منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 02 Feb 2017, 10:07 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي الكلام المرصوع في بيان ما يدرك به الركوع

الكلام المرصوع في بيان ما يدرك به الركوع
الحمد لله رب العاملين، البر الرحيم، وصلى الله وسلم على نبينا الأمين، خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن من الأسس العظيمة في شريعتنا شريعة الإسلام، الاجتماع على الخير، وقد جعل الله تعالى لهذا الاجتماع أسبابا وصورا، ومن تلكم الأسباب والصور الاجتماع لأداء صلاة الجماعة، التي هي واحدة من أعظم شعائر الإسلام، حيث يجتمع الناس في مسجد واحد، تحت إمام واحد، نحو قبلة واحد، يعبدون ربا واحدا، وقد رتب الله تعالى على هذه العبادة الأجر الكبير والفضل الكثير.
ولكن قد يقع حادث يشغل المرء عن الالتحاق بالجماعة من أولها، فيلتحق بها مسبوقا،وقد يفوته الإحرام، أو الركعة، وقد يدرك الإمام راكعا، لكن جاء البيان من النبي صلى الله عليه وسلم أن من أدرك ركعة من الجماعة فقد أدرك الجماعة حكما وفضلا.
وهذه الأخيرة هي محل بحثنا وموضوع مقالنا، حيث إن من الناس من يدرك الإمام راكعا، فتطرح المسألة : ما هو المعتبر في إدراك الركعة؟
منهجية البحث :
1 _ من فضائل الصلاة.
2 _ من فضائل صلاة الجماعة.
3 _ وجوب صلاة الجماعة.
4 _ سنية تطويل الركعة الأولى حتى يدركها المأموم.
5 _ الأحاديث المبينة لما تدرك به الصلاة بالنسبة للمسبوق.
6 _ بيان ما يدرك به الركوع.
7 _ معنى قوله صلى الله عليه وسلم "فقد أدرك الصلاة".
1 _ من فضائل الصلاة.
الصلاة من أعظم شعائر الله تعالى، ومن أفضل القربات إلى الله عز وجل، من أول العبادات التي شرعها الله تعالى للمسلمين، وجعل لها الفضل الكثير، والثواب الكبير.
فإن الله تعالى افترضها على العباد من فوق سبع سماوات، ليلة الإسراء، وافترضها على نبينا صلى الله عليه وسلم مباشرة من غير واسطة، وجلعها خمسا في العدد وخمسين في الأجر، تفضلا منه وتركما على عباده جل وعلا.
روى الشيخان –واللفظ للبخاري- عن مالك بن صعصة عن النبي صلى الله عليه وسلم -كما في قصة الإسراء- قال : "ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال : بما أمرت؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال : بم أمرت؟ قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال : سألت ربي حتى استحييت، ولكني أرضى وأسلم، قال : فلما جاوزت نادى مناد : أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي".
وجعل الله تعالى هذه الصلاة نورا للمؤمنين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها" رواه مسلم عن أبي مالك الأشعري.
والصلاة ترفع الدرجات وتحط الخطايا، كما أنها من أسباب دخول الجنة، لما رواه مسلم وغيره عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة؟ أو قال قلت : بأحب الأعمال إلى الله، فسكت. ثم سألته فسكت. ثم سألته الثالثة فقال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".
والصلاة من أسباب نيل مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الحنة، روى مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي : "سل" فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة. قال : "أو غير ذلك" قلت : هو ذاك. قال : "فأعني على نفسك بكثرة السجود".
والصلاة خير موضوع، لما أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب (360).
وغيرها كثير من الفضائل العظيمة للصلاة، ليس هذا محل بسطها.
2 _ من فضائل صلاة الجماعة.
صلاة الجماعة من آكد العبادات وأفضلها في شريعة الإسلام، لذلك خصها الشارع بأحكام كثيرة، وفضائل عظيمة، ومن تلكم الفضائل :
1 _ ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقه، خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه : إذا توضأ، فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة، إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى، لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاه : اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة".
2 _ وروى الحاكم في المستدرك عن قباث بن أشيم الليثي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه، أزكى عند الله من صلاة أربعين تترى، وصلاة أربعة يؤم أحدهم صاحبه، أزكى عند الله من صلاة ثمانين تترى، وصلاة ثمانية يؤم أحدهم صاحبه، أزكى عند الله تعالى من صلاة مائة تترى" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب (412).
