منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18 Oct 2014, 09:35 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي منْ فضائلِ الصديقةِ بنتِ الصديقِ عائشةَ أمِّ المؤمنينَ رضيَ اللهُ عنهَا

منْ فضائلِ الصديقةِ بنتِ الصديقِ عائشةَ أمِّ المؤمنينَ رضيَ اللهُ عنهَا
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم على نبينا محمد، أفضل الأنبياء و المرسلين، و على آله الطاهرين، و صحبه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و بعد، فلا يخفى علينا ما وقع في هذه الأيام من حدث مؤسف مؤلم، حيث تجرأت امرأة سفيهة على الطعن في أحب الناس إلى نبينا صلى الله عليه و سلم، عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم، أم المؤمنين رضي الله عنها.
و هذا من تطور الوضع الشيعي في بلادنا من سيء إلى أسوأ، و الله المستعان، فعلينا الحذر و الاجتهاد أكثر لصد هذا الخبث الذي يحوم حولنا، و إلى الله المشتكى.
لذلك أحببت أن أكتب هذه الأسطر دفاعا عن أمنا، زوج نبينا صلى الله عليه و سلم، سائلا الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع مال و لا بنون.
عائشة رضي الله عنها ذات الفضائل العظيمة، و المكانة الرفيعة، و المناقب العالية، أحبها النبي صلى الله عليه و سلم و أمر بحبها، مات النبي صلى الله عليه و سلم بين سحرها و نحرها، و نزل الوحي في لحافها.
عائشة رضي الله عنها لها فضائل كثيرة عظيمة منها :
1 _ النبي صلى الله عليه و سلم يراها في المنام مرتين قبل أن يتزوجها :
_ روى البخاري في صحيحه، و ابن حبان في صحيحه و أحمد في المسند، و غيرهم، عن عائشة، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أريتك في المنام مرتين، إذا رجل يحملك في سرقة حرير، فيقول : هذه امرأتك، فأكشفُها فإذا هي أنت، فأقول : إن يكن هذا من عند الله يمضه".
2 _ زواج النبي صلى الله عليه و سلم بعائشة رضي الله عنها :
_ روى مسلم في صحيحه، عن عائشة، قالت : "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين"، قالت : "فقدمنا المدينة، فوعكت شهرا، فوفى شعري جميمة، فأتتني أم رومان، وأنا على أرجوحة، ومعي صواحبي، فصرخت بي فأتيتها، وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي، فأوقفتني على الباب، فقلت : هه هه، حتى ذهب نفسي، فأدخلتني بيتا، فإذا نسوة من الأنصار، فقلن : على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فغسلن رأسي وأصلحنني، فلم يرعني إلا و رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، فأسلمنني إليه".
3 _ عائشة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه و سلم في الدنيا و الآخرة :
_ روى ابن حبان في صحيحه و الترمذي في سننه، عن عائشة، قالت : جاء بي جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرقة حرير، فقال : "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة". صححه الألباني رحمه الله في "التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان"، و في الصحيحة (3011).
_ و لابن حبان، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة، قالت : فتكلمت أنا، فقال : "أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟" ، قلت : بلى والله، قال : "فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة". صححه الألباني رحمه الله.
_ و له أيضا عنها، أنها قالت : يا رسول الله، من أزواجك في الجنة؟ قال : "أما إنك منهن"، قالت : فخيل إلي أن ذاك أنه لم يتزوج بكرا غيري. صححه الألباني رحمه الله.
4 _ حرص النبي صلى الله عليه و سلم في مرض وفاته على بيت عائشة رضي الله عنها :
_ روى البخاري في صحيحه، عن الزبير بن العوام، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما كان في مرضه ، جعل يدور في نسائه ، ويقول : "أين أنا غدا ؟ أين أنا غدا؟" حرصا على بيت عائشة قالت عائشة : "فلما كان يومي سكن".
5 _ توفي النبي صلى الله عليه و سلم في بيتها، و في نوبتها، بيه سحرها و نحرها و جمع الله بين ريقها و ريقه :
_ روى البخاري في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها قالت : توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي نوبتي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه"، قالت : دخل عبد الرحمن بسواك، "فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فأخذته، فمضغته، ثم سننته به".
