منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Jan 2016, 10:01 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي إقامة العَدْل في مسألة صفة العَسْل (دفع شناعة المجتري على الشَّيخ عبد الله البخاري)


إقامة العَدْل في مسألة صفَةِ العَسْل
(دفعُ شناعة المجتري على الشَّيخ عبد الله البخاري)

الحمد لله، وبعد:
فقد وقفت ـ عرَضًا لا قصْدًا ـ على مقالةٍ لبعض من يُنسب إلى العلم عن إثبات صفة العَسْلِ لله عزَّ وجل، وسببُ الكتابة ـ فيما زعم ـ هو الإجابة عن سؤالٍ وُجِّه إليه عن قول الشَّيخ عبد الله البخاري ـ حفظه الله ـ: إنَّ قول النَّبيِّ : «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» هو من باب الإخبار عن الله تعالى لا من باب الصِّفة، قال الشَّيخ: ولا نعلم من جعلَهُ صفةً.
فاعترض عليه المجيب بأنَّ العَسْلَ معنى، وهو كمالٌ، أضيف إلى الله تعالى، فلزم كونُه صفةً، لانطباق ضابط الصِّفة عليه، وعاب على الشَّيخ عدم تطبيق القواعد تطبيقًا صحيحًا، وقال: إنَّ عدم عدَّ العلماء لها لا يكفي لئلَّا يعدَّها صفةً، لأنَّ الحديث حجَّةٌ قائمةٌ بنفسها.
والظَّنُّ ـ إن شاء الله ـ أنَّ المجيب قصدَ المحافظة على العلم والعقيدة من الخطأ، فكتب الَّذي كتب، ولكن بعض من أولع بتصيُّد السَّقطات استجرى المقال المذكور إلى الغضِّ من الشَّيخ الكريم، فلذلك استدعى المقام البيان، صيانةً للعلم من الخطأ، وحفظًا له من الدَّخيل، وإبعادًا للشَّيخ عبد الله ـ وهو وإخوانُه من مشايخِ السُّنَّة عرضةٌ للطَّاعنين ـ من ظَنِّ من ألصق به السُّوء، ونسبه إلى الجهالة فيما أجاب به.
وقد جعلت الكلام في مقدِّمتين ومقصد.
المقدِّمة الأولى: في تصحيح الحديث الواردِ فيه العَسْلُ.
المقدِّمة الثَّانية
: في معناه.
المقصِد: في قاعدة الأفعال المضافة إلى الله تعالى.

فأقول مستمدًّا من الله إسبالَ عونِه وتوفيقِه، ملتجئًا إليه في درك الصَّواب وتحقيقِه:

المقدَّمة الأولى

قد ورد الحديثُ موضعُ البحث من طريق أربعةٍ من الصَّحابة: عمرو بن الحمق وأبي عنبة الخولاني، وأبي أمامة، وعائشة رضي الله عنهم، وأمثل طرقه ما ورد عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه.
فأخرج ابن حبَّان (342) من طريق عثمان بن أبي شيبة.
وأخرجه أيضًا (343) من طريق موسى بن عبد الرَّحمن المسروقي.
وأخرجه البزَّار (2309) قال: حدَّثنا بشر بن آدم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2340) قال: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» من طريق يحيى بن أبي طالب.
وأخرجه ابن قتيبة في «غريب الحديث» (1/301) من طريق عبدة بن عبد الله الصَّفَّار.
جميعهم عن زيد بن الحباب.
وأخرجه الطَّحاوي في «شرح مشكل الآثار» (2641) قال: حدَّثنا فهد بن سليمان قال: حدَّثنا عبد الله بن صالح.
كلاهما (زيد بن الحباب وعبد الله بن صالح) عن معاوية بن صالح عن عبد الرَّحمن بن جبير عن أبيه عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قالوا: يا رسول الله، وَمَا عَسَلَهُ؟ قال: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيهِ».
وهذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، قال هبة الله الطَّبري ـ كما في «السِّلسلة الصَّحيحة» (3/108) ـ: «حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ يلزمه إخراجه».
لكن أخرجه أحمد في «المسند» (21949): حدَّثنا زيد بن الحباب حدَّثنا معاوية بن صالح حدَّثني عبد الرَّحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنَّه سمع النَّبيَّ يقول: «إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ» قيل: وما استعمله؟ قال: «يَفْتَحُ لَهُ عَمَلَ صَالِحٍ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ».
وقد حكى المناوي ـ وردَّه ـ عن ابن العربي أنَّ الصَّواب «استعملَهُ»، وأنَّ «عَسَلَهُ» تصحيفٌ، والظَّاهر أنَّ الصَّواب في حديث عمرو بن الحمق «عَسَلَه»، وأنَّ «استعمله» إنَّما هو من حديث أنس رضي الله عنه كما أخرجه أحمد والتِّرمذي وغيرهما.
وقد توبع عبد الرَّحمن بن جبير، فأخرجه الطَّحاوي في «شرح مشكل الآثار» (2640): حدثنا أبو أمية قال: حدَّثنا يحيى بن كثير بن يحيى بن عبد الله بن أبي كثير قال: حدَّثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن جبير بن نفير، عن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا عَسَلَهُ»، قالوا: وكيف يعسله؟ قال: «يَهْدِيهِ إِلَى عَمَلٍ صَالِحٍ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَيْهِ».
وله عن عمرو رضي الله عنه طريقٌ آخر، أخرجه البزَّار (2309)، قال: حدَّثنا بحديث سليمان التَّيمي إبراهيمُ بن المستمر، قال: أخبرنا عمرو بن عاصم، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن السدي عن رفاعة عن عمرو بن الحمق عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وانظر: «سلسلة الأحاديث الصَّحيحة» (3/107 رقم: 1114).

