منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 15 Feb 2013, 10:40 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي الوجه الراجح في إعراب قوله تعالى:(( إن هذان لساحران))

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين كلم موسى تكليما، وجعل معه أخاه هارون وزيرا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
يقول الله تعالى قاصا ما قاله قوم فرعون عن موسى وهارون عليهما السلام في سورة طه [بعض آية من: 63]: ((إنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)).
ذكر اختلاف القراء في هذا الحرف :
1- من المتواتر الموافق للإعراب والمخالف للمصحف:
قرأ أبو عمرو بن العلاء :(( إِنَّ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ)). وكان أبو عمرو يقول: إني لأستحي من الله أن أقرأ : (( إنَّ هذان لساحران )) .
2- من المتواتر الموافق للمصحف والإعراب:
قرأ حفص: (( إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ )).
وقرأ ابن كثير: (( إِنْ هَذَآنِّ لَسَاحِرَانِ )).قال القرطبي: وهذه القراءة (يعني: قراءة حفص وابن كثير) سلمت من مخالفة المصحف وفساد الإعراب، ويكون معناها: ما هذان إلا ساحران .
3- من المتواتر الموافق للمصحف والمخالف للإعراب :
وقرأ المدنيون والكوفيون: (( إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ )).
ولعلماء النحو في هذه القراءة أقوال ستة حكاها القرطبي -رحمه الله- في تفسيره نقلا عن ابن الأنباري والنحاس والمهدوي وغيرهم -رحمهم الله تعالى- وسأقتصر على ذكر الوجه الراجح إن شاء الله تعالى.
القول الراجح: أنها لغة بني الحارث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد ووجه ذلك: أنهم يرفعون وينصبون ويجرون المثنى بالألف، فيقولون: جاء الولدان، ورأيت الولدان، ومررت بالولدان.
من الشواهد على هذا القول :
ملاحظة: جعلت محل الشاهد باللون الأحمر ليظهر جليا للقارئ الكريم.
1- قال الضبعي رجل من بني أسد:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى***مساغا لناباه الشجاعُ لصمَّمَّا
الشجاع: ضرب من الحيات، وصمم: لم يرسل ما عضَّ.
2- قال أبو النجم العجلي:
ليت عيناها وشفتاها****بثمن نرضي به أباها
إن أباها وأبا أباها****قد بلغا من المجد غايتاها
3- قال هوبر الحارثي:
تزود منا بين أذناه ضربة***دعته إلى هابي التراب عقيم
الهابي: تراب القبر.
4- قال بعض أهل اليمن:
طاروا علاهنَّ فطر علاها
وقد روي هذا العجز هكذا كما في نوادر أبي زيد:
أي قلوصِ راكبٍ تراها****طاروا عليهن فشل علاها
القَلُوص: الفَتيّة من الإبل بمنزلة الجارية من النساء.

قال النحاس رحمه الله: ( وهذا القول من أحسن ما حملت عليه الآية، إذ كانت هذه اللغة معروفة) .
و عليه فإعراب الآية يكون هكذا:
إنَّ: حرف نصب يفيد التوكيد.
هذان: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الألف على لغة من ينصب المثنى بالألف ممن تقدم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه والتابعين.
والموضوع للمناقشة والتعليق والرد الكل مقبول بصدر رحب ، فأنا أريد الاستفادة من الإخوان والمشايخ، حفظ الله الجميع.
المصادر:
1- النشر في القراءات العشر لابن الجزري.
2- تفسير القرطبي.
3- إعراب القرآن للنحاس.
4- تفسير ابن كثير.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 15 Feb 2013 الساعة 10:48 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 Feb 2013, 08:14 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

بارك الله فيكم
لشيخ الإسلام ابن تيمية اختيار لطيف ؛ أنه إذا قدرت الحركة على مفرد (هذان) وهو (هذا) فتقديرها في المثنى من هذا الباب..فعنده إعرابها بحركات مقدرة لا بالحروف الظاهرة / ذكره ابن هشام في شرح الشذور.
أما قراءة من قرأ بتشديد نون (هذانّ) فهو لغة في (هذان).
لكن قول من قال بأنها لغة بني الحارث بن كعب (اكلوني البراغيث) مشكل ؛ لأنها ترد في الأفعال وليست في الأسماء..
أما الأبيات المستشهد بها فتخرج على لغة من يعرب بالحركات المقدرة ويلزم الكلمة الألف، والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Feb 2013, 12:39 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

