منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 30 Dec 2007, 10:31 PM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي الإكمال بتقريب شرح نواقض الإسلام الشيخ ع

الإكمال بتقريب شرح نواقض الإسلام (1) الشيخ عبدالعزيز الريس

(اعلم) يؤتى بهذه الكلمة لشدًّ انتباه القارئ، وكان كثيراً ما يأتي بها ـ رحمه الله ـ في مصنفاته لا سيما المختصرات.


(نواقض الإسلام) جمع ومفرده (ناقض) وهو ما ينقض الإسلام، فإذا وجد أحدها مع الإسلام نقض الإسلام وأحبطه وصار صاحبه كافراً.


(عشرة نواقض) ذكر الإمام المجدد هذه العشرة فحسب لأنها الأكثر وقوعاً بين الناس كما بينه في آخر النواقض.


قول المصنف (الأول: الشرك في عبادة الله تعالى): ومراده الشرك الأكبر لأنه هو الناقض للإسلام، وهو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله في الاعتقاد، والدليل قول الله تعالى((تالله ان كنا لفي ضلال مبين,اذنسويكم برب العالمين)).وقوله تعالى:" ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" وما روى الشيخان عن ابن مسعود أن الرسول - قال في جواب مَنْ سأله: أيُّ الذنب أعظم عند الله ؟ قال: «أن تجعل لله نداً وهو خلقك» وقد نص جمعي من العلماء المحقًّقين على هذا التعريف بلفظه أو بمعناه.


قال ابن القيم: وهو الشرك الذي تضمن تسوية آلهة المشركين برب العالمين» ولهذا قالوا لآلهتهم في النار تَاللَّهً إًنْ كُنَّا لَفًي ضَلالي مُبًيني إًذْ نُسَوًّيكُمْ بًرَبًّ الْعَالَمًينَ «مع إقرارهم بأن الله وحده خالق كل شيء وربه ومليكه، وأن آلهتهم لا تخلق ولا ترزق ولا تحيي ولا تميت، وإنما كانت هذه التسوية في المحبة والتعظيم والعبادة كما هو حال أكثر مشركي العالم، بل كلهم يحبون معبوداتهم ويعظمونها ويوالونها من دون الله. وكثير منهم ـ بل أكثرهم ـ يحبون آلهتهم أعظم من محبة الله ا.هـ(1).


والشيخ المصنف رحمه الله قيد الكلام بالشرك في العبودية وهو الشرك في توحيد الإلهية.
والشرك نوعان:

قال ابن القيم: أما الشرك فهو نوعان: أكبر وأصغر. فالأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وهو أن يتخذ من دون الله نداً يحبه كما يحب الله ا.هـ(2).


والتسوية في اللفظ لا في الاعتقاد شركي أصغر لا أكبر ويدلُّ عليه ما روى الشيخان عن ابن عمر عن رسول الله - أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركبي وعمرُ يحلف بأبيه فناداهم رسول الله -: «ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت».
وجه الدلالة: أن الحلف بغير الله لو كان شركاً أكبر لمَاَ أخَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليمه الصحابة ولما وقع فيه مثل عمر بن الخطاب فبما أنَّ رسول الله أخَّرَ تعليمه للصحابة دلَّ على أنه ليس شركاً أكبر قطعاً،إذ دعوته كلها قائمة على إزالته فهو مقصوده الأول فهو إذاً شرك أصغر.


وقال ابن القيم: ومن الشرك به سبحانه الشرك به في اللفظ كالحلف بغيره... ا. هـ (3).

تنبيه: تعريف الشرك والكفر الأكبرين والأصغرين والفرق بينهما (4).


الشرك الأكبر: تسوية غير الله بالله في شيءي من خصائص الله، وقد سبق الكلام عليه.
الشرك الأصغر: كل ما أطلقت الشريعة عليه شركاً ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر وما كان في معناه كظن الشيء سبباً وليس بسبب.


الكفر الأكبر: هو كل ما حكمت الشريعة عليه بأنّه كفر مخرج من الملّة كالتكذيب بالدين والإعراض التام ونحو ذلك.
الكفر الأصغر: كل ما أطلقت الشريعة عليه كفراً ولم يصل إلى حد الكفر الأكبر وما في معناه.

