27 Apr 2013, 09:34 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 366
|
|
قصّةٌ عن توليةِ الأصلحِ على أمرٍ من الأمورِ...لابنِ تيمية/ السياسة الشرعية
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصّةٌ -وفيها عبرةٌ!- ذكرها الإمامُ ابنُ تيميةَ -رحمهُ اللهُ- في سياقِ كلامهِ عن توليةِ الأصلحِ على أمرٍ من الأمورِ
(من كتابِ: السياسةِ الشرعيّة في إصلاحِ الراعي والرّعيةِ/ ص:9)
،،،
"..ثُمَّ إنَّ الْمُؤَدِّيَ لِلْأَمَانَةِ مَعَ مُخَالَفَةِ هَوَاهُ، يُثَبِّتُهُ اللهُ، فَيَحْفَظُهُ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ بَعْدَهُ!
وَالْمُطِيعُ لِهَوَاهُ يُعَاقِبُهُ اللهُ بِنَقِيضِ قَصْدِهِ، فَيُذِلُّ أَهْلَهُ، وَيُذْهِبُ مَالَهُ!
وفِي ذَلِكَ الْحِكَايَةُ الْمَشْهُورَةُ:
أَنَّ بَعْضَ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، سَأَلَ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ أَنْ يُحَدِّثَهُ عَمَّا أَدْرَكَ، فَقَالَ:
أَدْرَكْت عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العزيز، قيل لَهُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَقْفَرْت أَفْوَاهَ بَنِيك مِنْ هَذَا الْمَالِ! وَتَرَكْتَهُمْ فُقَرَاءَ لَا شَيْءَ لَهُمْ! -وَكَانَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ-
فَقَالَ:
أَدْخِلُوهُمْ عليَّ، فأدخلُوهُمْ -وهم بِضْعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا، لَيْسَ فِيهِمْ بَالِغٌ- فَلَمَّا رآهُم ذرفتْ عيناهُ! ثمَّ قالَ لهم:
يَا بَنِيَّ! وَاَللهِ مَا مَنَعْتُكُمْ حَقًّا هُوَ لَكُمْ، وَلَمْ أَكُنْ بِاَلَّذِي آخُذُ أَمْوَالَ النَّاسِ فَأَدْفَعُهَا إلَيْكُمْ؛ وَإِنَّمَا أَنْتُمْ أَحَدُ رَجُلَيْنِ:
-إمَّا صَالِحٌ، فَاَللهُ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ!
- وَإِمَّا غَيْرُ صَالِحٍ، فلا أخلفُ لَهُ مَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ! قومُوا عنِّي!
قالَ: فلقدْ رأيتُ بعضَ بنيِهِ، حَمَلَ عَلَى مِائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ! يَعْنِي أَعْطَاهَا لِمَنْ يَغْزُو عَلَيْهَا.
قُلْت: هَذَا وَقَدْ كَانَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ! مِنْ أَقْصَى الْمَشْرِقِ: بِلَادِ التُّرْكِ، إلَى أَقْصَى الْمَغْرِبِ: بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ وَغَيْرِهَا، وَمِنْ جَزَائِرِ قُبْرُصَ وَثُغُورِ الشَّامِ وَالْعَوَاصِمِ كَطَرَسُوسَ وَنَحْوِهَا، إلَى أَقْصَى الْيَمَنِ!
وَإِنَّمَا أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَوْلَادِهِ، مِنْ تَرِكَتِهِ شَيْئًا يَسِيرًا، يُقَالُ: أَقَلُّ مِنْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا.."!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|