إبطال مزاعم أبي المظفّر -سبط ابن الجوزي- صاحب "مرآة الزمان "
ذكر أبو المظفّر كلاماً عجيباً في الحافظ عبد الغني المقدسي -رحمه الله- جانب فيه الصواب وافترى عليه أيما افتراء حيث قال:
" اجتمع الشّافعيَّة، والحنفيَّة، والمالكية بالملك المعظمّ بدار العدل، وكان يجلس فيها هُوَ والصّارم بزغش، فكان ما اشتهر من أمر عَبْد الغنيّ الحافظ،
وإصراره على ما ظهر من اعتقاده، وإجماع الفقهاء على الفُتْيا بتكفيره،
وأنّه مبتدِع لا يجوز أن يُترك بين المسلمين،
فسأل أنْ يُمهل ثلاثة أيّام لينفصل عن البلد، فأجيب."
فردَّ عليه الحافظ الذهبي -رحمه الله- قائلاً:
" قد بلوت على أبي المظفر المجازفة،
وقلة الورع فيما يؤرخه والله الموعد، وكان يترفض،رأيت له مصنفا في ذلك فيه دواهٍ،
ولو أجمعت الفقهاء على تكفيره كما زعم لما وسعهم إبقاؤه حيا..." [السيّر] (21/ 464)
وقال أيضاً في كتابه [تاريخ الإسلام] (12/ 1203) :
" قوله: وإجماع الفقهاء على الفُتيا بتكفيره كلامٌ ناقص، وهو كذِبٌ صريح، وإنّما أفتى بِذَلِك بعض الشّافعيَّة الّذين تعصبوا عليه، وأما الشيخ موفق الدين وأبو اليُمْن الكِنْديّ شيخا الحنفيَّة والحنابلة فكانا معه. ولكنْ نعوذ بالله من الظُّلْم والْجَهْل."
رحم الله الإمام الذهبي فقد كان غيوراً على أئمة السلف كثير الذبِّ عن أعراضهم.
|