بارك الله فيك أخانا السلمي وفي علمك وزادك فضلا عظيما من عنده. ولكني استحييت من أن أستدرك على النحوي أبي جعفر النحاس رحمه الله .
وما ذكرته عن ابن هشام في شرح الشذور قد نقله القرطبي في التفسير عن النحاس قال: وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال: إن شئت أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولي، فقلت: بقولك، فقال: سألني إسماعيل بن إسحاق عنها فقلت: القول عندي أنه لما كان يقال: (( هذا )) في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب ألا يغير لها الواحد، أجريت التثنية مجرى الواحد، فقال: ما أحسن هذا لو تقدمك أحد بالقول به حتى يؤنس به، قال بن كيسان: فقلت له: فيقول القاضي(يعني: إسماعيل بن إسحاق) به حتى يؤنس به؟ فتبسم.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Feb 2013, 12:39 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

بارك الله فيك أخانا السلمي وفي علمك وزادك فضلا عظيما من عنده. ولكني استحييت من أن أستدرك على النحوي أبي جعفر النحاس رحمه الله .
وما ذكرته عن ابن هشام في شرح الشذور قد نقله القرطبي في التفسير عن النحاس قال: وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال: إن شئت أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولي، فقلت: بقولك، فقال: سألني إسماعيل بن إسحاق عنها فقلت: القول عندي أنه لما كان يقال: (( هذا )) في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب ألا يغير لها الواحد، أجريت التثنية مجرى الواحد، فقال: ما أحسن هذا لو تقدمك أحد بالقول به حتى يؤنس به، قال بن كيسان: فقلت له: فيقول القاضي(يعني: إسماعيل بن إسحاق) به حتى يؤنس به؟ فتبسم.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 Feb 2013, 01:27 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

بارك الله فيكما أخواي يوسف و عبد الصمد

ولهذا الإشكال النحوي تخريجات أخرى منها :

1-أن كلمة "هذان" مبنية على كلّ حال, و ليست معربة , و ذلك لغة عند قوم من العرب و قد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إن لم أكن واهمًا .


2-و من الأقوال المشهورة في تخريج هذا المشكل النحوي أيضًا


أن "إنَّ" المشدّدة هنا للتوكيد و ليست للنصب , و هي بمعنى "نعم"


و هو معنى معروف لدى العرب و شاهده ما يروى أنّ رجلا أتى عبد الله بن الزبير رضي الله عنه , و طلب منه شيئًا , فلم يعطهْ , فقال :

لعنَ الله ناقة حملتني إليك

فأجابه الزبير قائلا : إنَّ و راكبها .

أي : نعم و لعن راكبها . اهـ[ذكرها صاحب السير ]


و من شواهدها في الشعر العربي قول الشاعر عبد الله بن قيس الرقيّات :

بَـكَرَ الـعواذل في الـصبا ***ح يــلمـنـني و ألـومُـهُنَّهْ
و يـقُلْنَ شـيـب قد علا *** ك و قـد كـبـرت فقلت
إنَّـهْ

قال الأخفش : إنَّهْ بمعنى : نعم . و الهاء أدخلت للسّكتْ.


و البيتان موجودان في ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات (طبعة دار صادر بتحقيق و شرح د.محمد يوسف نجم) (ص66) و ذكر المحقّق في الحائية أن البيتين وردا في البيان و التبيين و الأغاني و الجمهرة و اللسان و التاج و الصحاح (مادة إن) باللفظ الأول , و أورده هو بهذا اللفظ :

بَـكَرَتْ عليَّ عـــواذلي *** يَـلْحَـيْنَـنِي و ألـومُـهُنَّهْ
و يـقُلْنَ شـيـب قد علا *** ك و قـد كـبـرت فقلت
إنَّهْ

و على هذا القول فلا إشكال في الآية إذ معناها : نعم هذان ساحران.