3 _ ولأحمد في المسند عبد الله بن عمرو بن العاصي، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة، وخطوة تكتب له حسنة، ذاهبا وراجعا" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب (299).
4 _ وأخرج أبو داود في سننه عن سعيد بن المسيب، قال : حضر رجلا من الأنصار الموت، فقال : إني محدثكم حديثا ما أحدثكموه إلا احتسابا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله عز وجل له حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عز وجل عنه سيئة فليقرب أحدكم أو ليبعد فإن أتى المسجد، فصلى في جماعة غفر له، فإن أتى المسجد وقد صلوا بعضا وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك، فإن أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (563).
5 _ وله أيضا عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة : من دخل بيته فسلم، فهو ضامن على الله، ومن خرج إلى المسجد، فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (2494).
وغيرها كثير من الأحاديث الدالة على فضل هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الإسلام.
3 _ وجوب صلاة الجماعة.
هذه المسألة من المسائل التي اختلف في حكمها علماء الإسلام قديما وحديثا، بين موجب ومستحب لها، والمتأمل للنصوص يرى أن القول بالوجوب أولى وآكد، لما دلت عليه ظاهر هذه النصوص من الكتاب والسنة.
أ _ أدلة الكتاب على وجوب صلاة الجماعة :
1 _ قال الله تعالى {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ} [النساء 102].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/865) : "وما أحسن ما استدل به من ذهب إلى وجوب صلاة الجماعة من هذه الآية الكريمة؛ حيث اغتفرت أفعال كثيرة لأجل الجماعة، فلولا أنها واجبة ما ساغ ذلك".
2 _ قال الله تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة 43].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/142) : "أي : كونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم، ومن أخص ذلك وأكمله الصلاة، وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة".
ب _ أدلة وجوب الجماعة من السنة المطهرة :
1 _ روى البخاري –واللفظ له- ومسلم عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب، فيحطب، ثم آمر بالصلاة، فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال، فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم، أنه يجد عرقا سمينا، أو مرماتين حسنتين، لشهد العشاء".
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (2/165) : "ظاهر في كون صلاة الجماعة فرض عين؛ لأنها لو كانت سنة لم يهدد تاركها بالتحريق، ولو كانت فرض كفاية، لكانت قائمة الرسول ومن معه".
2 _ روى مسلم وغيره عن أبي هريرة، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى، فقال : يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له، فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى، دعاه ، فقال : "هل تسمع النداء بالصلاة ؟" قال : نعم، قال : "فأجب".
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (/168) : "وفي هذا الحديث دلالة لمن قال : الجماعة فرض عين".
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في التعليق على صحيح مسلم (/668) : "وفي هذا الحديث دليل على وجوب صلاة الجماعة على الأعمى؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لهذا الرجل : (أجب)".
وغيرها كثير من الأدلة القاضية بوجوب صلاة الجماعة.
4 _ سنية تطويل الركعة الأولى حتى يدركها المأموم.
هكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما نقلها الأصحاب رضي الله عنهم، حيث كان يطيل الركعة الأولى من صلاة الفريضة حتى يدرك الناس الركعة الأولى معه؛ لما في ذلك من الفضائل، وهذا من حرصه على إدراك الناس الخير معه وشهوده معه صلى الله عليه وسلم، وهذا من رحمته بأمته.
روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري، قال : "لقد كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته. ثم يتوضأ. ثم يأتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطولها".
ويظهر هذا جليا فيما رواه البخاري في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب، وسورتين يطول في الأولى، ويقصر في الثانية ويسمع الآية أحيانا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، وكان يطول في الأولى، وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح، ويقصر في الثانية".
وهذا الذي فهمه الصحابة من فعله صلى الله عليه وسلم، لما رواه أبو داود في السنن عن أبي قتادة قال : "فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (800).
5 _ الأحاديث المبينة لما تدرك به الصلاة بالنسبة للمسبوق.
1 _ روى الشيخان عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة".
وفي لفظ عند مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام، فقد أدرك الصلاة".
2 _ وأخرج أبو داود في السنن والحاكم في المستدرك وغيرهما عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة، فقد أدرك الصلاة" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (463).
