منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Oct 2017, 08:36 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [بمناسبة معرض الكتاب] من باع ما يملك لشراء الكتب.


[بمناسبة معرض الكتاب] من باع ما يملك لشراء الكتب.


قال العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- «وننصح طلبة العلم أنْ يحرصوا على اقتناء الكتب، حتى لو باع أحدهم سيارته، ولو باع أحدهم عمامته، من أجل أن يشتري كتاباً، الكتاب الواحد يساوي الدنيا».[قمع المعاند، للشيخ مقبل-رحمه الله-،ص 495].



الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فإن الكتب منافعها عميمة، ومفاخرها عظيمة، وهي أكرم مال، وأنفس جمال، والكتاب آمن جليس، وآسر أنيس، وأسلم نديم، وأفصح كليم، من استوحش من الخليط والمعاشر جعل أنسه في الدفاتر، لأنها ألسن ناطقة، وعيون رامقة.

«والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجود بيانك، وفخم ألفاظك، وبجح نفسك، وعمر صدرك، ومنحك تعظيم العوام وصداقة الملوك». [الحيوان، للجاحظ. رحمه الله، (1/50)]

وقد اختلفت أحوال العلماء مع كتبهم، وتواترت قصص الكُتاب مع صحفهم، حتى نقلوا في ذلك عجائب الروايات، وقيدوا لنا نوادر الحكايات، ولا زال التاريخ المعاصر يسجل أروع الوقفات وأحسن المحطات، مما يجعل المرء يُعذر في جمعها والإحاطة بها، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق كما يقولون.

ولعله يحسن في هذا المقام أن أذكر مقدمة حافلة حوت دررا من أخبار الكُتاب والصحفيين، والنُساخ والوراقين، شريفة الجوهر، كريمة العنصر ، يطرب بسماعها الثكلان، وينشط لقراءتها الكسلان، كأن نظمها السكر المذاب، بل رشف الثنايا العُذاب.

فمن العلماء من كان شغوفا بجمع الكتب، فهذا ابن الأثير –رحمه الله- يذكر عن أبي القاسم الصاحب بن عباد أنه «جمع من الكتب ما لم يجمعه غيره، حتى إنه كان يحتاج في نقلها إلى أربعمئة جمل».[الكامل في التاريخ، لابن الأثير-رحمه الله-، (7/471)].

ومنهم من تُسر نفسه بمطالعة الكتب فتقوى الطبيعة حتى تدفع المرض، كما حكى ابن القيم الجوزية عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما االله- أنه قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض؟ فقال: بلى فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا أو كما قال. [روضة المحبين ونزهة المشتاقين، لابن القيم رحمه الله، ص 109].

ومنهم من كان لا يدع النظر والقراءة إلا يسيرا، كما ذكر الذهبي –رحمه الله- عن حفيد العلامة ابن رشد أبو الوليد محمد بن أحمد القرطبي –رحمهما الله- أنه لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا وَكَانَ على شرفه أَشد النَّاس تواضعا وأخفضهم جنَاحا وعنى بِالْعلمِ من صغره إِلَى كبره حَتَّى حُكيَ عَنهُ أَنه لم يدع النّظر وَلَا الْقِرَاءَة مُنْذُ عقل إِلَّا لَيْلَة وَفَاة أَبِيه وَلَيْلَة بنائِهِ على أَهله. [تاريخ الإسلام، للذهبي رحمه الله، (12/1039) الشاملة].

ومنهم من كان لا يفارقه كتابه، كما حكى الجاحظ عن الحسن الؤلؤي –رحمههما الله- أنه قال: غَبَرَتْ-مكثت- أربعين عامًا ما قِلْتُ ولا بِتُّ ولا اتكأتُ إلا والكتابُ موضوعٌ على صدري. [الحيوان، للجاحظ رحمه الله، (1/51)].

ومنهم من كان ينظر ساعة بعد ساعة كم بقي من ورقه مخافة استنفاده، وانقطاع المادة من قلبه، كما نقل الجاحظ عن علي بن الجهم قوله: إذا استحسنت كتاباً واستجدته، ورجوت منه الفائدةً ورأيت ذلك فيه، فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقه، مخافة استنفاده، وانقطاع المادة من قلبه، وإن كان المصحف عظيم الحجم، كثير الورق، كثير العدد، فقد تم عيشي وكمل سروري. [الحيوان، للجاحظ رحمه الله، (1/52)].

