منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08 Dec 2007, 12:30 AM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي انتبه ... هناك فرق بين الايمان والتصديق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسام على من لا نبي بعده
وبعد
قال شيخ الاسلام بن تيمة رحمه الله : ( ...و الايمان و ان تضمن التصديق فليس هو مرادفا له , فلا يقال لكل مصدق بشيء : انه مؤمن به . فلو قال : انا اصدق بأن الواحد نصف الإثنين , و أن السماء فوقنا و الأرض تحتنا , و نحو ذالك مما يشاهده الناس و يعلمونه لم يقل لهذا : أنه مؤمن بذالك ؛ بل لا يستعمل الا فيمن أخبر بشيء من الامور الغائبة كقول اخوة يوسف : ( و ما انت بمؤمن لنا ) فانهم اخبروه بما غاب عنه و هم يفرقون بين من آمن له و من آمن به , فالأول يقال للمخبر , و الثاني يقال للمخبر به كما قال أخوة يوسف ( و ما أنت بمؤمن لنا ) و قال تعالى : ( فما آمن لموسى الا ذرية من قومه ) .
و قال تعالى : ( و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين ) ففرق بين ايمانه بالله و ايمانه للمؤمنين ؛ لان المراد يصدق المؤمنين اذا أخبروه و اما ايمانه بالله فهو من باب الاقرار به .
و منه قوله تعالي عن فرعون و ملأئه : ( أنؤمن لبشرين مثلنا ) اي نقر لهما و نصدقهما . و منه قوله : ( أفتطمعون ان يؤمنوا لكم و قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه و هم يعلمون ) و منه قوله تعالى : ( فآمن له لوط و قال اني مهاجر الي ربي ) . و من المعني الاخر قوله تعالى : ( يؤمنون بالغيب ) و قوله : ( آ من الرسول بما انزل اليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملآئكته و كتبه و رسله لا نفرق بين احد من رسله ) و قوله : ( و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملآئكة و الكتاب المبين ) أي اقر بذالك و مثل هذا في القرءان الكريم .
والمقصود هنا ان لفظ الايمان انما يستعمل في بعض الاخبار وهو مأخوذ من الامن كما ان القرار مأخوذ من قر فالمؤمن صاحب امن كما ان المقر صاحب اقرار فلابد في ذلك من عمل القلب بموجب تصديقه فاذا كان عالما بان محمدا رسول الله ولم يقترن بذلك حبه وتعظيمه بل كان يبغضه ويحسده وستكبر عن اتباعه فان هذا ليس بمؤمن به بل كافر به ومن هذا الباب كفر ابليس وفرعون واهل الكتاب الذين يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وغير هؤلاء فان ابليس لم يكذب خبرا ولا مخبرا بل استكبر عن امر ربه وفرعون وقومه قال الله فيهم : ( وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا)
وقال له موسى : ( لقد علمت مانزل هؤلاء الارب السموات والارض بصائر )
وقال تعالى : ( الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ).
فمجرد علم القلب بالحق ان لم يقترن به عمل القلب بموجب علمه مثل محبة القلب له واتباع القلب له لم ينفع صاحبه , بل اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع وقلب لا يخشع ))
ولكن الجهمية ظنوا ان مجرد علم القلب وتصديقه هو الايمان وان من دل الشرع على انه ليس بمؤمن فان ذلك يدل على عدم علم قلبه , وهذا من اعظم الجهل شرعا وعقلا , وحقيقته توجب التسوية بين المؤمن والكافر ولهذا اطلق وكيع بن الجراح واحمد بن حنبل وغيرهم من الائمة كفرهم بذلك فانه معلوم ان الانسان يكون عالما بالحق ويبغضه لغرض اخر فليس كل من كان مستكبرا عن الحق يكون غير عالم به وحينئذ فالايمان لابد فيه من تصديق القلب وعمله وهذا معنى قول السف : الا يمان قول وعمل .