والفرق بينهما من أوجه إليك بعضها:
ـ1 أن الشرك والكفر الأكبرين لا يجتمعان مع الإيمان المنجي من النَّار بخلاف الأصغر.
ـ2 أن الشرك والكفر الأكبرين موجبان الخلود في النَّار بخلاف الأصغر.
ـ3 أن صاحب الشرك والكفر الأكبرين تجري عليه أحكام الكفر في الدنيا بخلاف الأصغر(5).
قول المصنف رحمه الله: (في عبادة الله):
العبادة من خصائص الله فصرفها لغير الله شرك أكبر كما قال تعالى:(قُلْ إًنَّ صَلاتًي وَنُسُكًي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتًي لًلَّهً رَبًّ الْعَالَمًينَ لا شريك لـه).


قال ابن تيمية: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، الصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة...


ثم قال: والدين يتضمن معنى الخضوع والذل. يقال: دنته فدان لي أي ذللته فذل، ويقال: يدين الله، ويدين لله أي: يعبد الله ويطيعه ويخضع له، فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له. والعبادة أصل معناها الذل أيضاً، يقال: طريق معبد إذا كان مذللاً قد وطئته الأقدام. لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له...


ثم قال: ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابداً له، ولو أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، كما قد يحب ولده وصديقه، ولذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والذلّ التام إلا الله ا.هـ(6).
وقال أيضاً: والتألُّه والتعبُّد يتضمن غاية الحب بغاية الذلّ. ا. هـ(7).


فعلى هذا كل ما يحبه الله فهو عبادة، وكل ما يرجو العبد من ورائه رضا الله والأجر فهو عبادة، وقد اعتنى أئمة الدعوة النجدية السلفية بتعريف العبادة وبيانها لأن المخالفين يصرفون عبادات لغير الله، ويزعمون أن هذه المصروفات ليست عبادة فاحتاجوا إلى بيان ضابط العبادة ليعلم أن فعل المخالفين من صرف العبادات لغير الله فيكون شركي أكبر.

تنبيهان:
التنبيه الأول: الذبح لغير الله تقرباً لا يكون شركاً أصغر بل هو شرك أكبر مطلقاً.
التنبيه الثاني: فرقي بين التقرُّب بإراقة الدم وإزهاق النفس وبين التقرب لله باللحم فإن الثاني يكون إكراماً للضيف وصدقة وهديةً بخلاف الأول، لذا عند الكلام على أنواع الذبح لا يصح ذكر إكرام الضيف بالذبح نوعاً من أنواع الذبح لأن إراقة الدم فيه جاءت تبعاً لا قصداً وإنما المقصود به اللحم بخلاف الذبح الذي يُذكر في أبواب التوحيد فإن إراقة الدم فيه جاءت قصداً لاتبعاً والله أعلم .

عبد العزيز بن ريس الريس



(1) مدارج السالكين (1/368).
(2) المدارج (1/368).
(3) الداء والدواء ص 160.
(4) انظر: حاشية كتاب التوحيد ص 50 والقول المفيد مع الحاشية (1/139، 141، 265) وشرح الثلاثة الأصول للشيخ ابن عثيمين ص 36.
(5) كتاب المدخل لدراسة العقيدة د. البريكان ص 125،154.
(6) مجموع الفتاوى (10/149- 153).
(7) النبوات ص 88، وانظر الجواب الصحيح (6/31)، وانظر التيسير ص 47 وفتح المجيد (1/84) والقول المفيد (1/16).

تاريخ النشر: الاثنين 12/2/2007
جريدة الوطن الكويتية


التعديل الأخير تم بواسطة بشير ابو عبد الرحمن ; 31 Dec 2007 الساعة 02:10 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31 Dec 2007, 12:17 AM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

بارك الله في أخي

أرجو أن تعدل تشكيل الآيات ، فإنك وضعت الهمزتين في مكان الكسرة في كثير من المواضع ؛ و جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31 Dec 2007, 12:20 AM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

و إن كنت لا تعرف مكانها ، فهي بالضغط على shift و حرف الشين أو Q
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31 Dec 2007, 12:35 AM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي

تم التعديل

التعديل الأخير تم بواسطة بشير ابو عبد الرحمن ; 31 Dec 2007 الساعة 02:11 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 31 Dec 2007, 03:14 PM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي الإكمال بتقريب شرح نواقض الإسلام (2) الشيخ عبدالعزيز بن ريس الريس

الإكمال بتقريب شرح نواقض الإسلام (2) الشيخ عبدالعزيز بن ريس الريس



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فما زلنا في بيان نواقض الإسلام العشرة التي ذكرها شيخ الإسلام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ونواقض الإسلام ليست عشرة فحسب ولكن اقتصر الشيخ رحمه الله تعالى على ذكر هذه العشرة لأنها الأكثر وقوعا بين الناس كما بينه في آخر النواقض.