المقدِّمة الثَّانية

معنى «عَسَلَهُ»، قال ابن قتيبة في «غريب الحديث» (1/302): «أراه مأخوذًا من العَسَل، شبَّه العمل الصَّالح الَّذي يفتح للعبد حتَّى يرضى النَّاس عنه ويطيب ذكره فيهم بالعسل، يقال: عَسَلْتُ الطَّعام أعسِله وأعسُله عسْلًا: إذا جعلت فيه السَّمن، وزِتُّ الطَّعام أَزيتُه: إذا لتتَّه بالزَّيت أو جعلته فيه، فهو طعام معسول ومسمون ومزيت، وكذلك عَسَلْتُ القوم وسَمَنْتُهم وزِتهم إذا جعلت أدمهم العسل والسَّمن والزَّيت، فإن أردت أنَّك زوَّدتهم ذلك قلتَ: عسَّلتهم وسمَّنتهم وزيَّتهم بالتَّشديد، فالمعنى ـ والله أعلم ـ في قوله: «عَسَلَهُ» جعل فيه كالعسل من العمل الصَّالح، كما يُعْسَلُ الطَّعام إذا جُعِلَ فيه العَسَل».

وذكر نحوه الزَّمخشري في «الفائق»، وابن الجوزي في «غريب الحديث»، وابن الأثير في «النِّهاية».

واقتصر المجيب على حكاية كلام أبي جعفر الطَّحاوي، وهو قوله: «طلبنا معنى قول رسول الله ما هو؟ فوجدنا العرب تقول: هذا رمحٌ فيه عسل, يريدون فيه اضطراب, فشبَّه سرعته الَّتي هي اضطرابه باضطراب ما سواه من الرُّمح ومن غيره, فاحتمل أن يكون قوله : «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» أن يكون أراد بميله إيَّاه إلى ما يحبُّ من الأعمال الصَّالحة؛ حتَّى يكون ذلك سببًا لإدخاله إيَّاه جنَّته» اهـ, وهذا وإن كان حكاه لغير قصدِ تفسيرِ الحديث، إلَّا أنَّه اقتصر عليه وسكتَ عنه فأوهم صحَّته، وليس كذلك، إذ هو بعيدٌ من لفظ الحديث ومن سياقه.

