منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07 Oct 2015, 02:28 PM
أبو عبد الرحمن فتحي المستغانمي أبو عبد الرحمن فتحي المستغانمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: الجزائر - مستغانم
المشاركات: 41
افتراضي العيش في كنف العلماء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أما بعد،
فإني أحمد الله إليكم أيها الإخوة في الله أن هدانا للإسلام والسنة وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، فاللهم اعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، ووفقنا حتى نشكرك ونرعاها حق رعايتها، ولا تجعلنا من الغافلين.
نَعَم أيها الأحبة فإنّا كثيرا ما نغفل عن نعم جليلة لا تقدر بثمن، ولا ندرك قيمتها الحقيقية إلى أن تنكشف عنا، فيفوتنا بذلك الاستفادة منها والغنيمة بها، ثم الشكر لمولاها ومسديها، فتنكسر نفوسنا حينها ونغتم لذلك. ومن خاف الموت بادر الفوت!
ولأجل هذا رغبتُ في إدراج كُليمات هنا، فيما نستقبل، -إن يسر الله تعالى ومنه أستمد العون وبه الثقة-، في التعريف ببعض النعم التي تحوطنا ولعلنا لا نلتفت إليها، غفلة منا وشرودا.
وهي للذكرى {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، وما أُراني إلا أحوج إليها من غيري، ولكنها الرغبة في الخير، وكما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: «اتَّق الله ولا تحقرَنَّ من المعروف شيئاً ولو أَنْ تُفرغَ مِنْ دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». فإنّ الله لا يستكثر شيئا أعطاه، وإنّ من فضله جلّ وعز أنّه يجود بدار كرامته على العمل اليسير.
كذلك، وقد كتبنا فيما سلف بعض الأسطر، نبرز من خلالها نعمة الانتماء للإسلام والسنة، وكيف كان فضل الله علينا عظيما. وهو القائل سبحانه {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}.
ولما تمت زيارة أحد طلبة العلم النجباء لبلدتنا، واجتماعُنا به للاستفادة والمدارسة، وجدتها فرصة اهتبلتها للاضطلاع على مألف له، كان لي بالفعل غنيمة، فعضدته بمقال نُشر في أحد المنتديات السلفية البيضاء النقية، نصرة للعلماء وذبا عن أعراض المسلمين المظلومين البرآء مما يرميهم به أهل السفاهة والشطط. نبهت ضمنه إلى فضلهم وما الذي يجب حفظه من حقهم.
ومن توفيق الله عز وجل، فإنه لقي ترحيبا عند بعض الإخوة الفضلاء، مما شجعني على الاستمرار فيما هممتُ به وأومأت إليه آنفا، مشاركة في الخير -كلما صلح المقام-، وعلى الله قصد السبيل وهو القائل جلّ ذكره: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
وإنّ وجود علماء السُنّة بين أظهرنا لمِن تلك النعم العظيمة النّفيسة التي وجب شكرها وحفظها، والتي لا يلتفت إلى أهميتها وضرورتها بعض المسلمين، حتى ضيّعوا، فخابوا وخسروا.
والمتأمل في أزمنة الفتن منذ ماضي العصور إلى يوم الناس، سيدرك لا محالة أن مأججوا نيرانها نشؤوا في معزل عن العلماء، فلم يرضوا بما رضي به سلفهم الأخيار، ولم يرفعوا رأسا بما اختاره ورضيه معاصروهم الأعلام، ورفضوا الكتاب والحكمة، وركنوا إلى سفاهات الجهّال والرويبضة الضلال، فشغّبوا وعاندوا ثم مالوا إلى البغي والعدوان، والتنكر بعد العرفان، واختاروا لأنفسهم الذلة والهوان، حتى استحلسوا الخوف بعد الأمان. وأحلوا قومهم سكنى الجهالة والدناءة بعد رفعة الشان. يصدق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا». فإنّ هذا أوان يبث فيه الجهل ويثبت، وتموج الفتن، نعوذ بالله من زمن الحَيرة.
وفي عجالة عند استعراض التاريخ، نقرأ أن المعترضين على الخليفة الراشد عثمان ذي النورين رضي الله عنه والذين تألبوا عليه حتى قتلوه مظلوما شهيدا، كانوا من حدثاء الأسنان العُجل المذاييع، ولم يركنوا إلى ساداتهم وكبرائهم وهم يومئذ متوافرون، صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا لصاحبه قدره ومنزلته.
