كيف يتدرج طالب العلم في معرفة الخير المفصل والشر المفصل للشيخ الفاضل عبد الله البخاري-حفظه الله-

[أبو الحسن نسيم]

الحمد لله رب العلامين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،أما بعد فهذه نصيحة من الشيخ الفاضل الناصح المربي عبد الله بن عبد الرحيم البخاري في بيان الطريق الذي يسلكه السلفي في معرفة الخير والشر المفصلين،ولا شك أن أسعد الناس بالعلم والفهم والبصيرة بدين الله هم من عرفوا طرق الخير مفصلة فلزموها،وطرق الشر المفصلة فحذروها وحذروا منها،ولكن دون الوصول إلى هذا العلم المتين لا بد من التدرج فيما يتعلق بالشر المفصل،وهاك هذه الدرر مرتبه حتى يسهل أخذها،والله من رواء القصد وهو يهدي السبيل:
قال الشيخ عبد الله البخاري-حفظه الله- في درس عباد الرحمن إياكم وسبل الشيطان:43.06

1-لا ينبغي للشاب حديث السن،وحديث الإسلام أن يُشغل بمثل هذا الباطل المفصل، بل الواجب عليه أن يعلم الحق المفصل، ويُعرف ابتداء أن ما سوى هذا الحق المفصل هو باطل،حتى يستوعبه،ما أنت محدث قوم بحديث لا تبلغ عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة.

2-ولا يبقى هذا الأمر على الديمومة،خلاص ما يريد يعرف الباطل المفصل...لا ابتداء نقول يعرف الحق المفصل ويتعلمه،ويتعلم الباطل بالإجمال ابتداء.

3-فإذا ارتقى في العلم وترقى زادت معرفته بالحق المفصل، وبدأ عنده العلم بالباطل المفصل.

4-من المهم أن يعلم في الباطل المفصل ابتداء ما يُناقض أصل تعبده فيما يتعلق بالتوحيد.

5-ثم يعرف بوجوب إتباع السنة ولزومها بالحق لأن الرسول رحمة مهداة،ولزوم ذلك خير له ونجاة،وما خالف ذلك مخالفة للسنة، انتبه من الوعيد في مخالفته،يكفيه هذا ابتداء.

6- بعد أن يرتقي ويتعلم ويكبر، يبدأ يعرف التفصيل في المخالفات.

قال الشيخ-حفظه الله في نفس المقطع وهو يبين خطأ من لم يتدرج في هذه الطريقة المباركة وكيف يقع الخطأ في دعوة الناس إلى دين الله وتنفيره عن الحق وأهله:( أما ما يتعلق بفروع المسائل،أنا أقصد الآن،لما يدخل الإنسان في الإسلام ما هو يأتي من يوم يسلم من أجل أن يسمع فيه جماعة تبليغ أو إخوان و قطبيين و تكفريين،إيش هذا،هذا ليس هذا أول واجب على العبيد،
أول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد.
هذا هو أول واجب،أن أعرف التوحيد،هذا أول ما يجب أن يعرف،يعرف عظمة الله وحق الله إلى آخره، ويعرف في مقابله ما يضاد هذا الحق.)
وقال-حفظه الله-:( ما نأتيه نقول اسمع فيه روافض وهؤلاء الشيعة وهؤلاء شيعة أقسام منهم الشيعة الأولين في الأول القسم الأول الذين كانوا في السلف، وهم الذين يرون تفضيل علي على عثمان ولا يرون تفضيل علي على الشيخين،ولا يقولون بتقدم علي على الشيخين لا في الإمامة ولا في الفضل،ولكن جاء بعدهم قوم فصاروا يقولون بالتشيع، ولكنهم غلوا وهم يرون تفضيل علي على عثمان والشيخين في التفضيل لا في الخلافة نبدأ نفصل له هذا؟،معقول؟ثم نقول له بعد ذلك الزيدية أنواع وأصناف، منهم المارقة عن الدين لا يقلون خطرا ولا شركا ونفاقا عن الإمامية الاثني عشرية الجعفرية وفيها الإسماعيلية وفيها كذا،هذا ما هو معقول،لا ينبغي أن يكون،ولا يصح ابتداء يجب أن يُعرف لزوم السنة،و الحق وأن ما خالفه باطل،ثم إذا ترقى يبدأ يتعلم شْوِيا شْوِيا،يقول عليه الصلاة والسلام إنما العلم بالتعلم،هكذا.)
فعليكم معاشر الإخوان بهذه النصائح والتوجيهات تصلون بإذن الله إلى تلك المرتبة العلية والدرجة السَنية في معرفة الخير المفصل والشر المفصل فتسيروا بذلك على طريق الصحابة الأخيار والتابعين الأبرار والله المستعان.

[أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق]

أحسنت أخي نسيم ، جزاك الله خيرا وبارك الله في الشيخ البخاري

[أبو ياسر أحمد بليل]

جزاك الله خيرا أخي أبو الحسن
وحفظ الله العلامة عبد الله بن عبد الرحيم البخاري وجزاه الله خيرا على هذه النصائح الغالية
كما أرشد إخواني إلى شرح الشيخ حفظه الله لنواقض الإسلام للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في الدرس الثاني فإن له كلام نفيس في الحق المفصل والباطل المفصل و أقسام الناس فيه وكلام الإمام بن القيم رحمه الله فيه