قصيدة للشيخ عبدالسلام برجس فى مدح الشيخ محمد المدخلى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، و الصّلاة و السّلام على رسول الله، و على آله و صحبه و من اتَّبع هُداه، و بعد:
فهذه قصيدةٌ رائقةٌ للشّيخ الفاضل السّلفي عبد السّلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم-تغمَّده الله بواسع رحمته-، نظمها مادحاً فيها فضيلة أخيه الشّيخ المجاهد السّلفي محمّد بن هادي بن علي المدخلي-حفظه الله و سدَّد خُطاه-، و قد يعود تاريخ نظمِها إلى أكثر من عشرِ سنواتٍ، و الله أعلم.
و قد كُنت أوردتُها في مقال’’نُزهة الأنفُس في سيرة الشّيخ عبد السّلام بن بُرجس-رحمه الله-‘‘، فاستحسنتُ فكرةَ إيرادها في مقالٍ مفردٍ للفائدة، لا حَرَمَ الله الجميع منها.
قال الشّيخ عبد السّلام-رحمه الله-:
أبا أنس لي إليك حنينُ***أنت الصفيُّ على الوفاء أمينُ
فيك المعالي يُستضاء بنورها***أخلاق صدقٍ كُلُّهنَّ يمينُ
ليثٌ و ربِّي لا يَرُوم لقاءه***أحزاب سوءٍ من لهم ممنونُ؟
هو أهلها في كل سُنّي له***طوق الفضائل عدُّهن مِئينُ
أنسيت في "الحرب الخليج"مواقفاً***من بعضهن صخور نجد تلينُ
فلَّ الجموع و هدّ أركان الهوى***سيف الشريعة في يديه سخينُ
علمٌ و قوّةُ منطقٍ و جراءةٍ***في الحقِّ و الله العلي معينُ
حُججٌ له رئي العِدا من دُونها***يتساقطون كؤوسها غِسلينُ
قالوا:الدُّعاة يسبُّ قلنا:هاتموا***حُججاً فأمَّا نقدهُ فمَتينُ
هل كان يوماً ردُّ أهل العلم يُد***عى سُبّةً لا و الجنون فنونُ
أم كان نصرُ وُلاتنا جُرماً فذا***قول الشقيّ و إنّه لخَؤونُ
نَصرُ الوُلاةِ إلى الإله مُحبَّبٌ***إِكرامُهم فضلٌ و ما هو دونُ
لهم الفضائل في الكتاب و سنَّةٍ***و لهم سيوف حدُّها مسنونُ
ظِلُّ الرَّحيم بأرضِه لعباده***حِصنٌ من الفِتن العِظام حَصينُ
إنَّا إذا جَهِلَ العَدوُّ صِراطنا***(قومٌ بِحبِّ المُنعِمِينَ نَدينُ)
من كان يغمزهُ بصدقِ وَلائه***فهو الغَويُّ و دينُه مطعونُ
زاحوا أزاحهم الإله بفضلهِ***عن ذي الفِرى و أتوا بما هو هونُ
قالوا:أُصيبَ بظهره و أصابه***سِحرٌ و ذا نقمُ العزيز هتونُ
تعسوا فإن مُصابه و بَلاءه***قدرٌ شفاء الله منه قَمينُ
أو ما دَرَوْا أن المصائب مِنْحَةً***للمؤمنين فأجرهم مَضمونُ
و أَشدُّهم صِدقاً يَنالُ من الأذى***أضعافَ ما يَلقى الضَّعيف الهونُ
و إذا المُوَحِّدُ لم يُصَبْ يَنْتَابُهُ***شكٌّ أفيّ من النِّفاق دَفينُ؟
عجباً فهل في النَّاس مثلهموا يَرى***عَيْبَ الخلائِق بالمصائِب دينُ
لا و النَّصارى و اليهود خلافُهم***و المشركون فأيْنَ أيْنَ الدِّينُ؟
رِقُّ التَّحزُّب لا يفارقهم و ر***قُّ العُنصريّة للقطيع مهينُ
فانهض أبا أنس عليك مُهابةٌ***تطأُ الجبال ثوابكَ التَّمكينُ
فَلَكَمْ قَطَعْتَ مَفاوِزاً أهوالهُا***تَزَعُ الفُؤادَ فللقَويّ أنينُ
أيدي الأحبّة بالدُّعاء مُلِّحةٌ***(سُمع الدُّعاء و شُفّع التَّأمينُ)
فالحمد لله الَّذي قَدْ سَرَّنَا***بشِفَائِه فهو اللَّطيف مَنونُ
بشِفائِك ابتَسَمَتْ قلوبُ أَحِبَّةٍ***مِنَّا و خَابَت للعَدُوِّ ظُنونُ.
عن كتاب’’عقيدة أهل الإسلام فيما يجب للإمام‘‘للشّيخ عبد السّلام-رحمه الله-(ص15)
جزاك الله خيرا على نقل القصيدة في هذه الأيّام، رحم الله الشّيخ عبد السّلام بن برجس، وحفظ الله الشّيخ العلم الهمام أبا أنس محمّد بن هادي المدخلي، وأبقاه شوكة في حلق الرّحيلي و الحلبي وأمثالهما، وكفاه ربّي شرّ كلّ ذي شرّ من الإنس والجنّ، آمـين آمـين.