منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 10 Aug 2014, 12:22 PM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي فوائد وعبر من قصة الرجل المؤمن والرجل الكافر التي ضربها الله مثلا


بسم الله الرحمان الرحيم



فوائد وعبر من قصة : الرجل المؤمن والرجل الكافر التي ضربها الله مثلا .




الحمد لله رب العالمين والعاقبة الحسنى للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين.

وبعد :

فهذه هي الحلقة الثالثة من سلسلة فوائد وعبر من قصص القرآن الكريم، أقدمها لإخواني عسى الله أن ينفع بها، وهي القصة الثالثة من قصص سورة الكهف - وقد احتوت على خمس قصص- و هذه السورة حري بكل مسلم أن يقرأ تفسيرها ويعرف معانيها لما شرع لنا من تلاوتها في كل أسبوع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق" (صححه الألباني)، ولأن الله تكلم فيها عن قصص حقيق بنا أن نتأملها ونعرف أسرارها لأن قصص القرآن لم تأت من أجل التسلية بل هي أعظم من ذلك ففيها من العبر والفوائد ما الله به عليم، فهو كلام الله الذي لا يشبع منه العلماء و لا تنقضي عجائبه،وقد اجتهد أهل التفسير في ذكر ما تيسر من الفوائد والعبر من هذه القصص لمن أراد أن يعتبر.

وموضوع حلقتنا : قصة الرجلين الشاكر لنعمة الله والكافر بها (من الآية 32 إلى 43)، « وما صدر منهما من الأقوال والأفعال ليُعتبر بحالهما ويتعظ بما حصل لهما، إذ جعل الله لأحدهما وهو الكافر بستانين فيهما من كل الثمرات فقال لصحابه المؤمن مفتخرا عليه أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارا وأولادا وأقاربا، فلما دخل جنته ظن أنها لن تنقطع وأنكر بعثه بعد موته، وحتى إن بعث سيُعطى خيرا من هاتين الجنتين، فنصحه صاحبه المؤمن وذكّره بالحالة الأولى التي أوجده الله فيها، وما منّ الله عليه من فضل،وقال له : وإن افتخرت علي بمالك فما عند الله خير وأبقى ودعا على جنته أن يهلكها الله بعذاب من عنده، فاستجاب الله لدعائه، فندم الرجل الكافر وتحسر على جنته وندم على كفره، فهذه هي عقوبة من كفر بالله واحتقر خلق الله، والكرامة ثابتة لأولياء الله وأصفيائه في الدنيا والآخرة» (1) .

فالله أسأل التوفيق ومنه أستمد العون .


أولا : الفــوائد العـقـديـة :

الفائدة الأولى: الشك في البعث كفر بالله تعالى .
قال الله تعالى :" أكفرت بالذي خلقك من تراب" بعد قوله "وما أظن الساعة قائمة" يدل على أن الشك في البعث كفر بالله، وقد صرح بذلك في أول سورة الرعد في قوله تعالى :" وإن تعجب فعجب قولهم أْئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم " (2).

الفائدة الثانية: إذا قضى الله أمرا فلا مرد له .

قال الله تعالى: " ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا" وكيف ينتصر - أي يكون له أنصار- على قضاء الله وقدره الذي إذا أمضاه وقدره : لو اجتمع أهل السماء و الأرض على إزالة شيء منه لم يقدروا. (3).



ثانيا : الفوائد المنهـجـية التربوية :


الفائدة الأولى: الخوض في تفاصيل القصص التي لم يذكرها القرآن أو السنة لا فائدة منها.

قال الشنقيطي رحمه الله : وكلام المفسرين في الرجلين المذكورين هنا في قصتهما كبيان أسمائهما، ومن أي الناس هما، أعرضنا عنه لما ذكرنا سابقا من عدم الفائدة فيه، وعدم الدليل المقنع عليه. والعلم عند الله " (4)، وقال ابن ناصر السِعدي رحمه الله :"وليس معرفة أعيان الرجلين وفي أي زمان أو مكان هما فيه، فائدة أو نتيجة. فالنتيجة تحصل من قصتهما فقط ، والتعرض لما سوى ذلك، من التكلف."(5) .

