جزاكم الله خيرا على كلماتكم في هذا الحوار الهادئ،وأقول كما قال الإخوة الحق عليه نور وأزيد أن أبا محمد حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا،والطريقة المرضية بإذن الله هي الرجوع وإخوانه جميعا إلى شيخناوكبيرنا وعالمنا الشيخ فركوس وإن كانت هذه العبارة تغضبه كما قال ولكنها بإذن الله هي الصواب والحق والله الهادي إلى سواء السبيل.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد:
جزى الله خيرا شيخنا ووالدنا أزهر حفظه الله ورعاه على بيانه وتوضيحه ورده وتوجيهه.
والذي أردت أن أبينه وأنبه عليه أنه يوجد من يورد شبهة على ما ذكره الشيخ أزهر حفظه الله - مما هو شائع ومعلوم من نصح الشيخ عبد الخالق هدانا الله وإياه بكتاب العجالة لابن حنفية العابدين - مفادها أن الشيخ فركوسا حفظه الله تعالى ورعاه ينقل هو أيضا عن أهل البدع من كتبهم؛ يقصد كتب الأصول التي ينقل منها ويحيل عليها، ومعلوم أن المؤلفين لها غالبهم إن لم نقل كلهم على غير عقيدة أهل السنة والجماعة، ولذلك يقول هؤلاء كيف تنكرون على الشيخ عبد الخالق ولا تنكرون على العلامة محمد علي فركوس حفظه الله؟ فقاسوا ما نصح به الشيخ عبد الخالق هدانا الله وإياه على ما ينقل منه شيخنا العلامة محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه وهو قياس مع الفارق بل مع الفوارق، وهي كالتالي:
الفارق الأول: وهو في نوع الكتاب المنقول منه فالذي ينقل منه العلامة محمد علي فركوس حفظه الله في أصول الفقه والذي ينصح به الشيخ عبد الخالق هدانا الله وإياه في العقيدة والفقه، وشتان بين هذين النوعين وذينك الفنين ويزيده بيانا الفارق الآتي:
الفارق الثاني: أن غالب - إن لم نقل كل - من ألف في أصول الفقه كما تقدم هم من الأشاعرة وعلماء الكلام فلا مناص من الاستفادة من كتبهم إذ لم نجد ما يغني عنهم أما ما نصح به الشيخ عبد الخالق فهو في العقيدة والفقه وفيما ألف علماء السنة في هذا الباب ما يغنينا عنه ويكفينا من أن نحتاج إليه.
الفارق الثالث: أن الناقل عن كتب الأصول هو علامة بلده بل هو من العلماء المميزين والقلائل في فنه فلا يُخاف عليه مما يكون فيها ويوجد بين ثناياها أما المنصوح بكتاب العجالة مع ما فيه من انحراف وجهالة هن أخوات مبتدئات وطالبات قاصرات يُخاف عليهن مما في الكتاب من انحرافات زيادة على أنهن قد يتطور الأمر معهن ومع من يسمع بنصيحة الناصح من تزكية الكتاب والنصح به إلى اعتقاد عدالة الكاتب وسائر ما يصدر عنه.
الفارق الرابع: أن علماء السنة جميعا يأخذون من هذه الكتب الأصولية لحاجتهم إلى مضمونها مع عدم وجود من كتب أهل السنة ما يغني عنها لكننا لم نجدهم فاعلين لذلك مع كتب أهل البدع في العقيدة وغيرها.
ومع هذه الفوارق كلها لا يمكن أن تكون هذه الكلمات إلا شبهة يراد من خلالها رد إنكار مشايخنا الأجلاء حفظهم الله على الشيخ عبد الخالق هدانا الله وإياه نصحه بكتاب أحد المنحرفين الذين ثبت ثناؤه عليه وتزكيته له ومخالفته لإخوانه في تحذيرهم منه وكلامهم فيه.
هذه النقطة الأولى التي أردت أن أنبه عليها حتى لا يغتر من يسمع هذه الشبهة بها أو بقائلها.
والنقطة الثانية وهي متعلقة بإنكار الشيخ عبد الخالق هدانا الله وإياه أن يكون قد نُصح ولقد نصحناه برسالة وجهناها إليه وسننشرها قريبا هنا تحت هذه المقالة فترقبوها بإذن الله تعالى.
حفظكم الباري شيخنا الهمام على ما بينتم لأبنائكم من هذه الحقائق - و هو دأبكم سلمكم الله من كل سوء - ، فليت شعري هل يرعوي المطبلون ؟! ، أم هل بعين التجرد إلى الحقائق ينظرون ؟! ، أصلحنا الله و إياهم ، و قد قيل : لو سكت الجاهل لقل الخلاف ، فلو سكت المطبلون النافخون لقل شر من فيه شر و الله المستعان .
أحسن الله إليكم أبا عبد السلام ، و نحن نترقب الرسالة منكم .