المقصِد
:
عمدةُ المجيب في أنَّ العَسْلَ من الصِّفات أنَّه معنى غير قائمٍ بنفسه، وقد أضيف إلى الله تعالى، وهو كمالٌ، فانطبق عليه ضابط الصِّفَةِ.
وللجواب عن هذا لا بدَّ من مقدِّمة، وهي أنَّ إطلاقات أهل العلم تحتاج في تطبيقها وتنزيلها إلى فقهٍ خاصٍّ، فكثيرًا ما يُطلق أهل العلم بعضَ الأشياء ولا يكون مرادهم الإطلاق، بل يكون للإطلاق محلٌّ مخصوص، فإذا لم ينتبه له من يأخذ بتلك الإطلاقات فربَّما نزَّلها على غير موضعها، ولهذا اعتنى أهل العلم بالمستثنيات من القواعد، لأنَّها مزلَّة، من حيث إنَّه يشملها الإطلاق، لكن فيها معنًى يقتضي خروجها عنه، فربَّما غفل عنه من لم يعرف الاستثناء فطرد القاعدة فزلَّ.
والَّذي يُوقف على هذا ويعصمُ من الخطأ فيه أمران:
الأوَّل: ملاحظة عمل العلماء وتطبيقاتهم للقاعدة.
الثَّاني
: معرفة مأخذ الإطلاق ومبنى القاعدة فيه، فإنَّ ذلك يُعينُ على تعيين المحالِّ الصَّحيحة لتطبيقاتها.
وبسطُ هذا بأمثلته له محلٌّ غير هذا، لكن الغرض هنا التَّنبيه فقط.

بناءً على ذلك، فإنَّ الأفعال المضافة إلى الله تعالى منها ما هو نوعٌ مستقلٌّ أُطلق على تعالى في سِيَاقِ المدح، فيُشتقُّ لله تعالى منه ما يناسبه من الصِّفة، وذلك مثل الحُبِّ والبغض، والكلام، والنُّزول، والخلق، والرَّزق، والإحياء والإماتة، والعفو والمغفرة، ونحو ذلك، فهذه لا شكَّ في أنَّه يوصف الله تعالى بها، فتجري عليها قاعدةُ الصِّفات، وقد قرَّر هذه القاعدة جمعٌ من أهل العلم والسُّنَّة.
ومن الأفعال المضافة إلى الله تعالى نوعٌ أُطلِق عليه سبحانه، وليس هو نوعًا مستقلًّا، وإنَّما هو من أوصافِ وأحوالِ أفعالِ الله تعالى، يكون لله تعالى الصِّفة من الصِّفات تنشأ منها جملةٌ من أفعالِ الكمال، فهذه الأفعالُ كلُّ واحدٍ منها فعلٌ على وجهٍ خاصٍّ، يخبَرُ به عن الله تعالى، ولا يؤخذ منه صفةٌ يوصف بها الله تعالى مطلقًا.
وهذا النَّوعُ كثيرٌ جدًّا في الكتاب والسُّنَّة، ولم يَعُدَّه العلماء من الصِّفات، ولا يلتزم المجيب ولا غيره أن يدخلوا هذا النَّوع في صفات الله تعالى بإطلاق.

ولنضرب لذلك أمثلة يتَّضح بها المقصود:
المثال الأوَّل: قول الله تعالى: «يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا»، فصفة الله تعالى هي الإعطاء والرَّزق، فإذا رزق العبدَ ذكرًا وأنثى كان هذا نوعًا خاصًّا من الرَّزْقِ، أُطلق عليه فعلُ «يُزَوِّجهم»، ولهذا يصحُّ أن يُخبَرَ عن الله عزَّ وجلَّ بهذا الفعل، لكن لا يُقال: إنَّ من صفته سبحانه التَّزويج.

المثال الثَّاني: قوله تعالى: «وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ»، وقوله: «قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ»، وقوله: «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» في آياتٍ أخر بهذا المعنى، فلا يصحُّ أن يُشتقَّ لله تعالى من الفعل «فتن» اسمٌ أو صفةٌ يوصف الله بها مطلقًا، ومع ذلك يصحُّ أن يُخبَرَ عنه بالفعل.

المثال الثَّالث: قوله: «يَمْحَقُ الله الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ»، لم يعدَّ العلماء من صفات الله تعالى صفة الإرباء، لأنَّه بمعنى الرَّزق والعطاء، لكن يُخبَرُ عن الله بأنَّه «يربي الصَّدقات».

المثال الرَّابع: قوله: «وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ» لم يعدُّوا صفة المجاوزة.

المثال الخامس: قوله: «فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ»، يخبَرُ به عن الله تعالى، ولا يُقال: إنَّ من صفته سبحانه الإغراء.

