منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 04 Oct 2017, 02:58 PM
أسامة لعمارة أسامة لعمارة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: عين الكبيرة سطيف
المشاركات: 82
افتراضي محنة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى...[الحلقة الأولى]

بسم الله الرحمن الرحيم



محنة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

أما بعد؛ فإنه أثناء مطالعتي لمقدمة تحقيق شرح الطحاوية لابن أبي العز للمحققين: عبد الله التركي وشعيب الأرناؤوط، وبالذات عند ترجمة ابن أبي العز، وقفت على محنته رحمه الله تعالى وما حدث له مع السلطان وفقهاء عصره بسبب نصرته لجناب النبي صلى الله عليه وسلم وردِّه للمنكر، في قصة وحادثة فيها كثير من العلم والفوائد، ومما زادها بهاءا ما قام به محقِّقَا الكتاب من عرضٍ لتلك المسائل التي امتحن فيها الشارح -وهي عشرة مسائل على ما سيأتي-، والإجابة عنها وبيان مدى إصابة ابن أبي العز للصواب فيها، وكذا مدى موافقته لأئمة أهل السنة كشيخ الإسلام وابن القيم، فراقت لي كثيرا وأحببت أن أنقلها لإخواني عسى أن ينتفعوا بما فيها من الفوائد.

والله المستعان وعليه التكلان.


قال المحقِّقان: وقد ناله رحمه الله من الأذى ما نال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه بن القيم وغيرهما ممن كان ينحو منحى التجديد والأصالة، وردَّ الأمة إلى منهجها السّوي، المتمثل في القرآن والسنة، وما كان عليه سلف الأمة فقد أهاجوا عليه ذوي السلطان بسبب ما علَّقه على قصيدة ابن ايبك في مواضع مشكلة منها، تبَيَّن له خطؤها، فجُرِّد بسبب ذلك من جميع وظائفه، وحبس مدة أربعة أشهر، وعُزِّر، وحملوه عن التراجع عن تلك الاعتراضات، مع أن الصواب كان في عُظمِها إلى جانبه، كما سيتبين لك فيما بعد، وأن هذه الاعتراضات لم يكن مجتهدا فيها، وإنما هو متابع فيها لأهل العلم وبخاصة شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكان ينبغي على هؤلاء القضاة أن لا يُصدروا في حقه هذا الحكم القاسي الذي ينبئُ عن عداوة وحقد وعصبية وتشفٍّ، فإن هذه الاعتراضات لا تعدوا أن تكون مسائل اجتهادية للمخطئ فيها أجر، وللمصيب فبها أجران، وهي صادرة عمن تحققت فيه أهلية الاجتهاد، لكن الأمر كما قال الإمام أحمد رحمه الله فيما نقله عنه البيهقي في مناقب الشافعي 2/259: إن الرجل من اهل العلم اذا منحه الله شيئا من العلم وحرمه قرناؤه وأشكاله حسدوه، فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم، وكما قال الإمام الشوكاني رحمه الله في البدر الطالع 1/65 في معرض دفاعه عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: وهذه قاعدة مطردة في كل عالم متبحّر في المعارف العلمية، ويفوق أهل عصره ويدين بالكتاب والسنة، فإنه لابد أن يستنكره المقصرون، ويقع لهم معه محنة بعد محنة، ثم يكون أمره الأعلى، وقوله الأولى، ويكون له بتلك الزلازل لسان صدق في الآخرين، ويكون لعلمه حظ لا يكون لغيره.

نص الكائنة والتعليق عليها:

جاء في تاريخ ابن قاضي شهبة ص 89 ما نصه: وفي شوال من سنة 784 هـ كانت قضية القاضي صدر الدين ابن العز الحنفي، وذلك أن علي بن أيبك الشاعر مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة لامية حسنة قديما، وكتب له عليها الأدباء والأعيان بوقوفهم عليها، والثناء على ناظمها، فقُدِّر في هذا الوقت أن وقف عليها القاضي صدر الدين ابن العز، فكتب عليها كتابة حسنة، ثم إنه أخذ بعد ذلك في ورقة مفردة يعترض في أشياء لا من طريق الأدب، بل اعتراضات علمية، وبالغ في ذلك، وأتى بأشياء منكرة، فأوقف ابن ايبك عليها بغض الفقهاء، فأخذوا في الإنكار، واشتهرت القضية، وانتهت إلى السلطان، فجاء المرسوم في تاسع عشري شوال يتضمن:" إنه بلغنا أن علي بن أيبك مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة، وأن علي بن العز اعترض عليه فيها، وأنكر أمورا، منها التوسل به، والقدح في عصمته، وغير ذلك، وأن علماء الديار المصرية خصوصا الحنفية أهل مذهبه أنكروا على ابن العز المذكور مقالته، ومرسومنا يتقدم بطلب المذكور، والقضاة، والعلماء، والفقهاء من المذاهب، وأن يُعمل معه ما يقتضيه الشرع من التعزير وغير ذلك".