3 _ روى البيهقي عن عبد العزيز بن رفيع، عن شيخ من الأنصار قال : جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي فسمع خفق نعليه فلما انصرف قال : "أيكم دخل؟" قال الرجل : أنا يا رسول الله، قال : "وكيف وجدتنا؟" قال : سجودا فسجدت قال : "هكذا فافعلوا إذا وجدتموه قائما أو راكعا أو ساجدا أو جالسا فافعلوا كما تجدونه ولا تعتدوا بالسجدة إذا لم تدركوا الركعة" صححه الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة (1188).
6 _ بيان ما يدرك به الركوع.
اختلف الفقهاء في هذه المسألة اختلافا كبيرا، وذلك لتضارب الأدلة، حتى بلغت خمسة أقوال، وهي :
1 _ أنه يكفيه أن يكبر للإحرام قائما، ثم يركع، ويكمن يديه من ركبتيه قبل أن يرفع الإمام، ولو لم يطمئن، وهذا مذهب مالك وأصحابه، وبه قالت الحنابلة، وهو ظاهر كلام الحنفية، وجمهور الفقهاء من أهل الحديث والرأي، وجماعة من الصحابة والسلف.
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/561) : "وأما الركعة التي يدرك لها فضيلة الجماعة فأن يكبر لإحرامه قائما ثم يركع، ويمكن يديه وركبتيه قبل رفع الإمام رأسه.
هذا مذهب مالك وأصحابه، وجمهور الفقهاء من أهل الحديث والرأي، وجماعة من الصحابة والسلف".
قال العظيم آبادي رحمه الله في عون المعبود شرح سنن أبي داود (3/108) : "واعلم أنه ذهب جمهور الأئمة إلى أن من أدرك الإمام راكعا دخل معه واعتد بتلك الركعة وإن لم يدرك شيئا من القراءة".
قال محمود محمد السبكي رحمه الله في المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (5/339) : "فذهبت المالكية إلى أنه يتحقق بوضع يديه على ركبتيه قبل رفه الإمام رأسه من الركوع ولو لم يطمئن إلا بعد رفعه، وبه قالت الحنابلة وهو ظاهر كلام الحنفية".
قال الشافعي في الأم : "وإدراك الركعة أن يدخل الرجل قبل أن يرفع رأسه من الركعة من الجمعة فيسجد معه".
وهذا القول رجحه طائفة من العلماء المعاصرين كالإمام بن باز رحمه الله تعالى حيث قال : "إن استوى راكعاً قبل أن يرفع إمامه فقد أدرك الركعة، إذا وصل إلى حد الركوع قبل أن يرفع إمامه فقد أدرك الركوع، أما أن يكون رفع الإمام قبل أن يصل حد الركوع، يعتبر غير مجزئ ويقضي هذه الركعة، التي لم يدرك فيها الإمام حال الركوع، وهكذا لو شك يقضي هذه الركعة، لأنه لم يتحقق أنه أدرك هذا الركن مع إمامه، أما إذا علم أنه أدرك الركوع يعني وصل إلى حد الركوع مع إمامه فإنه يعتبرها ولو كان تسبيحه وطمأنينيته بعد ذلك، يعني ولو كان التسبيح والطمأنينة بعد رفع الإمام، بعد أن وصل إلى حد الركوع والإمام لم يرفع" [انظر الموقع الرسمي للشيخ رحمه الله].
أما الشافعية فاشترطوا الاطمئنان زيادة على هذا.
قال محمود محمد السبكي رحمه الله في المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (5/339) : "وقالت الشافعية لا يكون المأموم مدركا للركعة إلا إذا اطمأن قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع".
2 _ أنه لابد من إدراك الإمام قائما يقرأ ويركعها معه، وهو مذهب أبي هريرة أشهب المالكي، واختاره ابن خزيمة والطيبي، وقواه تقي الدين السبكي، ورجحه المقبلي.
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/562) : "وروي عن أبي هريرة أنه لا يعتد بالركعة ما لم يدرك الإمام قائما قبل أن يركعها معه، وروي نحوه عن أشهب من أصحابنا".
قال محمود محمد السبكي رحمه الله في المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (5/339) : "وقال جماعة : من أدرك الإمام راكعا ولم يدرك معه القراءة لم تحسب له تلك الركعة، وهو قول أبي هريرة، وابن خزيمة والطيبي وغيرهما من محدثي الشافعية، وقواه تقي الدين السبكي ورجحه المقبلي".
