منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 18 Feb 2013, 04:24 PM
أم شكيب القبائلية الجزائرية أم شكيب القبائلية الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجـزائر ـ القبائل الكبرى
المشاركات: 99
افتراضي أتعلـم بما تعظم الصغائر من الذنوب ؟!

اعلم‏:‏ أن الصغيرة تكبر بأسباب‏:‏ منها الإصرار والمواظبة‏.‏ وفى الحديث من رواية ابن عباس رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ‏:‏‏"‏لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار‏"‏ ‏‏‏.‏واعلم‏:‏ أن العفو عن كبيرة قد انقضت ولم يتبعها مثلها، أرجى من العفو عن صغيرة يواظب عليها العبد‏.‏ ومثال ذلك قطرات من الماء تقع على حجر متواليات، فإنها تؤثر فيه، ولو جمعت تلك القطرات فى مرة وصبت عليه لم تؤثر، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم ‏"‏ أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل‏"‏‏.‏ومن الأسباب التي تعظم الصغائر أن يستصغر الذنب، فإن الذنب كلما استعظمه العبد، صغر عند الله تعالى، وكلما استصغره العبد، كبر عند الله تعالى، فإن استعظامه يصدر عن نفور القلب منه وكراهيته له‏.‏قال ابن مسعود رضى الله عنه ‏:‏ إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه فى أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به هكذا‏.‏ أخرجاه فى ‏"‏الصحيحين‏"‏‏.‏
وإنما يعظم الذنب فى قلب المؤمن لعلمه بجلال الله تعالى، فإذا نظر إلى عظمة من عصى، رأى الصغيرة كبيرة‏.‏وفى البخاري من حديث أنس رضى الله عنه ‏:‏‏"‏إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الموبقات‏"‏وقال بلال بن سعد رحمه الله‏:‏ لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت‏.‏ومن الأسباب أن يفرح بالصغيرة ويتمدح بها، كما يقول ‏:‏ أما رأيتني كيف مزَّقت عرض فلان، وذكرت مساويه حتى خجلته، أو يقول التاجر‏:‏ أما رأيت كيف روجت عليه الزائف، وكيف خدعته وغبنته، فهذا وأمثاله تكبر به الصغيرة‏.‏ومنها أن يتهاون بستر الله تعالى وحلمه عنه وإمهاله إياه ولا يدرى أن ذلك قد يكون مقتاً ليزداد بالإهمال إثماً‏.‏ومنها أن يأتى الذنب ثم يذكره بمحضر من غيره، وفى ‏"‏الصحيحين‏"‏ من حديث أبى هريرة رضى الله عنه ، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏:‏‏"‏ كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل العمل بالليل، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول‏:‏ يا فلان‏:‏ عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره الله عليه، ويصبح يكشف ستر الله عنه‏"‏‏.‏ومنها أن يكون المذنب عالماً يُقتدي به، فإذا علم منه الذنب، كبر ذنبه، كلبسه الحرير، ودخوله على الظلمة مع ترك الإنكار عليهم، وإطلاق اللسان فى الأعراض، واشتغاله من العلوم بما لا يقصد منه إلا الجاه، كعلم الجدل، فهذه ذنوب يتبع العالم عليها، فيموت ويبقى شره مستطيراً فى العالم، فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه‏.‏ وفى الحديث ‏:‏‏"‏ ومن سن فى الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ‏"‏‏.‏
فعلى العالم وظيفتان‏:‏
إحداهما‏:‏ ترك الذنب، والثانية ‏:‏ إخفاؤه إذا أتاه‏.‏وكما تتضاعف أوزار العلماء إذا أُتبعوا على الذنوب، كذلك تتضاعف حسناتهم إذا أُتبعوا على الخير‏.‏وينبغى للعالم أن يتوسط فى ملبسه ونفقته، وليكن إلى التقلل أميل، فإن الناس ينظرون إليه‏.‏
وينبغى له الاحتراز مما يقتدي به فيه، فإنه متى ترخص فى الدخول على السلاطين وجمع الحطام، فاقتدى به غيره، كان الإثم عليه، وربما سلم هو فى دخوله، ولم يفهموا كيفية سلامته‏.‏وقد رأينا أن ملكاً كان يُكْرِهُ الناس على أكل لحم الخنزير، فجيء برجل عالم، فقال له حاجب الملك ‏:‏ قد ذبحت له جدياً فكل منه، فلما دخل قرب إليه فلم يأكل، فأمر بقتله، فقال له الحاجب ‏:‏ ألم أقل لك إنه جدى، فقال ‏:‏ ومن أين يعلم حالي من يقتدي بى‏.‏
مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة رحمه الله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 Feb 2013, 10:55 PM
أم إبراهيم السلفية أم إبراهيم السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 94
افتراضي

ومنها أن يتهاون بستر الله تعالى وحلمه عنه وإمهاله إياه ولا يدرى أن ذلك قد يكون مقتاً ليزداد بالإهمال إثما
كثير من الناس من يغفل عن هذا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013