منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 26 Nov 2017, 10:01 AM
وسيم قاسيمي وسيم قاسيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 209
إرسال رسالة عبر Skype إلى وسيم قاسيمي
افتراضي نقولات تذكيرية في مسائل منهجية دعت الحاجة إليها

نقولات تذكيرية في مسائل منهجية دعت الحاجة إليها

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد: إن من منهج أهل السنة والجماعة عند حصول الفتن الرجوع إلى العلماء، واتباع كلامهم ونصحهم فهذه من أجلِّ الأسباب المعينة على اجتناب الوقوع في الفتن ومعرفة من أخطأ ممن فهم، فلهذا أردت في منتدانا الحبيب أن أنقل لإخواني بعض الفتاوى والنصوص لكبار علمائنا في مسائل منهجية متفرقة ولعل في وقت كهذا قد تدعو الحاجة لها أكثر من غيرها، وقد جعلتها في عناوين:

1/ أهمية اتباع منهج السلف:
قال الشيخ أبو عبد المعز محمد بن علي فركوس -حفظه الله-: «إن أعلام السلف فاقوا غيرهم من أصحاب الفرق والطوائف في مختلف الميادين، سواء في التصورات المتجسدة في القضايا الكبرى الخاصة بالله سبحانه وتعالى، وكذا مخلوقاته في الحياة والكون، أو في المبادئ الإسلامية والقيم المنبثقة منها، التي سلكوها في مواجهة التحديات العلمية والعقدية التي أثيرت في عصورهم، أو في المنطلقات التأصيلية التي بنوا عليها فهم الإسلام والعمل به نصا وروحا، أو في التفاعل مع الأحداث والوقائع المستجدة التي واجهوها وتصدوا لها، كل ذلك ينبئ عن تكامل هذا المنهج الرباني القويم :
· في التصور والقيم والمبادئ.
· وفي العمل والإصلاح والتربية.
· وفي السلوك والتزكية » (1).

وبعد هذا ذكر شيخنا -حفظه الله- أهمية اتباع منهج السلف فقال تكملة لما سبق نقله: «فكان أن أنار الله به طريق المهتدين، وأضاء به صدور العالمين شرقا وغربا، وصان به دينه وحفظ به كتابه عن طريق التزام أعلام السلفية به جيلا بعد جيل، من صدر الإسلام إلى زماننا الحاضر، ذلك لأن هذا المنهج السلفي هو منهج الإسلام المصفى نفسه، البينة معالمه، المأمونة عواقبه، يسير على قواعد واضحة، ويتحلى بخصائص جامعة، فمن قواعده:
· الاستدلال بالكتاب والسنة.
· والاسترشاد بفهم سلف هذه الأمة.
· ورفض التأويل الكلامي.
· وعدم معارضة النقل برأي أو قياس أو نحوهما وتقديمه على العقل مع نفي التعارض بينهما كما ينفى التعارض بين النصوص الشرعية في ذاتها.
· وجعل الكتاب والسنة ميزانا للقبول والرفض دون ما سواهما.
ومن خصائصه الجامعة:
· شموله.
· وتوسطه بين المناهج الأخرى.
· ومحاربته للبدع وتحذيره منها.
· واجتناب الجدل المذموم في الدين والتنفير منه.
· ونبذ الجمود الفكري والتعصب المذهبي.
· ومسايرته للفطرة والاعتقاد القويم والعقل السليم»(2).

2/ ترك البدع وأهلها:
قال الإمام أحمد -رحمه الله- في (أصول السنة): «أصول السنة عندنا: ... وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء».
وقد وضح هذا الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- فقال:« والخلاصة أن التدين الحق يقوم على أصلين وهما: تجريد الإخلاص لله، وتجريد المتابعة لرسول الله ﷺ فالعمل إن فقد الإخلاص لله كان شركا أو رياء؛ وإن فقد المتابعة لرسول الله ﷺ كان بدعة ومتى اجتمع في العمل الإخلاص لله والمتابعة لرسوله ﷺ كان هو عمل الموحدين أهل التوحيد والسنة.
... ومن هنا يظهر لنا أن المبتدعة قسمان:
1. صاحب هوى معاند.
2. وجاهل.
فالجاهل حقه علينا النصح والتعليم فإذا قامت عليه الحجة رفعنا أيدينا عنه وألحقناه بالضلال، وأما صاحب الهوى فالواجب التحذير منه.
... وهذه المجادلة قسمان:
· أحدهما: بيان الحق بالدليل: هذا سنة والدليل كذا، وهذا بدعة والدليل كذا، هذا محمود وهذا هو الذي يصنعه السلف مع خصومهم من معتزلة أو أشاعرة أو جهمية قبلهم أو خوارج أو غير ذلك.
· الثاني: المحاورات التي يريد كل من الخصمين ثني صاحبه إلى ما يرى وهذا هو الذي يذمه أهل السنة يذمه السلف يذمونه ويمقتونه ويشددون النكير على أهله.
فلم يكن عادة السلف الجلوس إلى أهل الأهواء للمحاورة تسمع مني وأسمع منك بل إذا أتاهم من يعلمون أنه صاحب هوى تركوه وقاموا من المجلس حتى يخرج، ومن كان مسترشدا طالبا للحق فإنهم يبينون له الحق بدليله وإن كانت عنده شبهة كشفوها له بالدليل، ولهذا قرر الشيخ ترك الجلوس إلى أهل الأهواء وترك المراء والخصومات في الدين، ولهذا قال قائل السلف: « من عرض دينه للخصومة أكثر التنقل» ومن المأثور عنهم في ذلك قول الفاروق عمر-رضي الله عنه-: «إياكم وأهل الرأي أعداء السنن أعيتهم أحاديث رسول الله ﷺ أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا».
... ومصداق هذا نص رسول الله ﷺ ففي مقدمة صحيح مسلم وفي شرح السنة للبغوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: «سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم».
وفي صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- « أن رسول الله ﷺ تلا هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ[آل عمران:7] قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم».
الجلوس كذلك أدرجته ضمن هذا، وبهذا يستبين لكم أن الأصل هو هجر المبتدعة الدعاة إلى بدعهم الذين يقررون البدع وينشرونها في الناس الأصل هجرهم والتحذير منهم إلا إذا كان هناك مفسدة أكبر من ذلك»(3).

