاث وقفات:

أ_ لا شك أنه لا يعزب عن علم الدكتور أن « الإسلام كان في أوله وجدته مقاوما بل ظاهرا، وأهله غالبين فسار على استقامة، وجرى على اجتماع واتساق، فالشاذ مقهور مضطهد، إلى أن أخذ اجتماعه في الافتراق الموعود، وقوته إلى الضعف المنتظر، والشاذ عنه تقوى صولته، ويكثر سواده، واقتضى سر التأسي المطالبة بالموافقة، ولا شك أن الغالب أغلب، فتكالبت على سواد السنة البدع والأهواء، فتفرق أكثرهم شيعا »، [ « الاعتصام » للشاطبي (1 / 17 ) ]، والله ناصر دينه ومعلي كلمته، فلمَ يصرّ الدكتور على تحسين الظن بالعصور الماضية، وقد علم حالها، وما صار إليه مآلها.

وإليك خير مثال على دخول البدع الكبرى على مغربنا - لاسيما التي كانت في جانب الاعتقاد بعد أن كان أهله أهل سنة وجماعة - ، ما فعله المهدي بن تومرت (ت:524 هـ)، فإنه قد ظهر في المغرب في أوائل المائة الخامسة، وكان قد دخل إلى بلاد العراق، وتعلم طرفاً من العلم، وكان فيه شيء من الزهد والعبادة، ولما رجع إلى المغرب صعد إلى جبال المغرب ونشر دعوته بين أناس من البربر وغيرهم من الجهال الذي لا يعرفون من دين الإسلام إلا ما شاء الله، فعلمهم بعض شرائع الإسلام واستجاز أن يظهر لهم أنواعاً من المخاريق ليدعوهم بها إلى الدين، وادعى أنه المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعظُم اعتقاد أتباعه فيه، واستحلوا بسبب ما علمهم من المعتقد الأشعري والفلسفي دماء ألوف مؤلفة من أهل المغرب المالكية الذين كانوا على معتقد أهل السنة، واتهموهم زوراً وبهتاناً أنهم مشبهة مجسمة ولم يكونوا من أهل هذه المقالة، [ « مجموع الفتاوى » لابن تيمية (11 / 475)، « المعجب في تلخيص أخبار المغرب » (136) لعبد الواحد المراكشي ].
وكذلك ما ذكره أبو فارس عبد العزيز بن محمد القيرواني (ت: 750 هـ)، أنه لم يكن أحد في أهل المغرب من أهل هذه الطوائف والطرق _ يعني: الصوفية _، [ « المعيار المعرب » للونشريسي (11/ 30) ]، ثم بلي المغرب بعدُ بدخولها، ولله الحكمة البالغة.

فهل يقال بعد هذا: أن المنهج السلفي هو الطارئ والأشعرية والصوفية كانتا الأصل؟ أم أن العكس هو الصحيح؟

على أنه مما يَجمُل ذكره في ذا المقام أن أهل المغرب كانوا على مذهب الإمام الأوزاعي قبل دخول مذهب مالك وغيره عليهم، [ « مجموع الفتاوى » لابن تيمية (20/583)، (23/398)، (32/164) ].
فهلا رفع الدكتور عقيرته بمذهب الأوزاعي،كما يزعم الانتساب إلى مالك زورا وبهتانا، خاصة وقد نقلت إلينا أقواله في كتب الفقه وكتب الاعتقاد.

ب_ إنه مما لا يخفى على ذي لب! أن المغرب الإسلامي كان تحت حكم الدولة العثمانية (700 _ 1300هـ)، سنين مديدة، كانت على أهله شديدة، فقد ظهرت فيه وقتئذ الطرق الصوفية والبدع الكلامية والمذاهب الرّديّة، فإن هذه الدولة كانت صوفية الطريقة، ماتريدية العقيدة، حنفية المذهب، [ « مقالة التعطيل والجعد بن درهم » لمحمد بن خليفة التميمي (122) ]، فماذا ينتظر الدكتور من علماء هذه الحقبة! بله عوامهم.
[ ومن أراد معرفة ما كان عليه علماء تلك الدولة فليراجع ـ متأملا طارحا للتعصب ـ، تراجمهم وذلك في كتاب: « الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية » لأبي الخير عصام الدين طَاشكُبرِي زَادَه، يجد عجبا، ].

