منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 15 Mar 2016, 12:28 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي هذان مَثَلَان، افقهُّما وتدبَّرهما واعرف ما يُراد منهما تكن من أهلهما

بسم الله الرحمن الرحيم

هذان مَثَلَان، افقهُّما وتدبَّرهما واعرف ما يُراد منهما تكن من أهلهما


قال ابن القيم في إعلام الموقعين: "ومن لم يفقه هذين المثلين ولم يتدبرهما ويعرف ما يراد منهما فليس من أهلهما، والله الموفق"
[إعلام الموقعين 1/118].


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أمابعد:

دوما الحق يبقى ويظهر مهم طال زمان الباطل وتكاتف أعوانه فإن الباطل يزهق ويضمحل، وهذا وعد من الله ورسوله ، قال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا }[ الفتح 28 ]. يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسير الآية : هو الذي أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم, بالبيان الواضح ودين الإسلام. ليعليه على الملل كلها, وحسبك- يا محمد- بالله شاهدا على أنه ناصرك ومظهر دينك على كل دين. و قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق وتنجوا فرقة واحدة : (وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً ، قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ). [الألباني في صحيح الترمذي].
يقول الإمام ابن باز رحمه الله تعالى : أرى أن الإسلام سوف ينتصر بإذن الله على تلك التيارات والنحل الزائفة التي ابتلي بها العالم في عصرنا الحاضر، وأن كل ما يوجه إلى الإسلام من عداء ماكر للنيل منه وإزاحته عن قيادة العالم سوف يعود في النهاية بإذن الله تعالى على نحور أصحابه، وذلك أن الله جل شأنه قد تكفل بحفظ القرآن الكريم الذي هو الأساس العظيم للإسلام، حيث يقول سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقد هيأ الله سبحانه وله الحمد والمنة لدينه أنصارا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله)، وفي رواية أخرى: (لايضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة)...إهـ [ جواب عن سؤال على موقع الشيخ].
واليوم نرى بأم أعيننا هذا الافتراق والاختلاف ، و لكن أصحاب الحق مهما تغير الزمان و المكان والأشخاص والأعيان ثابتين لم يغيروا ، وهم من يمثلون المنهج السلفي بصدق لا كما يدعي غيرهم الانتساب لهذا المنهج ولكن خالفوا قواعده بإنشاء قواعد جديدة بتميع أو تشدد كما هي حال كثير من أهل الأهواء ، و على رأسهم اليوم من يدعي السلفية كالمميعة الحلبية و التكفيرية الحدادية فهم زبد لا بقاء له بإذن الله تعالى فقد كُشفت شبهاتهم و أباطيلهم التي يدندنون حولها فلم تقبلها الفطر السليمة التي ارتوت من النبع الصافي السلفي ، والذهب الخالص ليس كالذهب المزيف ، فيبقى الخالص محافظا على صفائه وبريقه ، وأما المزيف فسيعرف ويكشف إما بأهل الخبرة أو بالتجربة ، وهذان مثلان مضروبان للحق في ثباته وبقائه ، والباطل في اضمحلاله وفنائه.
قال تعالى : {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } [ سورة الرعد 17 ]
قال ابن كثير في تفسيره : اشتملت هذه الآية الكريمة على مثلين مضروبين للحق في ثباته وبقائه ، والباطل في اضمحلاله وفنائه ، فقال تعالى : ( أنزل من السماء ماء ) أي : مطرا ، ( فسالت أودية بقدرها ) أي : أخذ كل واد بحسبه ، فهذا كبير وسع كثيرا من الماء ، وهذا صغير فوسع بقدره ، وهو إشارة إلى القلوب وتفاوتها ، فمنها ما يسع علما كثيرا ، ومنها ما لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها ، ( فاحتمل السيل زبدا رابيا ) أي : فجاء على وجه الماء الذي سال في هذه الأودية زبد عال عليه ، هذا مثل ، وقوله : ( ومما يوقدون عليه في النار ) هذا هو المثل الثاني ، وهو ما يسبك في النار من ذهب أو فضة ( ابتغاء حلية ) أي : ليجعل حلية أو نحاسا أو حديدا ، فيجعل متاعا فإنه يعلوه زبد منه ، كما يعلو ذلك زبد منه . ( كذلك يضرب الله الحق والباطل ) أي : إذا اجتمعا لا ثبات للباطل ولا دوام له ، كما أن الزبد لا يثبت مع الماء ، ولا مع الذهب ونحوه مما يسبك في النار ، بل يذهب ويضمحل; ولهذا قال : ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) أي : لا ينتفع به ، بل يتفرق ويتمزق ويذهب في جانبي الوادي ، ويعلق بالشجر وتنسفه الرياح . وكذلك خبث الذهب والفضة والحديد والنحاس يذهب ، لا يرجع منه شيء ، ولا يبقى إلا الماء وذلك الذهب ونحوه ينتفع به; ولهذا قال : ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ) كما قال تعالى : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) [ العنكبوت : 43 ] .
