فائدة عزيزة هاكموها بغير شيء
قلتُ في الخطبة: "وسُبيت نساؤه وبناته"، وفي ذهني وأنا أقول ذلك ما ذكره ابن سعد في "الطَّبقات" (6/444) ـ وسياقته لوقعة مقتل الحسين رضي الله عنه أصحُّ السِّياقات وأحسنها، أثنى عليها ابن تيميَّة واعتمدها الذَّهبي وابن كثير وغيرهما من المحقِّقين ـ أنَّ رجلًا من أهل العراق أخذ حُلِيَّ فاطمة بنت الحسين وهو يبكي، فقالت: لم تبكي؟ قال: أسلبُ ابنة رسول الله (صلَّى الله وعليه وسلم) ولا أبكي؟ فقالت: دعه، فقال: إنِّي أخاف أن يأخذه غيري، مع ما حصل بعد ذلك من حملهنَّ إلى قصر ابن زياد.
وقد نبَّهني شيخُنا أبو عبيد الله أزهر ـ حفظه الله ـ وكان حاضرًا رفع الله قدره ـ إلى أنَّ هذا لا يصلح أن يُسمَّى سبيًا، فالسَّبي كلمةٌ يُفهم منها أنَّهن اتُخذن إماء وسراري، وذلك لم يكن، وإنَّما هو من أكاذيب الرَّافضة وزياداتهم في تلك الوقعة، وإنَّما حُملن إلى ابن زياد ثم أرسل إليه يزيدُ أن يرسل إليه ثقَل الحسين ومن بقي من أهل بيته ففعل، والله المستعان.
فحفظ الله شيخنا، وبارك فيه وفي أهله وولده، وجزاه عنَّا خير الجزاء وأوفاه.