منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 Jan 2016, 11:15 PM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي أهمية معرفة صفات المخالفين لدعوة أهل السنة ، إعداد: أبو عبد الرحمن كمال العنابي- وفقه اللّه-

ا[ أهمية معرفة صفات المخالفين لدعوة أهل السنة ]ا
إن فائدة الوقوف على أوصاف الصائغين مما يعين في الكشف عن رزاياهم ، وأغوار شرورهم ، وبيان سوء طريقتهم ، وهذا على نسق ما ساقه العلامة الإمام ابن بطة العكبري _ رحمه اللّه تعالى _ في تحذيرهِ من أهل الضلال المنحرفين .
حيث قال :" ... أنا أذكرُ طرفا من أسمائهم ، وشيئًا من صفاتِهِم ؛ لأنّ لهم كتبا قد انتشرت ، ومقالات قد ظهرت ، لا يعرفها الغر من الناس ، ولا النشء من الأحداث ، تخفى معانيها على أكثر من يقرؤها ، فلعلّ الحدث يقع إليه الكتاب لرجلٍ من أهل هذه المقالات قد ابتدأ الكتاب بحمد اللّه والثناء عليه والإطناب في الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ثم أتبع ذلك بقيق كفرهِ وخفيَ اختراعُهُ وشرِّه ، فيظن الحدث الّذي لا علم له ، والأعجمي والغمر من الناس أن الواضع لذلك الكتاب عالم من العلماء أو فقبه من الفقهاء ، ولعلّهُ يعتقِدُ في هذه الأمة ما يراهُ فيها عبدة الأوثان ومن بارز اللّه ووالى الشيطان "(1).
ولذلك كانت معرفة أوصاف المخالِفين للمحجة الناصعة ، من مسالكِ العلوم النافعة الّتي تعود على العبد بالفوائد الجليلة .
يقول العلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه اللّه -: " العلم النافع ، هو العلم المرشد إلى الخير ، فكلُّ علم يكون فيه رشد ، وهدايةٌ لطريق الخير ، وتحذير عن طريق الشر ، أو وسيلة لذلك . فإنه من العلم النافع ، وما سوى ذلك ، فإمّا أن يكون ضارًّا ، أو ليس فيه فائدة لقوله :{ أن تُعلِّمنِ ممَّا علِّمتَ رُشدًا } [ الكهف : 66 ].
وعليه ، فقد جاء لهذا الأصل النافع أدلة كثيرة تدل عليه ، فمن ذلك ما يلي :
1 _ فمن القرآن الكريم : قال اللّه تعالى :{ ومِن النّاس من يقول آمنا باللّه واليوم الآخِرِ وما هُم بمؤمنين ( 8) يخادعون اللّه والّذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ( 9) في قلوبهم مَّرض فزادهم اللّه مرضًا ولهم عذابٌ أليمُ بما كانوا يكذبون } [ البقرة : 8_ 10 ] .
قال العلامة السعدي -رحمه الله تعالى -:" فمن لطفِ اللّه بالمؤمنين ، أن جلَّى أحوالهم ووصفهم بأوصاف يتميزون بها ، لئلا يغتر بهم المؤمنون ، ولينقموا أيضًا عن كثيرهم من فجورهم "( 2)
ب_ ومن السنة النبوية: عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال :" كان الناس يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول اللّه ، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا اللّه بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟
قال : نعم .
قلت : بعد ذلك الشر من خير ؟
قال : نعم ، وفيه دخن .
قلت : ومادخنه ؟
قال : قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر .
قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟
قال :نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها ، قذفوه فيها.
قلت : يا رسول اللّه ، صفهم لنا ؟
فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.
قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟
قال : تلزم جماعة المسلمين وامامهم.
قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟
قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ( 3).
ومن فوائد مايحصله الشخص من معرفة صفات المخالفين ، أمور كثيرة ، فمن ذلك :
1_ الاقتداء بهدي السلف الصالح مع النبي صلى الله عليه وسلم في تطبيقهم لهذا الأصل العظيم ، كما مر معنا في قول الصحابي الجليل حذيفة رضي اللّه عنه قال:" كان الناس يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني "، وذلك أن حال النبي صلى اللّه وسلم وحال أصحابه محك الأحوال وميزانها ( 4).
قال العلامة سليمان بن سحمان - رحمه اللّه تعالى - :" فعلى من نصح نفسه ، وأراد نجاتها أن يعتصم بكتاب اللّه وسنة رسوله ، وأن يتمسك بما كان عليه أصحاب رسول صلى اللّه عليه وسلم ؛ لأنهم القدوة ، وبهم الأسوة ، وما من خير وقد إليه "( 5)
2 _ لزوم الحذر الوقوع في مصيدة المبتدعة الضلال ، وهذا يدعو إلى تحقيق مجانبة أهل الأهواء وبغضهم ، وتحذير الناس منهم.
قال سفيان بن عيينة- رحمه اللّه تعالى -: ليس العالم الّذي يعرف الخير والشر ، إنما العالم الّذي يعرف الخير فيتبعه ، ويعرف الشر فيجتنبه "( 6)
وقد أحسن الشاعر في قوله:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ** ومن لا يعرف الشر الخير يقع فيه
ويقول العلامة ابن القيم- رحمه اللّه تعالى -:" وهذه حال المؤمن ، يكون فطنًا حاذقًا ، أعرف الناس بالشر وأبعدهم عنه ، فإذا تكلم في الشر وأسبابه ظننته من شر الناس ، فإذا خالطته طويته رأيته من خير الناس "( 7)
3_ أن الدراية بمسالك الشر وسبل الأعداء ،ذلك مما يحبه اللّه عز وجل ، بدليل اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم:{ ولِتَستَبِينَ سبِيلُ المُجرِمِين } [ الأنعام:55 ].