و ذكر ابن جني في كتابه اللّمع (ص 41) :
(و تكون إنَّ بمعنى نعم فلا تقتضي اسما و لا خبرًا , قال الشاعر :

بَـكَرَ الـعواذل في الـصبا ***ح يــلمـنـني و ألـومُـهُنَّهْ
و يـقُلْنَ شـيـب قد علا *** ك و قـد كـبـرت فقلت
إنَّـهْ

أي نعم هو كذلك , و الهاء للسكت و ليست اسما.) اهـ [طبعة المكتبة الإسكندرية , تحقيق د.سيمح أو مغلي]


و أذكر أنني سمعت مادة لأحد دكاترة اللغة العراقيين و هو الدكتور فاضل السامرائي , الذين لهم عناية باللغات القديمة .

فذكر أن لفظة "إنَّ" تأتي في اللغة العبرانية و العربية بمعنى نعم , و قد أوردت شاهدها من اللغة

فلما كان الكلام عن قوم يتكلمون بتلك اللغة العبرانية , ورد ذكر الحادثة بلفظة "إنَّ" التي تعني نعم في اللغتين , فكان هذا من أوجه الإعجاز الذي يحوي دلالة على لغة أولئك القوم و قوميتهم كما الحفاظ على المعنى وعلى اللفظ العربيّ


و الله أعلم.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي ; 28 Feb 2013 الساعة 01:50 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01 Mar 2013, 08:42 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

جزاكما الله خيرا.
قول من قال : " إنَّ" بمعنى " نعم" في هذه الآية ضعيف جدا ؛ والدليل:
- لام التوكيد في الخبر (لساحران) وورودها عيٌّ يتنزه عنها كلام الله.
-وترد " نعم" جوابا على سؤال قبلها ؛ فأين السؤال؟!
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01 Mar 2013, 06:57 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الصمد بن أحمد السلمي مشاهدة المشاركة
جزاكما الله خيرا.
قول من قال : " إنَّ" بمعنى " نعم" في هذه الآية ضعيف جدا ؛ والدليل:
- لام التوكيد في الخبر (لساحران) وورودها عيٌّ يتنزه عنها كلام الله.
-وترد " نعم" جوابا على سؤال قبلها ؛ فأين السؤال؟!

بوركت أخي عبد الصمد
ومن باب زيادة الفائدة حول ما استشكله في اختيار نعم معنًَى لـ إنّ في الآية , و حكمك عليه بالضعف الشديد أنقل لك هذه الفوائد .

قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه التحرير و التنوير المجلد 16 طبعة الدار التونسية ص(251):

[والتنازع : تفاعل من النزع ، وهو الجذب من البئر ، وجذب الثوب من الجسد ، وهو مستعمل تمثيلا في اختلاف الرأي ومحاولة كل صاحب رأي أن يقنع المخالف له بأن رأيه هو الصواب . فالتنازع : التخالف .
والنجوى : الحديث السري ، أي اختلوا وتحادثوا سرا ليصدروا عن رأي لا يطلع عليه غيرهم ، فجعل النجوى م
عمولا ل أسروا يفيد المبالغة في الكتمان ، كأنه قيل : أسروا سرهم ، كما يقال : شعر شاعر .
وزاده مبالغة قوله ( بينهم ) المقتضي أن النجوى بين طائفة خاصة لا يشترك معهم فيها غيرهم .


وجملة (قالوا إن هذان لساحران)بدل اشتمال من جملة (و أسروا النجوى)، لأن إسرار النجوى يشتمل على أقوال كثيرة ذكر منها هذا القول ، لأنه القول الفصل بينهم والرأي الذي أرسوا عليه ، فهو زبدة مخيض النجوى . وذلك شأن التشاور وتنازع الآراء أن يسفر عن رأي يصدر الجميع عنه .

وإسناد القول إلى ضمير جمعهم على معنى : قال بعضهم : هذان لساحران ، فقال جميعهم : نعم هذان لساحران ، فأسند هذا القول إلى جميعهم ، أي مقالة تداولوا الخوض في شأنها فأرسوا عليها وقال بعضهم لبعض : نعم هو كذلك ، ونطقوا بالكلام الذي استقر عليه رأيهم ، وهو تحققهم أن موسى وأخاه ساحران . ] اهـ



ثمّ قال ص(252) :
[فأما قراءة الجمهور (إن هذان لساحران)بتشديد نون ( إن ) وبالألف في هذان وكذلك في (لساحران)، فللمفسرين في توجيهها آراء بلغت الستة . وأظهرها أن تكون ( إن ) حرف جواب مثل : نعم وأجل ، وهو استعمال من استعمالات ( إن ) ، أي اتبعوا لما استقر عليه أمرهم بعد النجوى كقول عبد الله بن قيس الرقيات :


ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه


أي أجل أو نعم ، والهاء في البيت هاء السكت ، وقول عبد الله بن الزبير لأعرابي استجداه فلم يعطه ، فقال الأعرابي : لعن الله ناقة حملتني إليك . قال ابن الزبير : إن وراكبها . وهذا التوجيه من مبتكرات أبي إسحاق الزجّاج ذكره في تفسيره . وقال : عرضته على عالمينا وشيخينا وأستاذينا محمد بن يزيد يعني الـمبرد، وإسماعيل بن إسحاق بن حماد يعني القاضي الشهير فقبلاه وذكرا أنه أجود ما سمعاه في هذا .

وقلت : لقد صدقا وحققا .]
اهــ


ثم قال ص(253) :[
وعلى هذا التوجيه يكون قوله تعالى (إن هذان لساحران)حكاية لمقال فريق من المتنازعين ، وهو الفريق الذي قبل هذا الرأي لأن حرف الجواب يقتضي كلاما سبقه .
ودخلت اللام على الخبر : إما على تقدير كون الخبر جملة حذف مبتدأها وهو مدخول اللام في التقدير ، ووجود اللام ينبئ بأن الجملة التي وقعت خبرا عن اسم الإشارة جملة قسمية ؛ وإما على رأي من يجيز دخول اللام على خبر المبتدأ في غير الضرورة .]اهـ



انتهى النقل من التحرير و التنوير و في النقولات السالفة جواب عن شرطيك و بيان لاستشكاليك
إذ الحديث كان واقعا ابتداءً عن ماهية معجزة النبيين موسى و هارون , فاستقر الرأي على كونهما ساحران , كما هو مبيّن في النقول , و قوله تعالى : [و أسروا النجوى] دليل على وقوع حديث في النفس و نقاش في العلن كما يظهر لك من النقول في التفسير , ثم إن ذاك الاختيار الذي حكمت عليه بالضعف - أخي الحبيب - هو اختيار الزجاج و أقره عليه شيخاه المبرد و القاضي إسماعيل و ذكرا أنّ توجيه الزجاج من أحسن ما سمعا .

فذلك توافق ثلاثة أئمة جهابذة من أئمة اللّغة , فأنّى يسري إلى قولهم الضعف ؟؟ فضلا عن أن يكون توجيهم ضعيفًا جدًا ..؟؟!!!

و لذا , فمن سبقك إلى الحكم على هذا التوجيه بالضعف الشّديد , أو بأنه ضعيف جدًّا ؟؟ و الله يرعاك أخي الحبيب .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي ; 01 Mar 2013 الساعة 07:45 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02 Mar 2013, 12:03 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي مشاهدة المشاركة
ثمّ قال ص(252) :
[فأما قراءة الجمهور (إن هذان لساحران)بتشديد نون ( إن ) وبالألف في هذان وكذلك في (لساحران)، فللمفسرين في توجيهها آراء بلغت الستة . وأظهرها أن تكون ( إن ) حرف جواب مثل : نعم وأجل...وهذا التوجيه من مبتكرات أبي إسحاق الزجّاج ذكره في تفسيره . وقال : عرضته على عالمينا وشيخينا وأستاذينا محمد بن يزيد يعني الـمبرد، وإسماعيل بن إسحاق بن حماد يعني القاضي الشهير فقبلاه وذكرا أنه أجود ما سمعاه في هذا]اهــ