_ و له عنها أيضا، قالت : إن من نعم الله علي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته : دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت : آخذه لك؟ فأشار برأسه : "أن نعم " فتناولته، فاشتد عليه، وقلت : ألينه لك؟ فأشار برأسه : "أن نعم" فلينته، فأمره، وبين يديه ركوة أو علبة -يشك عمر- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول : "لا إله إلا الله، إن للموت سكرات" ثم نصب يده، فجعل يقول : "في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده.
6 _ نزل الوحي في لحافها رضي الله عنها :
_ روى البخاري في صحيحه، و الترمذي في سننه، عن الزبير بن العوام، قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة : فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن : يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان، أو حيث ما دار، قالت : فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت : فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال : "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
7 _ مثل النبي صلى اله عليه و سلم لعائشة رضي الله عنها :
_ روى النسائي في الكبرى، عن عائشة قالت : "فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان قد ألف ألف وقية" فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اسكتي يا عائشة، فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم له يحدث : "إن إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية، فتعاهدن لتخبرن كل امرأة بما في زوجها ولا تكذب" قيل : أنت يا فلانة قالت : "الليل ليل تهامة، لا حر، ولا برد ولا مخافة" قيل : أنت يا فلانة ، قالت : "الريح ريح الزرنب ، والمس مس أرنب، ونغلبه والناس يغلب" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "والله ما علمت إنه لرفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "نكحت مالكا، وما مالك له إبل كثيرات المسارح، قليلات المبارح، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "ذرني لا أذكره، إن أذكره أذكر عجره وبجره، أخشى أن لا أذره" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "لحم جمل غث، على جبل لا سمين فيرتقى عليه ولا بالسهل فينتقل" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "والله ما علمت إنه إذا دخل فهد، وإذا خرج فأسد" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "والله ما علمت أنه إذا أكل اقتف، وإذا شرب اشتف، وإذا ذبح اغتث، وإذا نام التف، ولا يدخل الكف، ليعلم البث" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "نكحت العشنق، إن أسكت أعلق، وإن أنطق أطلق" قيل : أنت يا فلانة، قالت : "عياياء، طباقاء كل داء له داء، شجك، أو فلك، أو جمع كلا لك" قيل أنت يا فلانة، قالت : "نكحت أبا زرع، فما أبو زرع؟ أناس أذني، وفرع فأخرج من شحم عضدي، فبجح نفسي فبجحت إلي، فوجدني في غنيمة بشق فجعلني بين جامل وصاهل وأطيط ودائس ومنق، فأنا أنام عنده فأتصبح، وأشرب فأتقمح، وأنطق فلا أقبح" ابن أبي زرع، وما ابن أبي زرع مضجعه مسل الشطبة، ويشبعه ذراع الجفرة، ابنة أبي زرع، وما ابنة أبي زرع ملء إزارها، وصفر ردائها، وزين أبيها، وزين أمها، وحير جارتها، جارية أبي زرع، وما جارية أبي زرع لا تخرج حديثنا تفتيشا، ولا تهلك ميرتنا تبثيثا، فخرج من عندي، والأوطاب تمخض، فإذا هو بأم غلامين كالصقرين، فتزوجها أبو زرع، وطلقني، فاستبدلت وكل بدل أعور، فنكحت شابا سريا، ركب شريا، وأخذ خطيا، وأعطاني نعما ثريا، وأعطاني من كل سائمة زوجا، وقال : "امتاري بهذا يا أم زرع، وميري أهلك، فجمعت ذلك كله فلم يملأ أصغر وعاء من أوعية أبي زرع" . قالت عائشة : قلت : يا رسول الله "بل أنت خير من أبي زرع". صححه الألباني رحمه الله في "مختصر الشمائل المحمدية" (رقم : 215).
8 _ عائشة أحب الناس إلى نبينا صلى الله عليه و سلم :
_روى الترمذي في سننه، عن عمرو بن العاص أنه، قال : يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال : "عائشة". قال : من الرجال؟ قال : "أبوها". صححه الألباني رحمه الله.