وذُكر عنه أيضا أنه كان يتناول الكتاب ليطرد النوم عنه، حيث يقول: إذا غشيني النعاس في غير وقت النوم تناولت كتاباً فأجد اهتزازي فيه من الفوائد والأريحية التي تعتادني وتعتريني من سرور الاستنباه وعز التبيين أشد إيقاظاً من نهيق الحمار وهدة الهدم. [المحاسن والمساوئ، لابراهيم بن محمد البيهقي رحمه الله، ص8].

ومنهم من كان يكثر من تكرار كتاب بعينه، فهذا ابن بشكوال يذكر عن ابن عطية الغرناطي الحافظ« كان حافظا للحديث وطرقه وعلله عارفاً بأسماء رجاله ونقلته، ذاكراً لمتونه ومعانيه. قرأت بخطّ بعض أصحابي أنه كرر " صحيح البخاري " سبع مئة مرّة. ». [العبر في خبر من غبر، للذهبي-رحمه الله-، (2/411)].

حتى إن الإمام الفقيه أبو محمد عبدالله بن إسحاق المعروف بابن التبان قال عن نفسه: «كنت في أول ابتدائي أدرس الليل كله، فكانت أمي تنهاني عن القراءة بالليل، فكنت آخذ المصباح فأجعله تحت الجفنة، وأتعمد النوم، فإذا رقدت أخرجت المصباح وأقبلت على الدرس، وكان كثير الدرس ذكر أنه درس كتابا ألف مرة ». [ترتيب المدارك، للقاضي عياض-رحمه الله-، (6/249)].

ومنهم من بلغ الغاية في سرعة حفظه لكتابه، فهذا أحمد بن محمد بن هاني الطَّائِيُّ الْأَثْرَمُ تِلْمِيذُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ «وكان صَادِقًا قَوِيَّ الذَّاكِرَةِ، كَانَ ابْنُ مَعِينٍ يَقُولُ عَنْهُ: كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْهِ ،... وكان حافظا جِنِّيًّا لِسُرْعَةِ فَهْمِهِ وحفظه». [البداية والنهاية، لابن كثير-رحمه الله-، (11/108)].

وفي (سير أعلام النبلاء (7/580) الشاملة) قال الذهبي –رحمه الله-: قَالَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ الثَّوْرِيُّ البَصْرَةَ، قَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! جِئنِي بِإِنْسَانٍ أُذَاكِرُهُ. فَأَتَيْتُهُ بِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، فَذَاكَرَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَ: قُلْتُ لَكَ: جِئنِي بِإِنْسَانٍ، جِئْتَنِي بِشَيْطَانٍ -يَعْنِي: بَهَرَهُ حِفْظُهُ.

ومنهم من كان يحمل معه كتبه في سفره أينما ذهب، كما حصل لإسحاق ابن ميمون الموصلي النديم حيث قال الأصمعي:
«خرجت مَعَ الرشيد إِلَى الرّقة فَلَقِيت إِسْحَاق فَقلت لَهُ هَل حملت شَيْئا من كتبك فَقَالَ حملت مَا خف فَقلت كم مِقْدَاره قَالَ ثَمَانِيَة عشر صندوقاً فعجبت وَقلت إِذا كَانَ هَذَا مَا خفّ فَكيف يكون مَا ثقل فَقَالَ أَضْعَاف ذَلِك». [الوافي بالوفيات، للصفدي-رحمه الله-، (8/254)، الشاملة].

ومنهم من تزوج امرأة من أجل الكتب، وفي هذا ذكر الذهبي –رحمه الله- أن «إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه تَزَوَّجَ بِامْرَأَةِ رَجُلٍ كَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ الشَّافِعِيِّ مَاتَ، لَمْ يَتَزَوَّجْ بِهَا إلَّا لِلْكُتُبِ. ».[السير، للذهبي-رحمه الله-، (8/266)، الشاملة].

ومنهم من تعذله امرأته في شراء الكتب فيقول لها:

وقائلةٍ أنفقتَ في الكُتْبِ ما حَوَت ::: يمينُك من مالٍ فقلتُ: دعيني
لعلِّي أرى فيها كتابًا يَدُلُّني ::: لأخْذِ كتابي آمِنًا بيميني


ومنهم من تغار زوجته عليه فلا تجد شيئا يغيظه وأمرا يحنقه غير إحراق كتابه، فهذا الليث بن المظفر صاحب الخليل بن أحمد، وكان الخليل منقطعا إلى الليث، فلما صنف كتابه العين، خصه به فحضي عنده جدا، ووقع منه موقعا عظيما، ووهب له مائة ألف، وأقبل على حفظه وملازمته فحفظ منه النصف، واتفق أنه اشترى جارية نفيسة، فغارت ابنة عمه وقالت: والله لأغيظنه وإن غظته في المال لا يبالي، ولكني أراه مُكبا ليله ونهاره على هذا الكتاب، والله لأفجعنه به فأحرقته، فلما علم اشتد أسفه، ولم يكن عند غيره منه نسخة، وكان الخليل قد مات. [المزهر في علوم اللغة ، للسيوطي-رحمه الله-، (1/62)].