المثال السَّادس: قوله: «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا»، و«عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»، و«واتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللهُ»، لم يعدُّوا التَّعليم من الصِّفات.

المثال السَّابع: قوله: «ثمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلَائِكَةِ»، لم يعدُّوا صفة العرضِ.

المثال الثَّامن: قوله: «وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِن الْأَرْضِ»، لا يقال: إنَّ من صفات الله تعالى صفَةَ الإِخراج.

المثال التَّاسع: قوله: «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ»، لا يؤخذ منه صفة القذف لله تعالى، وإنَّما صفته سبحانه الهداية وبيان الحقِّ وتأييد القائمين به.

المثال العاشر: قوله: «قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ، ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ، كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ، فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ».
فهذا فيه أفعالٌ متعدِّدة، ففعل «أقبره» و«أنشره» لا تثبت بهما صفة الإقبارِ ولا صفة الإنشار، وكذلك فعل «صببنا» و«شققنا» و«أنبتنا» لا تثبت بها صفة الصَّبِّ ولا صفة الشقِّ ولا صفة الإنبات.

فعلى هذا الوزانِ يجري قولُه : «إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ»، ففعلُ «عَسَلَ» لا يلزم منه إثبات صفة العَسْلِ، وإنَّما الصِّفة هي التَّوفيق إلى الطَّاعةِ والهدايةُ إليها كما فسَّره النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث.

والَّذي يدلُّ على هذا التَّقرير أنَّه قد صنَّف جماعةٌ من العلماء في عدِّ صفات الله تعالى، وتتَّبعوها واستقروها من نصوص الكتاب والسُّنَّة، منهم ابن خزيمة في «كتاب التَّوحيد»، وأبو عبد الله ابن منده في كتاب «التَّوحيد» أيضًا، والبيهقي في «الأسماء والصِّفات» ـ على تأويلٍ فيه ـ، وابن المحبِّ الصَّامت في كتابه الجليل «صفات ربِّ العالمين» ـ ولم يُطبع بعد ـ، ولا نجد أحدًا منهم يَعُدُّ هذه الأفعال من صفات الله تعالى.

وثانيًا ـ وهو وجهٌ أذكره لمزيد الاستئناس ـ أنَّ القاضي أبا بكر ابن العربي صنَّف كتاب «الأمد الأقصى» في شرح الأسماء والصِّفات، ولمَّا كانت الأفعال لا تدخل في الأسماء والصِّفات عنده بإطلاق، أفرد لها كتاب «الأفعال»، وشرح ذلك في مقدِّمة الكتاب فقال (ص:117): «أمَّا بعدُ، فإنَّه لمَّا كان التَّوحيد لا يتمُّ إلَّا بعد معرفة الله سبحانه بأنَّه واحدٌ في أسمائه وصفاته واحدٌ في أفعاله ومخلوقاته، وقد كنَّا فرغنا من شرح أسماء الله الحَسَنَةِ وصفاته العُلَى في كتاب «الأمد الأقصى»، تعيَّن قصدُ الإكمال، والنَّظرُ في الأفعال، حتَّى لا يبقى على المريد لمعرفة التَّوحيد إشكال، فشرعنا في ذلك وقصدنا تفسيرها...».
وأبو بكر ابن العربي معلومٌ أشعريَّته وتعصبُّه لها وتصلُّبه فيها، لكن كلامه يفيد الفرق بين الصِّفات عامَّة وبين هذه الأفعال المخصوصة الَّتي سبق التَّمثيل لها.

