أخوتي ودت أن أفيدكم بهذه الترجمة المختصرة لعبيد ربه
قال الشيخ محمد المحفوظ الشنقيطي في شرحه المسمى إيضاح المفهوم على نظم آجروم فهذا شرح وجيز على نظم الآجرومية للعلامة محمد بن أب القلاوي الأصل من قبيلة الأقلال الشنقيطية ومولده ومسكنه في مدينة أتوات المغربية والمتوفى سنة ألف ومائة وستين هجرية (1160هـ) وقد غلط بعض شراح هذا النظم فنسبوه إلى عبد الله بن الحاج حمى الله القلاوي صاحب نظم الرسالة والأخضري ونظم الرباني في النحو وله نظم أخر في بحر الرمل ولم يذكر له صديقه الولاتي مؤلف كتاب (فتح الشكور)من الأنظام في النحو غير هذين وعبد الله هذا كانت وفاته سنة (1209هـ) ونظم الآجرومية هذا كان قبل ذلك بتسعة وثمانين سنة لأنه قال في آخره
قد تم ما أتيح لي أن أنشئه0 0 0 0 في عام عشرين وألف ومئه
ولايعقل كون عبد الله هو المؤلف له وقد امتد به العمر بعد ذلك إلى سنة وفاته المسجلة في فتح الشكور للولاتي صديقه المعاصر له و المتوفى بعده بعشر سنوات وعبد الله لم نطلع على مولده بالضط ولكن المؤرخين يقدرون حياته بثمانين سنة
ومن جهة ثانية فإن هذا النظم لم نطلع على شرح له من غير علماء الشناقطة وقد اختلفوا في نص البيت الأول منه وفي شطره الأول فبعضهم يقول فيه (قال عبيد ربه محمد )وبعضهم يقول (قال ابن أب واسمه محمد) فهم جميعا متفقون على أن اسم الناظم (محمد)وهذا يبعد نسبته لإبن عمه عبد الله إلا أن كلمة (عبيد) المصغر ربما كانت محاولة جاء بها الطلبة بعد أن توهموا نسبته لعبد الله بن الحاج حمى الله
وممن شرح على النسخة المبدوءة بالشطر الذي فيه (قال ابن أب واسمه محمد ) كما نقل لنا الأستاذ سيدنا علي بن الشنبكي في تحقيقه لشرح العلامةمحمد بن السالك الشنقيطي يقول سيدنا علي بن الشبكي إن العلامة محمد المختار بن جمال الدين اليعقوبي شارح هذا النظم والعلامة الحسن بن بانم ليليبي النعماوي الشنقيطي بالشطر الذي فيه (قال ابن أب واسمه محمد) شارح هذا النظم أيضا كلا منهما يبدأ النظم بالشطر الذي فيه (قال ابن أب واسمه محمد) ونقل عن الشيخ باي بن الشيخ سيدي المختار الكنتي أنه عرف ناظم الأجرومية هذا عند شرح نظمه لسهو الأخضري المسمى العبقري عرفه بأن محمد ابن أب أيضا قال : إن العلامة المؤرخ الموريتاني المختار بن حامد قال إن اسمه محمد بن أب القلاوي التواتي وزاد يقال إنه يظن أنه من قرابة الحاج الأمين بن المختار التواتي المولود من فرع أولاد موسى من قبيلة الأقلال الشنقيطية و مما تقدم يتضح بالنقل والعقل أن الناظم هو محمد بن أب القلاوي لا ابن عمه عبد اله بن الحاج حمى الله الذي سبق النظم وفاته بتسع وثمانين أزيد من مدة العمر الشرعي التي بها العمل .انتهى
وقال شيخينا الشيخ محمد بلعالم باي القبلاوي امام ومدرس بآولف أدرار الجزائر في كتابه الرحيق المختوم لنزهة الحلوم : قد اطلعت على عدة مؤلفات للعام النحرير والقدوة الشهير الشيخ السيد محمد بن أب بن حميد بن عثمان بن أبي بكر المزمري خصوصا منها مؤلفاته النحوية ومنظوماته على مقدمة ابن آجروم ولقد اطلعت على ثلاث منها نظم الأول سنة 1120 عشرين ومائة ألف من الهجرة ومطلعها :
قال ابن أب واسمه محمد 0 0 0 الله في كل الامور أحمد