وتجد أن الخوارج الحرورية عندما نازعوا الخليفة الراشد علي رضي الله عنه، لم يكن معهم أحد من الصحابة الكرام وهم العلماء يومئذ. حتى ناداهم ابن عباس رضي الله عنهما -كما جاء في مستدرك الحاكم (ج2/179/2713) -، وقال: "أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، لأبلغكم ما يقولون المخبرون بما يقولون، فعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بالوحي منكم، وفيهم أُنزل، وليس فيكم منهم أحد"، وهذا فيه دلالة واضحة على أنهم أهل شذوذ، وعلامة بارزة على ضلالهم، وسوء مذهبهم.
وورثهم أقوام بعدهم. والآن ما يُسمى داعش هذه المارقة هل يُعرف لهم عالم؟ فما أبعد الناس عن التعقل والتفهم. بل إن العلماء يحذرون منهم ومن قبيح فعالهم. وتجد أنهم ما لبثوا يسفكون دماء أهل الإسلام ويدَعون أهل الأوثان! وهذه من كبرى البراهين الدالة على أنهم من أولئك الذين «يقرؤون القرآن يرون أنه لهم وهو عليهم لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»، كما الخبر. والله المسؤول أن يستأصل شأفتهم.
وانظر كذلك إلى من يذيع في تلك القنوات الفضائية زعموا إسلامية. وهذه الجزأرية، هل وجد فيهم إلا من أولئك المتسلفة، سواء عابدين الذي لم تقر عينه بمصنفات السلف في اعتقاد أهل السنة حتى زار مكتبة الشيخ ربيع! وهذا باعترافه. ويا ليثه تقنّع بها! ولكنه تاه في غيابات الظنون وراح يُنظِّر للحزبية.
واعجب لعماني العاصمي، وكيف صار عنده هذا من العلماء الأعلام، حتى جعل منه المحنة وبالثناء عليه يعرف المتنسك!! هوناً يا أخا العرب!
وصار يوالي من باع دينه ابتغاء مرضاته ويعادي من نصح وصحح العور، فمَثَله:
كالعير في البيداء يقتلها الضما ... والماء فوق ظهورها محمول.
{وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}، ساعين في بث الفرقة وزرع الخلاف وقطع الأواصل، يشجعون على الفتنة، ولا يَكِلُّون ولا يَمَلُّون ولا ييأسون ولا يخجلون.
ثم اعجب كيف يتحول إلى قرين للعلماء عند أمثال شعبان بومعزة طالب عيش المتأكل بدينه، ورفيقه لخضر المهيمن عليه، والمُتشيِّخ قبل أنْ يَشِيخ عبد القادر نابي بمد الألف. فإني لا أخاله يكتب: نبي، وأعوذه من أن ينصرف إلى فكر بن نبي، ولكنه يبقى صاحب تلك الألفاظ النّابية. وهكذا زميلهم الطيباوي أو النجساوي، عذرا الشك مني، فقد تشابهت الأسماء علينا، ولكن عرفنا أنّ المسمى واحد: طالب شهرة أبو أعرفوني، ولو بالجهالات والسفسطة.
ولكن سبحان الله القائل: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}. وعنده تعالى تجتمع الخصوم.
والحاصل أن هذا هو حال جميع أرباب الملل والنحل، من أهل الأهواء والبدعة والفُرقة، اختلفوا في التسمية واجتمعوا على مفارقة العلم الصحيح وأهله. وما من أحد منهم إلاّ وفي قلبه غلّ على أهل الحديث والأثر.
ولاحظ أن المتحزبة في هذا الوقت لم يرافقهم أحد من العلماء أيضا، فالمآربي السليماني والحلبي علي حسن ومن سار في ركبهم أمرهم ظاهر، والحربي والحجوري لم يعتبروا بغيرهم وركبوا رؤوسهم، وإن العبرة بما آل إليه حالهم، ومذهب الرجل ما انتحله بآخره، وكان المأمول من صاحب معبر محمد إمام استدراك الزلل وتدارك الخلل، ولكن المعصوم من عصمه الله بفضله ورحمته والمخذول من خذله الله بعدله، وإنّ من علامة الخذلان: الشذوذ والانفصام عن العلماء والكبراء.
