منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 Oct 2013, 07:27 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي هل "المسعر" من أسماء الله تعالى؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه منقولات عن أهل العلم في مسألة: هل يطلق اسم: المُسَعِّر على الله تعالى أم لا؟ وما هو القول الراجح في ذلك؟
لأنني تناقشت مع أحد الإخوة في ذلك ولم يحضرني شيء من هذه الأقوال، وها هي مفرغة من أشرطة متنوعة من كلام أهل العلم المعاصرين، أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع، وسأبدأ بكلام القرطبي - رحمه الله - لأنه الوحيد - فيما أعلم- الذي تناول هذا الاسم وأثبته في: كتابه: "الأسنى في شرح الأسماء الحسنى".
قال القرطبي -رحمه الله- 1: ((ومنها المُسَعِّر -جل جلاله وتقدست أسماؤه-، لم يرد في القرآن اسما ولا فعلا ولا في عِداد الأسماء، وإنَّما ورد في حديث حماد عن قتادة عن أنس، وقد كتبناه عند اسمه: الباسط القابض، وهو حديث صحيح خرَّجه ابن ماجه 2 ، وخرج - أيضا- بإسناد صحيح 3 عن أبي سعيد قال: غلا السِّعر على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقالوا: لو قوَّمت يا رسول الله،فقال:(( إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة))، والرِّخص: انحطاط السعر، والغَلاء: ارتفاعه، وكلاهما تقدير الله وتدبيره، وهو مقلبه ورافعه وخافضه، وذلك من أعظم البلاء والامتحان000)) إلى آخر كلامه رحمه الله.
قال عبد المحسن العباد -حفظه الله- 4 :((الذي ذكره أنه من أسماء الله هو القرطبي، وغيره ما ذكره، يعني لم أقف على أحد ذكره، غير القرطبي، الذين عدوا أسماء الله الحسنى مثل ابن حزم ومثل ابن حجر وكذلك ابن عثيمين وغيرهم ما ذكروا هذا الاسم، ولكن يُخبر عن الله به، ولا يوصف ولا يسمى، لأنه إذا سمي: إذا حصل تسمية فإن الصفة تؤخذ من الأسماء، لأن كل اسم تشتق منه صفة، الصفات تشتق من الأسماء، والأسماء لا تشتق من الصفات، الأسماء تشتق منها الصفات كما هو معلوم، أسماء الله كلها مشتقة، وكلها تدل على معان، ليس فيها اسم جامد، وأما الصفات فإنه لا يؤخذ منها أسماء، لأن من الصفات: الاستهزاء والكيد والمكر، ولا يقال: من أسماء الله الماكر والكائد والمستهزئ، وكذلك هناك صفات ذاتية لا يشتق منها شيء مثل: اليد والوجه والقدم لا يؤخذ منها أسماء)) اهـ .
وسئل ابن باز -رحمه الله- عن قوله - صلى الله عليه وسلم-: (( إن الله هو المسعر القابض الباسط...)) كلها من أسماء الله؟ فأجاب رحمه الله 5: (( نعم هي من أسماء الله، كلها من أسماء الله، القابض الباسط اسمان مجتمعان، مزدوجان)) اهـ.
وقال الشيخ الفوزان -حفظه الله- 6: ((لا يطلق على الله أنه المسعر، لكن يلحق، وهو من باب الوصف، (( إن الله هو المسعر ...)): المتصرِّف في... كما تقول: إن الله هو المتصرف في الكون، ليس المتصرف من أسماء الله، لكن هذا من باب الوصف)) اهـ .
قال ابن عثيمين -رحمه الله- 7: ((الذي يظهر لي أنه من صفات الأفعال، يعني: الله هو الذي يغلّي الأشياء ويرخِّصها، فليس من الأسماء، هذا الذي يظهر لي والله أعلم، لكنَّنا نقول كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-)) اهـ .
فأنت كما ترى أيها القارئ اللبيب إذا نظرت إلى كلام أهل العلم السابق في هذا الاسم: "المسعر" وجدته على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه اسم من أسماء الله تعالى وهو قول القرطبي وابن باز - رحمهما الله -.
القول الثاني: أنه من صفات الأفعال وهو ما استظهره ابن عثيمين – رحمه الله - وظاهر كلام صالح الفوزان – حفظه الله -.
القول الثالث: أنه اسم يُخبَر به عن الله تعالى ولا يوصف به ولا يسمى وهو قول عبد المحسن العباد – حفظه الله -
فأنت إذا نظرت إلى قاعدة أهل السنة والجماعة: من إمرار نصوص الصفات كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ومن إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله –صلى الله عليه وسلم- في سنته، تجد أن قول المثبتين هو الصواب.
ولكن عند إعمال النظر،وإدامة الفكر ببصر نافذ، والوقوف حيث وقف القوم، تجد أنَّ أعدل الأقوال في هذه المسألة هو قول ابن عثيمين – رحمه الله -.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه:
أبو الحارث يوسف بن عومر
في ليلة الخميس 27 ذو القعدة 1434 هـ.




(1)- "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" ج1/ 503-504 ط1: 1416هـ دار الصحابة للتراث بطنطا.
(2)- (حديث صحيح):
أخرجه ابن ماجه قال: حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا حجاج: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد عن أنس قال: غلا السعر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله قد غلا السعر، فسعر لنا، فقال: (( إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، إني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد يطلبني بمظلمة في دم ولا مال)) ورواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الدارمي والبيهقي وصححه ابن حبان، والألباني في: "صحيح الجامع".
(3 ) - (بل بإسناد غير صحيح): لأنه من طريق سعيد ابن أبي عروبة وهو: ضعيف، وقد توبع عند أحمد من طرف علي بن عاصم وهو: ضعيف أيضا، عن الجريري وكان قد اختلط قبل موته بثلاث سنوات، ولا يدرى هل حدث بهذا الحديث عنه قبل الاختلاط أم بعده؟، فالله أعلم، فقول القرطبي رحمه الله: بإسناد صحيح، غير سليم، ولكنه يرقى إلى الصحة للشاهد الذي ذكرناه من حديث أنس -رضي الله عنه-.
(4 ) - شرح سنن الترمذي : كتاب البيوع: باب ما جاء في التسعير شريط: 153الدقيقة: 47:18.
(5 ) -شرح بلوغ المرام: كتاب البيوع شريط: 5 الدقيقة 14:49.
( 6)-شرح بلوغ المرام: كتاب البيوع، شريط: 3 الدقيقة: 01:08:30.
( 7)-لقاء الباب المفتوح شريط: 69 الوجه الثاني الدقيقة: 03:11.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 11 Oct 2013 الساعة 07:30 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, المسعّر, توحيد, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013