منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 07 Mar 2014, 06:00 AM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي مناقب معاوية بن أبي سقيان رضي الله عنه... لو أدركتموه لقلتم أنه المهدي

مناقب معاوية بن أبي سقيان رضي الله عنه... لو أدركتموه لقلتم أنه المهدي

معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه

وهو من جملة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره، وكل نسب وسبب منقطع يوم القيامة، إلا سبب النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبه، ومعاوية - بلا شك - منهم رضي الله عنه.
ولما ذكر الآجري تلك الكتب والأبواب السابقة، في فضائل علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين، والآل عامة وخاصة رضي الله عنهم: ختم كتابه بفضائل معاوية رضي الله عنه، فقال: " كتاب فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ".
ثم قال الآجري رحمه الله: (معاوية رضي الله عنه، كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم على وحي الله عز وجل، وهو القرآن، بأمر الله عز وجل.
وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيه العذاب.
ودعا له أن يعلمه الله الكتاب، ويمكن له في البلاد، وأن يجعله هاديا مهديا.
وأردفه النبي من خلفه فقال: «ما يليني منك؟ ".
قال: بطني.
قال: " اللهم املأه حلما وعلما» .
وأعلمه النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك ستلقاني في الجنة» .
وصاهره النبي صلى الله عليه وسلم بأن تزوج بأم حبيبة أخت معاوية رضي الله عنهما، فصارت أم المؤمنين، وصار هو خال المؤمنين، فأنزل عز وجل فيهم: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [الممتحنة: 7] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني سألت ربي عز وجل: ألا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلى أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة» ".
وهو ممن قال الله عز وجل: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [التحريم: 8] ، فقد ضمن الله الكريم بأن لا يخزيه، لأنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي في الأخبار ما يدل على ما قلت، والله الموفق لذلك إن شاء الله. اهـ.
ثم عقد الآجري في عشرة أبواب في ذلك، هي:. باب ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه.
. باب بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه بالجنة.
. باب ذكر مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية بأخته أم حبيبة.
. باب ذكر استكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية بأمر من الله عز وجل.
. باب ذكر مشاورة النبي لمعاوية رحمه الله.
باب ذكر صحبة معاوية للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنزلته عنده.
. باب ذكر تواضع معاوية رضي الله عنه في خلافته.
. باب ذكر تعظيم معاوية رضي الله عنه، لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإكرامه إياهم.
. باب تزويج أبي سفيان رضي الله عنه، بهند أم معاوية رضي الله عنهم.
. باب ذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه.
وهذا أمر مستقر عند أهل السنة جميعا، حنابلة وغيرهم رضي الله عن معاوية، وجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم. أهــ
من كتاب قمع الدجاجلة


مناقب هذا الصحابي الجليلرضي الله عنه

أنه من فقهاء الصحابة
وروى البخاري أن معاوية أوتر بعد العشاء بركعة، وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: "دعه فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي رواية: فقال ابن عباس: "إنه فقيه"
البخاري في فضائل الصحابة، باب: ذكر معاوية، ح: 3764و3765 (7/130)
(4/ 102) ورواه مسلم: ك: الحج: ح: 210 (1246) [2/ 913]

أنه كان معروفا بالصدق غير متهما عند الصحابة

وروى أحمد في مسنده عن مجاهد عن ابن عباس أن معاوية أخبره "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر شعره بمشقص" فقلت لابن عباس: ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية! فقال: " ماكان معاوية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم متهماً.




أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم

وعن أبي الدرداء: "ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا ـ يعني معاوية ـ"
انظر: الهيثمي: مجمع الزوائد (9/ 357) وقال: رجاله رجال الصحيح غير قيس وهو ثقة.

أنه لين الجانب متواضع للخلق رجاع إلى الحق

فقد صح عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - بِالْبَيْتِ فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لِمَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَسْتَلِمُهُمَا». فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْبَيْتِ مَهْجُورًا».
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «صَدَقْتَ» (رواه الإمام أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).
فرجع معاوية - رضي الله عنه - عن رأيه لما استبان له أن رأي ابن عباس موافق لسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.


وهو ستر أصحاب رسول الله
قال الربيع بن نافع: «معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه».
رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (1/ 209)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 209)

وأنه من أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة

وسُئل أبوعبد الرحمن النسائي عن معاويةَ بن أبي سفيان -صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ، فقال: «إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار؛ فمن أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة».
ذكره الحافظ المزي في تهذيب الكمال (1/ 45)

وأن معاوية عندنا محنة يمتحن به الناس

وقال الإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله -: «معاوية عندنا مِحْنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزَرًا اتهمناه على القوم»، يعني الصحابة.

