[تفريغ صوتية مهمة] خطورة مخالطة أهل البدع ومجالستهم/ للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
مقطع للشيخ :محمد سعيد رسلان -حفظه الله -
بعنوان : خطورة مخالطة أهل البدع ومجالستهم .
مدتــه : 07:23
تفريغة
خطورة مخالطة أهل البدع ومجالستهم
البدعة تُفرق السنة تُجمع ما ينبغي لأحد أن يجالس مبتدعا ولا أن يسمع منه ولا أن ينظر في وجهه ولا أن يكون سائرا في طريقه بل إذا وجده في طريق عليه أن يخالف إلى طريق آخر.
وعليه ألا يقدره ألا يحترمه وقد أذله الله بإتباع غير سنة رسول الله - صلى الله وسلم وبارك عليه
والإمام أحمد - رحمة الله عليه - لما سُئل عن الحارث القصير وهو (الحارث المحاسبي) ومعلوم أنه كان له في الوعظ باع بل كان له في التأله شأو بعيد حتى إن أباه لما مات وكان قدريا وترك له ثروة عظيمة
وكان في حاجة إلى ذلك لا إلى درهم لم يأخذ شيئا من ميراثه من أبيه وقال لا يتوارث أهل ملتين وعدّ أباه بعيدا وكان يأخذ بأمور من التأله والوعظ ولكن أضل من أضل ونهى الإمام أحمد - رحمة الله عليه - عن سماعه وعن حضور مجالسه
وعن النظر في كتبه حتى أن رجلا من جيران الإمام أتى إليه وكان الإمام قد نهاه عن السماع منه والجلوس إليه فجاء جار الإمام برجل من جيرانه هو
وقال: يا إمام هذا رجل كنت قد نهيته كما نهيتني عن السماع من الحارث القصير ولكنه يأبى إلا أن يسمع منه فأقبل الإمام عليه وقد أنتفخت أوداجه وأحمر وجهه وأخذ ينصحه ويعظه
فقال الرجل للإمام أحمد:إنه يحدث بحديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأسمع منه كلاما حسنا وقال : أو كل من قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تسمع منه؟
قد سمع منه فلانا فأضله وفلانا فأضله وأخذ يتوجع ونهره نهرا شديدا وزجره زجرا أكيدا ، لأنه لا يأمن الرجل إذا سمع الكلمة من الباطل أن تستقر في قلبه وأن تعمل في الفؤاد عملها ولا يلتفت المرء إلى ذلك ثم يصير بعد سماعها واستقرارها في قلبه إلى شر عظيم هذا أمرا معروف
فقد ذكر (الحافظ الذهبي) - رحمه الله تعالى - في السير ما كان من أمر (عمران بن حطان) وكان صلبا في السنة وكانت له ابنة عم على مذهب الخوارج وطريقتهم فحدثته نفسه أنه لو تزوجها فلعله أن يردها إلى الحق وإلى الجادة المستقيمة
فتزوجها فأضلته فصار خارجيا بل صار داعيا إلى طريقة الخوارج ونحلتهم وهو الذي مدح (عبد الرحمن بن ملجم) الذي قتل الإمام عليا - رضي الله تبارك وتعالى عنه - وهذا أكبر ما يكون من الدعاء إلى البدعة
وما كان عليه من بأس إلا أن خالط إمرأة من أهل البدعة فأضلته حتى صار خارجيا جلدا ، حتى صار خارجيا داعية إلى الخروج.
وذكر الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - ما كان أيضا من شأن (عمرو بن عبيد) فإنه سمع من (واصل بن عطاء الغزال) وهو رأس الإعتزال الذي إعتزل مجلس الحسن البصري فانتحى ناحية إلى سارية من سواري المسجد وصارت
حلقة تدعو إلى البدعة وتؤسس للضلال اجتمع معه على ضلاله (عمرو بن عبيد) وكان له نسك فخُدع بكلامه فصار مثله بل صار في الغلو أعلى منه وزوجه أخته وقال : زوجتُكِ من رجلا لا يصلح إلا أن يكون خليفة
وكان صاحب نسك حتى خُدع به( المنصور) خدعه نسكه وأغضى عن بدعته وصار يمدحه وهو الخليفة صار يمدحه بشعر مشهور.
ذكر الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى- ما ذكر عن (عبد الرزاق) وما كان من جناية (جعفر بن سليمان الضُبعي) على(عبد الرزاق) وكان جعفر هذا شيعيا محترقا فوقع منه شىء وما كان من سبب إلا الخُلطة وما كان من سبب إلا المقاربة
وقد ذكر( الحافظ بن كثير) -رحمه الله تعالى - في (البداية والنهاية ) ما كان من شان (أبي الوفاء بن عقيم)وهو صاحب الفنون كتبه في ثَمَانمِائَة مجلدة لا يُعرف في التاريخ كتاب هو أكبر من هذا الكتاب
(أبو الوفاء بن عقيم) لما جلس إلى (علي بن الوليد) المعتزلي وقد جلس منه من أجل أن يسمع منه ما يقرره لمذهب الاعتزال لكي يرد عليه أصابه منه شىء وحمل عليه الحنابلة حملاٌ شديدا مما هو ذائع مشهور منشور
وما كان إلا من أثر المخُالطة وإلا من أثر النظر في كتب أهل البدع التي ينبغي أن تُحَرّق وأن تخرق وأن تُتلف ولا ضمان على من أتلفها أي لاعوض لا يُكلف بضمان ولا بعوض ...
التعديل الأخير تم بواسطة أبو هريرة موسى بختي ; 05 Nov 2017 الساعة 08:22 AM
|