منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 28 Nov 2011, 04:30 PM
أبو أسامة سمير الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي الدرر السنية في الآداب الشرعية...(7)

الدرر السنية في الآداب الشرعية ...(10)

آداب المعاشرة للخلق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه جملة مختصرة من آداب المعاشرة للخلق‏ أسأل الله أن ينفع بها.
أبو أسامة سمير الجزائري‏

من حقوق المسلم‏:‏ أن تسلم عليه إذا لقيته، وتجيبه إذا دعاك، وتشمته إذا عطس، وتعوده إذا مرض، وتشهد جنازته إذا مات، وتبر قسمه، وتنصح له إذا استنصحك، وتحفظه بظهر الغيب إذا غاب، وتحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك‏.‏ وجميع هذا منقول فى الآثار‏.‏
ومنها‏:‏ أن لا تؤذى أحداً من المسلمين بقول ولا فعل، وأن تتواضع للمسلمين، فلا تتكبر عليهم، ولا تسمع بلاغات الناس بعضهم فى بعض، ولا تبلغ بعضهم ما تسمع من بعض‏.‏
ومنها‏:‏ أن لا تزيد فى الهجر على ثلاثة أيام لمن تعرفه، للحديث المشهور فى ذلك‏.‏
واعلم‏:‏ أن هذه الهجرة إنما هى فيما يتعلق بالدنيا، أما حق الدين، فإن هجران أهل البدع والأهواء والمعاصى ينبغى أن تدوم، ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق‏.‏
ومنها‏:‏ أن يحسن إلى كل من يقدر أن يحسن إليه من المسلمين ما استطاع، وأن لا يدخل على أحد منهم إلا باذنه، ويستأذن ثلاثاً فإن لم يأذن انصرف‏.‏
ومنها‏:‏ أن يخالق الناس بخلق حسن، وذلك أن يعامل كلاً منهم بحسب طريقته، فإنه متى لقى الجاهل بالعلم، واللاهى بالفقه، والغبى بالبيان، أذى وتأذى‏.‏
ومنها‏:‏ أن يوقر المشايخ، ويرحم الصبيان، وأن يكون مع الخلق كافة طلق الوجه رقيقاً، وأن يفي لهم بالوعد، وينصف الناس من نفسه، ولا يأتى إليهم إلا ما يحب أن يؤتى إليه‏.‏
قال الحسن‏:‏ أوحى الله إلى آدم عليه السلام أربع كلمات، وقال‏:‏ فيهن جماع الأمر لك ولولدك‏:‏ واحدة لى، وواحدة لك، وواحدة بينى وبينك، وواحدة بينك وبين الخلق‏.‏ فأما التى لى‏:‏ فتعبدنى لا تشرك بى شيئاً‏.‏ وأما التى لك‏:‏ فعملك أجزيك به أفقر ما تكون إليه‏.‏ وأما التى بينى وبينك‏:‏ فعليك الدعاء وعلى الإجابة‏.‏ وأما التى بينك وبين الناس‏:‏ فتصحبهم بالذى تحب أن يصحبوك به‏.‏
ومنها زيادة توقير ذوى الهيئات‏.‏
ومنها‏:‏ إصلاح ذات البين، وستر عورات المسلمين‏.‏
واعلم‏:‏ أنه من تأمل ستر الله تعالى على العصاة فى الدنيا اقتدى بلطفه، فإنه جعل الشهادة فى الزنى أن يشهد أربعة من العدول أنهم شهدوا ذلك كالميل فى المكحلة، وهذا لا يتفق، ومن هذا أثر كرمه فى الدنيا يرجى منه ذلك فى الآخرة‏.‏
ومنها‏:‏ أن يتقى مواضع التهم، صيانة لقلوب الناس عن سوء الظن به، وألسنتهم عن غيبته‏.‏ومنها أن يشفع لكل من له حاجة من المسلمين إلى من له عنده منزلة، ويسعى فى قضاء حوائجهم‏.‏ومنها‏:‏ أن يبدأ بالسلام كل مسلم قبل أن يكلمه، ومن السنة المصافحة‏.‏ والقيام على سبيل الإكرام لأهل الفضل حسن، وأما الانحناء فمنهى عنه‏.‏
ومنها‏:‏ أن يصون عرض أخيه المسلم ونفسه وماله عن ظلم الغير، ويناضل دونه وينصره‏.‏
ومنها‏:‏ أنه إذا ابتلى بذي شر، فينبغى أن يجامله ويتقيه، لحديث عائشة رضى الله عنها‏.‏