من لعن معاوية فإنه يستحق العقوبة البليغة بالقتل فما دونه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "من لعن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما ... فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين، وتنازع العلماء هل يعاقب بالقتل؟ أو ما دون القتل ... " مجموع الفتاوى (35/ 58)

وقال: " ... فمن لعنهم فقد عصى الله ورسوله ... "
المصدر نفسه (35/ 66)


يتبع إن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة أبو جميل الرحمن طارق الجزائري ; 10 Mar 2014 الساعة 04:45 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07 Mar 2014, 11:37 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي طارق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07 Mar 2014, 05:45 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

وفيك يبارك الله الأخ الحبيب محمد


حرصه على سماع النصيحة من عامة رعيته وورعه

وعن أبي قبيل عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: أنه صعد المنبر يوم الجمعة، فقال في خطبته: إنما المال مالنا، والفيء فيئنا، فمن شئنا أعطيناه ومن شئنا منعناه. فلم يجبه أحد. فلما كان في الجمعة الثانية قال مثل ذلك. فلم يجبه أحد. فلما كان في الجمعة الثالثة قال مثل مقالته. فقام إليه رجل ممن حضر المسجد، فقال: كلا، إنما المال مالنا، والفيء فيئنا، فمن حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله بأسيافنا. فنزل معاوية، فأرسل إلى الرجل، فأدخله، فقال القوم: هلك الرجل. ثم دخل الناس فوجدوا الرجل معه على السرير، فقال معاوية للناس: إن هذا أحياني أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون بعدي أمراء؛ يقولون ولا يرد عليهم، يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة» ، وإني تكلمت أول جمعة، فلم يرد علي أحد، فخشيت أن أكون منهم، ثم تكلمت في الجمعة الثانية، فلم يرد علي أحد، فقلت في نفسي: إني من القوم، ثم تكلمت في الجمعة الثالثة، فقام هذا الرجل، فرد علي، فأحياني أحياه الله.
رواه: الطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وأبو يعلى. قال الهيثمي: "ورجاله ثقات".

نصيحة الصحابة للتمسك بصدغي معاوية

كان أبو هريرة رضي الله عنه يمشي في سوق المدينة وهو يقول: "اللهم لا تدركني سنة الستين، ويحكم! تمسكوا بصدغي معاوية، اللهم لا تدركني إمارة الصبيان".
رواه البيهقي

علي بن أبي طالب ينهى الناس عن كراهية إمارة معاوية
وتنبئه بوقوع السيف والفتن بعد فقدانه رضي الله عنهما

وعن الشعبي؛ قال: لما رجع علي رضي الله عنه من صفين؛ قال: "أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية؛ فإنه لو قد فقدتموه لقد رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كالحنظل".
رواه البيهقي، وهو مرسل.
وقد رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" من حديث الشعبي عن الحارث الأعور؛ قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: "لا تكرهوا إمارة معاوية، والذي نفسي بيده ما بينكم وبين أن تنظروا إلى جماجم الرجال تندر عن كواهلها كأنها الحنظل؛ إلا أن يفارقكم معاوية ".
الحارث فيه كلام، وبقية رواته ثقات.
وقد رواه ابن أبي شيبة من حديث الحارث عن علي رضي الله عنه بنحوه.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09 Mar 2014, 12:35 AM
أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي غير متواجد حالياً
أعانه الله
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر المسيلة
المشاركات: 369
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي
افتراضي

معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه

جزاك الله خيرا ورحم الله العلامة الإمام الألباني وغفر له

وهذه فائدة نفيسة من البداية والنهاية عند ذكر حديث " لا أشبع الله بطنه " 4/116 دار الحديث القاهرة :
وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه ، أما في دنياه فإنه لما صار إلى الشام أميرا ، كان يأكل في اليوم سبع مرات يُجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها ، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ، ويقول : والله ما أشبع وإنما أعيا ، وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك . وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري ، وغيرهما من غير وجمه من جماعة من الصحابة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يو القيامة ... هـ

رضي الله عنه وأرضاه

منقول
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09 Mar 2014, 06:09 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

قال العلامة ربيع السنة
لقد دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوة عظيمة،

فعن عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لمعاوية: "اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به" ، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/216)، والترمذي في "سننه" حديث (3842)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (246)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/180)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (1969)، ساقه من طرق إلى سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وعن العرباض بن سارية –رضي الله عنه- قال سمعت رسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ" ، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" حديث (4/127)، وفي "فضائل الصحابة" حديث (1748)، والبزار حديث (2723)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/251)، وأورده الألباني في "السلسلة الصحيحة" حديث رقم (3227) وذكر أن جماعة من الصحابة رووا هذا الحديث وهم عبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن أبي عميرة المزني،ومسلمة بن مُخلَّد، ثم ذكر مع روايات هؤلاء مرسل شُريح بن عُبيد، ومرسل حَرِيز بن عثمان.


وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ، قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ، فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشَّأْمَ فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَمَاتَتْ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (2799)، ومسلم حديث (1912).
وعن أُمّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ، قَالَ: أَنْتِ فِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ فَقُلْتُ أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا". أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (2924) والحسن بن سفيان في " مسنده " وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 62 ) و الطبراني في " مسند الشاميين" رقم (444).


من مقال
بيان مناقب معاوية -رضي الله عنه- والذب عن صحيح مسلم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09 Mar 2014, 06:20 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

أنه أقضى الناس بالحق بعد عثمان رضي الله عنهم

عن الليث بن سعد قال حدثنا بكير عن بسر بن سعيد المدني
أن سعد بن أبي وقاص قال: "ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب" يعني معاوية،
البداية والنهاية لابن كثير 8/ 133

والليث بن سعد هو الإمام الفقيه المتوفى سنة 175
بكير هو ابن عبد الله الأشج المدني المصري المتوفى سنة 127 قال عنه الإمام النسائي ثقة ثبت
بسر بن سعيد المدني المتوفى سنة 100 قال عنه ابن معين: ثقة. وقال عنه الليث بن سعد: كان من العباد المنقطعين، أهل الزهد في الدنيا والورع"
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09 Mar 2014, 07:06 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

وكان رضي الله عنه أخلق الناس بالملك

وقال عبد الرزاق: عن معمر عن همام سمعت ابن عباس يقول: "ما رأيت رجلًا أخلق بالملك من معاوية
البداية والنهاية لابن كثير 8/ 133
عبد الرزاق بن همام الصنعاني أحد الأعلام الحفاظ صاحب المصنف "وكان ينسب إلى التشيع"
معمر بن راشد أبي عروة البصري ثم اليماني وكان أحد الأعلام
همام بن منبه الصنعاني وكان ثقة


وكان أعظم الناس حلما واحتمالا وسؤددا ولينا

قال عبد الملك بن مروان يوما وذكر معاوية فقال: ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه.
وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحدا أعظم حلما ولا أكثر سؤددا ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجا، ولا أرحب باعا بالمعروف من معاوية.
وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاما شيئا شديدا، فقيل له لو سطوت عليه ؟ فقال: إني لاستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي.
وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك ؟ فقال: إني لاستحيي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي.
وقال الاصمعي عن الثوري: قال قال معاوية: إني لاستحيي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أكبر من حلمي، أو تكون عورة لا أواريها بستري.
وقال الشعبي والاصمعي عن أبيه قالا: جرى بين رجل يقال له أبو الجهم وبين معاوية كلام فتكلم أبو الجهم بكلام فيه غمر لمعاوية، فأطرق معاوية.
ثم رفع رأسه فقال: يا أبا الجهم إياك والسلطان فإنه يغضب غضب الصبيان، ويأخذ أخذ الاسد، وإن قليله يغلب كثير الناس.
ثم أمر معاوية لابي الجهم بمال فقال: أبو الجهم في ذلك يمدح معاوية: نميل على جوانبه كأنا * نميل إذا نميل على أبينا نقلبه لنخبر حالتيه * فنخبر منهما كرما ولينا
البداية والنهاية لابن كثير 8/144
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 Mar 2014, 04:37 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

لو أدركتم معاوية لقلتم أنه المهدي لكثرت عدله و صفاته الحميدة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة 185:3: فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده.
وأما إذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل وقد روى أبو بكر الأثرم ورواه ابن بطة من طريقه حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، حدثنا محمد بن مروان، عن يونس، عن قتادة قال: لو أصحبتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم: هذا المهدي.

وروى ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال: لو أدرتكم معاوية لقلتم هذا المهدي.
وروى الأثرم: حدثنا محمد بن حواش، حدثنا أبو هريرة المكتب قال: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبدا العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا: في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل أخبرنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة الثقفي، عن أبي إسحاق السبيعي أنه ذكر معاوية فقال: لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم كان المهدي.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 Mar 2014, 04:08 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

وهذه تتمة الموضوع وأدمجت أوله بآخره



مناقب الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه





أنه من فقهاء الصحابة



عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وعن ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ

هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ قَالَ أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ

خرجه البخاري في صحيحه في بَاب ذِكْرِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ح/3480/3481



أنه كان معروفا بالصدق غير متهما عند الصحابة

عن مجاهد عن ابن عباس أن معاوية أخبره "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر شعره بمشقص" فقلت لابن عباس: ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية! فقال: " ما كان معاوية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم متهماً.

رواه أحمد في مسنده وحديث معاوية في البخاري ومسلم



وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا يزيد بن طهمان الرقاشي ثنا محمد بن سيرين قال: كان معاوية إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتهم.

البداية والنهاية لابن كثير 8/143



شدته وحرصه في اتباع السنة

عن حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً لَقَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ

خرجه البخاري في صحيحه في بَاب ذِكْرِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ح 3482



أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم

وعن أبي الدرداء: "ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا ـ يعني معاوية ـ"

انظر: الهيثمي: مجمع الزوائد (9/ 357) وقال: رجاله رجال الصحيح غير قيس وهو ثقة.



