منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14 Dec 2017, 07:52 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي تتمّة التّنبيه على الأخ مرابط -أصلحه الله-





تتمّة التّنبيه على الأخ مرابط –أصلحه الله-


إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ﷺ.

﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾.

أمّا بعد:

فبعد أن نشرت ما يسّر الله كتابته، تعليقا على كلام الأخ محمّد، وتنبيها له على ما وقع فيه، من اعتداده بنفسه، وتنقّصه لمشايخه وآبائه، رأى بعض مشايخنا أنّه من الأحسن أن ينبّه لما وقع فيه أيضا من تنقّص وازدراء لإخوانه من طلبة العلم وعامة السّلفيين.

فأقول وبالله التّوفيق:

* قال مرابط –أصلحه الله- في وصف إخوانه ممّن أخذ بكلام العلماء فيه: " المتعصّبة المقلّدة السّفهاء... يدّعون اتّباع المشايخ كما ادّعاه الصّوفيّة والحدّاديّة، يقبلون فيمن يعرفون منهجه أنّه مميّع مخذّل مندس... ولم يمنعهم العقل الصّريح من قبول هذا الكلام، ولم يحبسهم الخوف من اللّه عن التّريّث حتى تظهر الأمور، ... وسارعوا لإظهار موقفهم كأنّ أحدهم ألزمهم بهذا"

فأقول وبالله التّوفيق: إنّ كيل التّهم والمجازفة بالشّتائم لا ينفعك أخي محمّد بشيء، والّذين تصفهم بهذه الأوصاف الشّنيعة كثير منهم، أكبر منك سنّا، وأكثر علما، وأقدم استقامة، ومنهم بعض مشايخك اللّذين كنت تثني عليهم فاتّق الله فـ "ليس المؤمن بالطّعان ولا اللّعان ولا الفاحش البذيء"[صحيح سنن الترمذي1977].

فأمّا كوننا متعصّبة، فالتّعصّب كما عرّفه العلماء هو: " عدم قبول الحقّ عند ظهور الدّليل، بناء على ميل إلى جانب" [كشاف مصطلحات الفنون]، ونحن إنّما اتّبعنا فيك الحقّ، ولو علمنا معك من حقّ لاتّبعناه، فالحقّ ضالة المؤمن، ومن لم يوفّق لمعرفة الحقّ بدليله، اتّبع فيه مظنّته، وسأل عنه أهله، مصداقا لقوله تعالى: "فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون" [النحل43]


وأمّا كوننا مقلّدة، فنعم؛ كثير منّا مقلّد، لأنّ واجب العامي التّقليد، وبعضنا متّبع للدّليل، مستوعب لأقوال العلماء، وأكثرنا بين المرتبتين نتأرجح؛ نتبع فيما نعلمه، ونقلّد فيما هو أكبر من مداركنا... وهذا واجبنا الشرعي، والحمد لله أنّا لا ندّعي الاجتهاد، ولا نحشر أنوفنا فيه، ولا نتطاول على أهله.

وأمّا وصف إخوانك بالسّفهاء، فلا تعليق لي عليه، إلا أن أسأل لك الهداية، فغاية السفاهة، ومنتهى الحمق، مخالفة ما أمر الله به، وغاية الرّشاد والعقل، طاعة اللّه ورسوله، ومن ولاّه الله أمر بيان دينه للخلق .
وأمّا قولك أنّننا ندّعي اتباع المشايخ كما تدّعيه الصوفية والحدّادية، فهذا إن قصدت به الاتّباع المشروع –ولا أراك تقصده-، فلا يضرّنا أن وافقنا على الحق هؤلاء ولا غيرهم...

وأمّا إن كان قصدك أنّننا نقدّس الشيوخ كالصّوفية، فأنت أدرى بخلافه، فالتّقليد عندهم مبني على تنزيه الشّيخ عن الخطأ، وهو عندنا كما قرّره علماء الأصول مبني على مظنّة علمهم بالشرع ... وبينهما مفاوز.
وأمّا حشرك لاسم الحدّاديّة هنا فلا مكان له حسب علمي، فإنّهم يدّعون الانتساب للعلماء، لينالوا بهم غرضا، حتى إذا بلغوه انقلبوا عليهم، ... وسياقك يقتضي أنّا على عكس هذا –والله أعلم- .

وأمّا قولك أننّا نقبل من العلماء القول فيك وفي غيرك، فجوابه ظاهر لك ولكلّ أحد، فمادام قد تكلّم فيك ذو أهليّة، بحجّة بيّنة، فأمر أهل الحقّ للتّسليم، إمّا اتّباعا أو تقليدا كما سبق.

وأمّا قولك بأنّا نعرفك فصحيح، ولكنّ الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة، والتزكية لا تقتضي العصمة ... ثمّ إنّ من زكّاك لنا قبل هو نفسه من طعن فيك، أفنقبل تزكيته ونردّ جرحه ؟؟

وأمّا قولك: ولم يمنعهم العقل الصّريح من قبول هذا الكلام، فالأمر كما قدّمت لك سالفا، من أنّ غاية العقل، ونهاية التّعقّل في اتّباع الشّرع، والعقل الصّريح لا يناقض ولا يخالف صحيح النّقل والشّرع ، مما أنت أدرى به مني.