حتى إن المتأمل في تاريخها يرى انتشار البدع والتصوف والمحدثات، والتعصبات والقوميات خاصة في سنواتها الأخيرات، بل وسعي بعض الأكابر فيها كأمثال: مدحت باشا وأضرابه، إلى سن دستور على طريقة الغربيين، السبب الذي عجل في سقوطها وانهيارها، وخير مثال على ما سمعت: سعيها الحثيث في محاربة الدولة السعودية الأولى ( 1157 ـ 1234 هـ )، التي أخرجت الناس من براثن الشرك والبدع إلى نور التوحيد والسنة، حتى أطاحت بها، ولله الأمر من قبل ومن بعد، [ « الدولة العثمانية في التاريخ الحديث » لإسماعيل ياغي (129) ].
وإذا أذن الله في زوال الدول، « ظهرت فيها البدع والمحدثات التي تخالف دين الرسل، فينتقم الله ممن يخالف الرسل، وينتصر لهم منهم »،[ « مجموع الفتاوى » لابن تيمية (13/ 177)، « الصواعق المرسلة » لابن القيم (3/ 1071) ].
فأزال الله بذلك دولة العثمانيين، وذلك مصداقا لقوله جل وعز وعلا: ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )، [ محمد: 38]، وأبقى _ ولله الحمد _ الدولة السعودية قائمة بمنّه وكرمه، وتصديقا لوعده، وهل يحيق المكر السيء إلا بأهله!!، [ « كيف سقطت الدولة العثمانية » للخراشي (11)، (18)، (21) ].

جـ _ لعل فشو كثير من البدع في ذاك الزمان كان بسبب جهل التابع وتحسينه « اعتقاده في متبوعه، فيفعل هذا الأخير فعلا محتملا أن يكون مشروعا أو غير مشروع فيقتدي به على الإطلاق، ويعتمد عليه في التعبد، ويجعله حجة في دين الله؛ فهذا هو الضلال بعينه، ما لم يتثبت بالسؤال والبحث عن حكم الفعل ممن هو أهل للفتوى.
وهذا الوجه هو الذي مال بأكثر المتأخرين من عوام المبتدعة، إذا اتفق أن ينضاف إلى شيخ جاهل أو لم يبلغ مبلغ العلماء، فيراه يعمل عملا فيظنه عبادة فيقتدي به، كائنا ما كان ذلك العمل، موافقا للشرع أو مخالفا، ويحتج به على من يرشده ويقول:كان الشيخ فلان من الأولياء وكان يفعله، وهو أولى أن يقتدى به، وإنما قصارى هؤلاء أن يقولوا: إن آباءنا أو شيوخنا لم يكونوا ينتحلون مثل هذه الأمور سدى، وما هي إلا معضودة بالدلائل، ومنصورة بالبراهين، مع أنهم يرون ويرون أن لا دليل عليها، ولا برهان يقود إلى القول بها »، [ « الاعتصام » للشاطبي (3 / 108) ].
وقد يكون المقلَّد ليس من أهل العلم أصلا، ولو خالط العلم بشاشة قلبه، لما كان له في الاتباع معدل، ولا في فشو البدع وانتشارها موؤل، قال الطرطوشي المالكي في « الحوادث والبدع » (ص: 77): « ونحن نقول: ما ابتدع عالم قط، ولكنه استفتي من ليس بعالم؛ فضل وأضل ».

« والذي ينبغي بل يجب علينا ألا ننظر إلى العوائد التي اصطلحنا عليها ولا لكون سلفنا مضوا عليها، إذ قد يكون في بعضها غفلة أو غلط أو سهو، ولكن ينظر إلى القرون المتقدم ذكرها » ، [ « المدخل » لابن الحاج (1 / 97) ]، فليعتبر الدكتور وليسع جاهدا في تخليص الناس من ربقة التقليد المذموم الذي فشى في أهل المغرب، حتى منعهم من معرفة الحق والعمل به، ولا يعزي نفسه وإخوانه! بفعل الآباء والأجداد.

الثاني:
قد قرر بعض أهل العلم أن انتشار المنكرات والبدع لا يدل على جوازها في نفس الأمر، بل لا يدل ذلك إلا على اندراس الدين، وطمس معالمه وكثرة البدع في الأمة، والله المستعان وعليه التكلان.