أنه لين الجانب متواضع للخلق رجاع إلى الحق



عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - بِالْبَيْتِ فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لِمَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَسْتَلِمُهُمَا». فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْبَيْتِ مَهْجُورًا».

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «صَدَقْتَ»

رواه الإمام أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.

فرجع معاوية - رضي الله عنه - عن رأيه لما استبان له أن رأي ابن عباس موافق لسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.



حرصه على سماع النصيحة من عامة رعيته وورعه وخوفه من الله



وعن أبي قبيل عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: أنه صعد المنبر يوم الجمعة، فقال في خطبته: إنما المال مالنا، والفيء فيئنا، فمن شئنا أعطيناه ومن شئنا منعناه. فلم يجبه أحد. فلما كان في الجمعة الثانية قال مثل ذلك. فلم يجبه أحد. فلما كان في الجمعة الثالثة قال مثل مقالته. فقام إليه رجل ممن حضر المسجد، فقال: كلا، إنما المال مالنا، والفيء فيئنا، فمن حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله بأسيافنا. فنزل معاوية، فأرسل إلى الرجل، فأدخله، فقال القوم: هلك الرجل. ثم دخل الناس فوجدوا الرجل معه على السرير، فقال معاوية للناس: إن هذا أحياني أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون بعدي أمراء؛ يقولون ولا يرد عليهم، يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة» ، وإني تكلمت أول جمعة، فلم يرد علي أحد، فخشيت أن أكون منهم، ثم تكلمت في الجمعة الثانية، فلم يرد علي أحد، فقلت في نفسي: إني من القوم، ثم تكلمت في الجمعة الثالثة، فقام هذا الرجل، فرد علي، فأحياني أحياه الله.

رواه: الطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وأبو يعلى. قال الهيثمي: "ورجاله ثقات".



دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لمعاوية بالعلم والهدى والسلامة من العذاب وسوء الحساب



فعن عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لمعاوية: "اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به" ،

أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/216)، والترمذي في "سننه" حديث (3842)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (246)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/180)،

وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (1969)، ساقه من طرق إلى سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وعن العرباض بن سارية –رضي الله عنه- قال سمعت رسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ" ،

أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" حديث (4/127)، وفي "فضائل الصحابة" حديث (1748)، والبزار حديث (2723)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/251)،

وأورده الألباني في "السلسلة الصحيحة" حديث رقم (3227) وذكر أن جماعة من الصحابة رووا هذا الحديث وهم عبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن أبي عميرة المزني،ومسلمة بن مُخلَّد، ثم ذكر مع روايات هؤلاء مرسل شُريح بن عُبيد، ومرسل حَرِيز بن عثمان.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ، قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ، فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشَّأْمَ فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَمَاتَتْ"،

أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (2799)، ومسلم حديث (1912).


وعن أُمّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ، قَالَ: أَنْتِ فِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ فَقُلْتُ أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا".

أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (2924) والحسن بن سفيان في " مسنده " وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 62 ) و الطبراني في " مسند الشاميين" رقم (444).

من مقال بيان مناقب معاوية -رضي الله عنه- والذب عن صحيح مسلم للعلامة المجاهد السلفي ربيع بن هادي المدخلي



أنه أقضى الناس بالحق بعد عثمان رضي الله عنهم

عن الليث بن سعد قال حدثنا بكير عن بسر بن سعيد المدني

أن سعد بن أبي وقاص قال: "ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب" يعني معاوية،

البداية والنهاية لابن كثير 8/ 133

والليث بن سعد هو الإمام الفقيه المتوفى سنة 175

بكير هو ابن عبد الله الأشج المدني المصري المتوفى سنة 127 قال عنه الإمام النسائي ثقة ثبت

بسر بن سعيد المدني المتوفى سنة 100 قال عنه ابن معين: ثقة. وقال عنه الليث بن سعد: كان من العباد المنقطعين، أهل الزهد في الدنيا والورع"

وكان رضي الله عنه أخلق الناس بالملك



وقال عبد الرزاق: عن معمر عن همام سمعت ابن عباس يقول: "ما رأيت رجلًا أخلق بالملك من معاوية

البداية والنهاية لابن كثير 8/ 133

عبد الرزاق بن همام الصنعاني أحد الأعلام الحفاظ صاحب المصنف "وكان ينسب إلى التشيع"

معمر بن راشد أبي عروة البصري ثم اليماني وكان أحد الأعلام

همام بن منبه الصنعاني وكان ثقة



وكان أعظم الناس حلما واحتمالا وسؤددا ولينا وأرحب باعا بالمعروف



قال عبد الملك بن مروان يوما وذكر معاوية فقال: ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه. وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحدا أعظم حلما ولا أكثر سؤددا ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجا، ولا أرحب باعا بالمعروف من معاوية.

وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاما شيئا شديدا، فقيل له لو سطوت عليه ؟ فقال: إني لاستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي.

وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك ؟ فقال: إني لاستحيي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي.

وقال الاصمعي عن الثوري: قال قال معاوية: إني لاستحيي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أكبر من حلمي، أو تكون عورة لا أواريها بستري.

وقال الشعبي والاصمعي عن أبيه قالا: جرى بين رجل يقال له أبو الجهم وبين معاوية كلام فتكلم أبو الجهم بكلام فيه غمر لمعاوية، فأطرق معاوية.

ثم رفع رأسه فقال: يا أبا الجهم إياك والسلطان فإنه يغضب غضب الصبيان، ويأخذ أخذ الاسد، وإن قليله يغلب كثير الناس.

ثم أمر معاوية لابي الجهم بمال فقال: أبو الجهم في ذلك يمدح معاوية:

نميل على جوانبه كأنا * نميل إذا نميل على أبينا

نقلبه لنخبر حالتيه * فنخبر منهما كرما ولينا

وقال ابن أخته عبد الرحمن بن أبي الحكم لمعاوية: إن فلانا يشتمني، فقال له: طأطئ لها فتمر فتجاوزك.

وقال ابن الاعرابي: قال رجل لمعاوية: ما رأيت أنذل منك، فقال معاوية: بلى

من واجه الرجال بمثل هذا.



البداية والنهاية لابن كثير 8/144

فسبحان الله ما أخلقه وما أحلمه وهو ملك قوي البطش قد دانت له ملوك الروم والفرس بالرعب

وقد أفرد ابن أبي الدنيا وأبو بكر بن أبي عاصم تصنيفاً في حلم معاوية رضي الله عنه ، ولعل هذا من بركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي عهد معاوية ( ص 315) .


وهو خير ملوك المسلمين وزمانه خير زمان بعد الخلفاء

ومن أدركه حسبه أنه المهدي



قال شيخ الإسلام : فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده.

وأما إذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل وقد روى أبو بكر الأثرم ورواه ابن بطة من طريقه حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، حدثنا محمد بن مروان، عن يونس، عن قتادة قال: لو أصحبتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم: هذا المهدي.

وروى ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال: لو أدرتكم معاوية لقلتم هذا المهدي.

وروى الأثرم: حدثنا محمد بن حواش، حدثنا أبو هريرة المكتب قال: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا: في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل أخبرنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة الثقفي، عن أبي إسحاق السبيعي أنه ذكر معاوية فقال: لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم كان المهدي.

منهاج السنة 3/185



عزل عمر بن الخطاب بعض الصحابة وولى معاوية لما علمه من كفاءته ودعاء النبي له فلا تذكروا معاوية إلا بخير



وقال الترمذي: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني قال: لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن الشام وولى معاوية قال الناس: عزل عمر عميرا وولى معاوية، فقال عمر: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم اهد به " تفرد به الترمذي وقال: غريب.

وعمرو بن واقد ضعيف، هكذا ذكره أصحاب الاطراف في مسند عمير بن سعد الانصاري.

وعندي أنه ينبغي أن يكون من رواية عمر بن الخطاب، ويكون الصواب فقال عمر: لا تذكروا معاوية إلا بخير، ليكون عذرا له في توليته له.

ومما يقوي هذا أن هشام بن عمار قال: حدثنا ابن أبي السائب - وهو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان - قال: وسمعت أبي يذكر أن عمر بن الخطاب ولى معاوية بن أبي سفيان فقالوا: ولى حدث السن، فقال: تلومونني في ولايته، وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به " وهذا منقطع يقويه ما قبله.

ابن كثير في البداية والنهاية 8/132 والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي ( 3842 )



كان معاوية رضي الله عنه أسود الناس

عن هشيم عن العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ما رأيت أحدا أسود من معاوية. قال جبلة بن سحيم: قلت ولا عمر؟ قال كان عمر خيرا منه، وكان معاوية أسود منه.

ورواه أبو سفيان الحيري، عن العوام بن حوشب به. وقال: ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية، قيل ولا أبو بكر ؟ قال: كان أبو بكر وعمر وعثمان خيرا منه، وهو أسود.

وروى من طريق عن ابن عمر مثله.

أخرج ابن كثير في البداية والنهاية 8/143



كان زاهدا ومتواضعا يلبس المرقوع وهو إمام المسلمين



قال هشام بن عمار، عن عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس.

قال: رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مردف وراءه وصفيا عليه قميص مرقوع الجيب، وهو يسير في أسواق دمشق

قال ابن كثير في البداية والنهاية 8/143



وكان همه الجهاد في سبيل الله ونشر دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم



قال أبو زرعة عن دحيم، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز.