قال بعض السلف : كنت إذا قرأت مثلا من القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي; لأن الله تعالى يقول : ( وما يعقلها إلا العالمون )
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : قوله تعالى : ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) هذا مثل ضربه الله ، احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها ، فأما الشك فلا ينفع معه العمل ، وأما اليقين فينفع الله به أهله . وهو قوله : ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) [ وهو الشك ] ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) وهو اليقين ، وكما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه ويترك خبثه في النار; فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك .
ويقول شيخ الإسلام رحمه الله في هذه الآية: (فشبه العلم بالماء المنزل من السماء لأن به حياة القلوب، كما أنَّ بالماء حياة الأبدان، وشبّه القلوب بالأودية، لأنّها محلّ العلم، كما أنَّ الأودية محل الماء، فقلب يسع علماً كثيراً، وواد يسع ماءً كثيراً، وقلب يسع علماً قليلاً، وواد يسع ماءً قليلاً، وأخبر تعالى أنَّه يعلو على السيل من الزبد بسبب مخالطة الماء، وأنّه يذهب جفاءً، أي: يرمى به، ويخفى، والذي ينفع الناس يمكث في الأرض ويستقر، وكذلك القلوب تخالطها الشهوات والشبهات، ثم تذهب جفاءً، ويستقر فيها الإيمان والقرآن الذي ينفع صاحبه والناس، وقال: وَمِمّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النّارِ ابْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقّ وَالْبَاطِلَ [الرعد: 17]. فهذا المثل الآخر وهو الناري، فالأول للحياة، والثاني للضياء.
وبين رحمه الله أن لهذين المثالين نظيراً وهما المثالان المذكوران في سورة البقرة في قوله تعالى: { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِيَ آذَانِهِم مّنَ الصّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ } [ البقرة: 17-19 ]. [ مجموع الفتاوى 93 /19 ]
وقال كذلك : فالمبطل ليس قوله ثابتًا في قلبه، ولا هو ثابت فيه ولا يستقر، كما قال تعالى في المثل الآخر‏:‏‏{‏فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 17‏]‏ فإنه وإن اعتقده مدة فإنه عند الحقيقة يخونه، كالذي يشرك باللّه، فعند الحقيقة يضل عنه ما كان يدعو من دون اللّه‏.‏
وكذلك الأفعال الباطلة التي يعتقدها الإنسان عند الحقيقة تخونه ولا تنفعه، بل هي كالشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فمن كان معه كلمة طيبة أصلها ثابت كان له فرع في السماء يوصله إلى اللّه، فإنه سبحانه ‏{‏إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} ‏[‏فاطر‏:‏10‏]‏ ومن لم يكن معه أصل ثابت فإنه يحرم الوصول؛ لأنه ضيع الأصول‏.‏ ولهذا تجد أهل البدع والشبهات لا يصلون إلى غاية محمودة، كما قال تعالى‏:‏ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏14‏]‏‏.‏ [ مجموع الفتاوى 86-87 / 13]
وقال ابن عاشور في تفسيره:وقد علم أن الزبد مثَل للباطل وأن الماء مثَل للحق ، فارتقى عند ذلك إلى ما في المثلين من صفتي البقاء والزوال ليتوصل بذلك إلى البشارة والنذارة لأهل الحق وأهل الباطل بأن الفريق الأول هو الباقي الدائم ، وأن الفريق الثاني زائل بائد ، كقوله : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عباديَ الصالحون إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين } [ الأنبياء : 105 ، 106 ] ، فصار التشبيه تعريضاً وكناية عن البشارة والنذارة..إهـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثَل ما بعثني الله به من الهُدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقيّة قبلتْ الماء فأنبتت الكلأ والعُشْبَ الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناسَ فشربوا وسقَوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفةً أخرى إنما هي قيعَان لا تمسك ماء ولا نتنبت كلأ ، مثلَ منْ فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به ). [رواه البخاري ومسلم] .
