تحذير ولاة أمر المسلمين من الغش لرعيتهم ، فائدة للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله.

[أبو إكرام وليد فتحون]

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحذير ولاة أمر المسلمين من الغش لرعيتهم
فائدة للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله.

حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول:
((مَا مِنْ عَبْدِ يَسْتَرْعِيهِ اَللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلْجَنَّةَ))

هذا تحذير لسلاطين المسلمين وحكام المسلمين وأمراء المسلمين وولاة أمر المسلمين من الغش لرعيتهم إذ السلطان بمثابة الوالد والرعية بمنزلة الأولاد فيجب عليه أن يبذل جهده ووسعه وطاقته في النصيحة لهم، وعدم غشهم، وذلك بإقامة شرع الله فيهم، وإيصال الخير إليهم بكل ما يستطيع، ودفع الشر عنهم بكل ما يستطيع.

فإن هو لم يقم فيهم بشرع الله كان غاشًا، وإن هو لم يقم بإيصال الخير إليهم مع قدرته على ذلك كان غاشًا، وإذا هو لم يدفع الشر عنهم كان غاشًا، فهذه الخصلة خصلةٌ ذميمة وهي غش الولاة والحكام والسلاطين للرعية فناسب أن تُدخل في مساوئ الأخلاق، فمن أسوأ الأخلاق غش السلطان للرعية وغش الوالي للرعية، وأيضًا غش رب البيت للرعية ((مَا مِنْ عَبْدِ يَسْتَرْعِيهِ اَللَّهُ رَعِيَّةً)) لأن المفروض أن يكون ناصحًا لهم مُشفقًا عليهم رحيمًا بهم ( (إِلَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلْجَنَّةَ )).

وفي اللفظ الآخر عند مسلم (( إلاّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنّةَ)) فهذا فيه ترهيب لمن ولي رعيةً من أن يتصف به بهذه الخَصلة وهي الغش للرعية، فالوالد داخلٌ في هذا والسلطان من باب أولى داخلٌ في ذلك لأن الواجب على الجميع أن ينصحوا للرعية بكل الذي ذكرناه، فلا يجوز للوالي أن يغش رعيته ولا يجوز للوالد أن يغش رعيته وهم أسرته التي ولاه الله -سبحانه وتعالى- واسترعاه عليهم بل يجب على الجميع النصح لرعاياهم وذلك بإيصال الخير إليهم ودفع الشر عنهم وبذل الخير والنصيحة لهم بكل ما يُستطاع، ففي هذا تحذيرٌ من غش الولاة للرعية وأنه من الخصال القبيحة السيئة نسأل الله العافية والسلامة.

الفوائد من دروس الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
المصدر : ميراث الأنبياء
http://www.miraath.net/articles.php?cat=11&id=1395