ومنهم من ولد في المكتبة فكان يلقب بابن الكتب وبأبي الكتب، وقد قال الزركلي في الأعلام في ترجمة السيوطي –رحمهما الله- : «قرأت في كتاب «المنح البادية» أنه كان يلقب بابن الكتب، لأن أباه طلب من أمه أن تأتيه بكتاب، ففاجئها المخاض، فولدته وهي بين الكتب».[الأعلام، للزركلي-رحمه الله-، (3/301)، الشاملة].
وأما تلقيبه بأبي الكتب فلأنه ألف في شتى العلوم حتى بلغت مؤلفاته أكثر من خمسة آلاف عنوان.

ومنهم من يكون إهداء الكتب عنده من أنفس الهدايا، فعن الجاحظ قال: أردت الخروج مع محمد بن عبد الملك ففكرت في شيء أهديه له، فلم أجد شيئاً أشرف من كتاب سيبويه. فقلت له: أردت أن أهدي لك شيئاً ففكرت فإذا كل شيء عندك فلم أر أشرف من هذا الكتاب، وهذا كتاب اشتريته ما من ميراث الفراء، فقال: والله أهديت إلى شيئاً أحب إليّ منه. [تاريخ بغداد، للخطيب -رحمه الله- (12/ 196)].

ومنهم من يصنف كتابه وهو ينتقل في ميادين القتال، فهذا الحسين بن الإمام القاسم الزيدي «يصنف كتبه وهو يتنقل في ميادين القتال، يقود الجيوش، ويحاصر الأتراك، ويشن عليهم الغارات. ».[الأعلام، للزركلي-رحمه الله-، (2/252)].

ومنهم من دفن كتبه لأنه حمله على كتابتها شهوة الحديث، فقد ذكر ابن الملقن عن سفيان الثوري –رحمهما الله- أنه أوصى بدفن كتبه(قال الشيخ محمد بازمول حفظه الله في خبر الكتاب ص 115: والمراد بكتبهم هنا: أصول سماعاتهم من المشايخ)، وكان ندم على أشياء كتبها عن الضعفاء، وقال: " حملني عليها شهوة الحديث "[طبقات الأولياء، لابن الملقن رحمه الله، ص32].

ومنهم من دفن كتبه لأنه ألفها على نية التفوق على الأقران، وهذا صنيع العلامة المفسر الأصولي الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله- حيث جاء في ترجمته أنه ألف قبل بلوغه نظما في أنساب العرب يقول في مطلعه:
سَمَّيْتُهُ بِخَالِصِ الْجُمَانِ ::: فِي ذِكْرِ أَنْسَابِ بَنِي عَدْنَانَ
وَبَعْدَ الْبُلُوغِ دَفَنَهُ قَالَ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى نِيَّةِ التَّفَوُّقِ عَلَى الْأَقْرَانِ، وَقَدْ لَامَهُ مَشَايِخُهُ عَلَى دَفْنِهِ وَقَالُوا: كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ تَحْوِيلُ النِّيَّةِ وَتَحْسِينُهَا. [منسك الإمام الشنقيطي، لعبدالله الطيار وعبدالعزيز الحجلان، ص32].

ومنهم من «طرح كتبه في البحر، وقال يناجيها: نعم الدليل كنت، والوقوف مع الدليل بعد الوصول، عناء وذهول، وبلاء وخمول.
وهذا يوسف بن أسباط، حمل كتبه إلى غار في جبل، وطرحها فيه وسد بابه، فلما عوتب على ذلك قال: دلنا على العلم في الأول، ثم كاد يضلنا في الثاني، فهجرناه لوجه من وصلناه، وكرهناه من أجل من أردناه.
وهذا أبو سليمان الداراني، جمع كتبه في تنور وسجرها بالنار، ثم قال: والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك.
وهذا سفيان الثوري مزق ألف جزء، وطيرها في الريح، وقال: ليت يدي قُطعت من هاهنا، بل من هاهنا، ولم أكتب حرفا».[معجم الأدباء،لياقوت الحموي، (5/1931)].

ومنهم من كان يفدي كتبه بأهله وماله، كما ذكر ابن عبدالبر –رحمه الله- عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أُحْرِقَتْ كُتُبُهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَكَانَ يَقُولُ: §«وَدِدْتُ لَوْ أَنَّ عِنْدِي كُتُبِي بِأَهْلِي وَمَالِي. [جامع بيان العلم وفضله، لابن عبدالبر –رحمه الله-، (1/326)].