ثم قال ص(253) :[وعلى هذا التوجيه يكون قوله تعالى (إن هذان لساحران)حكاية لمقال فريق من المتنازعين ، وهو الفريق الذي قبل هذا الرأي لأن حرف الجواب يقتضي كلاما سبقه .
ودخلت اللام على الخبر : إما على تقدير كون الخبر جملة حذف مبتدأها وهو مدخول اللام في التقدير ، ووجود اللام ينبئ بأن الجملة التي وقعت خبرا عن اسم الإشارة جملة قسمية ؛ وإما على رأي من يجيز دخول اللام على خبر المبتدأ في غير الضرورة .]اهـ
يوضح كلام الشيخ –رحمه الله- أكثر ويجليه ما ذكره الزركشي -رحمه الله- إذ إنه بين التوجيه المبتكر الذي أشار إليه الشيخ –رحمه الله- حيث قال: (..واختلف في تخريج هذه القراءة، فقال القدماء من النحاة: إنه على حذف ضمير الشأن، والتقدير: إنه هذان لساحران، وخبر إنَّ الجملة من قوله: (هذان لساحران)، واللام في (لساحران) داخلة على خبر المبتدأ المحذوف، وضعف هذا القول بأن حذف الضمير لا يجيء إلا في الشعر، وبأن دخول اللام في الخبر شاذ، وقال الزجاج: اللام لم تدخل على الخبر بل التقدير: (لهما ساحران) فدخلت على المبتدأ المحذوف، واستحسن هذا القول شيخه أبو العباس المبرد، والقاضي إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد،...وقيل: (إن) بمعنى نعم، وثبت ذلك في اللغة فتحمل الآية عليه، و(هذان لساحران) مبتدأ وخبر واللام في (لساحران) على ذينك التقديرين في هذا التخريج والتخريج الذي قبله، وإلى هذا ذهب المبرد، وإسماعيل بن إسحاق، وأبو الحسن الأخفش الصغير...)[(6/238)].


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الصمد بن أحمد السلمي مشاهدة المشاركة
قول من قال : " إنَّ" بمعنى " نعم" في هذه الآية ضعيف جدا ؛ والدليل:
- لام التوكيد في الخبر (لساحران) وورودها عيٌّ يتنزه عنها كلام الله.
-وترد " نعم" جوابا على سؤال قبلها ؛ فأين السؤال؟!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي مشاهدة المشاركة
انتهى النقل من التحرير و التنوير و في النقولات السالفة جواب عن شرطيك و بيان لاستشكاليك
إذ الحديث كان واقعا ابتداءً عن ماهية معجزة النبيين موسى و هارون , فاستقر الرأي على كونهما ساحران , كما هو مبيّن في النقول , و قوله تعالى : [و أسروا النجوى] دليل على وقوع حديث في النفس و نقاش في العلن كما يظهر لك من النقول في التفسير , ثم إن ذاك الاختيار الذي حكمت عليه بالضعف - أخي الحبيب - هو اختيار الزجاج و أقره عليه شيخاه المبرد و القاضي إسماعيل و ذكرا أنّ توجيه الزجاج من أحسن ما سمعا .
فذلك توافق ثلاثة أئمة جهابذة من أئمة اللّغة , فأنّى يسري إلى قولهم الضعف ؟؟ فضلا عن أن يكون توجيهم ضعيفًا جدًا ..؟؟!!!
و لذا , فمن سبقك إلى الحكم على هذا التوجيه بالضعف الشّديد , أو بأنه ضعيف جدًّا ؟؟ و الله يرعاك أخي الحبيب .
الذي يظهر لي والله تعالى أعلم أن تضعيف الأخ عبد الصمد إنما يحمل على القول بأن اللام داخلة على الخبر دون ما إذا وجهت بالتوجيه الذي ذكره الزَّجاج وهذا واضح من قوله -حفظه الله-: لام التوكيد في الخبر (لساحران) وورودها عيٌّ يتنزه عنها كلام الله.
وأما النقول التي ذكرها الأخ عبد الرحمن العكرمي وهي التي استحسنها المبرد وإسماعيل بن إسحاق فإنها تتنزل على التخريج الذي ذكره الزجاج -رحمه الله-.
وبهذا النقل عن أبي البقاء العكبري -رحمه الله- يتضح المراد، حيث يقول -رحمه الله-: (...وفيه أوجه:
أحدها: أنها بمعنى "نعم"، وما بعدها مبتدأ وخبر.
والثاني: إن فيها ضمير الشأن محذوفا، وما بعدها مبتدأ وخبر أيضا.
وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التي في الخبر، وإنما يجيء مثل ذلك في ضرورة الشعر.
وقال الزجاج: التقدير: لهما ساحران، فحذف المبتدأ)["التبيان في إعراب القرآن"(ص895)].

فضعَّف الصورة التي ذكرها الأخ عبد الصمد -حفظه الله-، وأخرج الصورة التي ذكرها الأخ أبو عبد الرحمن العكرمي -حفظه الله-.
والله أعلم.
وجزاكما الله خيرا، وبارك فيكما، وفي الإخوة المشاركين.

التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 02 Mar 2013 الساعة 12:12 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02 Mar 2013, 07:35 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

جزاكما الله خيرا.
مما يضعف الوجه النحوي كثرة التقديرات ؛ فكم من تقدير يلزمنا؟
1-قال تعالى (فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ، فقالوا إنّ هذان لساحران) ؛ لاحظ معي (فتنازعوا ، وأسروا ، فقالوا) الفاعل واحد ؛ السياق يدل على هذا ، فمن السائل لتكون (إن) بمعنى (نعم) حرف جواب على سؤاله؟.
فيحتاج الفعل إلى تقدير : فقالت طائفة منهم للأخرى.
2-اللام في (لساحران) إن كانت للتوكيد فهي شاذة ، ولا شاهد عليها ؛ أما قول الشاعر :
أم الحليس لعجوز شهربه
فمحمول على الشذوذ أولا ، وعلى تقدير الضمير : لهي ، أو على بالقول بزيادة اللام ؛قاله في أوضح المسالك، وعند من يتوسع في قياس الشاذ خلاف الأصل .
وإذا رحجنا قول المتوسعين فإن التقدير لازم ؛ كون لام التوكيد لا تتزحح عن المبتدأ إلى الخبر إلا مع حرف توكيد خوفا من اجتماع توكيدين في كلمة ، فأين المزحزح؟
-قرأ أبو عمر (إن هذين لساحران) والقراءات تفسر بعضها بعضا ؛ فـ(إن) على بابها ؛ أي : من النواسخ وليست بمعنى (نعم)
وعليه فأقوى الأقوال :قول شيخ الإسلام ومن وافقه من حذاق النحويين ، قاله في شرح الشذور
وبعده قول من يلزم الألف في المثنى
وباقي الأقوال بين الضعيف والضعيف جدا ، والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02 Mar 2013, 07:53 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

اقتباس:
لكن قول من قال بأنها لغة بني الحارث بن كعب (اكلوني البراغيث) مشكل ؛ لأنها ترد في الأفعال وليست في الأسماء..
حسبتُ أن لغة من يلزم الألف المثنى هي لغة (أكلوني البراغيث) وليس كذلك - وإن كان المتكلم طائفة من العرب واحدة-
وعليه ؛ يختلف مع اختيار شيخ الإسلام كون اختياره -رحمه الله- ومن معه معرب بالحركات المقدرة ، أما لغة ملزم الألف المثنى يجعل الألف حرف إعراب في ثلاث الحالات ؛ فيقال هو مرفوع أو منصوب ومجرور بالألف ؛ وبهذا يخالف اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 02 Mar 2013, 10:19 AM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

من لطائف استدلالات أبي الحسن بن كيسان البغدادي النحوي- تلميذ المبرد و ثلعب - على كون "هذان" مبنية لا معربة - و هو أحد وجوه التخريج - أن مفردها مبني "هذا" فـ ذا التي للإشارة إلى الواحد مبنية و جمعها "هؤلاء" مبني أيضا , فكيف يكون ما كان مفرده وجمعه مبنيًا معربًا ؟؟!!!

و هذا من الأقوال الدّقيقة لمن محصّ لغة العرب و فهم تراكيبها .


و لذا أنقل ما أورده محمد الطاهر بن عاشور في (م16 ص 253) منن تفسيره قال :


[وفي التفسير الوجيز للواحدي سأل إسماعيل القاضي ( هو ابن إسحاق بن حماد ) ابن كيسان عن هذه المسألة ، فقال ابن كيسان : لما لم يظهر في المبهم إعراب في الواحد ولا في الجمع ( أي في قولهم هذا وهؤلاء إذ هما مبنيان ) جرت التثنية مجرى الواحد إذ التثنية يجب أن لا تغير . فقال له إسماعيل : ما أحسن هذا لو تقدمك أحد بالقول فيه حتى يؤنس به ؟ فقال له ابن كيسان : فليقل به القاضي حتى يؤنس به ، فتبسم . ]اهـ

و هذا ما أورده شيخ الإسلام رحمه الله أيضا , و هو قول قويّ في دقّة نظر

و بغض النظر عن ضعف أقوال و قوة أخرى , أو أولوية أقوال على أخرى

إنما تورد التخريجات جميعها لردّ فرية أولئك الطاعنين على القرآن , و لم يكن الغرض الترجيح بين الأقوال فيما ظهر لي من مقال الأخ و الله أعلم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013