وقال محمد بن الحنفية‏:‏ ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً، حتى يجعل الله عز وجل له فرجاً‏.‏
ومنها‏:‏ عيادة مرضاهم‏.‏ومن آداب العائد‏:‏ أن يضع يده على المريض، يسأله كيف هو، ويخفف الجلوس، ويظهر الرقة، ويدعو له بالعافية، ويغض البصر عن عورات المكان‏.‏
وجملة آداب المريض‏:‏ حسن الصبر، وقلة الشكوى والتضجر، والفزع إلى الدعاء، والتوكل على الله سبحانه‏.‏
ومنها‏:‏ أن يشيع جنائزهم، ويزور قبورهم‏. والمقصود من التشييع‏:‏ قضاء حق المسلمين، والاعتبار‏.‏
قال الأعمش‏:‏ كنا نحضر الجنائز، فلا ندرى من نعزى لحزن القوم كلهم‏ ‏والمقصود من زيارة القبور‏:‏ الدعاء، والاعتبار، وترقيق القلب‏.‏
ومن آداب تشييع الجنائز‏:‏
المشي، ولزوم الخشوع، وترك الحديث، وملاحظة الميت، والتفكير فى الموت، والاستعداد له‏.‏
وأما حقوق الجار‏:‏
فاعلم أن الجوار يقتضى حقاً وراء ما تقتضيه أخوة الإسلام فيستحق ما يستحقه كل مسلم وزيادة.
واعلم‏:‏ انه ليس حق الجوار كف الأذى فقط، بل احتمال الأذى والرفق، وابتداء الخير، وأن يبدأ جاره بالسلام، ولا يطيل معهم الكلام، ويعوده فى المرض، ويعزيه فى المصيبة، ويهنئه فى الفرح، ويصفح عن زلاته، ولا يطلع إلى داره، ولا يضايقه فى وضع الخشب على جداره، ولا فى صب الماء فى ميزابه، ولا فى طرح التراب فى فنائه، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره، ويستر ما ينكشف من عوراته، ولا يتسمع عليه كلامه، ويغض طرفه عن حرمه، ويلاحظ حوائج أهله إذا غاب‏.‏
حقوق الأقارب والرحم
وأما حقوق الأقارب والرحم، ففى الحديث الصحيح، من رواية عائشة، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏الرحم معلقة بالعرش، تقول‏:‏ من
وصلنى وصله الله، ومن قطعنى قطعه الله‏"‏‏.‏
وفى حديث آخر من أفراد البخارى‏:‏ ‏"‏ليس الواصل بالمكافئ، ولكن
الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها‏"‏‏.‏ وفى حديث آخر من أفراد مسلم أن رجلاً قال‏:‏ يارسول الله، إن لى قرابة أصلهم ويقطعونى، وأحسن إليهم ويسيئون إلى، وأحلم عنهم ويجهلون على، قال؛‏"‏لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولايزال معك من الله ظهير عليهم
مادمت على ذلك‏"‏‏.‏
والمعنى أنك منصور عليهم، وقد انقطع احتجاجهم عليه بحق القرابة، كما ينقطع كلام من سف المل، وهو الرماد الحار‏.‏ والأحاديث فى ذلك كثيرة مشهورة فى صلة الرحم، وفي حقوق الوالدين، وفي تأكد حق الأم‏.‏
وأما حقوق الولد ،فاعلم أنه لما كانت الطباع تميل إلى الولد لم يحتج إلي تأكيد الوصية به، إلا إنه قد يغلب هوى الوالد للولد، فيترك تعليمه وتأديبه‏.‏ وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قوا أنفسكم وأهليكم ناراً‏}‏‏[‏التحريم ‏:‏6‏]‏‏.‏
قال المفسرون‏:‏ معناه‏:‏ علموهم وأدبوهم‏.‏وينبغى للوالد أن يحسن اسم ابنه، ويعق عنه ‏، فإذا بلغ سبع سنين أمره بالصلاة وختنه، فإذا بلغ زوجه‏.‏


باختصار من مختصر منهاج القاصدين
بقلم
أبي أسامة سمير الجزائري
28 ذو الحجة 1432


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أسامة سمير الجزائري ; 29 Nov 2011 الساعة 06:27 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013