وفيه: " وبلغنا أن بدمشق جماعة ينتحلون مذهب ابن حزم، وداود الظاهري، ويدعون إليه، ويظهرون مقالته، منهم القرشي، وابن الجابي، وابن الحُسباني، والياسوفي، ومرسومنا يتقدم بطلب المذكورين، فإن ثبت عليهم من ذلك شيء،عمل معهم ما يقتضيه الشرع الشريف من الضرب، والنفي، وقطع معاليمهم، ويولَّاها من هو من أهل السنة والجماعة، وبلغنا أن بدمشق جماعة من الشافعية والمالكية والحنابلة يظهرون البدع، ومذهب التيميين" أو نحو هذه العبارات.

فقُرئ المرسوم على القضاة والعلماء، وأحضر المذكور الورقة التي كتبها، ومما اعترض فيه قوله: "حسبي رسول الله" فقال: لا يقال هذا إلا عن الله تعالى، وقوله "اشفع لي" فقال: لا تطلب منه الشفاعة، وقوله: "المعصوم من زلل": فقال إلا زلة العتاب، وقوله: "يا خير خلق الله" زعم أن الراجح تفضيل المَلَك، وأنكر أشياء أخر، فاعترف ابن العز بجميع ذلك، ورجع، وقال: أنا الآن أعتقد غير ذلك: فانفصل المجلس على ذلك، ثم عقد مجلس ثان، وأعيد الكلام في ذلك، فقال بعضهم يُعزَّر، وقال بعضهم: ما وقع من كلام معه في ذلك كاف في تعزير مثله، ثم عقد له مجلس ثالث ورابع، فأجابوا بالإنكار على ابن العز في أكثر ما قاله...

ثم عقد مجلس خامس، وسئل ابن العز: ما أردت بما كتبت؟ فقال: ما أردت إلا تعظيم جناب النبي صلى الله عليه وسلم، فحكم القاضي الشافعي بحبسه، ورسّم عليه بالعذراوية، ثم نقل إلى القلعة، وحكم أيضا برفع ما سوى الحبس من أنواع التعزير، ونفّذه بقية القضاة، وكُتِب بذلك محضر، وأرسل مع البريد.

ورأيت بخط القاضي شهاب الدين الزهري رحمه الله تعالى أن المسائل التي انتقدت عليه تنقسم إلى ما هو من المسائل المذكورة في مشاهير كتب الأصول، وإلى غيرها، فأما القسم الأول ففيه مسألتان:

إحداهما: تفضيل صالحي البشر على الملائكة.
والثانية: مسألة العصمة.
وأما القسم الثاني فهو ثماني مسائل:

الأولى: لا يجوز أن يقول لغير الله حسبي.
الثانية: لا يجوز أن يقال: اشفع لي، وإنما يقال: اللهم شفِّعه فيّ.

الثالثة: أن قول الشاعر:
لولاه ما كان فُلكٌ لا ولا ملكُ
أن إطلاق مثل هذا يحتاج إلى توقيف.
الرابعة: أن البشارة به في الزبور غير معلومة.
الخامسة: أن لفظ العشق لا يطلق في حقه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه الميل مع شهوة.
السادسة: قوله: إن الحلف بغير الله لا يجوز.
السابعة: أن مجرد تأميله غير مانع من الخوف من غير متابعة.
الثامنة: أن ماله غير مبذول لجميع الناس.

التعليق على المسائل التي اعتُرِض على الشارح فيها:



. . . يتبع إن شاء الله في حلقة أخرى

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, محنةابن أبي العز, مسائل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013