منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 May 2010, 01:02 PM
صايب أسامة صايب أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 113
إرسال رسالة عبر MSN إلى صايب أسامة
افتراضي للمدارسة والحفظ: مختصر شرح ثلاثة أصول للشيخ العثيمين رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
أما بعد:
فهذا مختصر لشرح الثلاثة أصول، للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، قام بتلخصيها وإملائها علي أحد طلبة العلم جزاه الله عني كل خير وبارك فيه وفي علمه... آمين
وسكون المتن بلون، والشرح بلون مغاير باذن الله، حتى يسهل التمييز بينهما، كما يمكن تحميل شرح الشيخ رحمه الله، حتى يسهل الوصول إليه عند الحاجة، هذا وأسأل الله عز وجل القبول إنه عزيز كريم، ولا تنسوني وشيخي من صالح دعائكم وبارك الله فيكم.


بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم -رحمك الله- انه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولى: العلم: وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الاسلام بالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة: الصبر على الأذى فيه.
والدليل قوله تعالى: " وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) " [العصر 1-3].
قال الشافعي رحمه الله تعالى: "لو ما أنزل الله حُجَّةً على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم".
وقال البخاري رحمه الله: "باب العلم قبل القول والعمل" والدليل قوله تعالى: " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ " [محمد 19]، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.



ملخص الشرح:

بالأدلة: الأدلة سمعية وعقلية، فالسمعية ما ثبت بالوحي، والعقلية ما ثبت بالنظر.
العمل به: أي بما تقتضيه هذه المعرفة من الإيمان والعمل الصالح، والعمل هو ثمرة العلم، فمن عَلِمَ ولم يعمل فقد شابه اليهود، ومن عَمِلَ بلا علم فقد شابه النصارى.
الدعوة إليه: أي إلى ما جاء به التبي صلى الله عليه وسلم على مراتبها الأربع، قال الله تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وقال عز وجل:" وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ"
ولابد للدعوة أن تكون على بصيرة لقوله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي "
والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بان يكون الداعية عالما بالحكم الشرعي، والبصيرة تكون في كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.
الصبر على الأذى فيه: الصبر: حبس النفس على طاعة الله، وحبسها عن معصية الله، وحبسها عن التسخط عن أقدار الله التي يجريها، إما مما لا كسب للعباد فيه، وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد من الإيذاء.
لكفتهم: مراده أنها كافية في الحث على التمسك بدين الله، لا انها كافية في جميع الشريعة.
قول البخاري: استدل البخاري بدليل سمعي، وهناك دليل عقلي يدل على أن العلم قبل القول والعمل، وهو أن العمل لا يكون مقبولا حتى يكون على وفق الشريعة، ولا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله على وفق الشريعة إلا بالعلم.

يتبع ان شاء الله تعالى

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02 Jul 2010, 10:55 AM
صايب أسامة صايب أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 113
إرسال رسالة عبر MSN إلى صايب أسامة
افتراضي

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى

اعلم -رحمك الله-: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهنَّ:
الأولى: أن الله خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملا بل أرسل رسولا، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، والدليل قوله تعالى: " إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا (16) " [المزمل].
الثانية: ان الله لا يرضى أن يُشرك معه احد في عبادته، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، والدليل قوله تعالى: " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا "[الجن ].
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحَّدَ الله لا يجوز له موالاة من حادَّ الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى: " لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)" [المجادلة ]



ملخص الشرح:

أن الله خلقنا: دليله السمعي قوله تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"، والدليل العقلي جاءت الإشارة إليه في قوله تعالى: "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ"، فإن الانسان لم يخلق نفسه، ولم يخلقه أحد من الخلق، ولم يأت صدفة بدون موجد، لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجود هذه المخلوقات على هذا النظام البديع يمنع أن يكون صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده، فكيف يكون منتظما في بقائه وتطوره، فتعين بأن يكون الخالق هو الله وحده.
ورزقنا: دليله من القرآن قوله تعالى: "قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ"، أما من السنة قوله صلى الله عليه وسلم في الجنين: "يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد"
أما الدليل العقلي، فهو اننا لا نعيش إلا على طعام وشراب، وهما مخلوقان لله تعالى، قال الله تعالى: "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70) ".
ولم يتركنا هملا: الدليل السمعي قوله تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ"، ومن العقل فإن وجود هذه البشرية لتحيى وتتمتع كالأنعام ثم تموت إلى غير حساب، لا يليق بحكمة الله عز وجل.
بل أرسل إلينا رسولا: الدليل السمعي موجود في المتن، والدليل العقلي أنه لابد ان يرسل الله الرسل إلى الخلق لتقوم عليهم الحجة، وليعبدوه بما يحبه ويرضاه، فلا يمكن ان نعبد الله بما يرضاه إلا عن طريق الرسل.
فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار: لقوله تعالى: "تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من اطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار" رواه البخاري.

الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد.... وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا: نهى الله سبحانه وتعالى أن يدعو الإنسان مع الله أحدا، والله لا ينهى عن شيء إلا وهو لا يرضاه، قال تعالى: " إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ".

