13 Jul 2018, 04:33 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 3
|
|
كن سلفيا على الجادة
الحمدُ لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيُون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم. ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين .وبعد : فهذه بعض آثار أئمة الهدى الأعلام في معاملة أهل الأهواء والبدع سنبقى بإذن الله ثابتين عليها ,لا تمييع ولا احتواء ,ولا مداهنة ولا التواء .
/1/ - السلفيُّ لا يَغْضَب لِشَيْءٍ مِن الْأَهْوَاء .
- روى اللالكائي في[ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/82)]بإسناده عن زكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيْحِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ , مَنِ السُّنِّيُّ؟ قَالَ: «الَّذِي إِذَا ذُكِرَتِ الْأَهْوَاءُ لَمْ يَتَعَصَّبْ لِشَيْءٍ مِنْهَا»
وعند [الآجري في الشريعة (5/2550)] السُّنِّيُّ الَّذِي إِذَا ذُكِرَتِ الْأَهْوَاءُ لَمْ يَغْضَبْ لِشَيْءٍ مِنْهَا".
- لا يَتَعَصَّبُ السُنِّي لشيءٍ من الأهواء ,فيصرُّ عليه وينافح عنه ويوالي أهله ,ولا يغضب إذا ذكرت الأهواء لأنه إذا فعل وانفعل ,ظهر في صورة النَّاصر للبدعة والذابِّ عن أهلها.
- يغضب السني إذا انتشرت البدع والمحدثات، إذا أحييت البدع وأميتت السنن ,إذا انتهكت محارم الله عز وجل, إذا ظهر من يتعصبون لآراء الرِّجال ويتركون السُنَّة:
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- : (( يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول : قال رسول الله، وتقولون : قال أبو بكر وعمر )) . وهو في " مسند أحمد " : ( 1/337 ) بلفظ : (( أُراهم سيهلكون، أقول : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول : نهى أبو بكر وعمر )) وصحح إسناده أحمد شاكر، رقم : ( 3121).
/2/ - السلفيُّ لايقول دعونَا مِن ذكرِهم :
- عن عقبة قالَ: كنتُ عند أرطأةَ بنِ المنذرِ فقالَ بعضُ أهلِ المجلسِ: ما تقولونَ في الرّجلِ يجالِسُ أهلَ السّنّةِ ويخالِطُهم، فإذا ذُكِرَ أهلُ البدعِ قالَ: دعونَا مِن ذكرِهم، لا تذكروهُم ، قالَ أرطأةُ: هوَ مِنهم، لا يلَبِّس علَيكم أمرَه، قالَ فأنكرتُ ذلكَ مِن قولِ أرطأةَ، قالَ: فقدِمتُ علَى الأوزاعِيّ وكانَ كشّافاً لهذهِ الأشياءِ إذا بلَغَته، فقالَ: «صدقَ أرطأةُ، والقولُ ما قالَ، هذا يَنهىَ عن ذكرِهم، ومتَى يُحذَرُوا إذا لم يُشادَ بذكرِهم؟!».
تاريخ دمشق ( 8/15 ) .
- وقال أبو صالح الفراء: حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني: الحسن بن حي-، فقلت ليوسف: ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق أنا خيرٌ لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارُهم ومن أطراهم كان أضرَّ عليهم. [السير (7/ 364)].
/3/ – السلفيُّ لا يجالِسُ أهلَ البدعِ:
- ولما قدم سفيان الثوري البصرة , جعل ينظر إلى أمر الربيع - يعني ابن صبيح - وقدره عند الناس , سأل سفيان أي شيء مذهبه ؟
قالوا ما مذهبه إلا السُنَّة , قال من بطانته ؟ قالوا أهل القدر . قال: هو قدري .
- وقال الأوزاعي - رحمه الله -: من ستر علينا بدعته لم تَخْفَ علينا أُلفته.
وقال قتادة : إنا والله ما رأينا الرجل يُصاحب من الناس إلا مثله وشكله , فصاحب الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم .
وقال الفُضيلُ بنُ عِياض: «لا يمكنُ أن يكونَ صاحبُ سنّةٍ يمالئُ صاحبَ بدعةٍ إلاّ مِن النّفاقِ».
وقالَ عبدالله بن عون: «من يجالِسُ أهلَ البدعِ أشدّ علينا مِن أهلِ البدَعِ»
[ الإبانة الكبرى لابن بطة 2/473 دار الراية ].
- قال الأعمش: كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من الناس.
