قرأت تعليقا في منتديات التصفية والتربية للفاضل أبي بسطام إبراهيم بويران على كلام للأخوين العيدلي وزيادي تجنيا فيه على مقام شيخنا العالم عويسات وتجنبا الصواب مئة في المئة وفقط لي وقفة مع قول الأخ كمال زيادي : (و الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله من شهد له بالعلم؟ ، إنه العلامة ربيع طبعًا فالمسافة هائلة جدا بين الشيخ عوسات و العلامة ربيع!» . )
وجواب هذا الكلام أن تزكية العالم لأخيه لا تعني حصول العالمية بعد انعدامها وإلا فإن كانت العالمية توهب للعالم لجاز عقلا لا شرعا أن ينزع الواهب ( الذي يزكي غيره ) هبته ( التزكية ) فيصبح العالم جاهلا ثم عالما ثم عاميا ثم طالبا ثم مبتدئا ثم عالما ودواليك وهذا على حسب مراد المزكين وليس بناءإلى على علم وتحصيل وتقوى !!.
وقد حصل مع بعضهم أن من زكاه أو نصح به بعض الناس كان مع مرور الأيام أن حصلت بينهما ( المزكي والذي زكاها ) قطيعة فصار المزكي يقول أنا الذي زكيته ولولا تزكيتِي له لما راح فلان ولا غدا وغير ذلك من ألفاظ المن والأذى بشيء ليس فيه من صنيع المزكي غير الدلالة على الخير ومثل ذلك أن تكون هناك ماء عذبة في بئر قريبة ولكنها مخفية خلف شجرة على طرف الطريق فجعل هذا الرجل يدل المارة عليها ليستقوا منها وفي يوم أتى ليستقي هو منها فوجد الدولة قد أممتها لصالح الزراع هناك فصار يقول وهو مغضب (لأن نفعها الظاهر صار لا يصل إليه) لولاي لما كان ماؤك عذبا!!
فما لكم كيف تحكمون !!
ولذلك يقال لك يا زيادي وأنت يا عيدلي كما ذكرت في مقال حول من يؤخذ عنه العلم :
(فوائد منتقاة حول من يؤخذ عنه العلم :
أولا لابد أن نعرف أن:
التزكية العلمية لشخص بأنه من أهل العلم وحملته تدخل في باب الشهادات فإن كانت من صاحب دين ودراية كانت شهادة حق وإن كانت من غيره كانت شهادة زور .
ولذلك لا تثبت العصمة بتزكية أي أحد أنه من أهل العلم بل التزكية تأتي لرفع الجهالة عن المزكَّى .
فالتزكية إذا كاشفة عن علم العالم وأهليته وليست موجدة لعلمه كما يظن البعض فضلا عن أن تكون تلك التزكية موجدة لأهليته .
لذلك ننصح المتعالمين والمتمسحين بالمشايخ لا تبحثوا عن التزكيات لأن أفضل مزك هو علم العالم ثم عمله .
فالتزكيات إذا تعرفنا بالعالم فقط لأن العالم لا تجعله التزكية عالما بل ترشد إليه فقط .
ولذلك نجد أحيانا تزكية عالم لمن هو أعلم منه فليس شرطا أن يكون أحدهما أسبق بالعلم بل هذا من باب الدلالة والإعانة على الخير .
وتزكية العالم لإخوانه من أهل العلم فيها فائدتان :
الأولى : نيل العالم المزكي الأجر لدلالته على الخير وبالأخص دلالة المبتدئين والعوام من لا يفرقون بين أهل العلم وغيرهم ويغترون لمجرد المظاهر الجوفاء البراقة .
والثانية : إعانة من نال التزكية على نشر الخير وتعليمه وتبليغه للناس.).
وكتب بلال يونسي السكيكدي
|