[جديد]
العلاّمة صالح السُّحَيْمِيّ عن وصف الصّحابة بالغثائيَّة:
"هذا إجرامٌ في حَقِّ الصَّحَابَة، والغُثَائِيُّ هُوَ مَن يصفُهُم بذلك، وهو مُفترٍ ومُتقوِّل.."
(كان هذا في درس الشّيخ يوم: 22 / شعبان / 1435هـ بالمسجد النّبويّ)
السّؤال:
أحسن الله إليكم،
يقول: هَلْ يجوز إطلاق لفظة "الغثائيّة" على الصّحابة بدليل أنّ النّبيّ –عليه الصّلاة والسّلام- قال: (أنتُم يومئذ غُثاء كغثاء السّيل)؟
الجواب:
هذا إجرامٌ في حقِّ الصّحابة –رضوانُ اللهِ عليهم-، فالغُثائيُّ هُوَ من يصفُ الصّحابة بالغُثائيَّة.
وهذا الكلام هُوَ الغثاء، وأمَّا قول النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- عندما قال: (توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمِن قلّة يومئذ نحن يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل) لا يعني الصّحابة –حاشا لله- وإنّما يعني ما يحصُل للإسلام من ضعفٍ وهذا يتجلَّى في هذا الزّمان وهُوَ واضحٌ.
الغُثائيَّة هاهُم يتطاحنونَ كما تتطاحَنُ الحُمُر ويتقاتلون في كُلِّ مكانٍ ويثور بعضهم على بعضٍ كما تثورُ الثِّيران ويُقتِّل بعضهم بعضًا هذه هي الغُثائيّة؛ ممّا أطمع أعداء الإسلامِ من الشّرق والغرب في أنْ يستغلّوا هذه الفرصة لينقضّوا على المسلمين، ولكنّ الله ناصرٌ دينَهُ ومُعْلٍ كلمتَهُ.
ومن ينالُ من أهل السُّنّة أو يغمزهم أو يتّهمُهُم بما ليس فيهم فإنّه يخدم أعداء الإسلام ويُقدِّم لهم الفُرصة للنّيل من الإسلام والمسلمين، وما قام هؤلاء الكُفّار مِن مُستعمرين في الشّرق والغرب إلاّ على أكتاف هؤلاء الغُثائيَّة الذينَ جاؤوا بعد قرونٍ وشذّوا عن هدي النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وبعُدُوا عنهُ وشذّوا عن سبيلِهِ.
فلا يجوزُ حتّى وإن صرَّح بِهِ من يدّعي أنَّهُ من أهل السُّنّة.
الذي يقول: أنّ الصّحابة فيهم غُثائيّة! حتّى ولو صرَّح به أحدٌ مِمَّن يدَّعِي أنَّهُ من أهل السُّنّة فإنّه مُفترٍ بهذا الكلام ومُتقوِّل على أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.
ومثلُهُ أولئك الذين يقولون: إنّ أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- -يعني: يغمزهم- مثله الذي يقول: إنّ خلافة عُثمان فجوةٌ بين خلافتين! هذا الكلامُ إجرام في حقِّ الصّحابة.
ومثلهم الذي يقول عندما سمع قول الأقرع بن حابس لمّا قال: إنّ له عشرة من الولد ما قبّل واحدًا منهم؛ قال أحد المساكين وهو من أدعياء الدّعوة: شوف هَالْمَهْبُول وِش يقول! وهذا هُوَ بعينه هُوَ الذي يقول عن معاوية وأبي سفيان –رضي الله عنهما- يقول كلمته المُدوِّية التي في حديثٍ لا أصل له أو في قصّة مخترعة مفتعلة تُنسب إلى عمر –رضي الله عنه- أنه قال لأبي سفيان: ابنك يسرق في الشّام وأنت تسرق في المدينة! هذا كُلّه من الافتراءات على الصّحابة –رضوانُ اللهِ عليهم-.
وكيفَ –لا أدري!- كيف يُقِرُّ هذا الذي يدَّعِي أنّه من أهل الدّعوة كيف يُقِرُّ هذا القول في حقِّ أصحاب رسولِ اللهِ –صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم-؛ وهُوَ ليس رافضيًّا لا نتّهِمُهُ بالرّفض لكنّه وقع فيما وقعت فيه الرّافضة في حقِّ أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-.
فَلْنَحْذَر من أيِّ نيلٍ من أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-، بل يجبُ التّرضّي عنهُم كما بيَّنَّا وحُبّهم؛ فحُبّهم والتّرضّي عنهُم دينٌ وأمانةٌ وحقٌّ يجب اتّباعه، وبُغضهم أو النّيل منهم أو تنقّصهم كُفرٌ وزندقةٌ ونِفاقٌ وخيانةٌ لهذا الدِّين.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
26 / شعبان / 1435هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من شرحِ فضيلة الشّيخ العلاّمة: صالح بن سعد السّحيميّ -حَفِظَهُ اللهُ- لـ: (كتاب فضل الإسلام / الدَّرس 16) يوم: 22 / شعبان / 1435هـ، بالمسجد النّبويّ ..