- وقال محمد بن عبيد الغلابي:" يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة"
- وقدم موسى بن عقبة الصوري بغداد، فذُكِر للإمام أحمد بن حنبل فقال: أنظروا على من ينزل وإلى من يأوي. [ الإبانة الكبرى لابن بطة 2/ 479دار الراية ]
وقال أحمد: إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبُّه. [طبقات الحنابلة (1/ 196)].
وقال أبو داود السجستاني: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه".
[طبقات الحنابلة (1/ 160)]
وقال عتبة الغلام: من لم يكن معنا فهو علينا. [الإبانة (2/ 437)]
- قال الإمام ابن أبي زمنين-رحمه الله-:في كتابه أصول السنة
باب اَلنَّهْيِ عَنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ اَلْأَهْوَاءِ
ولم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم، ويخبرون بخلاقهم، ولا يرون ذلك غيبة لهم، ولا طعناً عليهم.
[رياض الجنة بتخريج أصول السنة (ص: 293)]
عن سفيان بن عيينة قال: قال شعبة: تعالوا نغتاب في الله عز وجل.
قال الفضيل: من دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة. [اللالكائي (2/ 140)]
/4/ – السلفيُّ لا يغترُّ بسمت مبتدعٍ ولا بعبادته :
- قال بشر الحارث: كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه. قال الذهبي في ابن حي: مع جلالته وإمامته كان فيه خارجية.
[تذكرة الحفاظ (1/ 216)]
- ودخل سفيان الثوري المسجد فإذا الحسن ابن حي يصلي، فقال: نعوذ بالله من خشوع النفاق، وأخذ نعليه وتحول. [التهذيب (2/ 249)].
/5/ – السلفيُّ لا يُصافح مبتدعاً ولا يَستضيفُه ولا يُدخله إلى بيته :
- قال أبو توبة: حدثنا أصحابنا أن ثوراً لقي الأوزاعي فمد يده إليه، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه، وقال: يا ثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة ولكنه الدين.
[السير (11/ 344)].
وقال صالح بن أحمد: جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما خرج إليه ورآه، أغلق الباب في وجهه ودخل. [مناقب أحمد لابن الجوزي (ص: 250)].
- قدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك. قال: ما اسمه؟. قال: داود. قال: من أين؟ قال: من أهل أصبهان، قال: أيّ شيء صنعته؟ قال وكان صالح يراوغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن له فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره، فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ. [تاريخ بغداد (8/ 374)].
/6/ – السلفيُّ يرى أنَّ الشدَّة على أهل البدع منقبةٌ :
- قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حمَّاد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنّه كان شديداً على المبتدعة.
- الإمام الشافعي قال عنه البيهقي: وكان - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم" [مناقب الشافعي (1/ 469)]
- شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله الأنصاري الهروي (ت:481)، قال عنه ابن رجب: " كان سيّداً عظيماً وإماماً عارفاً وعابداً زاهداً ... شديد القيام في نصر السنّة والذبّ عنها والقمع لمن خالفها، وجرى له بسبب ذلك محنٌ عظيمة، وكان شديد الانتصار والتعظيم لمذهب أحمد ". [ذيل الطبقات (3/ 60 - 61)] قال الذهبي: كان جذعاً في أعين المبتدعة وسيفاً على الجهميّة" [العبر (2/ 343)]
وقد جاء في ترجمته أنه قال: عُرضت على السيف خمس مرّات، لا يقال لي: ارْجع عن مذهبك، لكن اسكتْ عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. [السير (18/ 509)]
-إمام أهل السنّة في عصره أبو محمد الحسين بن علي البربهاري (ت:329)، قال عنه ابن كثير: العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ، صاحب المروزي وسهلاً التستري، ... وكان شديداً على أهل البدع والمعاصي، وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة.
[البداية والنهاية (11/ 213)]
وقال ابن رجب: " شيخ الطائفة في وقته ومتقدّمها في الإنكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد أو اللسان. [طبقات الحنابلة (2/ 18)].
- قال الإمام البربهاري: وإذا رأيت الرجل جالساً مع رجل من أهل الأهواء فحذّره وعرّفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى. [شرح السنة (ص: 121)]
- وقال رحمه الله : مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكّنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكّنوا بلغوا ما يريدون. [طبقات الحنابلة (2/ 44)]
- وقال أيضاً: إذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن ما أخفى عنك أكثر مما أظهر. [شرح السنة (123 رقم 148)].
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 14 Jul 2018 الساعة 12:16 PM
|