الرد على ابن حجر الهيتمي في زعمه وجوب الوفاء لمن نذر زيارة القبر الشيخ ربيع حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركته
الرد على ابن حجر الهيتمي في زعمه وجوب الوفاء لمن نذر زيارة القبر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((ولو نذر السفر إلى مسجده والمسجد الأقصى للصلاة ففيه قولان للشافعي)).
علق الشيخ ربيع:
((قال الشافعي - رحمه الله - في الأم (2/256): "ولو نذر، فقال عليّ المشي إلى إفريقية أو العراق أو غيرهما من البلدان لم يكن عليه شيء، لأنه ليس لله طاعة في المشي إلى شيء من البلدان، وإنما يكون المشي إلى المواضع التي يرتجى فيها البر، وذلك المسجد الحرام، وأحبّ إليَّ لو نذر أن يمشي إلى مسجد المدينة أن يمشي، وإلى مسجد بيت المقدس أن يمشي؛ لأن رسول الله ، قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام، ومسجدي هذا، و مسجد بيت المقدس"، و لا يبين لي أن أوجب المشي إلى مسجد النبي و مسجد بيت المقدس، كما يبين لي أن أوجب المشي إلى بيت الله الحرام؛ و ذلك أن البر بإتيان بيت الله فرض، والبر بإتيان هذين نافلة". وانظر حلية العلماء للقفال الشاشي (3/342).
وقال أبوإسحاق الشيرازي في المهذب: "و إن نذر المشي إلى المسجد الأقصى و مسجد المدينة ففيه قولان؛ قال في البويطي يلزمه، لأنه مسجد ورد الشرع بشد الرحال إليه، فلزمه المشي إليه بالنذر، كالمسجد الحرام. و قال في الأم: لا يلزمه، لأنه مسجد لا يجب قصده بالنسك، فلم يجب المشي إليه بالنذر كسائر المساجد". و انظر حلية العلماء (3/342). و ذكر النووي هذين القولين في الإيضاح (ص 518 - 519) مع شرح ابن حجر الهيتمي. و قال ابن حجر الهيتمي هنا (ص 519): "و لو نذر زيارة قبره لزم الوفاء به؛ لما علمت أنها في القرب المؤكدة، وكذا زيارة قبر غيره مما تسن زيارته؛ لأنها قربة مقصودة".
و هذا من العجائب و الغرائب، لقد علم ابن حجر أن مذهب الشافعي استحباب الوفاء بالنذر بالذهاب إلى مسجد رسول الله و بيت المقدس و تهيبه من القول بالوجوب خوفاً من الله و ورعاً، و أكد ذلك النووي في الإيضاح بأن أصح القولين الاستحباب، و أقرهما ابن حجر على ذلك، ثم بعد كل هذا يرى وجوب وفاء النذر بزيارة القبور؛ لأنها في نظره من القرب المؤكدة، فهل شد الرحال إلى مسجد رسول الله و إلى بيت المقدس لا يرقى إلى درجة القرب المؤكدة، و قد حضنا رسول الهدى إلى شد الرحال إليهما مع أعظم بيوت الله المسجد الحرام. أهكذا نعامل توجيهات رسول الله ؟!
إن كان ابن حجر الهيتمي مقلداً للشافعي فأين تقليده لإمامه هنا؟ ولماذا لايلزم غرره هنا ويقف حيث وقف إمامه ورعاً وتقوى، وإن كان مجتهداً فنعوذ بالله من اجتهاد يقوم على مخالفة النصوص الصحيحة الواضحة وعلى مخالفة أئمة الهدى، و يقوم على الهوى وعلى الأحاديث المكذوبة على رسول الله e، ثم نقول أين فتاوى السلف الصالح في هذه القضية؟ وهل هي نازلة من النوازل التي ألمت بالأمة لم تكن في عهد السلف الصالح حتى يجتهد فيها المتأخرون؟!)).
[حاشية قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة]
التعديل الأخير تم بواسطة بحوصي بحوص ; 24 May 2010 الساعة 09:05 AM
|