ومن هنا تقرَّر عند العلماء أنَّ باب الأفعال أوسعُ من باب الصِّفات، فليس كلُّ فعلٍ أضيف إلى الله تعالى تشتقُّ له منه الصِّفَةُ بإطلاق، كما لا يشتق لله منه الاسم أيضًا، قال الشَّيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في «تنبيه ذوي الألباب السَّليمة» (ص89) بعد أن نقل كلام ابن القيِّم في أنَّ الفعل أوسع من الاسم: «إذا تبيَّن لك هذا، فاعلم أنَّ من أدخل اسم الصُّورة في أسماء الله قد أخطأ أقبح خطأ، لأنَّ باب الأفعال والإخبار عن الله أوسعُ من باب الأسماء، ولفظ الصُّورة لم يذكره أحدٌ من علماء أهل السُّنة والجماعة في عقائدهم (قلت: أي لم يذكروه اسمًا لله عزَّ وجل)، وإنَّما ذكر ذلك بعض من ينتسب إلى أهل السُّنَّة فمن (كذا، ولعلَّ الصَّواب: ممَّن) اشتقَّ من أفعال الله سبحانه وتعالى أسماء وأوصافًا لم يذكرها الله ولا رسوله إلَّا على سبيل الإخبار، فنقول في ذلك ما قاله الله ورسوله، وأخبر به في كتابه وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، لا نتجاوز القرآن والحديث، والله أعلم».
فقد نصَّ رحمه الله ممَّا فهمه من تقرير ابن القيِّم على أنَّ من الأفعال ما أطلقه الله تعالى ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم على سبيل الإخبار لا على سبيل التَّسمية والوصف، فليس كلُّ فعلٍ أضيف إلى الله تعالى نأخذ منه صفةً له سبحانه، وممَّا احتجَّ به على ذلك أنَّ علماء السُّنَّة لم يذكروا اسم الصُّورة في أسماء الله تعالى، فلا يقولنَّ قائلٌ: الحديث حجَّة قائمة بنفسها فلا نحتاج إلى تنصيص العلماء، فَنَعَم، النُّصوص حجَّة وأيُّ حجَّة! لكن بفهم السَّلف وتوجيه علماء السُّنَّة ومعرفة وجهِ تطبيقهم وتنزيلهم لها، لا بالتوثُّبِ على غير هدى.