الفائدة الثانية: كثرة المال والولد مظنة الطغيان والجور ونسيان الآخرة.

قال تعالى :" وكان له ثمر " أي عظيم قد استكملت جنتاه ثمارها، وارجحنّت أشجارها، فهذا غاية في منتهى زينة الدنيا في الحرث، ولهذا اغتر الرجل بهما وتبجح وافتخر ونسي آخرته، ففي هذه القصة العظيمة اعتبار بحال الذي أنعم الله عليه نعما دنيوية، فألهته عن آخرته وأطغته، وعصى الله فيها، أن مآلها الانقطاع والاضمحلال وإن تمتع بها قليلا فإنه يحرمها طويلا (6)، وكأن حب الدنيا والعجب بها غشي على عقله فقال ذلك وإلا فهو مما لا يقوله عاقل وهو مما لا يرتضيه فاضل (7).

الفائدة الثالثة: الغالب أن الله يوسع الدنيا على أعدائه و يبعد الدنيا عن أهله وأوليائه.

قال تعالى : "ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا" فظن بجهله أن من أُعطي في الدنيا أعطي في الآخرة بل الغالب أن الله تعالى َيزْوِي الدنيا عن أوليائه وأصفيائه، ويوسعها على أعدائه الذين ليس لهم في الآخرة نصيب، والظاهر أنه يعلم حقيقة الحال وقال هدا على سبيل التهكم والاستهزاء (8).

الفائدة الرابعة: حال المؤمن النصح لعباد الله.

قال تعالى : " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا"، أي: قال له صحابه المؤمن ناصحا له ومذكرا له حاله الأولى التي أوجده الله فيها في الدنيا " من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا" (9). ويحاوره أي يراجعه الكلام في إنكاره البعث وإشراكه بالله، وهو يراجعه بالوعظ والدعوة إلى الله (10).

الفائدة الخامسة : الإعلان بسلامة المنهج واتباع الدين عند المجادلة وورود الشبه .

قال تعالى : "لكنا هو الله ربي ولا أشرك به أحدا"، لما رأى المؤمن حال صحابه واستمراره على كفره وطغيانه قال مخبرا عن نفسه، على وجه الشكر لربه والإعلان بدينه عند ورود المجادلات والشبه " لكنا هو الله ربي ولا أشرك به أحدا". (11).

الفائدة السادسة: من أعجب بشيء فليضف النعمة إلى منعمها .

قال تعالى : " ولو لا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله ولا قوة إلا بالله "، أن العبد ينبغي له إذا أعجبه شيء من مال أو ولد أن يضيف النعمة إلى موليها ومسديها وأن يقول ما شاء الله لبقاء نعمته عليه (12).
ولهذا قال بعض السلف : من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده، فليقل ما شاء الله ولا قوة إلا بالله وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة (13).
قال أشهب قال مالك : ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا (14) .


الفائدة السابعة: الدعاء بتلف مال شخص إن كان سببا في طغيانه.

قال تعالى:" فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا"، حسبانا : عذابا، صعيدا زلقا: اقتلعت أشجارها وتلقت ثمارها، غورا : غائر في الأرض لا يستطاع الوصول إليه، وإنما دعا على جنته غضبا لربه لكونها غرته وأطغته لعله ينيب،و في هذه الآية الدعاء بتلف مال من كان ماله سبب طغيانه على طاعة الله وكفره وخسرانه (15).




ثالثا: الفوائد المختلفة


الفائدة الأولى : احتقار الناس من أسباب نيل العذاب في الدنيا .