ولقد ذكرت لك الناقض الأول وهو الشرك في عبادة الله تعالى أما الناقض الثاني الذي ذكره الشيخ رحمه الله تعالى فهو:

من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعا.


وهذا شرك لأنه صرف عبادة لغير الله، وتقدم أن صرف العبادات لغير الله شرك أكبر . قال ابن تيمية: فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات، فهو كافر بإجماع المسلمين ا.هـ(1).


وقال الشيخ سليمان بن عبدالله معلقاً على هذا الإجماع: وهو إجماع صحيح، معلوم بالضرورة من الدين، وقد نص العلماء من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم في باب حكم المرتد على أن من أشرك بالله فهو كافر، أي عبد مع الله غيره بنوع من أنواع العبادة ا.هـ(2).


¼ فائدة: القول بأن الرسل وسائط لها معنيان: صحيح، وباطل.
أما الصحيح: أنهم وسائط بمعنى ينقلون إلى الخلق الأحكام الشرعية.
أما الباطل: فبمعنى أنهم يُعبدون ليتوسطوا للخلق عند الله، وهذا هو الشرك الأكبر، وهو فعل كفار قريش(3).


¼ تنبيه: سبب إفراد المصنف لهذا الناقض بعد الناقض الأول مع أنه داخل فيه هو التأكيد عليه لأهميته وكثرة وقوع الناس فيه.
وقبل أن انتقل من هذا الناقض، فإليك الحديث حول ثلاثة أمور أشار إليها الشيخ ـ رحمه الله- الدعاء والشفاعة والتوكل.

الأول: الدعاء
الدعاء لغة: دعوت فلاناً أي صحت به واستدعيته . قاله الجوهري.
وقال الفيومي في المصباح المنير: دعوت زيداً ناديته وطلبت إقباله.
وقال الراغب: الدعاء والنداء واحد، قد يتجرد النداء عن الاسم، والدعاء لا يكاد يتجرد.
وقال في مجمع البحار: الدعاء النداء، ويستعمل استعمال التسمية، والسؤال والاستغاثة ا.هـ(4).


ومما يدل على أن الدعاء يطلق على النداء قوله تعالى: (هُنَالًكَ دَعَا زَكَرًيَّا رَبَّهُ) "، وقولـه: (ذًكْرُ رَحْمَتً رَبًّكَ عَبْدَهُ زَكَرًيَّا . إًذ نَادَى رَبَّهُ نًدَاءً خَفًيّاً) إلى قولـه: وَلَمْ أَكُنْ بدُعَائًكَ رَبًّ شَقًيّاً) فسمى النداء دعاء، وقولـه تعالى:(وَأَيُّوبَ إًذْ نَادَى رَبَّهُ أَنًّي مَسَّنًيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحًمًينَ)لكن دعاء الله ونداؤه مغاير عن دعاء المخلوقين وندائهم ا.هـ(5)، وسيأتي إيضاح أكثر.

ويتعلق ببحث الدعاء مسائل:

الأولى: الدعاء في الكتاب والسنة نوعان:
أ- دعاء العبادة: وهو مطلق التعبُّد كالصلاة والزكاة وهكذا .
ب- دعاء المسألة: وهو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره(6)، ودعاء المسألة منه ما يكون خاصاً بالله ومنه ما يصح لغير الله ـ على ما سيأتي تفصيله ـ(7).
وإذا ورد في القرآن لفظ الدعاء فإنه يشمل دعاء المسألة والعبادة إلا بقرينة (8)، ومن القرائن ما أفاده ابن تيمية بقوله: كل موضع ذكر فيه دعاء المشركين لأوثانهم فالمراد به دعاء العبادة المتضمن لدعاء المسألة . ا هـ (9).


كقولـه تعالى (إًنَّ الَّذًينَ تَدْعُونَ مًنْ دُونً اللَّهً لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوً اجْتَمَعُوا لَهُ) الآية.
ومن أمثلة إطلاق الدعاء والمراد به دعاء المسألة ما روى الشيخان واللفظ للبخاري عن ابن مسعود قال " التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لا تقولوا السلام على الله فإنه الله هو السلام، ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو» فالمراد بقوله من الدعاء دعاء المسألة لأنه من أول الصلاة لا زال في دعاء العبادة، ومن أمثلة إطلاق الدعاء الذي يشمل المسألة والعبادة قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجًدَ لًلَّهً فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهً أَحَداً).


فائدة: كلُّ دعاءً عبادة مستلزمي دعاء المسألة وكلُّ دعاءً مسألةي متضمني دعاء العبادة(10).