ومنهم من بقي أمدا لا يكلم أحدا حزنا وهما وذهولا وتحيرا على احتراق كتبه، كما وقع لأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي لما احترقت كتبه جراء حريق كان بمدينة السلام فاغتم لذلك حتى قال: بقيت شهرين لا أكلّم أحدا حزنا وهمّا، وانحدرت إلى البصرة لغلبة الفكر عليّ، وأقمت مدة ذاهلا متحيرا. [معجم الأدباء ، لياقوت الحموي–رحمه الله-، (2/819)].

ومنهم من احترقت داره فأكرمه الله بحفظ كتبه لأنها كانت مضبوطة متقنة، كما جرى لأبي جعفر أحمد بن محمد المعروف بابن ميمون الطليطلي-رحمه الله-،فإنه كان قد جمع من الكتب كثيرا في كل فن، وكانت جلها بخط يده، وكانت منتخبة مضبوطة صحاحا أمهات لا يدع فيها شبهة مهملة، وقلما يجوز فيها عليه خطأ ولا وهم.
قال ابن مظاهر: سمعت جُماهر بن عبدالرحمن يقول: إن وقت وقوع الناس في أسواق طليطلة واحتراقها كانت دار أحمد بن محمد هذا في الفرائين فاحترقت الدار، إلا البيت التي كانت فيه كتب أحمد، وكان ذلك الوقت في الرباط، وعجب الناس من ذلك، وكانوا يقصدون البيت وينظرون فيه. [الصلة، لابن بشكوال، (1/53) ].

ومنهم من تزامن فقده لكتبه مع فقده لولده، فكان فقده لكتبه أشد عليه من فقده لولده، وهو علامة الجزيرة في الأنساب الشيخ حمد الجاسر، حيث احترقت كتبه في بيروت، وتزامن احتراق مكتبته مع وفاة ابنه محمد في حادث سقوط طائرته المتجهة إلى هولندا، فقال الشيخ حمد الجاسر-رحمه الله- في محاضرة عامة: لفقد كتبي أشد علي من فقد ولدي. [علماء احترقت كتبهم، لأحمد الباتلي، ص 18].

ومنهم تدعوه الحاجة لبيع كتاب له في غاية الجودة، فيضع فيها أبياتا مزجت عند كتابتها بدم القلب ودمع العين وعرق الجبين، ويشاء الله أن يطلع عليها المشتري فتبلغ منه مبلغا عظيما، فيعيد له الكتاب ويهديه مالا عاجلا، وفي هذا نقل السيوطي في حاشية بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ص78 ما يلي:
حكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي أن أبا الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك الفالي الأديب كانت له نسخة بكتاب «الجمهرة» لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها فباعها واشتراها الشريف المرتضى أبو القاسم بستين دينارا، وتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط بائعها أبي الحسن الفالي، وهي:
أنست بها عشرين عاما وبعتها ::: لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ::: ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية ::: صغار عليهم تستهل شؤوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرة ::: مقالة مكوي الفؤاد حزين
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ::: كرائم من رب بهن ضنين
قال السيوطي معلقا: فأرسلها الذي اشتراها وأرسل معها أربعين دينارا أخرى، رحمهم الله.

ومنهم من يضيق عليه الحال ويسوء به المآل، حتى يضطر لبيع كتبه وعيناه تذرفان بالدموع، كالمفارق لأهله الأعزاء، والمفجوع بأحبابه الأوداء، ويحكي عنه ياقوت الحموي-رحمه الله- فيقول في (معجم الأدباء، (3/1013)) : «كان الحسن بن محمد بن محمود، أبو سعد بن أبي المعالي الكاتب من الأدباء العلماء ... وكان من المحبين للكتب واقتناءها، والمبالغين في تحصيلها وشرائها، وحصل له من أصولها المتقنة وأمهاتها المعينة، ما لم يحصل أحد للكثير، ثم تقاعد به الدهر وبطل عن العمل، فرأيته يخرجها ويبيعها وعيناه تذرفان بالدموع، كالمفارق لأهله الأعزاء، والمفجوع بأحبابه الأوداء، فقلت له: هون عليك –أدام الله أيامك- فإن الدهر ذو دول، وقد يسعف الزمان ويساعد، وترجع دولة العز وتعاود، فتستخلف ما هو أحسن منها وأجود، فقال: حسبك يا بني: هذه نتيجة خمسين سنة من العمر أنفقتها في تحصيلها، وهب أن المال يتيسر، والأجل يتأخر – وهيهات- فحينئذ لا أحصل من جمعها بعد ذلك إلا على الفراق، الذي ليس بعده تلاق، وأنشد بلسان الحال:

هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه ::: وأعقب بالحسنى وفك من الأسر
فمن لي بأيام الشباب التي مضت ::: ومن لي بما قد مر في البؤس من عمري؟»


ومنهم من يبيع كتابه ظانا أنه لا يحتاج إليه، فتمر عليه الأيام ويجول في خاطره أمر كان في ذلك الكتاب فيطلبه في جميع كتبه ولا يجده فيشد قلقه ويطول أرقه، «كما حكي عن بعض العلماء، قال:
بعت في بعض الأيام كتابا ظننت أني لا أحتاج إليه، فلما كان ذات يوم هجس في صدري شيئ كان في ذلك الكتاب فطلبته في جميع كتبي، فلم أجده، فاعتمدت أن أسأل عنه عالما عند الصباح، فمازلت قائما على رجلي إلى الصباح، قيل: فهلا قعدت؟ قال: لطول أرقي وشدة قلقي». [تقييد العلم، للخطيب-رحمه الله-، ص 176].

ومنهم من عمي في معالجة كتبه لما غرقت، وفي هذا ترجم الزركلي لسعيد بن المبارك الأنصاري البغدادي المعروف بابن الدهان فقال: « تصانيفه كثرة وكان قد أبقاها في بغداد، فطغى عليها سيل، فأرسل من يأتيه بها إلى الموصل، فحملت إليه وقد أصابها الماء، فأشير عليه أن يبخرها ببخور، فأحرق لها قسما كبيرا أثر في عينيه فعمي». [الأعلام، للزركلي-رحمه الله-، (3/100)].

ومنهم من مات بسبب الكتب، فقد روي أن سبب موت الجاحظ «كان بوقوع مجلدات عليه، وكان من عادته أن يصفها قائمة كالحائط، محيطة به، وهو جالس إِليها، وكان عليلاً فسقطت عليه فقتلته». [المختصر في أخبار البشر، للملك المؤيد-رحمه الله-، (2/47)].

ومنهم من ينتهي من تأليف كتابه فيولم له، فقد ذكر الصفدي –رحمه الله- أن أبا مسلم الكجي «كَانَ يملي برحبة غَسَّان ويملي على سَبْعَة مستملين كل وَاحِد مِنْهُم يبلغ الَّذِي خَلفه وَيكْتب النَّاس عَنهُ قيَاما بِأَيْدِيهِم المحابر فَكَانَ فِي مَجْلِسه نَيف وَأَرْبَعُونَ ألف محبرة سوى النظارة كَذَا قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة وَاتَّفَقُوا على صدقه وثقته وَكَانَ قد نذر إِذا حدث يتَصَدَّق بِأَلف دِينَار فَلَمَّا فرغوا من سَماع السّنَن عَلَيْهِ عمل مأدبة للمحدثين أنْفق فِيهَا ألف دِينَار وَقَالَ شهِدت الْيَوْم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقبل قولي وَلَو شهِدت وحدي على دستجة بقلٍ احتجت إِلَى شَاهد آخر يشْهد معي أَفلا أصنع شكرا لله تَعَالَى». [الوافي بالوفيات، للصفدي-رحمه الله-، (6/22)، الشاملة].

ومنهم من يؤلف كتابا فتخترمه المنية قبل تمامه فيكمله ابنه، كما حصل لأحمد بن عبدالرحمن بن الصقر الأنصاري حيث «ولي القضاء بغرناطة ثم بإشبيلية. ودخل مراكش ومعه خمسة احمال من الكتب فتولى خدمة الخزانة العلمية،وكانت من الخطط التي لا يعين لها إلا أكابر أهل العلم. وصنف (أنوار الأفكار فيمن دخل جزيرة الأندلس من الأبرار) ومات قبل إتمامه، فأكمله ابن له اسمه عبد الله». [الأعلام، للزركلي-رحمه الله-، (1/146)].

إلا أن الغريب في هذا المقام ما حصل لقاسم بن ثابت السرقسطي العوفي، وذلك حين «ألَّفَ قاسم كِتاباً في شَرْحِ الحدِيث، سَمَّاه: كِتَاب الدَّلاَئل؛ بَلَغ فيه الغَاية من الإتْقَانِ؛ وماتَ قَبْل إكماله فَأَكمَلَهُ أبُوه ثَابِتٌ بَعْده». [تاريخ علماء الأندلس، لابن الفرضي-رحمه الله-، (1/403)].