ونعني بالعلماء: أهل العلم بالكتاب والسنة المتمسكين بما كان عليه سلف هذه الأمة عقيدة ومنهجاً ولهم قدم راسخة في العلم والدين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (20/232): "فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن، خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر" وقال أيضا (7/284): "... وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون وإنما يضلهم علماؤهم، فعلماؤهم شرارهم. والمسلمون على هدى وإنما يتبين الهدى بعلمائهم فعلماؤهم خيارهم" ا ه
فإذن من تولى بعد ذلك وانقطع عنهم فقد تلبس بشيء من الضلال، وصار فيه شَبَه من الأمم السابقة.
ولعل لهذا كان ابن عون رحمه الله تعالى يقول: "كان محمد بن سيرين رحمه الله تعالى يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهواء".
ومن أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، والله الموفق للصواب.
وأما عن اعتقاد العصمة في جميع الأقوال والأفعال في غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاشا أن يقول به أهل السنة، وهو باطل ويكفي أنه صلى الله عليه وسلم يوحى إليه.
ولكن لا يظن كذلك أن أحدا من علماء السنة الثقات الورعين يتعمد المخالفة أبدا، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في رفع الملام عن الأئمة الأعلام (20/232) من المجموع: "وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم" ا ه
ومن ذلك تزكية العالم لأحد الناس لا تعني من أي وجه إعطاء صبغة العصمة من الخطأ والانحراف.
والتاريخ والوقائع دلت على هذا، فماذا استفاد ابن ملجم، وقد قيل: إن عمر كتب إلى عمرو بن العاص: أنْ قَرِب داره من المسجد ليُعلم النّاس القرآن والفقه. ومثله عمران بن حطان وكان يعد من العلماء حتى تحول إلى الشقي الذي يمدحه ويطريه. وإنّا ندين الله تعالى ببغضهم ونبرأ إليه منهم. ثم ماذا استفاد سلمان العودة، وسفر وناصر العمر ... وغير هؤلاء كثير، لا كثرهم الله.
ولكن قلّ من يعتبر. وإنا رأينا العامة إذا وجد فيهم من يقول: أنا سلفي، فكأنما بلغ مرتبة من لا يجوز فيه الجرح، وهذا من خَلاق الصوفية والشيعة: عِبادة الرهبان وتأله الأوثان، والزعم أن الشيخ ضامن، وأن المريد لا يضره ذنب، بل كلما أسرف على نفسه واقتحم الكبائر والموبقات فهو سالك في الطريقة ومرتقي درجات العارفين، وأولها "المجذوب" كما هو اصطلاحهم، ولابد له من التبرم من الشريعة ولا يضره هذا ولا يجوز الإنكار عليه على زعمهم، إلى آخر تلك الخزعبلات الموصلة إلى الزندقة والانحلال.
ولكن أيضا قلّ من يتنبه لهذا، فنشأت هذه الحزبيات والعصابات. والحي لا تؤمن عليه الفتنة كما هو مقرر، والسعيد من وعظ بغيره.
وبعضهم يتستر ببعض العلماء الأجلاء وهذا من التلبيس، والتدليس أيضا عن الإقرار بالخطأ والرجوع عنه، ثم وجدنا أنّ هؤلاء العلماء الذين يتسترون بهم لا يقرونهم على تلك الأخطاء والانحرافات، فإنه لا يؤتى الناس من قبل العلماء أبدا كما قرره الشاطبي رحمه الله في الاعتصام(1/251).
ثم إذا أمعنّا النظر في حال بعضهم، كذلك لم نجدهم يعتبرونهم منهم، وهذا بخلاف حال منتقديهم والرادين عليهم بعلم وأدب. كما هو الشأن عند ذكر الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله، فقد أثنى عليه جمع من الأئمة والعلماء، على أنه من أهل العلم، بل حتى عند أولئك الذين يتستر بهم الحزبيون، كما عُرف عن الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله وأيضا الشيخ المحدث مقبل الوادعي رحمه الله.
وإنّ العالم من زكاه العلماء واعتبروه منهم، ولا عبرة بظنون أشباه العوام.