وقد بين النبي ﷺ خطر أهل الأهواء والبدع وكيف يسلم منهم الإنسان ومن فتنهم وذلك فيما رواه الشيخان عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: « كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ، قَالَ: نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ، قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ، قَالَ: نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ، قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ، قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ».
«وهذا تحذير النبي ﷺ من أعداء السنة الذين يوقدون نار الفتنة، ويفرقون كلمة الأمة فيقودونها إلى الهاوية، وبهجماتهم الشرسة ودعواتهم المضللة التي لا ترعى في الأمة إلا ولا ذمة، ولا يهمها إلا نشر الأفكار الضالة والمبادئ الهدامة، هذا تحذير النبي ﷺ، والعصمة والنجاة من هذه الفتن، التي وراءها من وراءها؛ إما جاهل لا يتفطن، وإما عدو ماكر شيطان مريد.
والنجاة منه: أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم...
لأن ذلك مما يشيع الأمن ويجمع الكلمة ويقطع دابر بغاة الفتنة ودعاة الفرقة، وهذا ما تواتر به أحاديث رسول الله ﷺ، فقد أخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم».
وفي الحديث الآخر:«ثلاث لا يغلُّ عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من وراءهم أو من ورائهم».
هذه الثلاث ما حصل في الناس خلل في دينهم أو دنياهم إلا بسبب تقصيرهم فيها أو في بعضها، قاله شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب...»(4).

وقد فصل في مسألة مجالسة أهل الأهواء شيخنا حامل لواء الجرح والتعديل بحق أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في مقال له موسوم بـ ( تحذير أهل السنة السلفيين من مجالسة ومخالطة أهل الأهواء المبتدعين) وسننقل منه الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على النهي عن مجالسة أهل الأهواء، قال -حفظه الله-:
«فيجب على المسلم التمسك بالكتاب والسنة والعض عليهما بالنواجذ.
واجتناب البدع وما يوقعه في البدعة مثل: مخالطة أهل البدع ومجالستهم وموادتهم.
قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: 22].
وقال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [هود: 113].
وهناك عدد من النصوص النبوية تتضمن التحذير من مجالسة أهل البدع:
أ- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب».أخرجه البخاري حديث (6168) ، ومسلم حديث (2640).
ب- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله». أخرجه الإمام أحمد حديث (8028)، وأبو داود حديث (4833)، والترمذي حديث(2378).
جــ- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف». أخرجه البخاري حديث (3336)، ومسلم حديث (2638).
د- وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة». متفق عليه. أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (5534)، ومسلم في "صحيحه" حديث (2628).
الإجماع على معاداة أهل البدع ومهاجرتهم:
قال الإمام البغوي في (شرح السنة) (1/227)–خلال تعليقه على قصة كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية –رضي الله عنهم-: «وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة، ومهاجرتهم».
3/ أهل الحل والعقد من المسلمين هم الموكلين بالكلام في النوازل:
﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا[النساء:83].
قال الشيخ عبيد -حفظه الله-: «فحاصل ما تضمنته هذه الآية -أيها المسلمون والمسلمات- أمران:
· أولا: ذم الفضوليين الذين يعرضون بالكلام فيما ليس من شأنهم، ويخوضون في حوادث النوازل ومعضلات المشاكل بغير روية، فليس عندهم روية ولا أهلية تسوغ لهم الحديث عن تلكم المشكلات، وكان الواجب عليهم أن يردوا ما نزل بهم مما يتوقعون فيه خوفا أو أمنا إلى طائفتين من الناس، وهما: رسول الله ﷺ وولاة الأمر بعده.
o فالرد إلى رسول الله: هو الرد إليه في حياته شخصيا، وإلى سنته بعد مماته -عليه الصلاة والسلام-.
o وأولو الأمر: هم الحكام، أئمة المسلمين، أئمة السلطان ومن حولهم من أهل العلم، الذين جرب ولي الأمر خبرتهم فأكسبه ذلك ثقتهم وأناط بهم الحديث في هذه الأمور المدلهمة، والفتن التي تعصف بالأمة بين الفينة والفينة.
· ثانيا: فيما تضمنته هذه الآية أن من لم يسلك هذا المسلك -وهو ما قدمت ذكره- فهو سالك سبيل الشيطان، ﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا»(5).