3 _ أنه يدرك الركعة بمجرد إحرامه والإمام راكع، وإن لم يدركه في الركوع، وهذا روي عن جماعة من السلف، وبه قال ابن أبي ليلى وزفر والثوري.
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/562) : "وروي عن جماعة من السلف أنه متى أحرم والإمام راكع أجزأه، وإن لم يدرك الركوع، وركع بعد الإمام".
قال محمود محمد السبكي رحمه الله في المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (5/339) : "وروي عن جماعة من السلف أنه متى أحرم والإمام راكع أجزأه وإن لم يدركه في الركوع، وركع بعده".
وقال أيضا (5/339) : "وقال ابن أبي ليلى وزفر والثوري إذا كبر قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك الركعة".
4 _ أنه يدرك الركعة بمجرد إحرامه وإن رفع الإمام، ما لم يرفع الناس، أو لم يرفع واحد منهم، وبهذا قال الشعبي.
قال محمود محمد السبكي رحمه الله في المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (5/339) : "وقال الشعبي : يدرك المأموم الركعة ما لم يرفع المأمومون رؤوسهم، وإن رفع الإمام، قال : وإذا انتهى المأموم إلى الصف الأخير ولم يرفعوا رؤوسهم أو بقي منهم واحد لم يرفع رأسه وقد رفع الإمام فإنه يركع وقد أدرك الصلاة، يعني الركعة؛ لأن الصف الذي هو فيه إمامه".
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/562) : "وقيل يجزئه وإن رفع الإمام ما لم يرفع الناس".
5 _ أنه يدرك الركعة بمجرد إحرامه، إن أحرم قبل سجود الإمام.
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/562) : "وقيل أجزأه إن أحرم قبل سجود الإمام".
الراجح من الأقوال مع بيان أدلته :
الراجح من هذه الأقوال هو : القول الأول، قول الجمهور، بأن يدرك الإمام راكعا فيركع معه، وهذا الذي رجحه ابن تيمة الإمام رحمه الله.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (2/301) حيث قال : "والصحيح هو القول الأول لوجوه :
أحدها : أن قدر التكبيرة لم يعلق به الشارع شيئا من الأحكام، لا في الوقت، ولا في الجمعة، ولا الجماعة، ولا غيرها. فهو وصف ملغى في نظر الشارع، فلا يجوز اعتباره.
الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما علق الأحكام بإدراك الركعة، فتعليقها بالتكبيرة إلغاء لما اعتبره، واعتبار لما ألغاه، وكل ذلك فاسد فيما اعتبر فيه الركعة، وعلق الإدراك بها في الوقت. ففي الصحيحن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أدرك أحدكم ركعة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته، وإذا أدرك من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فيلتم صلاته".
وأمام ما في بعض طرقه : "إذا أردك أحدكم سجدة" فالمراد بها الركعة التامة، كما في اللفظ الآخر؛ ولأن الركعة التامة تسمى باسم الركوع، فيقال : ركعة، وباسم السجود فيقال سجدة، وهذا كثير في ألفاظ الحديث، مثل هذا الحديث وغيره.
الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم علق الإدراك مع الإمام بركعة، وهو نص في المسألة.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : "من ادرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة" وهذا نص رافع للنزاع.
الرابع : أن الجمعة لا تدرك إلا بركعة، كما أفتى به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : منهم ابن عمر، وابن مسعود، وأنس وغيرهم. ولا يعلم لهم في الصحابة مخالف.
وقد حكى غير واحد أن ذلك إجماع الصحابة، والتفريق بين الجمعة والجماعة غير صحيح؛ ولهذا أبو حنيفة طرد أصله، وسوى بينهما، ولكن الأحاديث الثابتة وآثار الصحابة تبطل ما ذهب إليه.
الخامس : أن ما دون الركعة لا يعتد به من الصلاة، فإنه يستقبلها جميعها منفردا، فلا يكون قد أدرك مع الإمام شيئا يحتسب له به، فلا يكون قد اجتمع هو والإمام في جزء من أجزاء الصلاة يعتد له به، فتكون صلاته جميعا صلاة منفرد.
