منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 15 Mar 2017, 11:22 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي بين الوسطية السلفية و الوسطية الخلفية.



بين الوسطية السلفية و الوسطية الخلفية.


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:


بعض الجماعات و الأفراد اليوم تنادي بالوسطية و تعتقد أنها هي التي تمثلها ، حتى الحزبي والتكفيري يعتقد انه هو الوسط ، بل حتى المتساهل المميع يعتقد أنه هو الذي يمثل دين الله و الوسطية !!
و الوسطية تمثل الإسلام الصافي الصحيح وهذا الذي تجده عند منهج واحد وهو منهج السلف الصالح ومن سار عليه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك فمن كان هديه و طريقته على مثل ماتركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فهم الذين يمثلون الوسطية ، ومن شذ عن ذلك فهو الهالك إما في الشدة و الغلو أو التساهل و التميع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وصفا لأهل السنة : ( وهم وسط في النحل ، كما أن ملة الإسلام وسط في الملل ) [ مجموع الفتاوى 3/370 ].
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى : فإن (الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما حد الله عز وجل ولا يقصر فيه فينقص عما حد الله سبحانه وتعالى.
الوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والغلو في الدين أن يتجاوزها، والتقصير أن لا يبلغها. [ مجموع فتاوى ابن عثيمين(ج 1/ ص 42)].
والملاحظ اليوم أن جميع الفرق لا تسير على الصراط المستقيم الوسط بل انحرفت مع السبل ولم تتمسك بالوسط.
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى : وقد ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال:وهي الجماعة فهذه الفرق كلها يتبين ضلالها بعرضها على هذا المنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، لا فرق بين قديم وحديث، وبعرض أفكارهم وعقائدهم وأقوالهم ومواقفهم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح يتبين ضلالهم فيعرفون ثم يحذر منهم كما فعل أسلافنا بأمثالهم، فنسأل الله العافية.
هذا وما من ضال إلا وهو يريد أن يهمش منهج السلف، ما يأتي ضال من الجهمية والمعتزلة والخوارج وغيرهم إلا وهو يريد أن يضرب بفهم السلف عرض الحائط ويعرض عن سبيل المؤمنين عمدا ليهرع الناس إلى سبيله الضال.
كما قال الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- لما قرأ قول الله -تبارك وتعالى-: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.
ثم خط خطا ثم قال:هذا صراط ربك مستقيما، ثم خط عن يمين هذا الخط وعن شماله خطوطا وقال:
على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه
.
فالشياطين دعاة للباطل من وقت مبكر، وسيستمرون على هذا إلى يوم القيامة، وما على من وفقه الله لاتباع منهج السلف إلا أن يعتز به ويثبت عليه ويحذر من أهل الطرق الضالة المنحرفة من سابقين ولاحقين، وما اللاحقون إلا رواة للسابقين، ونعوذ بالله من فتنتهم جميعا. [مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع 179/14.]
وللشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى محاضرة ألقيت في كلية الشريعة بالمملكة بعنوان : الوسطية في الإسلام.
هذا ملخصها:
بعد أن ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على الوسطية وتعريفها ، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}.
قال المفسرون الوسط هو العدل الخيار وهذه الأمة ولله الحمد عدول وخيار كما شهد الله لها بذلك لأن هذه الأمة ستشهد على الأمم يوم القيامة والشاهد يشترط فيه أن يكون عدلاً فهذه الأمة تحملت هذه الشهادة لما من الله عليها به من بعثة هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.