وقد وضع عليها العلامة الشيخ السيد محمد بن بادي شرحا سماه: مقدم العي الصروم على نظم ابن أب لإبن آجروم وذلك سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة فكان بين النظم والشرح خمس وعشرون ومائتان من السنين وبعد مضي إحدى وثلاثين سنة لهذا الشرح المذكور وضع عليها شيخنا العلامة الجليل سيدنا ومولانا أحمد الطتهر شرحا سماه السلك المنظوم أو التبر المنظوم على حل ألفاظ نظم ابن آجروم ولم أرى لغيرهما شرحا على المنظومة المذكورة
المنظومة الثانية من بحر الطويل لامية سماها كشف الغموم فب نظم مقدمة ابن آجروم مطلعها :
لك الحمد ياإلهي يا من تفضلا 000 0 ومن علينا بالبيان وأجملا
ثم بعد أبيات الافتتاح قال:
وبعد فذا نظم يروق فمن يذق 0000 جناه إلى الكتب الكبار توصلا
أتى جامعا لب المقدمة التي 0 000 حوت لابن آجروم نثرا مفصلا
ومع الاسف الشديد هذه النظومة كانت غير معروفة إلا أن البحث عن الخطوطات أسفر عنها ولم أرى لها أي شرح ولاتقرير ولا تقريظ
أما المنظومة الثالثة على مقدمة ابن آجروم تسمى :نزهة الحلوم في نظم مقدمة ابن آجروم وهذه المنظومة أيضا كانت معروفة له وموجودة في الخزائن العلمية ولكن مع ذلك لم يوجد لها أي شرح من طرف علماء توات ولا غيرهم مع أن الشيخ الكبير والعلامة الشهير شيخ شيوخنا السيد عبد الرحمان بن عمر التنلاني قد قرظها بأبيات يقول فيها :
إذا رمت نظما يزري بالدر في سلك 0000 فلازم ذرا الشيخ ابن أب أخ النسك
بدا فيه فردا بين أعلام عصره 0000 بصوغ قريض محكم النظم والسبك
وفي نزهة من المحاسن ما ترى 000 يقربها المصغى إليها ومن يحكي
فقد حوت مع إيجازها لب أصلها 0000 أدام بها نفعا إلهي ومالكي
إلخ فأقول هو الشيخ العالم العلمة الفقيه النحوي صاحب التآليف العديدة السيد محمد بن أب بن حميد بن عثمان بن أبي أي بكر المزمري عاش في القرن الثاني عشر للهجرة وكان مسقط راسه بقرية أولاد الحاج بأولف بجوار قصر أخنوس ثم إنه جال توات وفي افريقيا السوداء من مميزاته أن ابتكر بحرا شعريا سماه المضطرب نظم فيه قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مطلعها :
صل يا إلهي ثم سلم 0000 دايما على خير الأنام
ما دعاك أولباك محرم 0000 قاصدا إلى البيت الحرام
قال عنه الشيخ سيد محمد بن بادي كان رحمه الله أدبيا لغويا تصريفيا عروضيا زائق الخط شاعرا مجيدا مفلقا ومما قال في عنفوان شبابه مخبرا عن حاله
إذا ساد بالإقدام عمرو وباذكا 0000 تفرد اياس وبالجود حاتم
فإن شعاري صنعة الشعر فالذي 0000 ينازعني فيها فذلك ظالم
ومن مميزاته رحمه الله أنه ألف عشرة أبيات في القلوب أي في العلم المسمى عند أهل البديع بالمقلوب وجعل عليها شرحا حلل فيه المعاني التي تضمنتها ألفاظها قال رحمه الله:
ادر كلام كابر0000 رباك مالك ردا
أدب وكف أرسنا0000 ان سرا فك وبدا
ادع صلاح بائن 0000 نئا بحال صعدا
اد مغ تقول خنا 0000 انخ لوقت غمدا
ادن لرسم فرط 000 طرف مسر لندا
ادر اجدال باسر0000 رسا بلاد جي ردا
ادفا بحر هادن 0000 نداه رحب افدا
أدلج لصوب جنة 0000 تنج بوصل جلدا
اداب لكل عدة 0000 تدع لكل بادا
ادفن اهانة اذى 0000 اذا تناهى نفدا
فهذه الأبيات تقرأ من اليمين إاى الشمال وبالعكس بالنسبة للحروف له تاليف عديدة في النحو الفقه والعروض وقصائده الشعرية لا تحصى وفي كل وقت يكشف له عن تاليف لم يكن في قائمة مؤلفاته وقد ذكرنا نبذة عن حيلته ومؤلفاته في بعض الحاضرات توفي رحمه الله يوم الاثنين العاشر من جمادى الثانيةسنة ستين ومائة وألف للهجرة بتميمون منوولاية أدرار الجزائر.
|
العرض العادي