الثانية: دعاء المسألة

قد جاء إطلاقه على الله فهو عبادة وعلى غير الله كما قال تعالى: (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولً بَيْنَكُمْ كَدُعَاءً بَعْضًكُمْ بَعْضاً)"، وقوله: (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنًسَاءَنَا وَنًسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)، فهو إذاً على أقسام فمنه ما هو شرك أكبر كدعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، كأن يسأل أحداً غفران الذنوب أو دخول الجنان، ومنه ما هو مباح كسؤال المخلوق الحي الحاضر ما يقدر عليه مما هو جائز غير محرم.
أخي القارئ سأذكر لك إن شاء الله في المقال القادم أمر الشفاعة والتوكل فتابع معي نفعني الله وإياك بالعلم النافع ورزقنا العمل الصالح.

عبد العزيز بن ريس الريس

هوامش

(1) مجموع الفتاوى (1/124) .
(2) تيسير العزيز الحمد ص229 .
(3) أفاده بمعناه ابن تيمية . انظر: مجموع الفتاوى (1/121) .
(4) منتقى من صيانة الإنسان لمحمد بشير السهسواني ص428 - 432 .
(5) الدرر السنية (1/541) .
(6)انظر مجموع الفتاوى (15/10) وجلاء الأفهام ص254 وصيانة الإنسان ص431 ،432، والتيسير ص 218 وفتح المجيد (1/301) وحاشية كتاب التوحيد ص 114 والقول السديد ص 43 (1/295-296) .
(7) راجع القول المفيد (1/149) .
(8) نص على ذلك ابن تيمية في مجموع الفتاوى (15/10-11) وابن القيم في جلاء الأفهام ص 254
(9) مجموع الفتاوى (15/13).
(10) هكذا قال ابن تيمية ونقله وقرره في التيسير والفتح وقد سبق العزو إليهم وقال ابن قاسم في حاشية كتاب التوحيد: كلاهما متلازمان.

تاريخ النشر: الثلاثاء 20/2/2007
جريدة الوطن الكويتية
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01 Jan 2008, 12:03 AM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01 Jan 2008, 05:08 PM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي الإكمال بتقريب شرح نواقض الإسلام (3) الشيخ :عبد العزيز بن ريس الريس

الإكمال بتقريب شرح نواقض الإسلام (3)
كتب:عبد العزيز بن ريس الريس




الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه ولمن لهديه اقتفى، أما بعد:


فما زلنا مع النواقض العشرة من نواقض الإسلام التي ذكرها شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهابـ رحمه الله تعالىـ ولنا تتمة في التعليق على

الناقض الثاني وهو

(من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم كفر إجماعاً).


وذكرت لك في المقال السابق الكلام حول الأمر الأول وهو الدعاء، أما الأمر الثاني: الشفاعة:
الشفاعة لغة: اسم من شفع يشفع إذا جعل الشيء اثنين، والشفع ضد الوتر.
اصطلاحاً: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة(1).
والشفاعة لأهل التوحيد دون غيرهم، لما روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لكل نبيّي دعوةي مُستجابة فَتَعجَّل كل نبيّي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة فهي نائلةي إن شاء الله من مات من أمتي لا يُشرك بالله شيئاً« واللفظ لمسلم.


وفي صحيح البخاري سأل أبو هريرة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: »من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه«.


وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله. قال: ليس ذلك لك ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجنَّ من قال لا إله إلا الله«.


قال ابن تيمية في الشفاعة المثبتة: فتلك لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله (2).


¼ تنبيهات مهمة:
التنبيه الأول: للشفاعة ثلاثة شروط:
الشرط الأول: الإذن للشافع أن يشفع، قال تعالى: ( مَنْ ذَا الَّذًي يَشْفَعُ عًنْدَهُ إًلا بًإًذنًهً).


الشَّرط الثَّاني: رضاه سُبحانه عن الشافع، فلا يأذن سبحانه إلا لمن رضي عنه، فعن أبي سعيد الخدريًّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »إن الله تعالى قال شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضةً من النَّار فيُخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حُمَمَاً “« متفقي عليه واللفظ لمسلم.


والملائكة والنبيُّون والمؤمنون قد رضي عنهم. فإذا كان لابد من الرضا عن المشفوع لـه، فمن باب أولى الشافع.


الشرط الثالث: رضاه سبحانه عن المشفوع لـه كما قال تعالى: (وَلا يَشْفَعُونَ إًلا لًمَنً ارْتَضَى وَهُمْ مًنْ خَشْيَتًهً مُشْفًقُونَ) واستُثني هذا الشرط في الشفاعة العظمى للفصل بين العباد وفي شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب الكافر ـ كما سبق ـ.
التنبيه الثاني: الرضا قسمان:
أ ـ رضا خاصي . ب ـ رضا عامّي.