قال: لما قتل عثمان لم يكن للناس غازية تغزو، حتى كان عام الجماعة فأغزا معاوية أرض الروم ست عشرة غزوة، تذهب سرية في الصيف ويشتوا بأرض الروم، ثم تقفل وتعقبها أخرى، وكان في جملة من أغزى ابنه يزيد ومعه خلق من الصحابة، فجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل بهم راجعا إلى الشام، وكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال: شد خناق الروم.

ابن كثير في البداية والنهاية 8/142



رفقه بخصومه ومحاورته لهم بالعقل والحكمة والموعظة الحسنة



وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ثنا المسور بن مخرمة أنه وفد على معاوية.

قال: فلما دخلت عليه - حسبت أنه قال سلمت عليه - فقال: ما فعل طعنك على الائمة يا مسور ؟ قال قلت: ارفضنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له، فقال: لتكلمني بذات نفسك، قال: فلم أدع شيئا أعيبه عليه إلا أخبرته به، فقال: لا تبرأ من الذنوب، فهل لك من ذنوب تخاف أن تهلكك إن لم يغفرها الله لك ؟ قال: قلت: نعم ! إن لي ذنوبا إن لم تغفرها هلكت بسببها، قال: فما الذي يجعلك أحق بأن ترجو أنت المغفرة مني،

فو الله لما ألي من إصلاح الرعايا وإقامة الحدود والإصلاح بين الناس والجهاد في سبيل الله والأمور العظام التي لا يحصيها إلا الله ولا نحصيها أكثر مما تذكر من العيوب والذنوب، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ويعفو عن السيئات، والله على ذلك ما كنت لاخير بين الله وغيره إلا اخترت الله على غيره مما سواه، فقال: ففكرت حين قال لي ما قال فعرفت أنه قد خصمني.

قال: فكان المسور إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير.

وقد رواه شعيب عن الزهري عن عروة عن المسور بنحوه.

ابن كثير في البداية والنهاية 8/142



نصيحة الصحابة للتمسك بصدغي معاوية



كان أبو هريرة رضي الله عنه يمشي في سوق المدينة وهو يقول: "اللهم لا تدركني سنة الستين، ويحكم! تمسكوا بصدغي معاوية، اللهم لا تدركني إمارة الصبيان".

رواه البيهقي



علي بن أبي طالب يثني على إمارة معاوية وتنبئه بوقوع السيف والفتن بعد فقدانه رضي الله عنهما



وعن الشعبي؛ قال: لما رجع علي رضي الله عنه من صفين؛ قال: "أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية؛ فإنه لو قد فقدتموه لقد رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كالحنظل".

رواه البيهقي، وهو مرسل.



وقد رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" من حديث الشعبي عن الحارث الأعور؛ قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: "لا تكرهوا إمارة معاوية، والذي نفسي بيده ما بينكم وبين أن تنظروا إلى جماجم الرجال تندر عن كواهلها كأنها الحنظل؛ إلا أن يفارقكم معاوية ".

الحارث فيه كلام، وبقية رواته ثقات. وقد رواه ابن أبي شيبة من حديث الحارث عن علي رضي الله عنه بنحوه.



وهو الستر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الربيع بن نافع: «معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه».

رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (1/ 209)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 209)



وأنه من أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة والإسلام

وسُئل أبوعبد الرحمن النسائي عن معاويةَ بن أبي سفيان -صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ، فقال: «إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار؛ فمن أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة».

ذكره الحافظ المزي في تهذيب الكمال (1/ 45)



وأن معاوية عندنا محنة يمتحن به الناس



وقال الإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله -: «معاوية عندنا مِحنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزَرًا اتهمناه على القوم»، يعني الصحابة.



من لعن معاوية فقد عصى الله ورسوله ويستحق العقوبة البليغة بالقتل فما دونه



قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "من لعن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما ... فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين، وتنازع العلماء هل يعاقب بالقتل؟ أو ما دون القتل ... "

مجموع الفتاوى (35/ 58)

وقال: " ... فمن لعنهم فقد عصى الله ورسوله ... "

المصدر نفسه (35/ 66)



ولم يكن معاوية مريد للقتال في صفين بل كان مقرا بخلافة علي



وقال شيخ الإسلام : " ... ومعاوية لم يدّع الخلافة، ولم يبايع له بها حين قاتل علياً، ولم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة، ويقرون له بذلك، وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنها ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدوا علياً وأصحابه بالقتال ... " المصدر نفسه (35/ 72)



عن معاوية رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا الأمر في قريش؛ لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين» .

رواه الإمام أحمد والبخاري وقال البيهقي: "أي: أقاموا معالمه، وإن قصروا هم في أعمال أنفسهم".



تفقده لرعيته وحرصه على كل ضعفائهم



ورواه أبو القاسم البغوي عن سويد بن سعيد، عن همام بن إسماعيل، عن أبي قبيل.