9 _ عائشة رضي الله عنها من فقهاء الصحابة :
_ روى الترمذي في سننه، عن أبي موسى قال : ما أشكل علينا –أصحابَ رسول الله صلى الله عليه و سلم- حديث قط، فسألنا عائشة؛ فوجدنا عندها منه علما. صححه الألباني برحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في المشكاة (6185).
10 _ عائشة رضي الله عنها من فصحاء الصحابة :
_ روى الترمذي في سننه، عن موسى بن طلحة ، قال : "ما رأيت أحدا أفصح من عائشة". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في المشكاة (6186).
11 _ جبريل عليه السلام يقرئ عائشة السلام :
_ روى البخاري في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لها : "يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام"، فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى، تريد النبي صلى الله عليه وسلم.
12 _ فضل عائشة رضي الله عنها على سائر النساء :
_ روى الشيخان، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء : إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
13 _ النبي صلى الله عليه و سلم يدعو الله أن يغفر لعائشة ما تقدم و ما تأخر من ذنوبها :
_ روى ابن حبان في صحيحه، عن عائشة، أنها قالت : لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس، قلت : يا رسول الله، ادع الله لي، فقال : "اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، ما أسرت وما أعلنت"، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيسرك دعائي؟"، فقالت : وما لي لا يسرني دعاؤك فقال صلى الله عليه وسلم : "والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة". حسنه الألباني رحمه الله في "التعليقات الحسان" و في الصحيحة (2254).
14 _ كناها النبي صلى الله عليه و سلم بأم عبد الله :
_ روى ابن ماجة في سننه، عن عائشة، أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : كل أزواجك كنيته غيري قال : "فأنت أم عبد الله". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجة، و في الصحيحة (132).
_ و روى أبو داود في سننه، عنها قالت : يا رسول الله، كل صواحبي لهنّ كنى، قال : "فاكتني بابنك عبد الله" يعني ابن اختها قال مسدد : عبد الله بن الزبير، قال : فكانت تكنى بأم عبد الله. صححه الألباني رحمه الله.
15 _ النبي صلى الله عليه و سلم يعلم رضاها من غضبها :
_ روى الشيخان في صحيحيهما، عن عائشة رضي الله عنها، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى "قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك؟ فقال : "أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين : لا ورب محمد، وإذا كنت علي غضبى، قلت : لا ورب إبراهيم" قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك.
16 _ حادثة الإفك، و إنزال الله تعالى براءة عائشة رضي الله عنها :
_ روى البخاري و مسلم، و غيرهما، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله منه، قال الزهري : وكلهم حدثني طائفة من حديثها، وبعضهم أوعى من بعض، وأثبت له اقتصاصا، وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة، وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن عائشة، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها، خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزاة غزاها، فخرج سهمي، فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج، وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك، وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فرجعت، فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه، فأقبل الذين يرحلون لي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم، وإنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج، فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فأممت منزلي الذي كنت به، فظننت أنهم سيفقدونني، فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي، فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ يدها، فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك، ويريبني في وجعي، أني لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض، إنما يدخل فيسلم، ثم يقول : " كيف تيكم"، لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت، فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع متبرزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه، فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي، فعثرت في مرطها، فقالت : تعس مسطح، فقلت لها : بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا، فقالت : يا هنتاه، ألم تسمعي ما قالوا؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم فقال : " كيف تيكم" ، فقلت : ائذن لي إلى أبوي، قالت : وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت أبوي فقلت لأمي : ما يتحدث به الناس؟ فقالت : يا بنية هوني على نفسك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر، إلا أكثرن عليها، فقلت : سبحان الله، ولقد يتحدث الناس بهذا، قالت : فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي، يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة، فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال أسامة : أهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلا خيرا، وأما علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ، فقال : "يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك؟" ، فقالت بريرة : لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها قط، أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن العجين، فتأتي الداجن فتأكله، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه، فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي"، فقام سعد بن معاذ، فقال : يا رسول الله، أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا، ففعلنا فيه أمرك ، فقام سعد بن عبادة -وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية- فقال : كذبت لعمر الله، لا تقتله، ولا تقدر على ذلك، فقام أسيد بن حضير فقال : كذبت لعمر الله، والله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس، والخزرج حتى هموا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فنزل، فخفضهم حتى سكتوا، وسكت وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي، وقد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي، قالت : فبينا هما جالسان عندي، وأنا أبكي، إذ استأذنت امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء، قالت : فتشهد ثم قال : "يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب تاب الله عليه" ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته، قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، وقلت لأبي : أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت : وأنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيرا من القرآن، فقلت : إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس، ووقر في أنفسكم وصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة، والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة لتصدقني، والله ما أجد لي ولكم مثلا، إلا أبا يوسف إذ قال : {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}،ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله، فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه الوحي، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات، فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها، أن قال لي : "يا عائشة احمدي الله، فقد برأك الله"، فقالت لي أمي : قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : لا والله، لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله، فأنزل الله تعالى : {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} الآيات ، فلما أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه : والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة، فأنزل الله تعالى : {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا إلى قوله غفور رحيم} فقال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال : "يا زينب، ما علمت ما رأيت"، فقالت : يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيرا، قالت : وهي التي كانت تساميني، فعصمها الله بالورع.
