منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Apr 2017, 12:35 PM
محمد بن شريف التلمساني محمد بن شريف التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 63
افتراضي الفوائد الجليَّة من مجلة الإصلاح السلفيَّة -متجدد-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمدُ لله رَبِّ العَالمين و صلَّى الله على محمَّدٍ و على آله و صحبه وأتباعه إلى يوم الدِّين أمَّا بعدٌ(1)
فهذا جمعٌ لبعضِ الفوائد أثناء قراءة لمجلة الإصلاح السلفيَّة فأحببنا أن نشركها مع إخواننا الفضلاء لتعمَّ الفائدة و قد سميتها {الفوائد الجليَّة من مجلة الإصلاح السلفيَّة}.
*خُلُقُ اَلْعِزَّة:{ لعلَّ من أجلِّ الأخلاق الّتي تخلَّى عنهاَ أكثر المسلمين وزهدوا فيها,خلق العزَّة,تلك الكلمة التي ترمز إلى معاني القوَّة و الشدَّة و نفاسة القدر,يقال في كلام العرب عزَّ فلان,إذا برئ و سلم من الذُّلِّ و الهوان,وقد تعبِّر عن الامتناع و التَّرفّْع و الغلبة,فيقال: عزَّني فلان:أي:غلبني,ومنه قوله تعالى: ((وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ))(سورة ص:23) و عليه فالعزَّة من خلال هذه المعاني يمكن أن تعرَّف بأنها (( حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب ))(2) سواءٌ كانت غلبةً حسِّيةً أو معنويَّةً.
ومن أوصاف الله تعالى العزَّة, و من أسمائه العزيز,أي: الغالبُ القويُّ, و هو سبحانه المعزُّ الَّذي له جميعُ معاني العزَّةِ كما قال سبحانه و تعالى: ((إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا))(سورة يونس:46), فله عزَّة القوَّة وعزَّة الامتناع,لأنَّه غنيٌّ بذاته لا يحتاج إلى أحدٍ, و عزَّةُ القهر و الغلبة لجميع الكائنات و قد تكرَّر وصف الله بوصف العزَّة ما يقارِبُ المئة مرَّة.
و لقد تناسى أو تجاهلَ كثيرٌ من المسلمين أنَّ عزَّ هذه الأمَّة و رفعةَ أهلِ الحقِّ و الخير فيها لن يتمَّ إلاَّ بالعضِّ على هذا الِّدِّينِ و النَّهَلِ منه عقيدةً و شريعةً,صدقاً و عدلاً,و النُّفرةِ من مسالك الجاهلين و المُباينة لسَبيلِ المارقين,و البُغضِ لأخلاق الكافرين}.(3)

*وقفات مع قوله تعالى: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ))
الوقفة الأولى: {هذه الآية قاعدةُ عامَّةٌ تندرج تحتها كلُّ مسائل الدِّين من عقائد و عبادات و معاملاتٍ,قال الشَّيخُ السَّعدي: (( ما أعظمَ هذه القاعدة و ما أحكم هذا الأصل العظيم الَّذي نصَّ الله نصًّا صريحًا على عموم ذلك, و عدم تقيُّد هذا الهدى بحالة من الأحوال,فكلُّ حالةٍ هي أَقْوَمُ,في العقائد و الأخلاق و الأعمال والسِّياسات
الكبار و الصغار و الصِّناعات و الأعمال الدِّينيَّة و الدُّنيويَّة, فإنَّ القرآن يهدي إليها و يرشد إليها
فأما العقائد: فإنَّ عقائد القرآن هي العقائد النَّافعة الَّتي فيها صلاح القلوب و حياتها و كمالها, و هي الَّتي أوجد الله الخلق لأجلها.
و أمَّا أخلاقه الَّتي يدعو إليها, فإنَّه يدعو إلى التَّحلِّي بكلِّ خلقٍ جميلٍ, من الصّبر و الحلم و العفوِ و الأدبِ وحسنِ الخُلُقِ و جميع مكارم الأخلاق.
وأمَّا الأعمال الدِّينية الَّتي يهدي إليها: فهي أحسنُ الأعمال الَّتي فيها القيامُ بحقوق الله و حقوقِ العباد على أكمل الحالات و أجلِّها.
وأمَّا السِّياسات الدِّينية و الدُّنيويَّة: فهو يرشد إلى سلوك الطُّرقِ النَّافعة في دفع المفاسد و يأمر بالتَّشاورِ على ما لم يتَّضح مَصلحَته و العمل بما تقتضيه المصلحة في كلِّ وقتٍ بما يناسبُ ذلك الوقت و الحال.
الوقفة الثانية: جاء في هذه الآية وصف القرآن بالهداية و في كتاب الله تعالى آيات كثير تدل على ذلك و منها قوله تعالى: ((طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)) {سورة النمل:1و2}, وقوله تعالى: ((الم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ)) {سورة لقمان:1,2,3}.
الوقفة الثالثة: المقصود بالهداية في هذه الآية هداية الإرشاد و الدَّلالة.
وهداية البيان و الدَّلالة هي الهداية العامة و هداية التَّوفيق و الإلهام هي الهداية الخاصَّة.
الوقفة الرابعة: قراءة القرآن الكريم و تدبُّر معانيه أعظم أسباب الهداية , قال الله تعالى: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)) {سورة الإسراء:9} وقال تعالى: ((قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)) {سورة فصلت:44}
وهناك أسباب أخرى بيَّنها ربُّنا عز وجل في كتابه و على لسان نبيِّه صلى الله عليه و سلم و منها:
*العنايةُ بسنَّة النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم إذ هي المفسر للقرآن.
*الحرصُ على اتِّباع الصَّحابة رضوان الله عليهم و على رأسهم الخلفاءُ الأربعة
* التَّوحيد من أعظم أسباب الهداية.
*امتثال ما أمر الله به و رسوله واجتناب ما نهى الله عنه و رسوله.
*مجاهدة النفس على ذلك.
*الإنابة و التَّوبة و الرُّجوع إلى الله.
*الاعتصام بالله و التَّوكُّل عليه إذ هو العمدة في الهداية, و هو الوسيلة إلى الرَّشاد
*الدعاء و الإلحاح فيه.
الوقفة الخامسة: القرآن الكريم سبيل الهدى و الرَّشاد,من أقبل عليه كان ممَّن قال الله فيهم: ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)) {سورة طه:123}
ومن تولى عنه كان ممن قال الله فيهم: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)) }.(4)