قال أبو بكر الطرطوشي المالكي (المتوفى سنة: 520 هـ)في كتابه « الحوادث والبدع » (ص: 71):
« قالوا: إن هذا الأمر شائع ذائع في أقاليم أهل الإسلام وأقطار أهل الأرض، حتى قال بعض الأغبياء: إن القيروان كانت دار العلم بالمغرب، ولم يزل هذا الأمر بها فاشيا، لا منكر له!!
فالجواب أن نقول: شيوعة الفعل وانتشاره لا يدل على جوازه؛ كما أن كتمه لا يدل على منعه...وأكثر أفعال أهل زمانك على غير السنة، وكيف لا وقد روينا قول أبي الدرداء إذ دخل على أم الدرداء مغضبا، فقالت له: مالك؟ فقال: والله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنهم يصلون جميعا، وما روينا هنالك من الآثار!».

ولعل هذا النقل عن هذا الإمام مما يعكر على الدكتور قوله، فليجد لنفسه مغارة أو مُدّخلا يستتر به من رماح أهل العلم، ومن تصدى لرماح أهل الإيمان، كان هو الذي عرض نفسه للهوان، والله المستعان.

الثالث:
أن يعلَم الدكتور ويعلّم الناس أن هذه البدع لم تذع وتنتشر إلا لغربة السنة، وترك الاتباع المأمور به على مر العصور التي غبرت، فكيف يجعل هذا الشيوع والذيوع مما يحمد به ويصيّره من السنن التي جعل النهي عنها من الممنوع!
ولا ينبغي أن يستدل بسكوت العلماء عن هذه المحدثات ولا بموافقتهم، فإن الحجة في كلام الله ورسوله وما جرى عليه عمل السلف، لا في أقوال بعض العلماء بله آحادهم، وقد يكون أمثال هؤلاء من المعذورين فكيف يجعل كلامهم حجة مع قيام هذه الاحتمالات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
« وقد تكون الغربة في بعض شرائعه وقد يكون ذلك في بعض الأمكنة. ففي كثير من الأمكنة يخفى عليهم من شرائعه ما يصير به غريبا بينهم لا يعرفه منهم إلا الواحد بعد الواحد، ومع هذا فطوبى لمن تمسك بتلك الشريعة كما أمر الله ورسوله، فإن إظهاره والأمر به والإنكار على من خالفه هو بحسب القوة والأعوان »، [ « مجموع الفتاوى » (18/ 298) ].

وإن كان قد تقرر عند المنصفين أنه لا يحتج بترك إنكار بعض علماء السلف على المنكرات الشائعة في زمانهم، فمن كان بعدهم من الخلوف أولى وأحرى، ومن نافلة القول أنقل لك أيها الألمعي مثالا لعله يكون خير شاهد على ما تقدم بيانه.
قال الشوكاني في « نيل الأوطار » (2/ 175):
« ومن جملة ما عول عليه المجوزون للتزيين - يعني: تزيين المساجد وزخرفتها - ، بأن السلف لم يحصل منهم الإنكار على من فعل ذلك، وبأنه بدعة مستحسنة وبأنه مرغب إلى المسجد، وهذه حجج لا يعول عليها من له حظ من التوفيق لاسيما مع مقابلتها للأحاديث الدالة على أن التزيين ليس من أمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه نوع من المباهاة المحرمة وأنه من علامات الساعة كما روي عن علي - عليه السلام -، وأنه من صنع اليهود والنصارى، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحب مخالفتهم ويرشد إليها عموما وخصوصا.
ودعوى ترك إنكار السلف ممنوعة لأن التزيين بدعة أحدثها أهل الدول الجائرة من غير مؤاذنة لأهل العلم والفضل، وأحدثوا من البدع ما لا يأتي عليه الحصر ولا ينكره أحد، وسكت العلماء عنه تقية لا رضا، بل قام في وجه باطلهم جماعة من علماء الآخرة، وصرخوا بين أظهرهم بنعي ذلك عليهم ».
وها هو ابن الحاج يصف ما وقع في زمنه من اشتهار التأذين الجماعي حتى صار المتكلم فيه قد أتى ببدع من القول، فقال في « المدخل » (1/ 95):
« أما ما اعتاده المؤذنون اليوم من الأذان جماعة متراسلين نسقا واحدا مجتمعين فلم يعرف عن أحد جوازه وها هو اليوم هو المعهود المعمول به ومن فعل غيره أو تكلم به كأنه ابتدع بدعة في الدين وأتى بشيء لا يعرف ولا يعهد ».