وقد وقفتُ للشَّيخ صالح آل الشَّيخ ـ حفظه الله ـ على بيانٍ حسنٍ لما تقرَّر من سَعَةِ باب الأفعال وأنَّه لا يلزم من كلِّ فعلٍ أن يؤخذ منه صفةٌ لله تعالى، مع ربَطَهُ بما نحن فيه، فقد قال كما في دروس «شرح ثلاثة الأصول» ـ ومن نسخة «المكتبة الشَّاملة» أنقل ـ:
«الأخ يسأل سؤالًا وجيهًا، وهو أنَّه جاء في حديث ابن عبَّاس: «تَعرَّف إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاء يَعرفْكَ فِي الشِّدَّة». وهنا يقول الأخ: وُصف الله بأنَّه ذو معرفة، وأنَّه يَعرف.
وهذا فيه نظرٌ، لأنَّه المتقرِّر في القواعد في الأسماء والصِّفات أنَّ باب الأفعال أوسع من باب الصِّفات، وباب الصِّفات أوسع من باب الأسماء، وباب الأخبار أوسع من باب الأفعال وباب الصِّفات وباب الأسماء، فقد يُطلَق ويضاف إلى الله ـ جلَّ وعلا ـ فعلٌ ولا يضاف إليه الصِّفة، كما أنَّه قد يوصف الله ـ جلَّ وعلا ـ بشيءٍ ولا يُشتقُّ له من الصِّفة اسم، ولهذا يدخل في هذا كثيرٌ ممَّا جاء، مثل ما وَصف الله ـ جلَّ وعلا ـ به نفسه في قوله «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ», و«الله يستهزئ بهم»، «إنَّ الله لا يملُّ حتَّى تملُّوا»، ونحو ذلك ممَّا جاء مقيَّدًا بالفعل، ولم يذكر صفة للاسم، فهذا يقال فيه أنَّه يُطلَق مقيَّدًا، ويمكن أن يحمل عليه حديث ابن عبَّاس هذا: «تعرَّف إلى الله في الرَّخاء يعرفك في الشِّدَّة»، نقول: إنَّ الله ـ جلَّ وعلا ـ يعرف في الشِّدَّة من تعرَّف إليه في الرَّخاء، على نحو تلك القاعدة، كما يقال: إنَّ الله ـ جلَّ وعلا ـ يمكر بمن مكر به, يستهزئ بمن استهزأ به، يخادع من خدعه, ولا يقال: إنَّ الله ـ جلَّ وعلا ـ ذو مكرٍ، وذو استهزاء، وذو مخادعة هكذا مطلقًا بالصِّفة، وإنَّما كما هي القاعدة أنَّ باب الأفعال أوسع من باب الصِّفات».
وله نحوٌ من ذلك هذا وقريبٌ منه في دروس «شرح الطَّحاوية»، ومن قوله فيه: «الفرق بين أفعال الله وصفاته أنَّ الأفعال مشتملة على صفةٍ وعلى زمنٍ؛ لأنَّ الفعل يشتمل على حدثٍ وعلى زمنٍ، والحدث هذا وصفٌ، ولمَّا كان كذلك كان الفعل المضاف إلى الله - عزَّ وجلَّ - لا يدلُّ على الصِّفة الَّتي اشتمل عليها هذا الفعل بإطلاق، بل قد يوصف الله - عزَّ وجلَّ - بها وقد لا يوصف؛ لأنَّ باب الأفعال أوسع بمن باب الصِّفات.
مثاله: «ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ»، فاستواء الله - عزَّ وجلَّ - صفةٌ أخذناها من فعل استوى؛ لأنَّ استوى مشتملٌ على حَدَثٍ وهو الاستواء (الصِّفة) ، ومشتمل على زمنٍ وهو الماضي، ويُثبَتْ الاستواء هنا صفة لله - عزَّ وجلَّ - كما يليق بجلاله وبعظمته، لأنَّه متضمِّنٌ كمالًا، فيُقال: من صفات الله الاستواء على العرش.
مثال الثَّاني: «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ»، (يَمْكُرُ اللَّهُ) هذا فعلٌ مضارعٌ مشتمل على حَدَثٍ، على صفة وهو المكر؛ يعني على مصدرٍ وهو المكر، ومشتملٌ على زمنٍ وهو المضارع؛ لكن لا يقال: هذا الفعل يدلُّ على إثبات صفة المكر؛ لأنَّ صفة المكر ليست دائمًا صفةَ كمالٍ، فلهذا قال أئمَّة أهل السُّنَّة رحمهم الله تعالى: إنَّ باب الأفعال أوسع من باب الصِّفات؛ فقد يُضافُ الفعل إلى الحقِّ - عزَّ وجلَّ - ولا تُثْبَتُ الصِّفة الَّتي تضمَّنها هذا الفعل، كما أنَّ باب الصِّفات أوسع من باب الأسماء؛ فقد تطلق الصِّفة على الله - عزَّ وجل - ولا يُطلَقُ الاسم، من مثل الاستواء والمستوي، ومثل المكر بحقِّ والماكر وأشباه ذلك» اهـ.
وقال أيضًا(1) ـ كما في «مجموع كتبه» (7/36 ـ الشَّاملة) ـ تعليقًا على حديث: «ولكن الله يدري»: «ودراية الله ـ جلَّ وعلا ـ بـ«فيمَ ينتطح الكبشان أو العنزان» يعني: علمُه سبحانه وتعالى بذلك، ومعلومٌ أنَّ باب الإخبار أوسع من باب الوصف، فإنَّ لفظ أو صفة الدِّراية لا يوصف الله ـ جلَّ وعلا ـ بها، لكن يُطلق على الله ـ جلَّ وعلا ـ من جهة الإخبار أنَّه سبحانه وتعالى يدري بهذا الشَّيء، لأنَّها من فروع العلم، فهناك صفاتٌ لها جنس، فالعلم جنسٌ تحته صفات، فجنس ما هو ثابتٌ يجوز إطلاقه على الله ـ جلَّ وعلا ـ من جهة الخبر» اهـ.

والحاصل أنَّ ما بنى عليه المجيب من أنَّ ما أضيف إلى الله وهو معنى غير قائم بنفسه وكمالٌ فهو صفةٌ له مطلقًا = ليس بصحيحٍ، بل يستثنى منه مِن الأفعالِ: النَّوع الَّذي يقول علماؤنا إنَّه لا يدخُلُ في الصِّفات إلَّا مقيَّدًا، وكذلك هذا النَّوعُ الَّذي جنسه من الصِّفات، ودليلُ استثنائه:
أنَّه لا يمكن للمجيب ولا غيره أن يلتزم في كلِّ فعلٍ أضيف إلى الله تعالى أن يكون صفة له سبحانه، كما تقدَّم التَّمثيل له.
أنَّ العلماء لم يعدُّوا هذه النَّوع من الأفعال صفة لله تعالى، بل يخبرون عنه بها.
أنَّ أبا بكر بن العربي نصَّ على الفرق بين البابَيْن.

