منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06 Nov 2017, 05:29 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي تأملات في حديث: (لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم)

الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
ففي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال: يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) البخاري3641 ومسلم 1037.

لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الطائفة المنصورة والفرقة الناجية أكرمهم الله بالثبات على الدين،والنصرة على أعدائهم،وأنه لا يضرهم من خذلهم فترك معاونتهم ونصرتهم على أعدائهم،ولا من خالفهم وعاداهم من أعداء الله سبحانه وتعالى، قال الملا علي القاري في المرقاة شرح المشكاة11/416: (" لَا يَضُرُّهُمْ ") ، أَيْ: لَا يَضُرُّ دِينَهُمْ وَأَمْرَهُمْ (" مَنْ خَذَلَهُمْ ") ، أَيْ: مَنْ تَرَكَ عَوْنَهُمْ وَنَصْرَهُمْ، بَلْ ضَرَّ نَفْسَهُ وَظَلَمَ عَلَيْهَا بِإِسَاءَتِهَا (" وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ ") ، أَيْ: لَمْ يُوَافِقْهُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ (" حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ") ، أَيْ: مَوْتُهُمْ أَوِ انْقِضَاءُ عَهْدِهِمْ (" وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ") . أَيْ عَلَى الْقِيَامِ بِأَمْرِهِ)

وقال السندي في حاشيته على ابن ماجه 1/7:( (مَنْ خَذَلَهُمْ) أَيْ لَمْ يُعَاوِنْهُمْ وَلَمْ يَنْصُرْهُمْ مِنَ الْخَلْقِ فَإِنَّهُمْ مَنْصُورُونَ بِاللَّهِ لِمَا فِيهِمْ مِنَ الْخَيْرِ {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] أَيْ فَلَا يَضُرُّهُمْ عَدَمُ نَصْرِ الْغَيْرِ)

لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم صنفين من الناس مع أهل الحق،صنف خالفهم مخالفة وعاداهم،وصنف خذلهم فلم يقم بنصرتهم على أعدائهم،وتأمل كيف قدم النبي صلى الله عليه وسلم المخذلين لعظيم ضررهم،وعدم وقوفهم بجنب إخوانهم في محاربتهم لأعداء دين الله جل وعلا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في مجموع الفتاوى28/229:( فهذه الفتنة قد تفرق الناس فيها ثلاث فرق: الطائفة المنصورة، وهم المجاهدون لهؤلاء القوم المفسدين. والطائفة المخالفة، وهم هؤلاء القوم، ومن تحيز إليهم من خبالة المنتسبين إلى الإسلام. والطائفة المخذلة، وهم القاعدون عن جهادهم؛ وإن كانوا صحيحي الإسلام. فلينظر الرجل أيكون من الطائفة المنصورة أم من الخاذلة أم من المخالفة؟فما بقي قسم رابع) ولا شك أن الجهاد كما يكون بالسيف والسنان يكون أيضا بالحجة والبرهان،مقارعة لأهل الباطل والبدع والأهواء،وكما دخل التخاذل في الجهاد بالسيف،فكذلك دخل التخاذل أيضا في باب الدعوة إلى الله، والموقف من المخالفين،وقد رفع أهل السنة راية مقارعة المبطلين،بكشفهم وفضحهم، وبيان حالهم،ولا سيما في هذا العصر الأخير حين ظهرت الجماعات المعاصرة من إخوان مفلسين،وقطبيين وسروريين وجماعة التبليغ وغيرها من النحل التي نصح أهل الحق الناس بتركها والبعد عنها،وقد ظهر من يخذل أهل السنة في هذا الجهاد،وفي هذه المقاومة الشرسة لأهل الباطل،وصور ذلك في الواقع كثيرة أذكر بعضها حتى يحذر المرء منها،ويحذر من أهلها مهما تزيوا بزي العلم فهم والله غشاشون للناس تاركون للصدق والديانة:

-فمن صور التخذيل: التخذيل عن أهل الحق العلماء الأكابر والدعاة الصادقين،الذين انبروا لهذه الفتن نصرة لدين الله،وردا على المبطلين،فتراهم يزهدون الشباب في هؤلاء الأكابر أمثال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-، والشيخ العلامة زيد بن هادي-رحمه الله- وأحمد بن يحيى النجمي_رحمه الله- الذين عرفوا بالصدع بالحق فيما يتعلق بأهل الباطل،فتجد المخذل يزهد الشباب فيهم وفي مواقفهم البطولية،بل يصورهم على أنهم ليسوا بذاك المستوى الكبير في هذا الدفاع عن دين الله، وقد يرميهم بغير هذا،ومن تخذيله أنه يخذل عن الدعاة الذين يتكلمون في المسائل المنهجية ويبينون الحق للناس بطرق خفية ماكرة والله المستعان.

-ومن صور التخذيل تخذيل الشباب عن المسائل المنهجية، والكلام فيها، وبيان الحق فيها، ومعرفة أصول المنهج السلفي بقواعده وأصوله،ومن ذلكم ما يتعلق بالموقف من المخالف وبيان دخن الجماعات المنحرفة،فترى المخذل يحول بين الشباب وبين العلم العظيم الذي هو الجرح والتعديل مظهرا لهم أنه من الفتن التي لا يخاض فيها وتترك لأهلها.

-ومن صور التخذيل عدم الكشف والبيان عن المنحرفين المبطلين الذين يفتنون الناس ولا سيما المنتسبين للمنهج السلفي،فعدم بيان هؤلاء يجعل الناس في حيرة من أمرهم،ويقبلون عليه وهو على باطل،بل ترى المخذل يغضب لذلك شديدا إذا سئل عن أمثال هؤلاء،بل قد تراه ينصح به ويثني عليه.


-ومن صور التخذيل التهوين من المسائل المنتقدة على أحد المخالفين،فتراه يصول ويجول في الثناء على ذلك الشخص مهما عرضت عليه أخطاؤه بحجة الترفق واللين وأنه خير من غيره،مع كون ذلك المخالف لعّاب صاحب هوى،ليس المجال في التعامل معه بالرفق،بل التعامل معه يكون بالشدة حتى يرجع ويؤوب ويصلح من حاله،أو يكفي الناس من شره.
هذه بعض صور التخاذل التي يعاني منها أهل السنة في كفاحهم وجهادهم،أسال الله أن يبصرنا بالحق وأن يجعلنا متمسكين به إنه سميع مجيب.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسن نسيم ; 06 Nov 2017 الساعة 05:32 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013