وانقلب السحر على الساحر، ومعه تسلية المصاب عن كلام أهل الارتياب

قال الدكتور المذكور في وريقاته (ص: 6):

«إن الذين يمنعون هذه الطريقة أساسا هم الكتبيون الذين لا شيخ لهم إلا أوراق الكتب والرسائل، وهم أيضا أنصار بدعة دخيلة على السنة الجارية في طلب العلم الشرعي وهي ثقافة الأشرطة والهواتف، تجدهم يتفقهون بسماع الأشرطة يوم الخميس، ويدرسون محتواها يوم الجمعة ليفتوا بمقتضاها يوم السبت ».

ولنا معه هنا وقفتان:
1_ أنه قد ظهر تناقض الدكتور المذكور، حيث جعل ما لم يدل عليه الدليل [ الحزب الراتب ] من البدع الحسنة، بل من أجل العبادات وأنفعها للعامة، ويرى ما ذاع وانتشر من وسائل عصرية تعين على طلب العلم الشرعي ومعرفة الحق بل وسماع القرآن الكريم من أهله المتقنين، من البدع المستقبحة.
ألا يدري الدكتور أن إشغال الناس بأخذ العلم وسماعه من هذه المصادر المستحدثة خير لهم وأنفع فيما لو استعملوها في المحرمات، وما أسهل وأكثر انتشارها في هذه الوسائل، فنعوذ بالله من الهوى ومواطن الزيغ والردى.
2_ ألا يعلم الدكتور أنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: « طريقا »، « نكرة في صيغة الإثبات فتفيد العموم أي: بسبب أي سبب كان من التعليم والتصنيف ومفارقة الوطن والإنفاق فيه »، [ «مرقاة المفاتيح » (1/ 286) ].
قال الحافظ ابن رجب:
«وسلوك الطريق لالتماس العلم يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي، وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء، ويدخل فيه سلوك الطرق المعنوية المؤدية إلى حصول العلم، مثل حفظه، ودارسته، ومذاكرته، ومطالعته، وكتابته، والتفهم له، ونحو ذلك من الطرق المعنوية التي يتوصل بها إلى العلم »، [ « جامع العلوم والحكم » لابن رجب (2/ 297)، و « التحفة الربانية » لإسماعيل الأنصاري (99) ].

فماذا يقول الحافظ ابن رجب عن الأشرطة والهواتف والحواسيب والرسائل والمطويات، أليست داخلة في الطرق المعنوية لتحصيل العلم!، أم أنها من البدع المنكرة!! كما زعم صاحبنا.

هذا ولم أجد ما أسلي به نفسي و إخواني من طعن هذا الرجل إلا قول العلامة ابن الوزير اليماني في كتابه « الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم » (2/590- 591):
« إخواني! فلا يستخفّنكم الذين لا يوقنون، ولا يستهوينّكم الذين يسمّون المؤمنين بالسّفهاء ألا إنّهم هم السّفهاء ولكن لا يعلمون، ولا يطيشنّ وقاركم الذين يسخرون منكم، سخر الله منهم ولهم عذاب أليم، فقد استهزؤوا قبلكم بجميع الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين، وقد حكى الله عنهم أنّهم: " كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مرّوا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالون ".
فتأسّوا رحمكم الله بمن تقدّم من المؤمنين في الإعراض عن المستهزئين: (( الله يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين )).
عليكم بالقرآن فإنّه الطّبيب الآسي، والكريم المواسي، ارتعوا في رياض "حواميمه" وانتفعوا ببيان "طواسيمه"، اقتدوا بأنوار مصابيحه، واستسقوا بأنواء مجاديحه فإنّه المعجز الذي لا تتناوله طاقات العباد، والحجّة البالغة على أهل العناد ».

أفليس في هذا بلاغ مسافر ** يبغي الإله وجنة الرضوان

............ (يتبع)


جمعه ورتبه وهذبه/
أبو أنس عبد الله بن المبارك
الجزائري
ختم الله له ولوالديه بالحسنى



التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الله الجزائري ; 22 Apr 2013 الساعة 08:17 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 Apr 2013, 09:02 PM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

بوركت ياأخي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 Apr 2013, 12:19 PM
أبو أنس عبد الله الجزائري أبو أنس عبد الله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر المحروسة
المشاركات: 107
افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مناقشةعيسى, الحلقةالأولى, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013