الثالثة: ان من أطاع الرسول ووحد الله....: الدليل السمعي مذكور في الآية، والدليل من النظر أنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئا وهو عدو لمحبوبه، وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم على الكفر، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمنين معاداة من حاد الله ورسوله وبغضه والبعد عنه، ولكن هذا لا يمنع نصيحته.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01 Oct 2010, 09:57 PM
صايب أسامة صايب أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 113
إرسال رسالة عبر MSN إلى صايب أسامة
افتراضي

قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر لنا وله

اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفية ملّةَ ابراهيم أن تعبد الله وحده مُخلصا له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس، وخلقهم لها، كما قال الله تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات]
ومعنى يعبدون: يُوّحِّدُون، وأعظم ما أمر الله به التوحيد وهو: إفراد الله بالعبادة
وأعظم ما نَهَى عنه الشرك، وهو دعوة غيره معه، والدليل قوله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" [النساء]


ملخص الشرح:
أرشدك الله: الرشد هو الاستقامة على طريق الحق
لطاعته: الطاعة: موافقة المراد، فعل للمأمور، وترك للمحظور
أن الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك، المبنية على الاخلاص
ملة ابراهيم: أي طريقه الديني
أن تعبد الله: للعبادة مفهومان:
** عام: وهو التذلل لله محبة وتعظيما، بفعل اوامره واجتناب نواهيه، على الوجه الذي جاءت به شرائعه
** وخاص: يعني تفصيلي: وهو ما قاله شيخ الاسلام رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة"

مخلصا له الدين: الاخلاص هو التنقية، والمراد به أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته.

ومعنى يعبدون يوَحِّدُون: التوحيد من معنى العبادة، وإلا فقد سبق لنا معنى العبادة وأنها أعم من مجرد التوحيد، واعلم أن العبادة نوعان:
* * كونية: وهي الخضوع لأمر الله الكوني، وهذه شاملة لجميع الخلق، لقوله تعالى: "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً"
** شرعية: وهي الخضوع لأمر الله الشرعي، وهذه خاصة بمن أطاع الله، مثل قوله تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً"

وأعظم ما أمر الله به التوحيد: التوحيد لغة جعل الشيء واحدا، وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات.
* واصطلاحا: ما ذكر المؤلف "إفراد الله بالعبادة"، ومراد المؤلف توحيد الألوهية
وهناك تعريف آخر أعم للتوحيد وهو :" إفراد الله بما يختص به"
وانواع التوحيد ثلاثة:
1- توحيد الربوبية: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير.
2- توحيد الألوهية: وهو ما ذكره المؤلف "إفراد الله بالعبادة".
3- توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله بما سمى أو وصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله، وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.

وأعظم ما نهى عنه الشرك: لأنه تفريط في أعظم الحقوق وهو توحيد الله، قال الله تعالى: "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ".
واعلم ان الشرك نوعان:
** شرك أكبر: وهو كل شرك اطلقه الشارع وكان متضمنا لخروج الانسان من دينه.
** شرك أصغر: وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 Oct 2010, 10:22 PM
صايب أسامة صايب أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 113
إرسال رسالة عبر MSN إلى صايب أسامة
افتراضي

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:


فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم

فإذا قيل لك: من ربك؟
فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وكل ما سوى الله عالَم، وانا واحد من ذلك العالم

فإذا قيل لك بمَ عرفت ربك؟
فقل: بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار، والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع، والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"، وقوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"

والرب هو المعبود، والدليل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة".

وانواع العبادة التي أمر الله بها: مثل الإسلام والإيمان والإحسان، ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها لله تعالى، والدليل قوله تعالى: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا".
فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر، والدليل قوله تعالى: "وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"



ملخص الشرح:
فقل ربي الله الذي رباني: التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المُربى.
وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم: سُمُّوا عالمًا لأنهم عَلَمٌ على خالقهم.
فإذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته: الآيات: جمع آية، وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه.
وآيات الله نوعان: كونية وشرعية
** الشرعية: هي الوحي
** الكونية: المخلوقات
وعلى هذا يكون قوله بآياته ومخلوقاته من باب عطف الخاص على العام، وإذا خصصنا الآيات بالآيات الشرعية يكون من باب عطف المباين، فإن الانسان كلما نظر في تلك الآيات ازداد علما بخالقه ومعبوده، قال عز وجل: "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"، وقال تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا"
ومن الأسباب أيضا التي يعرف بها العبد ربه ما يُلقيه الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفته سبحانه حتى كأنه يراه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
ومعرفة الله عز وجل تستلزم قبول ما شرع والاضعان والانقياد له، وتحيكم شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

والرب هو المعبود: المعنى أن الرب هو المستحق للعبادة، لا أن كل معبود هو رب.

والدليل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ" : قوله "الَّذِي خَلَقَكُمْ" هذه صفة كاشفة تعلل ما سبق، أي اعبدوه لأنه ربكم الذي خلقكم، فمن أجل كونه الرب الخالق كان لزاما عليكم أن تعبدوه، وهذا يلزم كل من أقرَّ بربوبية الله، أن يعبده وحده وإلا كان متناقضا.

"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا": المساجد هي مواضع السجود أو أعضاء السجود، ومعنى الآية: لا تعبدوا معه غيره فتسجدوا له.

"وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ": قوله لا برهان له به صفة كاشفة مبينة للأمر، وليست صفة مقيدة تخرج ما فيه برهان، لأنه لا يمكن ان يكون برهان على أن مع الله إله آخر.
وقوله: "فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ" وجه الدلالة من الآية لما في المتن، بأن الله سبحانه بيّن أن من يدعو مع الله إله آخر بانه كافر لأنه قال: " إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ".


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مختصرالأصول الثلاثة, العثيمين, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013