قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
" فتبين أنَّ تعبير عيسى بأحمد فيه فائدتين :
الفائدة الأولى : ليبين لبني إسرائيل أنَّ هذا الرَّسول أحمد النَّاس لله ، وأحقُ النَّاس أنْ يحمد ويُثنى عليه ، فيكون بذلك التنويهُ لفضله ، لاسيما وأنَّه بشرهم به بشارة ، والبشارة إنَّما تكون في الأمورِ السَّارةِ المحبُوبَةِ.
والأمرُ الثَّاني : هو ما يكون لامتحان هؤلاء النَّصارى ، حيث جاء الاسمُ غير الاسمِ الذي سُمِي به الرَّسول صلى الله عليه وسلم من قبل أهله ، وهو محمَّد ، فكان في ذلك شبهة لهم.
وقد علمنا زوال هذه الشُّبهة من وجهين :
الوجه الأوَّل : قوله : (( مِنْ بَعْدِي )) ولم يُبعث أحدٌ من الرُّسل بعد عيسى إلاَّ محمد صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثَّاني : قوله : (( فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ )) ، وهذا يدلُ على أنَّه ليس منتظرًا ، بل إنَّه قد جاء ، ولكنهم كذبوه " (2).
(1)- سورة الصف : الآية 06
(2)- شرح نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ، الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، دار التراث ، القاهرة – مصر ، الطبعة الأولى ، 1426ه 2005م ، ص 22