قال العلامة ابن القيم - رحمه اللّه تعالى -:" أن اللّه سبحانه وتعالى يحب أن تعرف سبيل أعدائه ؛ لتتجنب وتبغض ، كما يجب أن تعرف سبيل أوليائه ؛لتحب وتسلك "( 8).
4_تكسب العبد قوة فيالتمسك بالحق والثبات عليه ، والصدع به ، ونفرةًمن الباطل ، وبُغضًا لأهله .
قال شيخ الإسلام- رحمه اللّه تعالى -" من كان بالباطل أعلم ؛كان للحق وبقدره أعرف إذا هدي إليه "( 9).
ويقول العلامة ابن القيم - رحمه اللّه تعالى -: وهكذا البدعوالشرك والباطل وطرقه للّه ،وحذرها وحذّرَ منها ، ودفعها عن ، ولم يدعها تخدش وجه إيمانه ، ولا تورثه شبهة ولا شكًّا،بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة ونفرة عنها ، أفضل ممن لا تخطر بباله ولا تمر بقلبه ، فإنه مرت بقلبه وتصورت له ازداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسرورًا به ، فيقوى إيمانه بها "( 10).
وهذه الفائدة تثمر لنا فائدةً أخرى وهي أن مامن تغليظ في الرد من أئمة السنة حماة الدين على أهل البدع من الحركيين الزائغين ، وغيرهم من المنحرفين ، وامتعاضِ كلِّ مخالف من مثلِ ذلك ؛ فالحقيقة أنه ما امتعض له إلا الشيطان وحزبه ، وإلا فإن في الشدة في الردود على المخالفين عند تحقيق المصلحة تُعد عند أهل العلم الراسخين من محامد المناقب ، وأجلِّها ، وذلك لثلاثة أشياء ، وهي:
1_ مضرَّةُ البدعة في الدين ، وأنها كالسُّم الزعاف ، وهي أعظم من الكبائر.
2_ أنَّ البدع تجُرُ إلى الردَّة ، والإلحاد ، كما وجد في كثير من أهل البدع.
3_ من سنن سلفننا الصالحين_ رضوان اللّه عليهم _ ( 11) .
4_ معافاة العبد من الوقوع في بنيَات الطريق ، وهذا يستوجب كثرة حمد اللّه تعالى ، وشكره ( 12) ، على هذه النعمة العظيمة .
قال أبو العالية- رحمة اللِّه تعالى -:" قرأت المحكم بعد وفاةِ نبيِّكم بعشرِ سنِين ، فقد أنعم اللّه عليَّ بنعمتين لا أدري أيّتهما أفضل: أن هداني للإسلام ، أو لم يجعلني حروريًّا " ( 13)
ويقول العلامة ابن القيم - رحمه اللّه تعالى -:" والنعمة نعمتان: نعمة مطلقة، ونعمة مقيّدة ، فالنعمة المطلقة هي المتصلة بسعادة الأبد وهي الإسلام والسنة ، وهي الّتي أمرنا اللّه سبحان وتعالى أن نسأله في صلواتنا أن يهدينا صراط أهلها ومن خصهم بها ، وجعلهم أهل الرفيق الأعلى ، حيث يقول تعالى :{ ومن يطع اللّه والرسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم مِّنَ النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداءِ والصالِحين وحسنَ أولائك رفيقًا } [النساء : 65] . فهؤلاء الأصناف الأربع هم أهل هذه النعمة المطلقة ، وأصحابها أيضًا هم المعنيون بقول اللّهِ تعالى :{ اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نِعمتي ورضيت الإسلام دينًا } [ المائدة: 3]. فأضاف الدين إليهم إذ هم المختصون بهذا الدين القيِّم دون سائر الأمم " ( 14).
كتاب :"البراهين المُرصَّعة في كشفِ حالِ الحدَّادية والمُمَيعة "
إعداد: أبو عبد الرحمن خميسي العنَّابِّي- وفقه اللّه -
تقديم: فضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري- حفظه اللّه-
( 1)" الإبانة الصغرى " ( ص 326)
( 2) " تفسير السعدي " ( ص 42)
( 3) أخرجه البخاري ( 3606) ومسلم ( 1847)
( 4) " مدارج السالكين " (2 /135) بتصرف .
( 5) " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " ( 2/ 347)
( 6) " حلية الأولياء " ( 7/ 274)
( 7) " مفتاح دار السعادة " ( 2/ 289)
( 8) " الفوائد "( ص 161)
( 9) " الفتاوى " ( 5/ 118)
( 10) " الفوائد " ( ص 160)
( 11) سيأتي بيان أكثر في المطلب الثاني عن المميعة.
( 12) أي : بالقلب واللسان والعمل بالجوارح.
وانظر : جزء من الكلام على حديث شداد بن أوس :" إذا كنز الناس الذهب والفضة " . " من مجموع رسائل ابن رجب " ( 1/ 349_ 350_ 351)
( 13) " الطبقات الكبرى " لابن سعد ( 7/ 113)
( 14) " اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية " ( ص 2).
نقله أخوكم يعقوب بن مسعود الجزائري .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس يعقوب الجزائري ; 17 Jan 2016 الساعة 11:29 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Jan 2016, 02:24 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

بارك الله فيك اخونا أبو أنس على هذا النقل الطيب
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013