منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 21 Mar 2019, 10:36 AM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي من هم المفرِّقة؟! «الحلقة الثَّانية؛ طُفيليَّة المفرِّقة!»

من هم المفرِّقة؟!
«الحلقة الثَّانية؛ طُفيليَّة المفرِّقة!»

الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده، أما بعد:

فلا شكَّ أنَّ السَّلفيين قد أتوا على شبه المفرِّقين ونسفوها في يمِّ الباطل نسفا، ولا ينبغي مع هذا إغفال التعرُّض لجانب عقليَّات المفرِّقة التي تحرِّكهم، كما قال الإمام أبو حنيفة –رحمه الله-: «إذا أتتك معضلة فاجعل جوابها منها».

قد علِم النَّاس أنَّ الذي أحيا علم الحديث وجدَّد فنَّ التَّصحيح والتَّضعيف في هذا العصر بما لم يُتَح لغيره هو الشَّيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وقد نبتت نابتة تخرَّج بعضها على كتب الشَّيخ وتتلمذت عليها ترميه بالتَّساهل والاضطراب في هذا العلم الشريف! وآخرون انكشف لهم شيء من عظمة هذا العلم وأهميته فهتكوا ستور الجرأة وتقحموا باب التصحيح والتضعيف عنوة، وقد كان الشيخ مُرَّ الشكوى منهم لذلك.

يقول أحد المترجمين للشَّيخ –رحمه الله-: «ثمَّ ظهر في كلِّ قطر من يسير على طريقة الألباني، وكان بعضهم أهلا لسلوك هذا الطَّريق، وكثير منهم لم يكن كذلك، بل تسرَّع وتعجَّل قبل أن يستكمل الآلة.

وقد ضاق الشَّيخ الألباني –رحمه الله- بهؤلاء الأخيرين، وكان يشكو منهم مُرَّ الشَّكوى، وقد ردَّ على بعضهم في بعض كتاباته.

ومهما يكن من أمر فإنَّ إساءة بعض طلبة العلم استخدام المنهج الصَّحيح لا تدخل الضَّيم على المنهج، بل يكون النَّقد موجَّها لهؤلاء المسيئين.

وسنرى في عرض أحداث حياته فضله في هذه الرِّيادة وصبره على ما لاقاه في سبيل ذلك.

لقد دفع الحسد والقصور والجهل كثيرا من الذين يتزيَّون بزيِّ العلماء إلى محاربته والتَّشكيك بعلمه وفضله، ولكنَّ الزَّبد يذهب جفاء، والنَّافع يفرض نفسَه على النَّاس»

وإني أحسب أن مثل هذا هو الذي وقع للشَّيخ ربيع بن هادي المدخلي–حفظه الله- في باب آخر عظيم من أبواب الدين ألا وهو الجرح والتعديل والكلام في الفرق والمناهج المنحرفة، ففريق ممَّن عرف هذا العلم عن طريق كتبه وأشرطته أو آثارهما -إذ كثير من المدَّعين إنما شم رائحة هذا العلم أو طعم منه شيئا يسيرا!- كثير من هؤلاء صاروا يحكمون على مواقف الشيخ ويحاكمونه إلى تصوراتهم فضلا عمن يعرِّض أو يصرِّح بانحرافه عن السُّنَّة أو الاضطراب في المنهج! وكثير منهم هجم على هذا العلم من غير دراية فضلُّوا وأضلُّوا.

ويكفينا في هذا ما قاله الشَّيخ ربيع –حفظه الله- نفسُه وهو يتأسَّف على ما آل إليه حال الدَّعوة: «والله ما انتشرت الدَّعوة السلفية في هذا العصر القريب وفي غيره إلا على أيدي أناس علماء حكماء حلماء يتمثَّلون بمنهج الرَّسول عليه الصلاة والسلام ويطبِّقونه قدر الإستطاعة، قدر الإستطاعة، فنفع الله بهم وانتشرت الدَّعوة السلفية في أقطار الدُّنيا بأخلاقهم وعلمهم وحكمتهم.

وفي هذه الأيَّام نرى أن الدَّعوة السلفية تتراجع وتتقلص بارك الله فيكم لأنها فقدت حكمة هؤلاء، حكمة الرسول قبل كل شيء وحلمه ورحمته وأخلاقه ورفقه ولينه.

والله لقد شتمت عائشة يهوديا فقال لها رسول الله ﷺ: «يا عائشة إن الله يحب الرِّفق في الأمر كلِّه» حديث متَّفق عليه .

هذا الحديث إذا ذكره عالم يوجِّه الشباب إلى المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله يقولون هذا تمييع.

إذا ذكرت الحكمة والرفق واللين والحلم والصفح التي هي من ضروريات الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدعوة الصحيحة؛ فيدخل الناس في دين الله تبارك وتعالى، يستخدمون التنفير رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : «إن منكم منفِّرين، يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا».