يوضح هذا أنه لا يكون مدركا للركعة إلا إذا ادرك الإمام في الركوع، وإذا أدركه بعد الركوع لم يعتد له بفعله معه، مع أنه قد أدرك من الركوع والسجود، وجلسة الفصل، ولكن لما فاته معظم الركعة وهو القيام والركوع فاتته الركعة، فكيف يقال مع هذا أنه قد أدرك الصلاة مع الجماعة، وهو لم يدرك معهم ما يحتسب له به، فإدراك الصلاة بإدراك الركعة، نظير إدراك الركعة بإدراك الركوع؛ لأنه في الموضعين قد أدرك ما يعتد له به، وإذا لم يدرك من الصلاة ركعة كام كمن لم يدرك الركوع مع الإمام في فوت الركعة؛ لأنه في الموضعين لم يدرك ما يحتسب له به، وهذا من أصح القياس.
السادس : أنه ينبني على هذا : أن المسافر إذا ائتم بمقيم وأدرك معه ركعة فما فوقها فإنه يتم الصلاة، وإن أدرك معه أقل من ركعة صلاها مقصورة، نص عليه الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه، وهذا لأنه بإدراك الركعة قد ائتم بمقيم في جزء من صلاته، فلزمه الإتمام، وإذا لم يدرك معه ركعة فصلاته صلاة منفرد فيصليها مقصورة.
ويبنى عليه أيضا أن المرأة الحائض إذا طهرت قبل غروب الشمس بقدر ركعة لزمها العصر، وإن طهرت قبل الفجر بقدر ركعة لزمها العشاء، وإن حصل ذلك بأقل من مقدار ركعة لم يلزمها شيء.
وأما الظهر والمغرب، فهل يلزمها بذلك؟ فيه خلاف مشهور؟ فقيل : لا يلزمها وهو قول أبي حنيفة. وقيل يلزمها وهو مذهب مالك، والشافعي وأمد، ورواه الإمام أحمد عن ابن عباس، وعبد الرحمن ابن عوف".
ويدل على هذا القول أحاديث من سنة النبي صلى الله عليه وسلم منها :
1 _ حديث الباب نفسه، الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة".
وفي لفظ عند مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام، فقد أدرك الصلاة". .إذ المراد بالركعة فيه هو الركوع.
2 _ روى البخاري في صحيحه عن أبي بكرة، أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : "زادك الله حرصا ولا تعد".
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على الركعة، ولم يأمره بإعادتها لإجزائها.
قال العلامة عبد الله البسام رحمه الله في توضيح الأحكام من بلوغ المرام (2/504) : "أن الركعة تدرك بإدراك الركوع مع الإمام؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أجاز له ركعته، ولو كانت غير مجزئة لأمره بإعادتها، كما أمر المسيء في صلاته بالإعادة".
قال محمد السبكي رحمه الله في المنهل المورود شرح سنن أبي داود (5/339) : "فقد أقره النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على الاجتزاء بتلك الركعة".
3 _ روى ابن أبي شيبة في المصنف عن زيد بن وهب، قال : خرجت مع عبد الله، من داره إلى المسجد، فلما توسطنا المسجد ركع الإمام، فكبر عبد الله، ثم ركع وركعت معه، ثم مشينا راكعين، حتى انتهينا إلى الصف، حتى رفع القوم رءوسهم، قال : فلما قضى الإمام الصلاة قمت أنا، وأنا أرى لم أدرك، فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني، وقال : "إنك قد أدركت" صحح إسناده الإمام الألباني رحمه الله تعالى في الإرواء (2/263).
4 _ وله أيضا عن ابن عمر، قال : "إذا جئت والإمام راكع، فوضعت يديك على ركبتيك قبل أن يرفع رأسه فقد أدركت".
وأخرجه البيهقي من هذا بلفظ : "من أدرك الإمام راكعا، فركع قبل أن يرفع الإمام رأسه، فقد أدرك تلك الركعة" صحح إسناده الإمام الألباني رحمه الله تعالى في الإرواء (2/263).
7 _ معنى قوله صلى الله عليه وسلم "فقد أدرك الصلاة".