وقفات مع قوله صلى الله عليه و سلم (لا تدخلوا الجنَّة حتَّى تُؤْمنُوا)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم ((والَّذي نَفسي بيده لا تَدْخلُوا الجنَّة حتَّى تؤْمنُوا,و لا تُؤْمنُوا حتَّى تَحَابُّوا,أفَلا أُّدُّلُّكُم عَلى أمرٍ إذا فعلتمُوهُ تحَاببتُم أفشوا السَّلام بينَكُم))(5)
{هذا الحديث أحاط بأسباب السَّعادة في الدُّنيا و الآخرة,وقد أقسم فيه النبي صلى الله عليه و سلم أنَّ الجنَّة لا يدخلها إلاَّ المؤمنون.
ومما يترتَّب على هذا الأصل الموجب دخول الجنَّة أن يحبَّ المسلم لأخيه ما يحبُّ لنفسه و لا يتمُّ الإيمان إلاَّ به, ويترتَّبُ عليه محبَّة اجتماع المسلمين و الحثُّ على التآلف و عدم التَّقاطع.
*حكم البغض في الله و ما هو موقعه من الأيمان؟
قال ابن رجب رحمه الله تعالى في ((الجامع))(2/266):{وأما البغض في الله, فهو من أوثق عرى الإيمان,وليس داخلاً في النهي و أو ظهر لرجلٍ من أخيه شرٌ, فأبغضه عليه, و كان الرَّجل معذورًا فيه في نفس الأمرِ,أثيب المبغض لهُ,وإن عذر أَخُوهُ,كما قال عمر رضي الله عنه: إنَّا كنَّا نعرفكم إذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيْنَ أظهُرنا,وإذ ينزلُ الوحيُ,وإذ ينَبِئنَا الله من أَخباركم,ألاَ و إنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قَدِ انطلقَ به, وانقطعَ الوحيُ,وإنَّما نعرفكم بما نَخبُرُكم,ألا من أظهَرَ منكم خيرًا ظننَّا به خيرًا,وأحببناه عليه,ومن أظهرَ منكم شرًا ظننَّا به شرًا و أبغضناه عليه,سرائركم بينكم و بينَ الله عز وجل}.
وقوله أفشوا السلام بينكم: فيه الحثًّ العظيم على إفشاء السَّلام وبذلهِ للمسلمين كلِّهم,من عرفت و من لم تعرف,والسلام أول أسباب التآلف و مفتاح استجلاب المودَّة,و فيها تكمن ألفة المسلمين,وإظهار شعارهم المميَّز لهم من غيرهم من أهل المِلَلِ
ومعنى إفشاء السلام: نشرهُ, وتوسيع استعماله بين المسلمين فيسلِّم الصَّغير على الكبير و يسلِّم الرَّاكب على الماشي, ويسلِّم القليل على الكثير, ولا يسلم المسلم بمنبِّه السَّيَّارة, لأنَّه إذا نُهيَ عن السَّلام بالإشارة, فهذا من باب أولى.
و المقصود: أنَ من أراد الفلاح و الفوز بالجنَّة,فلا بدَّ أن يكون مؤمنًا,ولا يكون مؤمنًا إلاَّ إذا أحبَّ إخوانه المسلمين في الله و من أعظم وسائل تحقيق المحبَّة بين المسلمين,سلام بعضهم على بعض}(6)