أما الرضا الخاص ما كان للأنبياء والأولياء من المؤمنين ويدلُّ لذلك قوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحي منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) أما الرضا العامُّ فهو رضاه سُبحانه عن كل موحدي وهذا الرضا هو المراد في آيات الشفاعة كما سبق.


التنبيه الثالث: ما جاء في حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »ما من رجلي مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يُشركون بالله شيئاً إلا شفَّعَهم الله فيه« رواه مسلم، وهؤلاء الأربعون شُفًّعوا في هذا المسلم فأين شرط الرضا وشرط الإذن؟.
والجواب: أما شرط الرضا فقد سبق ، أما الإذن فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:فإن قيل إن الشفاعة لا تكون إلا بإذنه سُبحانه فكيف يُسمَّى دعاءُ الإنسان لأخيه شفاعة وهو لم يستأذن من ربه؟.


الجواب: أن الله أمر بأن يدعو الإنسان لأخيه الميت وأمره بالدعاء إذن وزيادة. ا.هـ (3).
التنبيه الرابع: قد يُقال ما فائدة الشفاعة ؟ لماذا لا يغفر الله للمشفوع له مباشرةً بدون شفاعة أحد؟


فيُقال: الشفاعة فيها إظهار إكرام الشافع، قال ابن تيمية: وحقيقته أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء مَنْ أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود “ ا.هـ (4).


الأمر الثالث: التوكل:
التوكل لغة: إظهار العجز والاعتماد على الغير ( لسان العرب).
شرعاً: قال ابن رجب: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها ا.هـ(5).
لكن يضاف عليه مع فعل الأسباب المأذون فيها(6).
قال الإمام أحمد: التوكل عمل القلب. وكذا قال ابن القيم(7).
قال ابن القيم: فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان، ولجميع أعمال الإسلام، وأن منزلته منها كمنزلة الرأس من الجسد، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته إلا على ساق التوكل ا.هـ (8).
وذكر ابن القيم أن التوكل شرط في الإيمان، وأنه إذا انتفى انتفى الإيمان، قال تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمً إًنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بًاللَّهً فَعَلَيْهً تَوَكَّلُوا إًنْ كُنْتُمْ مُسْلًمًينَ)(9).


قسم بعض أهل العلم التوكل أقساماً، وجعل من أقسامه الوكالة. والظاهر أن هناك فرقاً بين التوكل والوكالة، فإن التوكل فيه قيام العبد بالعمل ومباشرة الأسباب، بخلاف الوكالة فإن فيها إقامة العبد غيره لمباشرة أسباب العمل، والعبد نفسه متوكل على الله فاعل للسبب بإقامة الغير بدلاً منه، فالذي يظهر أن التوكل قسم واحد صرفه لغير الله شرك أكبر، وهو شرط في الإيمان، ومن ثم لا يصح قول العبد توكلت على فلان، أو توكلت على الله ثم على فلان، فإن هذا من شرك الألفاظ. وهذا ظاهر كلام ابن القيم عن التوكل في كتابه المدارج.
أخي القارئ تابعنا في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.

هوامش


(1) القول المفيد (1 /331) وانظر شرح الواسطية للشيخ محمد العثيمين (2 /168).
(2) انظر فتح المجيد (1 /359)، ورسالة الكلام على حقيقة الإسلام ص119ـ 121.
(3) القول المفيد ( 1 /429).
(4) رسالة الكلام على حقيقة الإسلام ص119ـ121 .
(5) جامع العلوم والحكم (2 /497).
(6) انظر القول المفيد (2 /185).
(7) انظر مدارج السالكين (2 /114).
(8) المدارج.
9 المرجع السابق.

تاريخ النشر: الاثنين 26/2/2007
جريدة الوطن الكويتية



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملاحظات ونصائح الإدارة للأعضاء ( للأهمية ) مراقب الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 15 22 Feb 2010 11:16 PM
شرح كتاب "القدر لعبد الله بن وهب" لفضيلة ال أبو أنس عبد الهادي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 05 Jan 2008 08:45 PM
قال خالد القسري: "ارجعوا فضحوا تقبل الله م  أبو أنس عبد الهادي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 19 Dec 2007 02:01 PM
تعالى و اسمع إني لك ناصح لخطبة عرفة لعام 1428 ه  أبو تميم يوسف الخميسي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 18 Dec 2007 11:05 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013