يقول بن القيم في مفتاح دار السعادة : فقد اشتمل هذا الحديث الشريف العظيم على التنبيه على شرف العلم والتعليم، وعظم موقعه وشقاء من ليس من أهله وذكر أقسام بني آدم بالنسبة فيه إلى شقيهم وسعيدهم وتقسم سعيدهم إلى سابق مقرب وصاحب يمين مقتصد، وفيه دلالة على أن حاجة العباد إلى العلم كحاجتهم إلى المطر بل أعظم وأنهم إذا فقدوا العلم فهم بمنزلة الأرض التي فقدت الغيث.
قال الأمام أحمد :الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب ،لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس
وقد قال تعالى" أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل"
شبه سبحانه العلم الذي أنزله على رسوله بالماء الذي أنزله من السماء لما يحصل لكل واحد منهما من الحياة ومصالح العباد في معاشهم ومعادهم ثم شبه القلوب بالأودية ،فقلب كبير يسع علما كثيرا كواد عظيم يسع ماء كثيرا، وقلب صغيرا إنما يسع علما قليلا كواد صغير إنما يسع ماء قليلا، فقال "فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا "
هذا مثل ضربه الله تعالى للعلم حين تخالط القلوب بشاشته فإنه يستخرج منها زبد الشبهات الباطلة فيطفو على وجه القلب، كما يستخرج السيل من الوادي زبدا يعلو فوق الماء .
وأخبر سبحانه أنه راب يطفو ويعلو على الماء لايستقر في أرض الوادي
كذلك الشبهات الباطلة إذا أخرجها العلم ربت فوق القلوب وطفت فلا تستقر فيه بل تجفى وترمى فيستقر في القلب ما ينفع صاحبه والناس من الهدى ودين الحق كما يستقر في الوادي الماء الصافي ويذهب الزبد جفاء، وما يعقِلُ عن الله أمثاله إلا العالمون.
ثم ضرب سبحانه لذلك مثلا آخر فقال "ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله" يعني أن مما يوقد عليه بنو آدم من الذهب والفضة والنحاس والحديد يخرج منه خبثه وهو الزبد الذي تلقيه النار وتخرجه من ذلك الجوهر بسبب مخالطتها، فإنه يقذف ويلقى به ويستقر الجوهر الخالص وحده
وضرب سبحانه مثلا بالماء لما فيه من الحياة والتبريد والمنفعة ومثلا بالنار لما فيها من الأضاءة والإشراق والاحراق ،فآيات القرآن تحيي القلوب كما تحيا الأرض بالماء وتحرق خبثها وشبهاتها وشهواتها وسخائمها كما تحرق النار ما يلقى فيها وتميز جيدها من زبدها، كما تميز النار الخبث من الذهب والفضة والنحاس ونحوه منه فهذا بعض ما في هذا المثل العظيم من العبر والعلم قال الله تعالى "وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون"
ونختم بكلام أهل العلم مدافعين عن إمامين كثر الكلام فيهما وفي دعوتهما التي هي دعوة الكتاب والسنة و بفهم سلف الأمة ،ورأيت أن أضرب المثل بهما وهما شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى وم حنته في وقته و الشيخ ربيع السنة ومحنته في عصرنا الحاضر، لكي يفهم المثلين السابقين .
ﻗﺎﻝ الشيخ العَلاَّمَة صالح بن فوزان الفوزان - حَفظـــهُ الله - :ﻫﺬﺍ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋُﺬّﺏ ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ، ﻟﻜﻦ ﻧﺠﺤﺖ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ﻷﻧﻬﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺟﻔﺎﺀ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.ﺃﻣﺎ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻀﻼﻝ - ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺗﺠﻤﻬﺮ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ - ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﺜﺎﺀ ﻛﻐﺜﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻞ .ﻓﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ! ﻓﻬﺬﻩ ﻭﺇﻥ ﺗﺠﻤﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ: ﻻﺑﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛــﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻴﺮﺍً ). [ ﺇﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﺸﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺹ ١٥٩]
