بسم الله الرحمن الرحيم
(إثبات الربوبية والألوهية لله تعالى )
أولا : النص :-
(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) [البقرة :21-22].
ثانيا : المفردات :-
فراشا : وطاء للجلوس عليها والنوم فوقها .
والسماء : مبنية كقبة فوقكم
رزقا لكم : قوتا لكم تقتاتون به فتحفظ حياتكم إلى أجلها .
أندادا : جمع ند : النظير والمثيل تعبدونه دون الله تضادون به الرب تبارك وتعالى .
ثالثا : المعنى الإجمالي :-
بعد أن ذكر الله تعالى القرآن وصفته وأوضح أن الناس مع القرآن ثلاثة أنواع فمنهم المؤمن ومنهم الكافر ومنهم المنافق دعا الناس جميعا إلى دين التوحيد الحق وهو عبادة الله وحده عبادة خضوع لجلاله وإخلاص العبودية له وعدم إشراك غيره معه لأنه سبحانه هو المستحق لها وحده دون سواه إذ هو الرب الذي يسوس الأمور ويدبر الشئون ويربي الأجساد والأرواح وهو الذي خلق من العدم وانشأ وبدأ خلق الأولين والآخرين وخلق فيهم ما يهديهم وينير لهم الطريق من سمع وبصر وعقول وقلوب . ذلكم الله الذي رباكم وخلقكم وخلق آباءكم ، هو الذي سهل لكم طريق العيش في هذه الحياة فخلق لكم الأرض ذلولا ورفع السماء وبناها بناء محكما وأنزل منها المطر يحيي الأرض بعد موتها ومنه تشربون . فلا يصح مع هذا أن يتصور أن لله نظراء يعبدون كعبادته لأنه ليس كمثله أحد ولا شريك له .
وإذا كنا نعلم أن ما يعبد من دونه لا يخلق ولا يرزق ولا يملك موتا ولا حياة ولا نشورا وأنه سبحانه وتعالى هو الخالق الرازق فهو جل وعلا المستحق للعبادة وحده .
رابعا : الأحكام العقدية :
أولا – وجوب إخلاص الدين والعبادة لله وحده : هذا أمر عام لجميع الناس بأمرعام ، وهو العبادة الجامعة ، لامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه وتصديق خبره ، فأمرهم تعالى بما خلقهم له ، قال تعالى : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)[سورة الذاريات :56]
ثم استدل على وجوب عبادته وحده ، بأنه ربكم الذي خلقكم من العدم وخلق الذين من قبلكم ، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة ، فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها ، وتنتفعون بالأبنية والزراعة والحراثة وغير ذلك من وجوه الإنتفاع وجعل السماء بناء أي سقفا لمسكنكم من الأرض وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم كالشمس والقمر والنجوم .
الثاني – حرمة اتخاذ الأنداد من دون الله :
قال تعالى : (فلا تجعلوا لله أندادا) ، أي : أشباها ونظراء من المخلوقين فتعبدوهم كما تعبدون الله وتحبوهم كما تحبونه وهم مثلكم مخلوقون مرزوقون مدبرون ولا ينفعونكم ولا يضرون .
خامسا : الفوائد :-
1. أن الله سبحانه هو خالق هذا الكون بما فيه لا شريك له في شيء من ذلك
2. أن كل ما في الكون من الآيات شاهد بوحدانيته سبحانه وتعالى
3. الأمر بإخلاص الدين والعبادة لله عز وجل دون سواه
4. شدة تحريم اتخاذ الأنداد والنظراء لله تعالى
5. أن الإقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الإقرار بتوحيد الألوهية
6. أن التوحيد أعظم أسباب الوقاية من عذاب الله
7. أن الله عز وجل لا يعذب الإنسان إلا بعد إقامة الحجة عليه
سادسا : المناقشة : -
س1 : اشتملت الآيتان على أمر ونهي وضح المأمور به والمنهي عنه فيهما ؟
س2 : كيف تستدل من الآيتين على أن التوحيد سبب للنجاة من عذاب الله ؟
س3 : بماذا علل الله سبحانه بعبادته وحده في الآيتين ؟
س4 : هل الأمر بإخلاص العبادة خاص بطائفة معينة فقط أم عام لجميع الناس ؟ وضح ذلك
وسوف تكون هذه الدروس متتالية بإذنه تعالى على حسب نوع الدرس سيكتب الدرس الذي يليه ، فهناك من الدروس ما تكتب متتالية خلف بعضها وهناك ما سيكتب بعد يوم وهناك ما سيكتب بعد يومين وهكذا على حسب طول الدرس وقصره وعلى حسب أهميته ، وذلك حتى يتسنى للجميع قراءة الموضوع و الرد عليه والتقييم عليه وكذلك الرد على الأسئلة التي في الدرس حتى تعم الفائدة علينا ، وليس شرطا أن يكون الجواب كما في صيغة الدرس بل يمكن للمرء ان يكتب بصيغته الخاصة ، المهم الإجابة ولو على سؤال واحد وهدف الأسئلة هو تحميس الناس على الفهم والفائدة والتذكر من خلال الأسئلة على الدرس الذي قرأوه مع العلم أني أنقل هذه الدروس من كتاب سبيل الهدى والرشاد في بيان حقيقة توحيد رب العباد للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس وذلك لما فيه من الفوائد القيمة التي أردت أن تطلعوا عليها وتستفيدوا معي ونعتذر عن طول الكتابة ولدي ملاحظة وهي أن الدروس سوف تكون على نفس العنوان حتى يستطيع الشخص تذكر الدروس الماضية من خلال كل زيارة لهذه الدروس بحيث يتسنى له قراءة الدرس الجديد مع مراجعة الدروس القديمة وجزيتم خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وكل من لديه أي آراء فيمكنه كتابتها وسوف ننظر فيها فكلنا يود إفادة إخوانه وسوف يكون الدرس الذي يليه بعد يومين حتى يتسنى للجميع الرد والمشاركة بآرائهم على الموضوع .
والله الكريم أسأل التوفيق والإنابة والإعانة والهداية والصيانة وتيسير ما أقصده من الخيرات والدوام على أنواع المكرمات والجمع بيني وبين أحبائي في دار كرامته وسائر وجوه المسرَّات ، وحسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وبارك الله فيكم وأعانكم على فعل الطاعات وترك المنكرات ، إنه مجيب سميع الدعاء .
مع العلم أني أنقل هذه الدروس من كتاب سبيل الهدى والرشاد في بيان حقيقة توحيد رب العباد للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
هذا هو الجواب وهو موجود في الدرس فوق بارك الله فيك
وجزيت خيرا أخي
إثبات الربوبية والألوهية لله تعالى
العرض العادي