4/ صفات العلماء الذين نتبع غرزهم وطريقهم:
قال الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان -حفظه الله- في معرض جوابه عن سؤال يتضمن هذه المسألة : « والأشخاص الذين ينتسبون إلى الدعوة يجب أن ينظر فيهم : أين درسوا ؟ ومن أين أخذوا العلم ؟ وأين نشؤوا ؟ وما هي عقيدتهم ؟ وتنظر أعمالهم وآثارهم في الناس، وماذا أنتجوا من الخير ؟ وماذا ترتب على أعمالهم من الإصلاح ؟ يجب أن تدرس أحوالهم قبل أن يغتر بأقوالهم ومظاهرهم، هذا أمر لا بد منه، خصوصا في هذا الزمان، الذي كثر فيه دعاة الفتنة، وقد وصف النبي ﷺ دعاة الفتنة بأنهم قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، والنبي ﷺ لما سئل عن الفتن؛ قال : «دعاة على أبواب جهنم، من أطاعهم؛ قذفوه فيها»، سماهم دعاة !
فعلينا أن ننتبه لهذا، ولا نحشد في الدعوة كل من هب ودب، وكل من قال: أنا أدعو إلى الله، وهذه جماعة تدعو إلى الله ! لا بد من النظر في واقع الأمر، ولا بد من النظر في واقع الأفراد والجماعات؛ فإن الله سبحانه وتعالى قيد الدعوة إلى الله بالدعوة إلى سبيل الله؛ قال تعالى : ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله . . . [ يوسف : 108]؛ دل على أن هناك أناسا يدعون لغير الله، والله تعالى أخبر أن الكفار يدعون إلى النار، فقال : ﴿ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه[ البقرة : 221 ] ؛ فالدعاة يجب أن ينظر في أمرهم .
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- عن هذه الآية ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله: «فيه الإخلاص؛ فإن كثيرا من الناس إنما يدعو إلى نفسه، ولا يدعو إلى الله عز وجل»»(6).

5/ التحذير من التعالم والكلام بغير علم:
قال الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- : «إن الواجب على المسلم أن لا يظهر في غير مظهره، ولا بخلاف ما يبطن، ولا بخلاف حاله، ولا يحكم على نفسه بعلوِّ مرتبته وسموها، ولا يتكلف ما ليس له، فإن هذا الخلق من صدق الحال، وقد قال ﷺ: « المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» وقد جاء قولهم :
كل من يدعي بما ليس فيه ::: فضحته شواهد الإمتحان
لذلك لا يجوز أن يَدَّعي العلم فيما لا يعلم، والإتقان فيما لا يتقن، ولا أن يتصدر قبل التأهل، فإن ذلك آفة العلم والعمل، ولذلك جاء في أقوالهم: «من تصدر قبل أوانه؛ فقد تصدى لهوانه»(7).
وذكر الشيخ أيضا في نصيحته للمتعالم أن قوله مردود بالكتاب والسنة والإجماع:
« أما من الكتاب فبقوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ [محمد:19]، فأثبت العلم أولا، وحصر الخشية على وجهها الأمثل في العلماء في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء[فاطر:28].
وقد جاء في السنة قوله ﷺ: «يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء».
وأجمع كل ذي عقل على أن العمل يكون تاليا للعلم فلا عمل بدون علم، وكل عمل بني على غير علم فهو باطل مردود.» (8)



جمعها : أبو أسامة وسيم قاسيمي -غفر الله له ولوالديه-



(1) مجالس تذكيرية على مسائل منهجية (ص8).

(2) مجالس تذكيرية على مسائل منهجية (ص8-9).

(3)بتصرف يسير من التقرير الأحمد بشرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- (ص17-21).

(4)تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب للشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- (ص18-21).

(5)تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب للشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- (ص21-22).

(6)الإجابات المهمة في المشاكل الملمة للشيخ صالح بن فوزان آل فوزان -حفظه الله- (ص34-37).

(7)مجالس تذكيرية على مسائل منهجية (ص405-406).

(8)مجالس تذكيرية على مسائل منهجية (ص414-415).

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 Nov 2017, 10:53 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي وسيم على هذا الجمع الطيب
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Nov 2017, 02:01 PM
وسيم قاسيمي وسيم قاسيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 209
إرسال رسالة عبر Skype إلى وسيم قاسيمي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر سنيقرة مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أخي وسيم على هذا الجمع الطيب
آمين وإياكم شيخنا الحبيب وبارك الله فيكم على تعليقكم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Dec 2017, 12:21 PM
أبوعبد الرحمن صدام حسين شبل أبوعبد الرحمن صدام حسين شبل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: ولاية سطيف/الجزائر
المشاركات: 291
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي وسيم...
نعم نقولات دعت الحاجة إليها...
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, تذكير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013