ثم انه اذا تحقق القلب بالتصديق والمحبة التامة المتضمنة للارادة لزم وجود الافعال الظاهرة فان الارادة الجازمة اذا اقترنت بها القدرة التامة لزم وجود المراد قطعا وانما ينتفي وجود الفعل لعدم كمال القدرة او لعدم كمال الارادة والا فمع كمالها يجب وجود الفعل الاختياري فاذا اقر القلب اقرارا تاما بان محمدا رسول الله واحبه محبة تامة امتنع مع ذلك ان لا يتكلم بالشهادتين مع قدرته على ذلك لكن ان كان عاجزا لخرس ونحوه او لخوف ونحوه لم يكن لم يكن قادرا على النطق بهما .
وابو طالب وان كان عالما بان محمدا رسول الله وهو محب له فلم تكن محبته له لمحبته لله , بل كان يحبه لانه ابن اخيه فيحبه للقرابة , واذا احب ظهوره لم يحصل له بذلك من الشرف والرئاسة , فأصل محبوبه هو الرئاسة فلهذا لما عرض عليه الشهادتين عند الموت رأى ان بالاقرار بهما زوال دينه الذي يحبه فكان دينه احب اليه من ابن اخيه فلم يقر بهما – فلو كان يحبه لانه رسول الله كما كان يحبه ابو بكر الذي قال الله فيه : (( وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى )) وكما كان يحبه سائر المؤمنين به كعمر وعثمان وعلي وغيرهم لنطق بالشهادتين قطعا – فكان حبه مع الله لا حبا لله والله لا يقبل من العمل الا ما اريد به وجهه ......
وهذا مما يحقق ان (( الايمان والتوحيد )) لابد فيهما من عمل القلب كحب القلب فلابد من اخلاص الدين لله والدين لا يكون دينا الا بعمل فان الدين يتضمن الطاعة والعبادة وقد انزل الله عز وجل سورتين الاخلاص : (( قل هو الله احد )) (( قل يا أيها الكافرون )) . احدهما في توحيد القول والعلم والثانية في توحيد العمل والارادة فقال في الاولى : (( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ))فأمره ان يقول هذا التوحيد وقال في الثانية (( قل يأيها الكافرون لا اعبدوما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين )) فأمره ان يقول ما يوجب البراءة من عبادة غير الله واخلاص العبادة لله .
مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام بن تيمية مجلد 10 صفحة 269-274

الحافظ بن حجر : قال البخاري رحمه الله : رايت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار فما ريت احدا يختلف في الايمان قول وعمل يزيد وينقص ...
قال الحافظ بن حجر : قال الزهري : فنرى ان الاسلام الكلمة والايمان العمل .
ويمكن ان يكون مراد الزهري ان المراء يحكم باسلامه ويسمى مسلما اذا تلفظ بالكلمة - اي كلمة الشهادة - وانه يسمى مؤمنا بالعمل والعمل يشمل عمل القلب والجوارح وعمل الجوارح يدل على صدقه
قال الحافظ بن حجر : الامام البخاري رحمه الله يرى ان الايمان والاسلام عبارة عن معنى واحد وكذلك المزني يرى انهما عبارة عن معنى لما سنى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من الاسلام والايمان دينا .
لكن الامام احمد : يجزم بتغايرهما .
وقال الخطابي : صنف في المسالة امامان كبيران واكثروا من الادلة للقولين وتباينا في ذلك والحق ان بينهما عموم وخصوص فكل مؤمنا مسلم وليس كل مسلم مؤمن .
ويرد عليه قوله تعالى (( ورضيت لكم الاسلام دينا ))
.. والذي يظهر من مجموع الادلة ان لكل منهما مستلزم الاخر بمعنى التكميل له فكما ان العامل لا يكون مسلما كاملا الا ذا اعتقد فكذلك المعتقد لا يكون مؤمنا الا اذا عمل ...
وقد حكي ذلك الاسماعيل عن اهل السنة والجماعة قالوا : انهما تختلف دلالتهما بالاقتران فان افرد احدهما دخل الاخر فيه .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08 Dec 2007, 05:07 AM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

جزاكم الله خيراً
وبارك الله لكم ونفع بكم
ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان والتصديق, توحيد, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هناك موقعين للعثيمين فايهما اصح سفيان القبائلي الجزائري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 06 Jan 2008 02:40 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013