وفي قولك: ولم يحبسهم الخوف من اللّه عن التّريّث حتى تظهر الأمور، مجازفة أيضا، فأكثر إخوانك قد شدّو عنك ألسنتهم، وحفظوا لك غيبتك قدر وسعهم، لا من باب كونك على الحقّ، ولا لشكّهم في أحكام العلماء، وإنّما كان الصّبر عن حسن ظنّ بك، لعلّك أن تتوب من قريب، وترجع قبل اتّساع الخرق.

وقد كان السّكوت أسلم، حتّى طعنت في مشايخنا وكبرائنا وآبائنا وإخواننا، فوجب الكلام، برّا بهم ودفاعا عن أعراضهم، وأداء لحقّهم المذكور في قوله صلّى الله عيه وسلّم: "من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة" [رواه أحمد والترمذي وصحّحه الألباني] ،وقوله صلى الله عليه وسلّم: " ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ..." [رواه أبو داود وحسنه الألباني].

* وشبيه به ما قاله أيضا في نفس المحادثة: "كل من أدخل أنفه وتعجّل فلن أسامحه"

وهذا أيضا من الظّلم، فليس الأمر إليك لتعفو أو تذر، بل إنّ هؤلاء قد اتّبعوا فيك شرع ربّهم، وسنّة نبيّهم، وقول علمائهم، ولم يكلّفهم الله تجاهك بأكثر منه، حتى تلقي عليهم لائمتك، أو تصدر في حقّهم أحكامك.
وأما قولك: وسارعوا لإظهار موقفهم كأنّ أحدهم ألزمهم بهذا، فالّذي ألزمنا هو ما قدّمنا لك من شرع ربّنا سبحانه وتعالى –فلا نزيد-.

* وقد جاء في كلامه أيضا: "اغترّ الجاهلون بصمتي، واستدرج الحاقدون بصبري... لكن قرب وقت البيان"

ولعلّ الأخ أن يراجع وصف إخوانه بمثل هذه الكلمات أيضا، فإن الظّلم ظلمات، ووصف الخلق بمثل هذه الأوصاف (جاهلون وحاقدون) لمجرّد الخلاف تهوّر واضح، قد لا تحمد عقباه، وقد قال صلّى الله عله وسلّم: " إنّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنّم" [رواه البخاري].

خاصّة وأنّك رميتهم بعكس ما هم فيه، فما تكلّم فيك أكثر من علمنا إلاّ بعلم، وما ظهر منهم إلاّ قصد النّصح والخير، والله أعلم بالنّيات والسّرائر، ولستَ –والله- في موضع تحسد عليه، بل إنّك في موضع رحمة وشفقة... فانتبه لهذا ينفعك –بإذن الله-.

وأمّا إصرارك على ادّعاء الصمت والصّبر فأعجب شيء في كلامك.... كلّ هذا وأنت صامت؟؟؟

وأمّ قولك بأنّه قرب البيان، فنسأل الله أن يكون بيان توبة وإنابة، ورجوع للحقّ، واعتذار من الظّلم، فوالله إن هذا باب السّعادة في الدّارين فالله عزّ وجلّ يقول: "إنّ الله يحبّ التّوّابين ويحبّ المتطهّرين" [البقرة222]. والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: "اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ، سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَقَدْ أَضَلَّهُ فِي أَرْضِ فَلاَةٍ" [متّفق عليه]. ولعلّه يكون يوم رجوعك عيدا لك ولإخوانك –والله الموفّق-.

* ومن كلامه أيضا: "المقال سأردّ عليه، وسترى بعينك الجهل الذي فيه، وإنّ ما خفي وراء المقال هو السّبب وراء التّأييد..."

أمّا الردّ فلا يحجره عليك أحد، إن كان لك وللنّاس فيه من مصلحة، وأذن لك فيه من يعتدّ بإذنه، وراعيت فيه خلق الإسلام، وآداب السّنّة، والله يوفّقك لما فيه مرضاته.

وأنبّهك قبل ردّك إلى قول الشيخ العلاّمة ربيع المدخلي حفظه الله: " لطالب العلم المتأهّل أن يردّ غلط العالم ولو كبر ولكن بشروط منها :
1- بأدب وشرف. 2- بلطف وحجّة. 3- أن لا يتعالى. 4- أن لا يكون واهما مبطلا، ويرى نفسه على الحقّ."


وأمّا اتّهامك لنيّات المشايخ، من وراء تأييدهم لمقال الأخ، فلعلّك أن تراجع نفسك وترعوي عن مثل هذا المسلك المشين.... فوالله ما على هذا عرفناك ولا بمثل هذه الأخلاق نرضاك.

* وفي الأخير أختم بكلام الأخ: " ابتلاني ربّي بهذه المصيبة للأعلم مكانتي في الحقيقة في قلوب الكثير.."

فقد صدق في هذا، فعلم أنّ اجتماعنا ومودّتنا إنّما هي لله وفي الله، وللحق وفي الحقّ، فليس بيننا من دنيا منشودة، ولا أرحام ممدودة، فمن تغيّر تغيّرت عليه القلوب، ومن ثبت ثبت فيها، ومن ارتفع ارتفعت به، وهذه حلاوة الإيمان، وفيها كماله، وهي أوثق عراه، كما جاء في الأحاديث الصّحاح عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

وسيعلم ولو بعد حين، أنّ صاحبه من أخلص له النّصيحة، وأتمّ له التّنبيه، وأن أعدا أعدائه وأكبر الغاشّين له، من مدحه بما ليس فيه، أو أعانه على باطله، وزيّن له خطأه .

وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013