ومنهم من يموت فيجتمع الناس لبيع كتبه فيمكثون عاما كاملا في ذلك، كما وقع لعبدالرحمن بن محمد بن فطيس حيث ذكر ابن بشكوال «أن أهل قرطبة اجتمعوا لبيع كتبه مدة عام كامل في مسجده في الفتنة في الغلاء، وأنه اجتمع فيها من الثمن أربعون ألف دينار قاسمية». [الصلة، لابن بشكوال-رحمه الله-، (1/468)].

ومنهن من يكون بيع مكتبة زوجها المتوفى أشد عليها من ذهاب صاحبها، فهذه الزوجة الفاضلة الكريمة زوج شيخ العربية في عصرنا محمود شاكر –رحمه الله- تسجل لنا موقفا نادرا يقول من كان شاهدا عليه: «ثم إن لها موقفا جليلا،كنتُ شاهداً عليه ، يوم جاء أحد كبار أثرياء الخليج بعد وفاة شيخنا -رحمه اللَّه- ، ممن لهم عناية بالكتب يطلب شراء مكتبة شيخنا -رحمه اللَّه- ، ومعه شيك على بياض ، ليكتبوا فيه الرقم الذي يريدون...، فأبت أن تبيع المكتبة ، كأنَّما أطلَّ قلبها على وجه شيخنا فلم تبصر بياض الشيك ، ولم تحفل بشيء من هذه الدنيا الفانيَّة !
فلما سألتها يوماً : لماذا لم تقبلي بيع المكتبة ؟
فأجابتني إجابة فريدة، وقالت : لقد قلتُ لهم : «إنَّ ذهاب المكتبة عندي أعظم على قلبي من ذهاب صاحبها ، فما دمتُ حية فلن أفعل ذلك ، فإذا متُ فأنتم وما تريدون». [ظل النديم، وجدان العلي-رحمه الله-، ص 51].


وعودا على بدء، ودخولا في موضوعنا بعد مقدمة شاملة أطلت فيها النفس، وأشعلت بها القبس، لأستثير بها العزائم، وأنوه لما فيها من الغنائم.

فهذا أحمد بن محمد بن عبدالرحمن، أبو جعفر القصري، «كان يقول: لي أربعون سنة ما جفّ لي قلم. وكان ربما باع بعض ثيابه واشترى بثمنه كتابا أو رقوقا لنسخ كتاب».[الأعلام، للزركلي-رحمه الله-، (1/206)].

وذكر ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل برقم 1476 قال : «حدثنا عبدالرحمن قال: سمعت أبا زرعة يقول: «خرجتُ من الرّيِّ المرّة الثانية سنة سبع وعشرين ومائتين،ورجعت سنة اثنتين وثلاثين في أولها، بدأت فحججت ثم خرجت إلى مصر، فأقمت بمصر خمسة عشر شهرًا، وكنت عزمتُ في بدو قدومي مصر أني أُقِلُّ المُقام بها، لما رأيتُ كثرة العلم بها وكثرة الاستفادة، عزمتُ على المُقام، ولم أكن عزمتُ على سماع كتب الشافعيِّ، فلما عزمتُ على المُقام وجهتُ إلى أعْرفِ رجل بمصر بِكُتُبِ الشافعي، فقبلتُها منه بثمانين درهمًا أن يكتبها كلها، وأعطيتُه الكاغِد، وكنتُ حملتُ معي ثوبين. لأقطعهما لنفسي، فلما عزمتُ على كتابتها، أمرتُ ببيعهما، فبِيعا بستين درهمًا، واشتريتُ مائة ورقة كاغد بعشرة دراهم، كتبتُ فيها كُتُب الشافعي».[مقدمة الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم-رحمه الله-، (2/447)، تحقيق: أبو همام البيضاني].

قال ابن رجب –رحمه الله-: «حدثني الإمام طلحة بن مظفر العلثي قَالَ: بيعت كتب ابن الجواليقي في بغداد، فحضرها الحافظ أَبُو العلاء الهمداني، فنادوا على قطعة منها: ستين دينارا، فاشتراها الحافظ أَبُو العلاء بستين دينارا، والإنظار من يوم الخميس إلى يوم الخميس. فخرج الحافظ، واستقبل طريق همدان، فوصل فنادى على دار له، فبلغت ستين دينارا. فقال: بيعوا. قالوا: تبلغ أكثر من ذلك. قَالَ: بيعوا. فباعوا الدار بستين دينارا فقبضها، ثم رجع إلى بغداد. فدخلها يوم الخميس، فوفى ثمن الكتب. ولم يشعر أحد بحاله إلا بعد مدة».[ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب-رحمه الله-، (2/277)، الشاملة].