الوسط ما كان بين طرفين فهذه الأمة بين طرفين من الأمم طرف الغلو الذي في النصارى وطرف التساهل الذي كان باليهود فهذه الأمة وسط غلو النصارى وتساهل وانفلات اليهود.
وقال حفظه الله :وهكذا يكون كل فرد من أفراد هذه الأمة كما أن الأمة بمجموعها وسط معتدلة بين الإفراط والتفريط فكل فرد من هذه الأمة كذلك ولله الحمد هو وسط بين الغلو وبين التساهل وبين الإفراط والتفريط في دينه فلا يغلو غلو المتطرفين والخوارج ولا يتساهل المرجئة والمنحلين والمضيعين.
ويجب علينا إذا أنكرنا التطرف والغلو يجب علينا أن ننكر أيضا التساهل والتفريط أما أن نركز على جانب ونهمل الجانب الآخر وقد يكون أخطر.فالآن أنا أرى أنا الإنكار كله على الغلو والتطرف وهذا صحيح.
نحن لسنا مع المتشددين ولسنا مع المتساهلين وإنما نحن مع المتوسطين مع الصراط المستقيم مع السبيل المستقيم فهذا طريقنا وهذا منهجنا وهذا ما نتدارسه وندرسه في مدارسنا وجامعتنا ومساجدنا نتدارس طريق الوسطية في كل أمر من أمور الدين هو ليس مع جانب التشدد والمشقة الشديدة وليس هو مع جانب التساهل والضياع والميوعة.
وقال حفظه الله: والحمد لله المقررات والكتب التي ندرسها كلها تحمل هذا المنهج منهج الوسطية لكن الشأن في من يفهمها ومن يوصلها إلى أذهان الطلاب ويبينها لهم ويحثهم عليها هذا هو الشأن وإلا وجود الكتب من دون أن تقرأ ومن دون أن تشرح وتبين لا يجدي شيئا وهذا هو شأنكم أيها في هذه الكلية المباركة أن عملوا الطلاب الطريق الوسط لأننا الآن في أشد الحاجة إليه لكثرة الأصوات المنادية للإخراج منه إما إلى الغلو والتطرف وسفك الدماء والتخريب وإما إلى التساهل والضياع وتعطيل الحدود وتعطيل الشريعة وتنحية الشريعة عن الحكم والحث على العري والسفور وإخراج المرأة عن مسارها الصحيح إلى مسارات أهل الضلال وأهل الضياع لأن المرأة إذا فسدت تدمر المجتمع مثل القنابل الموقوتة فلا بد أن يحافظ عليها ولابد أن تضبط بالضوابط الشرعية.
ونبه الشيخ حفظه الله تعالى على أمر مهم فقال: فيجب أن نعرف أنه لا يركز على الإنكار على المتشددين فقط ويترك المتساهلون بل ينكر على هؤلاء وهؤلاء ويحذر من هؤلاء وهؤلاء ويبين الطريق الصحيح في هذا الأمر حتى لا يلتبس على الناس فإذا تكلم هؤلاء ونادوا بالتساهل والتسامح والتسيب أو قام الغلاة والمتشددون ونادوا بالتشدد والتطرف فلا يجوز لنا أن نسكت لا يجوز لأهل العلم أن يسكتوا بل يجب أن ينكروا على الطرفين وأن يبينوا الطريق الصحيح للأمة لئلا يضلوها لا يضلها المتشددون فيخرجونها عن مسارها ولا يضلها المتساهلون المتميعون فيضيعون دينهم فيجب على العلماء أن يبينوا هذا ويجب عليكم أنتم بالذات وأنتم طلبة كلية الشريعة وكذلك المشايخ الذين يدرسون في هذه الكلية المباركة فيجب على كل مسلم يدرس في كل مجال يجب أن يبين هذا لطلابه خصوصا في هذا الوقت التي اشتدت فيه حاجة وكثرت فيه الأصوات .
وختم الشيخ حفظه الله تعالى بقوله : أن معرفةالوسطية أمر لابد من تعليمه للناس لأن حاجة الناس اليوم لهذا أشد لأن الناس يتنازعهم تياران تيار الغلو والتشدد وتيار التساهل والضياع فيجب أن نعرف هذا الأمر وأن نوضحه للناس وأن نتمثله لأنفسنا أولاً حتى نكون من أمة الوسط نكون على الوسطية التي هي ديننا.إهـ

وعلى هذا فقس فالوسطية في السلفية في جميع أبواب الدين من عقيدة و طريقة و معاملات وأخلاق و سير ، و طريقهم هو الطريق المستقيم الذي خطه له نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وسار عليه الصحابة و التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين ، فمن رام غير هذا الطريق الوسط فقد زاغ وشط .


جمعه وكتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
16 جمادى الآخرة 1438هـجري


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 15 Mar 2017 الساعة 12:26 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, الوسطية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013