أجمع المسلمون أن من أدرك ركعة من صلاة الجماعة لم يكن مدركا لجميع الصلاة، لذلك لفظ الحديث يحتاج إلى تأويل صحيح.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (5/115) : "أجمع المسلمون على أن هذا ليس على ظاهره، وأنه لا يكون بالركعة مدركا لكل الصلاة، وتكفيه وتحصل براءته من الصلاة بهذه الركعة، بل هو متأول، وفيه إضمار تقديره : فقد أدرك حكم الصلاة أو وجوبها أو فضلها".
قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (3/83) : "ليس على ظاهره بالإجماع؛ لأنه لا يكون بالركعة الواحدة مدركا لجميع الصلاة؛ بحيث تحصل براءة ذمتة من الصلاة؛ فإذا فيه إضمار، تقديره : فقد أدرك وقت الصلاة، أو حكم الصلاة، أو نحو ذلك، ويلزمه إتمام بقيتها".
وفي هذا جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من أدرك من صلاة ركعة؛ فقد أدركها، وليتم ما بقي" الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة، وصححه الإمام الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (1484).
واختلفت آراء الفقهاء والشراح في معنى قوله صلى الله عليه وسلم "فقد أدرك الصلاة" على عدة أقوال :
1 _ أنه المدرك هو فضل الصلاة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (2/76) : "قال التيمي : معناه من أدرك ركعة مع الإمام فقد أدرك فضل الجماعة".
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (5/116) : "إذا أدرك المسبوق مع الإمام ركعة كان مدركا لفضيلة الجماعة بلا خلاف".
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/560) : "وقيل معناه : فضل الجماعة، وهو ظاهر حديث أبي هريرة، هذا في رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري وزياده قوله : "مع الإمام" وليس هذه الزيادة في حديث مالك عنه، ولا في حديث الأوزاعي وعبيد الله بن معمر ومعمر، واختلف فيه عن يونس عنه، وعليه يدل إفراد مالك له في التبويب في الموطأ، وقد رواه بعضهم عن مالك مفسرا : "فقد أدرك الفضل" ورواه بعضهم أيضا عن ابن شهاب، وهذا الفضل لمن تمت له الركعة كما قال، وفي مضمونه أنه لا يحصل بكماله لمن لم تتحصل له الركعة، وقد روي عن أبي هريرة وغيره من السلف أن وإن انتهى إلى القوم وهم قعود في صلاتهم يدخل في التضعيف، وكذلك إن وجدهم سلموا، ولا يصح أن أجر من أدرك جميع الصلاة كأجر من لم يدرك منها إلا بعضها؛ لقوله : "ومن فاته أم القرآن فقد فاته خير كثير" لكن تضعيف الأدر حاصل له لفضل الله وفاته خير كثير، وكذلك تكون معنى ما ذهب إليه السلف فيمن لم يدرك ركعة أن له بنيته أجرا من التضعيف والسعي إليه والله أعلم".
قال ابن الملقن رحمه الله في التوضيح لشرح الجامع الصحيح (6/200) : "
2 _ أن المدرك حكم الصلاة.
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/560) : "وإنما ذلك راجع إلى حكم الصلاة".
3 _ أن المدرك وقت الصلاة.
قال القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (2/560) : "وذهب داود وأصحابه في آخرين أن الحديث في إدراك الوقت".
مهم : قال العلامة محمد آدم حفظه الله في ذخيرة العقبى شرح سنن المجتبى (7/267) : "لفظ الحديث عام يشمل كل المعاني، فالحمل على العموم أولى".
هذا ما يسر الله تعالى بتوفيقه وعونه جمعه وطرحه حول هذا الموضوع المهم، أسأل الله تعالى أن ينفعنا به، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علما وتوفيقا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه
أبو البراء يوسف صفصاف
06 جمادى الأولى 1438
02 فيفري 2017


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 02 Feb 2017 الساعة 10:10 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03 Feb 2017, 09:33 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

موفق أخي يوسف صفصاف جزاك الله خيرا على بحثك المهم ، نفع الله بك.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 Feb 2017, 10:29 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الحبيب جابر
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Feb 2017, 11:17 PM
وسيم قاسيمي وسيم قاسيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 209
إرسال رسالة عبر Skype إلى وسيم قاسيمي
افتراضي

وفقك الله أخي يوسف وجزاك الله خيرا على هذا الجمع الطيب فيما يخص هذا الباب.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04 Feb 2017, 01:23 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيك أخي الحبيب.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, الركوع, صلاة, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013