وقال ابن رجب أيضا: وذكر ابن النجار عنه- أي عن عبدالله بن الخشاب البغدادي-: «أنه اشترى يومًا كتبًا بخمسمائة دينار ولم يكن عنده شيء، فاستمهلهم ثلاثة أيام، ثم مضى ونادى على داره، فبلغت خمسمائة دينار، فنقد صاحبها وباعه بخمسمائة دينار ووفي ثمن الكتب وبقيت له الدار».[ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب-رحمه الله-، (2/251)، الشاملة].

وذكر ابن مفلح في المقصد الأرشد عن عبدالله بن المبارك العكبري المقرئ الفقيه المعروف بابن نيال أنه: «تفقه على أبي الوفا ابْن عقيل وَأبي سعد البردانى وَكَانَ يصحب شافعا الْحَنْبَلِيّ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بشرَاء كتب ابْن عقيل فَبَاعَ ملكا لَهُ وَاشْترى بِثمنِهِ كتاب الْفُنُون والفصول ووقفهما على الْمُسلمين وَكَانَ خيرا من أهل السّنة».[المقصد الأرشد في أصحاب الإمام أحمد، لابن مفلح-رحمه الله-، (2/63)، الشاملة].

ونقل ابن فرحون في ديباجه المذهب عن أبي القاسم خلف مولى يوسف بن بهلول البلنسي المعروف بالبربلي أنه: « لما أكمل كتابه –التقريب في شرح المدونة- دخلت منه نسخة صقلية وعبد الحق بها فلما قرأه ونظر فيه إلى أقواله وما أدخله فيه من كتابه استحسنه وأراد شراءه فلم يتيسر له ثمنه فباع حوائج من داره واشتراه فغلا الكتاب وتنافس فيه الناس عند ذلك».[الديباج المذهب، لابن فرحون-رحمه الله-، ص 184].

وهذا العالم الكبير محمد نعيم اللكهنوي –رحمه الله- «كان حريصاً على جمع الكتب النفيسة، يقبل هدايا الكتب، وإنه باع داره التي كانت على جسر فرنكي محل، واشترى بثمنها حاشية الطحطاوي على الدر المختار بستين ربية».[نثر الجواهر والدرر، للدكتور يوسف المرعشلي-رحمه الله-، ص 1512].

وها هو الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- يختم خرزات هذا العقد المتلألأ في سماء العلم فيقول: «وننصح طلبة العلم أنْ يحرصوا على اقتناء الكتب، حتى لو باع أحدهم سيارته، ولو باع أحدهم عمامته، من أجل أن يشتري كتاباً، الكتاب الواحد يساوي الدنيا».[قمع المعاند، للشيخ مقبل-رحمه الله-،ص 495].

ثم إنك تجده يطبق ذلك عمليا بأروع مثال وأحسن مقال- وكانت هذه القصة هي السبب في كتابة هذا المقال-، فهذا الشيخ عبدالله البخاري –حفظه الله ورعاه- يحكي عنه في صوتية فيقول: لماذا أقول لكم لا يستغني أحد عن كتاب؟، ولا تستغني تقول خلاص الكمبيوتر يكفي، أذكر أحد شيوخنا ذكر عن الشيخ العلامة مقبل الوادعي لما كان في المدينة النبوية إبان دراسته في الجامعة، يقول الشيخ: كان يدرس في بيته وكنا نجلس على حصير، فلما جئنا يوما ما وجدنا الحصير فجلسنا على الأرض، وخرج الشيخ من غرفته يحمل كتاب العلل لابن أبي حاتم وهو يبتسم فرحا، قال: أبشركم بعت الحصير واشتريت العلل.

وختاما، ومن باب نافلة القول، ينبغي على طالب العلم أن ينتبه إلى مسألة يغفل عنها الكثير منهم، وهي كون الطالب مولعا بجمع الكتب وترتيبها وتزيين مكتبته بها، وقد يتهيأ له من نفائس الطبعات و جيد الشروحات الشيئ الكثير، ومع ذلك لا يستفيد منها ولا ينفع بها غيره، فتكون حجة عليه لا له.

وكما يقول الشيخ محمد بن هادي –حفظه الله- أن طالب العلم يجب عليه أن يحفظ شيئا من أساسيات العلم في صدره، ويحيطه بعنايته، ويحييه بمذاكرته، حينا بعد حين، وكثيرا ما يستشهد بقول الشاعر:

علمي معي أينما يممت أحمله ::: بطني وعاء له لا بطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي::: أو كنت في السوق كان العلم في السوق

وقول الآخر:

تكتب العلم وتلقي في صفط ::: ثم لا تحفظ لا تفلح قط
إنما علمك ما تحفظه ::: مع فهم وتوقٍ من غلط
ويضرب الشيخ –متعه الله بالصحة والعافية- مثالا رائعا فيقول ما معناه: القدر الذي يحفظه طالب العلم في صدره يكون دائما معه ينفقه في كل حين وآن كالدراهم التي يجعلها المرء في جيبه، وأما المطولات والشروحات وغيرها فهي كالخزائن المخبوءة في البيت يرجع إليها عند الحاجة لها.
وقد وردت في هذا آثار أسوق منها ما تيسر جمعه، فمنها:

ما قاله الخطيب في جامعه (2/373) : «حدثنا عبد الرزاق الصنعاني قال: كُلُّ عِلْمٍ لَا يَدْخُلُ مَعَ صَاحِبِهِ الْحَمَّامَ فَلَا تَعُدَّهُ عِلْمً».
ومقصده -رحمه الله- أهمية الحفظ وضبط المسائل، وأن العلم هو ما وعته الذاكرة فاستغنت به عن الكتب والأسفار، وأصبحتْ رموزه منقوشة على لوح الذاكرة، مكنونة في الصدر، ومحفورة على صفحة القلب ،حيثما حللت كان معك.!

قال محمد بن القاسم بن خلاد: «قيل: الاحتفاظ بما في صدر الرجل أولى من درس دفتره، وحرف تحفظه بقلبك أنفع لك من ألف حديث في دفاترك».[الجامع، للخطيب-رحمه الله-،(2/403).

وهذا أبو موسى عبد الرحمان بن موسى الهوَّاري من أهل (استجه) «صدر إلى الأندلس، من سفره، فعطب ببحر تدمير فذهبت كتبه، فلما قدم (استجه) أتاه أهلها يهنئونه بقدومه، ويعزونه بذهاب كتبه فقال لهم: ذهب الخرج وبقيت الدرج. يعني ما في صدره».[ترتيب المدارك، للقاضي عياض-رحمه الله-، (3/343)، الشاملة].

قال ابن العديم في (بغية الطلب في تاريخ حلب (5/2490)، الشاملة): «ثم حكى الصاحب أن الإمام أبا حامد الغزالي الصوفي كان رحل الى أبي نصر الاسماعيلي بجرجان، وعلق عنه، ثم رجع الى طوس، فقطع عليه الطريق، وأخذ تعليقه، فقال لمقدم قطاع الطريق: ردوا علي تعليقتي، فقال: وما التعليقة؟ قال:مخلاة فيها كتب علمي، وقصصت عليه قصتي، فقال، لي: كيف تعلمت وأنت تأخذ هذه المخلاة تتجرد من عملك وبقيت بلا علم! فردها عليّ، فقلت: هذا مستنطق أنطقه الله ليرشدني لأمري، قال: فدخلت طوس، وأقبلت على أمري ثلاث سنين حتى تحفظت جميع ما علقت، فصرت بحيث لو قطع الطريق لا أحرم علمي.

وإلى هنا فقد تم مقصودي من هذا المقال الذي أسأل الله أن يجعله محركا للنفوس، مثيرا للهمم، موقظا للعزم، نافعا للخلق، موصوفا بالصدق، والله أعلم والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf بمناسبة معرض الكتاب من باع ما يملك لشراء الكتب.pdf‏ (382.8 كيلوبايت, المشاهدات 1317)

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 25 Oct 2017 الساعة 05:19 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Oct 2017, 03:17 PM
أبو يحيى عمر البسكري أبو يحيى عمر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: بسكرة النخيل الجزائر
المشاركات: 28
افتراضي

دمت موفقا أخي الكريم ؛ جمع نافع واختيار ماتع ، مناسب للمقام في هذه الأيام ، لشحذ الهمم ودفع النفوس لصرف الفلوس في شراء الكتب واكتناز ذخائرها .
بارك اللّٰه فيك .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Oct 2017, 02:36 PM
أبو عبد الرحمان الأرهاطي أبو عبد الرحمان الأرهاطي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر السلفية
المشاركات: 300
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمان الأرهاطي
افتراضي

موضوع قيم. أحسنت و أجدت ، جزاك الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 Oct 2017, 10:07 AM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي عبد الله جمع موفق بوركت يمينك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 Oct 2017, 05:27 PM
أبو زكرياء إسماعيل الجزائري أبو زكرياء إسماعيل الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: سطيف -حرسها الله بالتوحيد و السنة-
المشاركات: 259
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 31 Oct 2017, 11:11 AM
أبو شيماء فاروق خلاف أبو شيماء فاروق خلاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: برج بوعريريج- الجزائر
المشاركات: 6
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02 Nov 2017, 04:40 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزيت خيرا أخي الحبيب عمر على تشجيعك.

شكر الله لك عذوبة لسانك وبارك لك في حسن بيانك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
شراءالكتب, فوائد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013