وكما هو معلوم أيضا، فإن علماءنا ومشايخنا حفظهم الله لم يغيروا ولم يبدلوا، سائرين بثبات على طريق سوي لا اعوجاج فيه، مبدؤه السنة وغايته السنة. طريق رضيه الله لعباده فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. ثبتنا الله وإياهم على السنة.
والمقصود أنّ من الميزات الواضحة والكواشف الجلية المعرِّفة لأهل التحزب والانحراف على مد العصور: مخالفة العلماء والانفراد عنهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار.
كذلك وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة، أو لا يَسدها إلا خلفٌ مثله، كما هو الأثر عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال أبو حامد الطوسي صاحب الإحياء: "قال بعض الحكماء إذا مات العالم بكاه الحوت في الماء والطير في الهواء ويفقد وجهه ولا ينسى ذكره"
وقد عاش بين أظهرنا علماء أجلاء كابن باز والألباني وابن عثيمين ومحمد أمان الجامي وأحمد بن يحي النجمي ومقبل الوادعي وغيرهم، ولم يعرف لهم قدرهم وشأنهم عند كثير من الناس حتى جاءهم الموت. فلما كان ذلك وأسقط في أيديهم، قالوا: لقد كان هؤلاء حِصنا حصينا يحوط المسلمين ويحمي بيضة الدين، وسدا منيعا في صد هجوم أعداء التوحيد من المشركين، وذرعا ساترا يذاد به عن حياض السنة والسلفية في مجابهة أهل البدع والحزبية.
فرحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء. فكم خبئت نار الفتنة على أيديهم كرات ومرات.
وكان الشيخ الإمام المحدث الفقيه ناصر السُنّة الألباني يقول: "لما يموت الألباني يعرفون من هو الألباني" وقال الشيخ الفقيه الأصولي البارع محمد بن عثيمين: " ولم يعرف للشيخ ناصر السّعدي قدره ومكانته حتى مات، فانكب الناس على مصنفاته يستقون منها". وهذا في معنى كلامهما رحمهما الله تعالى.
ولا أستبعد أن يقال يوما إذا مات أحد العلماء المعاصرين [يعني في هذا البلد الجزائر حرسه الله وعمره بطاعته أو في غيره من البلدان، فإن العالم ليس لهو انتماء قومي أو قبلي بقدر ما هو انتماء إلى السلفية أهل السنة والأثر] الذين عُرفوا برد أباطيل المنحرفين من أهل الشرك والزندقة، ومن أهل البغي والبدع والفجور، وعُرفوا بالسعي في جمع كلمة السلفيين، ورأب الصدع ولمّ الشمل، لا أستغرب أن يقال إذا مات أحد هؤلاء: اليوم أدركنا مكانة العالم الفلاني ومرتبته في الدين، والحق كان معه، والصدق إلى جانبه، وكان هو أعلم منا بالشرع ومقاصده، وأعرف منا بخفايا الأمور وما تؤول إليه، وكان أرحم بنا من أنفسنا وأمهاتنا وأبائنا وعشيرتنا، ويا ليثنا كنا معه وعرفنا له قدره، واتبعنا سبيله وأصغينا إلى نصحه وتوجيهه، فما أحسن أثره علينا وما أسوء أثرنا عليه...، وأخشى ما أخشاه يومئذ: ألا ينفع الندم. والله تعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
هذا وأوصي نفسي وإخواني – وفي علمي أن بعض من يقرأ هذه الوريقات عنده من الخير ما هو أبلغ – باستشعار هذه النعمة، نعمة العيش في كنف علماء السنة. فالزموا غرزهم واعرفوا لهم فضلهم واحفظوا لهم حقهم واحرصوا على الاستفادة من علمهم وأدبهم قبل الفوات، وقبل دروس العلم، وظهور قرن الفتن وقد بدأ ينبو، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
كذلك وإنّي أسأل الله تعالى ذكره، "أَن يزيل عنَّا غطاء الغفلة، ويهتك عنَّا حجب الظنون" والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما.
يتبع إن شاء الله تعالى وبه الثقة ...
وكتب أبوعبد الله حُميد الجزائري
مستغانم /20 ذي الحجة 1436
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, متميز, مسائل منهجية, العلماء, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013