قال الشيخ العلامة صالح اللحيدان - حفظه الله- لما قيل له -يعني- أن بعضهم يتكلم في الشيخ ربيع ، قال : لعل الله ادخر له منزلة في الجنة لم يبلغها بعمله حتى الآن ، فيرفع بها درجته ، نرجو ذلك ، نرجو للشيخ ذلك ، بارك الله فيك ، و لمشايخ السنة جميعا هذا ، ألا تيأسوا -بارك الله فيك- ، و هي شنشنة نعرفها من أخزب ، لكن لا يصح الا الصحيح و لا يبقى إلا الحق ، أما الزبد فيذهب ايش ؟ جفاء ، و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ، فلا تيأس بارك الله فيك و لن ينتهي هؤلاء ، نسأل الله عزوجل إما أن يهديهم إلى الحق و الصواب ، أو أن يقصم ظهورهم و يريح الأمة منهم .[ لماذا ينقمون على الشيخ ربيع للشيخ عبد الله البخاري].
ملخص المقال :
1- دوما الحق يبقى ويستقر مهما طال الزمان و الباطل يزهق ويضمحل .
2- الإسلام سوف ينتصر بإذن الله على كل التيارات والنحل الزائفة التي ابتلي بها العالم في عصرنا الحاضر.
3 - أمته صلى الله عليه وسلم ستفترق وتنجوا فرقة واحدة.
4 – المثلان المضروبان في الآية أولهما يمثل الماء والثاني النار .
5 – و يقصد بالمثلين المضروبين الحق في ثباته وبقائه ، والباطل في اضمحلاله وفنائه.
6 - قال بعض السلف : كنت إذا قرأت مثلا من القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي; لأن الله تعالى يقول : ( وما يعقلها إلا العالمون )
7 – المثل الأول المائي : الزبد يذهب جفاءً، أي: يرمى به، ويخفى، والذي ينفع الناس يمكث في الأرض ويستقر، وكذلك القلوب تخالطها الشهوات والشبهات، ثم تذهب جفاءً، ويستقر فيها الإيمان والقرآن الذي ينفع صاحبه والناس.
8 – المثل الثاني الناري : ومما يوقدون عليه في النار، وهو ما يسبك في النار من ذهب أو فضة ( ابتغاء حلية ) أي : ليجعل حلية أو نحاسا أو حديدا ، فيجعل متاعا فإنه يعلوه زبد منه ، وهذا الزبد كذلك يرمى لأنه لا ينفع صاحبه.
9 - المبطل ليس له قول ثابتًا في قلبه، ولا هو ثابت فيه ولا يستقر ، فإنه وإن اعتقده مدة فإنه عند الحقيقة يخونه، كالذي يشرك باللّه، فعند الحقيقة يضل عنه ما كان يدعو من دون اللّه‏.‏
10 - كذلك الأفعال الباطلة التي يعتقدها الإنسان عند الحقيقة تخونه ولا تنفعه.
11 - فيه البشارة والنذارة لأهل الحق وأهل الباطل بأن الفريق الأول هو الباقي الدائم ، وأن الفريق الثاني زائل بائد.
12 – الحديث و الآية : فيه تشبيه بالعلم الذي أنزله على رسوله بالماء الذي أنزله من السماء لما يحصل لكل واحد منهما من الحياة ومصالح العباد في معاشهم ومعادهم، وفي الآية تشبه النار لما فيها من الأضاءة والإشراق والاحراق ،فآيات القرآن تحيي القلوب كما تحيا الأرض بالماء وتحرق خبثها وشبهاتها وشهواتها وسخائمها كما تحرق النار ما يلقى فيها وتميز جيدها من زبدها.
13 - من لم يفقه هذين المثلين ولم يتدبرهما ويعرف ما يراد منهما فليس من أهلهما.
14 – نجاح دعوة أهل الحق وضربنا مثلين بعالمين من علماء أهل السنة وهما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و الشيخ ربيع حفظه الله تعالى.

أسأل الله أن ينفع الله بهذين المثلين ويجعلنا على خطى السلف ثابتين ، ويقينا الفتن والشبهات حتى نلقاه بقلب سليم .


جمعه وكتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الثلاثاء 6 جمادى الآخر 1437 هجري .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 16 Mar 2016 الساعة 11:23 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 Mar 2016, 05:08 PM
أبو عبد الرحيم أحمد رحيمي أبو عبد الرحيم أحمد رحيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 222
افتراضي

بوركت يا أبا عبد السلام.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Mar 2016, 03:17 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

وفيك بارك الله أخي أحمد وشكرا على تعليقك و سعدت بمرورك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, تزكية, فوائد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013