يا إخوان هؤلاء لا يدركون وإلا فوالله يلزمهم أن يصفوا الرَّسول بأنه مميِّع والصَّحابة وعلماء الأمة بأنهم مميعون يلزمهم على هذا التَّشدُّد العنيف المهلك الذي أهلك الدعوة السلفية يلزمهم أن يكون الرَّسول نفسُه الذي يدعو إلى الرفق والحكمة واللين يكون هو مميع نستغفر الله.

والله لا يريدون هذا ولا يقصدونه ولكن لا يدركونه فعليهم أن يدركوا ماذا يترتب على هذه الأحكام.

نحن والله نجاهد ونناضل ونكتب وندعوا إلى الله عزوجل فيقولون علينا مميعين لأنه ندعوا إلى الحكمة واللين والرفق، لما رأينا أن الشدة أهلكت الدعوة السلفية ومزقت أهلها، فماذا نصنع؟ فقلت يا إخوة: لما نرى النيران تشتعل نجي ونصب عليها البنزين ونخليها تزيد تشتعل، وإلا نأتي بهذه الأمور التي تطفئ هذه الحرائق، بارك الله فيكم.

فأنا اضطررت وهذا واجبي من قبل اليوم وأنا أقولها من قبل اليوم، لكن ركزت لما رأيت الدمار وهذا البلاء أقول: عليكم بالرفق، عليكم باللين، عليكم بالتآخي ، عليكم بالتراحم.

الآن –يعني- هذه الشدة توجهت إلى أهل السُّنَّة أنفسهم، تركوا أهل البدع واتجهوا إلى أهل السنة بهذه الشدة المهلكة وتخللها ظلم وأحكام باطلة ظالمة، فإيَّاكم ثم إياكم أن تسلكوا هذا المسلك الذي يهلككم ويهلك الدَّعوة السلفية ويهلك أهلها.

ادعوا إلى الله بكل ما تستطيع بالحجة والبرهان في كل مكان قال الله قال رسول الله وتستعين بعد ذلك -بعد الله- بكلام أئمة الهدى الذين يسلم بإمامتهم ومنزلتهم في الإسلام أهل السنة وأهل البدع .

خذوا هذا وأنا أوصي إخواني اللي يروحوا لليبيا وإلى لتركيا وإلى الهند وإلى في غيرها أنه يقول: قال الله قال رسول الله قال فلان من الأئمة الذين يحترمونهم سواء في إفريقيا تقول قال ابن عبد البر، قال مالك، قال :كذا أهل العقائد الفاسدة، لما تأتي بكتاب الله وسنة رسول الله وتأتي بكلام العلماء يمشي معك، ينقاد لك، هذه حكمة، لكن لما تأتيهم أنت بس من عندك بس أنت في الميدان وحدك ما أحد يقبل منك ، لابد أن تستأنس بعد كلام الله بكلام العلماء الذين لهم منزلة في نفوس الناس».

هذا،*وليس يخفى أن من أعظم الأصول التي بنى عليها المفرِّقة مذهبهم أصلَيْ التَّقليد والتَّقديس، أو هي أعظمها، والعادة أن يصاب بمثل هذا عصبيٌّ ضيقُ النظر خاوي الفكر قليل الإبداع!

ومن عجيب اطِّراد شأن التَّقليد عند المفرِّقة أن تجدهم في عامَّة شؤونهم وأحوالهم عالة على غيرهم يتكفَّفون النَّاس تقريراتهم وكلماتهم، حتى إنك لتجد الواحد منهم يلوك من التُّهم ويلصق من المخالفات ما لم يتعلَّم ألفاظها وشيئا من معانيها إلا عند من ناصبهم العداء اليوم.

ولو توقَّف الأمر عند هذا الحدِّ لهان الخَطب، لكن الخلل الأعظم هو فساد التصوُّر للمسائل تنظيرا وسوء التَّنزيل تطبيقا، وهذا أثر من آثار الغرور ورؤية النَّفس الذي أصاب القوم مضموما إلى الأدواء التي سبق ذكرها.

إنَّك تقرأ في سِيَر الأعلام والعظماء فترى تلك الجوانب المشرقة في نفوسهم، حيثُ يجمعون إلى العظمة الرَّحمة، وإلى العلم حلما، وإلى العِزَّة تواضعا عجيبا وهضما للنُّفوس كبيرا.

وقديما قال الإمام ابن المبارك: «إنَّ للعلم طغيانا كطغيان المال»، فمن أخطأته تلك الضَّمائم فلا شكَّ أنَّه سيكون معدنا للفتنة وسببا للفُرقة، فكيف إذا كان المفرِّق لم يعرف من العلمإلَّا ظاهرا، ولا حاز من العظمة إلَّا بهرجا؟! وفي كلِّ ذلك هو عالة متطفِّل على دعوة قد تعب من أجلها الرِّجال.

لتحميل الملف بصيغة PDF

مهدي بن صالح البجائي

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013