قال: كان معاوية يبعث رجلا يقال له أبو الجيش في كل يوم فيدور على المجالس يسأل هل ولد لاحد مولود ؟ أو قدم أحد من الوفود ؟ فإذا أخبر بذلك أثبت في الديوان - يعني ليجري عليه الرزق –

ابن كثير في البداية والنهاية 8/142



اعتراف معاوية بفضل بني هاشم على بني أمية



وقال أبو الحسن المدايني عن سلمة بن محارب قال: قيل لمعاوية أيكم كان أشرف، أنتم أو بنو هاشم ؟ قال: كنا أكثر أشرافا وكانوا هم أشرف، فيهم واحد لم يكن في بني عبد مناف مثل هاشم، فلما هلك كنا أكثر عددا وأكثر اشرافا، وكان فيهم عبد المطلب ولم يكن فينا مثله، فلما مات صرنا أكثر عددا وأكثر أشرافا، ولم يكن فيهم واحد كواحدنا، فلم يكن إلا كقرار العين حتى قالوا: منا نبي، فجاء نبي لم يسمع الاولون والآخرون بمثله، محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يدرك هذه الفضيلة وهذا الشرف ؟.



البداية والنهاية لابن كثير 8/142



عطاؤه وسخاؤه وجوده على آل بيت رسول الله وصحابته والمسلمين عامة



قال: قضى معاوية عن عائشة أم المؤمنين ثمانية عشر ألف دينار، وما كان عليها من الدين الذي كانت تعطيه الناس.

وقال هشام بن عروة عن أبيه: بعث معاوية إلى أم المؤمنين عائشة بمائة ألف ففرقتها من يومها فلم يبق منها درهم،

فقالت لها خادمتها: هلا أبقيت لنا درهما نشتري به لحما تفطري عليه ؟ فقالت: لو ذكرتيني لفعلت.

وقال عطاء: بعث معاوية إلى عائشة وهي بمكة بطوق قيمته مائة ألف فقبلته.

وقال زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة.

قال: قدم الحسن بن علي على معاوية فقال له: لأجيزنك بجائزة لم يجزها أحد كان قبلي، فأعطاه أربعمائة ألف ألف.



ووفد إليه مرة الحسن والحسين فأجازهما على الفور بمائتي ألف، وقال لهما: ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحدا أفضل منا.

وروى الاصمعي قال: وفد الحسن وعبد الله بن الزبير على معاوية فقال للحسن: مرحبا وأهلا بابن رسول الله، وأمر له بثلاثمائة ألف، وقال لابن الزبير: مرحبا وأهلا بابن عمة رسول الله، وأمر له بمائة ألف.

وقال أبو مروان المرواني: بعث معاوية إلى الحسن بن علي بمائة ألف فقسمها على جلسائه، وكانوة عشرة، فأصاب كل واحد عشرة آلاف.

وبعث إلى عبد الله بن جعفر بمائة ألف فاستو هبتها منه امرأته فاطمة فأطلقها لها، وبعث إلى مروان بن الحكم بمائة ألف فقسم منها خمسين ألفا وحبس خمسين ألفا، وبعث إلى ابن عمر بمائة ألف ففرق منها تسعين واستبقى عشرة آلاف.

فقال معاوية: إنه لمقتصد يحب الاقتصاد.

كان لعبد الله بن جعفر على معاوية في كل سنة ألف ألف، فاجتمع عليه في بعض الاوقات دين خمسمائة ألف، فألح عليه غرماؤه فاستنظرهم حتى يقدم على معاوية فيسأله أن يسلفه شيئا من العطاء، فركب إليه فقال له: ما أقدمك يا بن جعفر ؟ فقال: دين ألح علي غرماؤه، فقال: وكم هو ؟ قال: خمسمائة ألف.

فقضاها عنه وقال له: إن الالف ألف ستأتيك في وقتها.



وقال ابن سعيد: حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا ابن هلال عن قتادة قال, قال معاوية: يا عجبا للحسن بن علي ! ! شرب شربة غسل يمانية بماء رومة فقضى نحبه، ثم قال لابن عباس: لا يسؤك الله ولا يحزنك في الحسن بن علي، فقال ابن عباس لمعاوية: لا يحزنني الله ولا يسؤني ما أبقى الله أمير المؤمنين.

قال: فأعطاه ألف ألف درهم وعروضا وأشياء، وقال: خذها فاقسمها في أهلك.



وهذه درر من بعض كلام معاوية رضي الله عنه



قال ابن كثير

وقال ابن دريد عن أبي حاتم عن العتبي قال قال معاوية: يأيها الناس ! ما أنا بخيركم وإن منكم لمن هو خير مني، عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما من الافاضل، ولكن عسى أن أكون أنفعكم ولاية، وأنكاكم في عدوكم، وأدركم حلبا.