فهذا التَّقرير إن لم يُفِدْ تصحيحَ ما ذهب إليه الشَّيخ عبد الله البخاري فلا أقلَّ من أن يجعل لكلامه وجهًا يمتنع معه التَّشنيع عليه ونسبته إلى الكلام بجهلٍ أو غير علمٍ كما قال ذلك بعض الشَّانئين للشَّيخ.

ثمَّ هُنا فائدة أخرى، وهي التَّحرِّي في النَّقد، وأن لا يَعْجَلَ الإنسان إلى ردِّ ما لم يحط بعلمه، فإنَّ ذلك من أعظم أسباب حرمان العلم والخير، كما قال ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ في «النُّونيَّة»:

إِنَّ البِدَارَ بِرَدِّ شَيءٍ لَمْ تُحِطْ // عِلْمًا بِهِ سَبَبٌ إِلَى الحِرْمَانِ

وبهذا البِدَارِ ردَّ المشركون الهُدَى الَّذي بعث الله به محمَّدا صلَّى الله عليه وسلَّم فعاب الله تعالى عليهم ذلك بقوله: «بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ».

آخــرُه، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أفادني بهذا النَّقل العزيز أخي النَّبيل: خالد فضيل ـ جزاه الله خيرًا ـ، وهو ألصق النُّقول الثَّلاثة بما أقصده من مقالي.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 28 Jan 2016 الساعة 02:34 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Jan 2016, 10:26 AM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي

حفظ اللّه الشيخ البخاري وبارك في عمره

وجزاكم الله خيرا .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Jan 2016, 11:10 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء وأوفاه، على هذا المقال النّافع الماتع، أسأل الله تعالى أن يزيدكم علمًا وعملًا، كما أسأله سبحانه أن يحفظ مشايخ السّنّة جميعًا، وأن ينفع بهم، آمين..
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Jan 2016, 12:37 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا شيخ خالد وبارك فيك، لنعمَ ما سطَّرت ولنعمَ ما قصدت، قد أبنت مدخل الخَلَلِ ومنشأ النَّقد ورددته بالحجَّة، فحفظك الله وبارك فيك، وحفظ الشَّيخ الفاضلَ البخاري من كلِّ سوءٍ وسلَّمه، وبارك في الأخ الفاضل خالد فضيل وجزاه خيرًا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 Jan 2016, 01:27 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرًا شيخ خالد وبارك فيك ، وحفظ الشَّيخ الفاضلَ البخاري من كلِّ سوءٍ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 Jan 2016, 02:00 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

بارك الله أخانا الكريم على هذه الفوائد والدرر،زادك الله علما وعملا،وباعد عنك النار كما تذب عن المشايخ والعلماء.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 Jan 2016, 03:22 PM
عبد الحميد سليماني الشلفي عبد الحميد سليماني الشلفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: بني حواء
المشاركات: 35
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا المقال الطيب النافع و حفظ علمـــاء السنة من كل سوء .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 Jan 2016, 03:25 PM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي

بوركت أخي الفاضل، ونفع الله بك.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 Jan 2016, 03:40 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

بارك الله فيك شيخ خالد
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 Jan 2016, 08:57 PM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 Jan 2016, 09:20 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

جزاك الله خيرًا شيخ خالد و بارك فيك، نسأل الله أن يحفظ شيخنا الفاضل عبد الله البخاري من كل سوء و مكروه.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 Jan 2016, 02:38 PM
أبو الضحى سالم ناسي أبو الضحى سالم ناسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الشريعة - تبسة - الجزائر
المشاركات: 180
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخ خالد فوائد سنية وتقرير ترتاح له النفس زادك الله علما ونفع بكم وحفظ الله العلامة عبد الله البخاري من تصيد الشانئين ، آمين .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29 Jan 2016, 04:42 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي خالد على هذه الدرر والفوائد. - عسلك الله -
وأسأل الله أن يرد كيد الكائدين في نحورهم - يريدون اسقاط مشايخنا فسقطوا -
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30 Jan 2016, 03:12 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيراً أبا البراء..

ولكم ترتقي بنا هذه المقالات في سلم العلم..

أسأل الله تعالى أن يمن على عباده بالبصيرة..

آمين
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30 Jan 2016, 03:19 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بارك الله فيك الشيخ خالد
وجزاك خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013