17 _ أمر النبي صلى الله عليه و سلم بمحبة عائشة رضي الله عنها :
_ روى ابن حبان في صحيحه، عن عائشة، قالت : اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلن فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن لها : قولي له : إن نساءك قد اجتمعن إلي وهن يسألنك العدل في بنت أبي قحافة، قالت عائشة : فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو معي في مرط، فقالت له : إن نساءك أرسلنني إليك وقد اجتمعن وهن ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة، فقال صلى الله عليه وسلم : "أتحبيني؟"، قالت : نعم، قال : "فأحبيها"، فرجعت إليهن فأخبرتهن بما قال لها، فقلن : إنك لم تصنعي شيئا، فارجعي إليه، فقالت : لا، والله لا أرجع إليه فيها أبدا وكانت بنت أبيها حقا، فأرسلن زينب بنت جحش، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة، ثم أقبلت علي فشتمتني، فسكت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنظر إلى طرفه هل يأذن لي أن أنتصر منها، فلم يتكلم فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها، فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنها بنت أبي بكر"، قالت عائشة : ولم أر "امرأة قط أكثر خيرا، وأكثر صدقة، وأوصل للرحم، وأبذل لنفسها في شيء تتقرب به إلى الله جل وعلا من زينب ما عدا سورة من غرب حدة كان فيها يوشك منها الفيئة". صححه الألباني رحمه الله.
18 _ جبريل عليه السلام لا يدخل بيت النبي صلى الله عليه و سلم إذا وضعت عائشة ثيابها :
_ روى ابن حبان في صحيحه، عن عائشة قالت : ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم، قلنا : بلى، قالت : لما كان ليلتي انقلب صلى الله عليه وسلم، فوضع نعليه عن رجليه ووضع رداءه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب، فخرج وأجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي، ثم تقنعت بإزاري، فانطلقت في إثره حتى أتى البقيع، فرفع يديه ثلاث مرات فأطال القيام، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت دخل، فقال : "ما لك يا عائشة؟" ، قلت : لا شيء، قال : "لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير" ، قلت : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر، قال : "أنت السواد الذي رأيت أمامي؟" قلت : نعم، قالت : فلهز في صدري لهزة أوجعتني، ثم قال : "أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله"، قالت : فقلت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال : "فإن جبريل صلوات الله عليه أتاني حين رأيت ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، فناداني فأخفى منك، فأجبته فأخفيته منك، وظننت أنك قد رقدت، وكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم"، قلت : كيف يا رسول الله؟ قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين المسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون". صححه الألباني رحمه الله.
19 _ مكثت عند نبينا صلى الله عليه و سلم تسع سنين :
_ روى البخاري –واللفظ له- و ابن حبان و غيرهما، عن عائشة رضي الله عنها : "أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين، وأدخلت عليه وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعا".
20 _ وفاة عائشة رضي الله عنها :
_ روى البخاري في صحيحه، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال : "يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر".
و الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
كتبه : يوسف صفصاف
23 ذو الحجة 1435 ه
19 أكتوبر 2014 م
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, صحابة, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013