والحمد لله رب العالمين.
_____________________
1: منقولة من متن مختصر في أصول العقائد الدينية للشيخ العلامة السعدي رحمه الله تعالى.
2: { (تاج العروس),(15/219)}.
3: {مجلة الإصلاح العدد:48, الصفحة: 4, 5}
4: {مجلة الإصلاح العدد:48 , الصفحة:6, 8,7}
5: {أخرجه مسلم(93),وأبو داود(5193),وغيرهما}
6: {مجلة الإصلاح العدد:48 , الصفحة: 12,11,10}

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Apr 2017, 03:50 PM
محمد بن شريف التلمساني محمد بن شريف التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 63
افتراضي

*ظاهرة سب الدين:
{إنَّ السَّبَّ,هو كلُّ كلام أو فعلٍ يُرادُ به انتقاصُ الخالِقِ والاستخفاف به أو بدينه أو بشَرعة أو برسُله,لهو من الكافر الَّذي أَجمَعَ علماءُ الإسلامِ على كبيرِ جُرمِهِ و شَناعَةِ وَصفِه,سواءٌ أكان السًّبُّ باستهزاءٍ جاد,أم مازحٍ وهزلٍ,أم غفلةٍ و جهلٍ,لا فَرقَ بين القاصدِ ونيَّات النَّاس في ذلك,لأنَّ العبرةً بالظَّاهرِ و لا اعتدادَ بالباطن.
و لِعِظَمِ جُرمِ سبِّ الدِّين فإنَّ علماء الإسلام كما أجمعُوا على كفرِ السَّابِّ,أجمعوا على استحقاقه القتلَ, و لم يَختلفوا في ذلك, وإنَّما اختلفوا في قَبًولِ تَوبتِه, و هل تمنَعه توبته- إن تاب- من القتل أم لا؟ على قولَين مشهورين للعلماء.
و قد سئل ابنُ أبي زيدٍ القيرواني المالكي(386هـ)عن رجلٍ لعن رجلاً و لعنَ الله معه, فقال الرَّجلُ معتذرًا: إنَّما أردتُّ لعن الشَّيطانَ فزلَّ لساني, فقال ابن أبي زيد مجيبًا:
((يُقتَلُ بظاهرِ كُفره,و لا يُقبَلُ عذرُه,وسواءٌ أكان مازحًا أو جادًّا ))(أفاده القاضي عياض في ((الشِّفا)))(2/271)).}(1)

*من أصول الأدب ترك الغضب:
{هذا الحديث أصل من أصول الأدب,قال الإمام الجليل ابن أبي زيد القيرواني المالكي: {جماع آداب الخير وأزمَّته تتفرَّع عن أربعة أحاديث: قول النبي صلى الله عليه و سلم ((من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت))وقوله صلى الله عليه و سلم: ((من حسن إسلام المرء تركهُ ما لا يَعنيه))وقوله صلى الله عليه و سلم للَّذي اختصر له في الوصيَّة: ((لا تغضب)) و قوله صلى الله عليه و سلم ((المؤمن يحبُّ لأخيه ما يحبُ لنفسه))}(2)
قال ابن عبد البرِّ: ((هذا من الكلام القليل الألفاظ الجامع للمعاني الكثيرة و الفوائد الجليلة, ومن كظمَ غيظه وردَّ غضبه أخزى شيطانه, وسلمت مروءته و دينه, ولقد أحسن القائل: لا يُعرف الحلم إلاَّ ساعة الغضب)).


*قوله صلى الله عليه و سلم: (لا تغضب) يحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون مراده الأمرَ بالأسباب الَّتي توجب حسن الخلق من الكرم و السَّخاء و الحلم و الحياء و التَّواضع و الاحتمال و كفِّ الأذى,والصَّفح و العفو,ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة.
و الثاني: أن يكون المراد: لا تعمل بمقتضى الغضب إذا حصل لك , بل جاهد نفسك على ترك تنفيذه و العمل بما يأمر به, فإنَّ الغضب إذا ملك ابن آدم كان كالآمر و النَّاهي له.

*أمور تعين على ترك الغضب:
1: أن يستعيذ بالله فأنَ ذلك سبب لزوالِ غضبه قال الله تعالى ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))(سورة فصلت:36)
2: أن يسكت و لا يتكلَّم فقد روى الإمام البخاري في الأدب المفرد أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال ((علِّموا و يسِّروا و لا تعسِّروا, وإذا غَضِبَ أحدُكُم فَليَسكتْ)).
3: التَّباعد عن حالة الانتقام و قد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((إذا غضب أَحدُكُم وَهوَ قائمٌ فليجلسْ فإنْ ذهبَ عنهُ الغَضبُ و إلاَّ فلْيضطجعْ))
وهذا لأنَّ القائم متهيِّئ للحركة و البطش, و القاعد دونه في هذا المعنى و المضطجع ممنوع منها(3)
-------------------------------------------
1: {مجلة الإصلاح العدد: 49, الصفحة:2,1}
2: {الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني(387,386)}
3: {مجلة الإصلاح العدد: 49, الصفحة:3,2,1}
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013