وقال هشام بن عمار خطيب دمشق: حدثنا عمرو بن واقد، ثنا يونس بن حلبس قال سمعت معاوية على منبر دمشق يوم جمعة يقول: أيها الناس اعقلوا قولي، فلن تجدوا أعلم بأمور الدنيا والآخرة مني، أقيموا وجوهكم وصفوفكم في الصلاة، أو ليخالفن الله بين قلوبكم، خذوا على أيدي سفهائكم أو ليسلطن الله عليكم عدوكم فليسومنكم سوء العذاب.

تصدقوا ولا يقولن الرجل إني مقل، فإن صدقة المقل أفضل من صدقة الغني، إياكم وقذف المحصنات، وأن يقول الرجل: سمعت وبلغني، فلو قذف أحدكم امرأة على عهد نوح لسئل عنها يوم القيامة.

وقال بعضهم: قال معاوية: يا بني أمية فارقوا قريشا بالحلم، فوالله لقد كنت ألقى الرجل في الجاهلية فيوسعني شتما وأوسعه حلما، فأرجع وهو لي صديق، إن استنجدته أنجدني، وأثور به فيثور معي، وما وضع الحلم عن شريف شرفه، ولا زاده إلا كرما وقال: آفة الحلم الذل.

وقال: لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ الرجل ذلك إلا بقوة الحلم.

وقال عبد الله بن الزبير: لله در ابن هند، إن كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الارض بأدهى منة فيتخادع لنا، والله لوددت أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر - وأشار إلى أبي قيس –



وقال رجل لمعاوية: من أسود الناس ؟ فقال: أسخاهم نفسا حين سأل، وأحسنهم في المجالس خلقا، وأحلمهم حين يستجهل.



وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كان معاوية يتمثل بهذه الابيات كثيرا: فما قتل السفاهة مثل حلم * يعود به على الجهل الحليم فلا تسفه وإن ملئت غيظا * على أحد فإن الفحش لوم ولا تقطع أخا لك عند ذنب * فإن الذنب يغفره الكريم

قال ابن السماك قال معاوية: كل الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها، وقال الزهري عن عبد الملك عن أبي بحرية.

قال قال معاوية: المروءة في أربع، العفاف في الاسلام، واستصلاح المال، وحفظ الاخوان، وحفظ الجار.



وقال أبو بكر الهذلي: كان معاوية يقول الشعر فلما ولي الخلافة قال له أهله: قد بلغت الغاية فماذا تصنع بالشعر ؟ فارتاح يوما فقال: صرمت سفاهتي وأرحت حلمي * وفي على تحملي اعتراض



وقال معاوية: أفضل الناس من إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا غضب كظم، وإذا قدر غفر، وإذا وعد أنجز، وإذا أساء استغفر

ابن كثير في البداية والنهاية 8/142





ثناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى على معاوية



وقال ابن وهب عن مالك عن الزهري قال: سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: اسمع يا زهري، من مات حبا لابي بكر وعمر وعثمان وعلي، وشهد للعشرة بالجنة، وترحم على معاوية، كان حقا على الله أن لا يناقشه الحساب.



وقال سعيد بن يعقوب الطالقاني: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.



وقال محمد بن يحيى بن سعيد: سئل ابن المبارك عن معاوية فقال: ما أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده، فقال خلفه: ربنا ولك الحمد، فقيل له: أيهما أفضل ؟ هو أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز.

- وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره: سئل المعافى بن عمران أيهما أفضل ؟ معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فغضب وقال للسائل: أتجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين ؟ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوا لي أصحابي وأصهاري، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".

وكذا قال الفضل بن عتيبة.



وقال الميموني قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الاسلام.

وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي ؟ فقال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحدا من الصحابة إلا وله داخلة سوء.



وقال ابن المبارك عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة.

قال: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط إلا إنسانا شتم معاوية، فإنه ضرب أسواطا.



وقال بعض السلف: بينما أنا على جبل بالشام إذ سمعت هاتفا يقول: من أبغض الصديق فذاك زنديق، ومن أبغض عمر فإلى جهنم زمرا، ومن أبغض عثمان فذاك خصمه الرحمن، ومن أبغض عليا فذاك خصمه النبي، ومن أبغض معاوية سحبته الزبانية، إلى جهنم الحامية، يرمى به في الحامية الهاوية.



وقال بعضهم: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية، إذ جاء رجل فقال عمر: يا رسول الله هذا يتنقصنا، فكأنه انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني لا أتنقص هؤلاء ولكن هذا - يعني معاوية - فقال: " ويلك ! أو ليس هو من أصحابي ؟ قالها ثلاثا، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حربة فناولها معاوية فقال: جابها في لبته " فضربه بها

وانتبهت فبكرت إلى منزلي فإذا ذلك الرجل قد أصابته الذبحة من الليل ومات، وهو راشد الكندي.

البداية والنهاية لابن كثير

يتبع إن شاء الله برد الشبهات عن أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه

أخوكم أبو جميل الرحمن طارق بن أبي سعد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معاوية, صحابة, فضائل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013