قال الله تعالى :" وهي خاوية على عروشها "، وهذا التركيب أرسله القرآن مثلا للخراب التام، وأحاط به هذا العقاب لا لمجرد الكفر، لأن الله قد يمتع كافرين كثيرين طول حياتهم و يملي لهم ويستدرجهم. وإنما أحاط به هذا العقاب جزاء على طغيانه وجعله ثروته وماله وسيلة إلى احتقار المؤمن الفقير، وبهذا كان هذا المثل موضع العبرة للمشركين الذين جعلوا النعمة وسيلة للترفع عن مجالس الدعوة لأنها تجمع قوما يرونهم أحط منهم و طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم طردهم عن مجلسه كما تقدم (16).

الفائدة الثانية : نفع المال والولد إنما يحصل إذا أعانا على طاعة الله .

وفيها (القصة) أن المال والولد لا ينفعان إن لم يعينا على طاعة الله، كما قال تعالى :" وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا " (17).


الفائدة الثالثة : فوائد كلمة " لا قوة إلا بالله " .
قال ابن الجوزي في (المقتبس): سمعت الوزير (يحي بن محمد بن هبيرة كما في الهامش) يقول : ... وسمعته يقول :"وتدبرت قوله تعالى :"لا قوة إلا بالله " الكهف 39، فرأيت لها ثلاث أوجه.
أحدها: أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته، ويسلم الأمر إلى مالكه.
والثاني : أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله، فلا يخاف منهم، إذ قواهم لا تكون إلا بالله، وذلك يوجب الخوف من الله وحده.
والثالث : أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القُوى في الأشياء بطبيعتها، فإن هذه الكلمة بينت أن القويً لا يكون إلا بالله"(18).


وفي الأخير أخوكم يفرح بأي تعقيب أو تصحيح من إخوانه فلا تبخلوا عليه، والحمد لله رب العالمين .

كتبه : أبو مالك أبو بكر حشمان البجائي.
في : 14/10/1435 .




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان، عبد الرحمان بن ناصر السعدي (ت 1376) مع تصرف يسير، ط: ابن حزم.
(2) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي (ت 1393) ، (4/134) ط : دار علم الفوائد .
(3) تيسير الكريم الرحمان ، سبق ذكره .
(4) أضواء البيان، (4/136) ، سبق ذكره .
(5) تيسير الكريم الرحمان، سبق ذكره .
(6) المصدر السابق .
(7) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، محمود الألوسي (ت1270)، (15/ 276 )، ط: إحياء التراث العربي .
(8) تيسير الكريم الرحمان، سبق ذكره .
(9) المصدر السابق .
(10) روح المعاني، (15/275)، سبق ذكره .
(11) تيسير الكريم الرحمان، سبق ذكره .
(12) المصدر السابق .
(13) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير الدمشقي (ت774)، (4/149) ط: دار الثقافة الجزائر.
(14) الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد الله القرطبي (ت671 )، (10/406).
(15) تيسير الكريم الرحمان، سبق ذكره .
(16) التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن عاشور (ت1393)، (15/328)/ ط: الدار التونسية.
(17) تيسر الكريم الرحمان، سبق ذكره .
(18) روائع التفسير، ابن رجب الحنبلي(ت795) ، (1/658،689)، ط: دار العاصمة .


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 Aug 2014, 12:24 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل أبو بكر على هذه السلسلة المباركة التي حبَّرت المنتدى بها، فبارك الله فيك وحفظك إنِّي لباقي الحلقات من المنتظرين للسلسلة من المتابعين.
أسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يحفظك من كل سوء أخي الكريم.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 Aug 2014, 03:36 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أبا مالك.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 Aug 2014, 06:38 PM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي


شيخ خالد مشكور على تشجيعك لنا بهذه التعليقات الطيبة .
و بورك فيك أخي فتحي على اهتمامك بهذه السلسلة .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 Aug 2014, 06:51 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أكيد سيثبت -بإذن الله- !
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, فوائد, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013