ما هي أسباب سجود السهو ؟ للعلامة الدكتور الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله تعالى ورعاه وسدده :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب سجود السهو للعلامة الدكتور الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله تعالى ورعاه وسدده :
● الســـــــؤال :
◆ ما هي أسباب سجود السهو؟
● الجـــــــواب :
◆ أسباب سجود السهو في الجملة ثﻼثة :
اﻷول : الزيادة
الثاني : النقص .
الثالث : الشك .
■ فالزيادة إن كانت من المرء هذه الزيادة حصلت ووقعت فزاد ركوعًا، أو سجودًا، أو قيامًا، ونحو ذلك، وتعمد هذه الزيادة فالصﻼة باطلة - والعياذ بالله - لماذا ؟ ﻷنه أتى أمرًا محدثًا، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول كما هو في الصحيحين : (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )) هذا إن زاد متعمدًا .
◆ وإن زاد ناسيًا فإن الصﻼة ﻻ تبطل لكنه يسجد للسهو بعد السﻼم لحديث الباب الذي عندنا، ولحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - كما جاء في الصحيحين أن النبي - عليه الصﻼة والسﻼم :- (( صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ خَمْسًا فَقَالُوا أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالُوا صَلَّيْتَ خَمْسًا فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ )) واللفظ للبخارى، وضح، فهنا أن السجود كان بعد السﻼم وهذا ظاهر، وأما النقص فإن كان المتروك الناقص إن كان ركنًا من أركانِ الصﻼة، قد يكونُ المتروكُ ركنًا، وقد يكونُ واجبًا وقد يكونُ مستحبًا، فإن كان المتروك الناقص ركنًا :
فإما أن يذكرهُ قبل أن يصلَ إلى موضعهِ فى الركعةِ الثانية، إما أن يذكرَ النقص قبل أن يصلَ إلى موضعِ هذا الركن فى الركعةِ الثانية، كمن يكون نسيَّ السجدة الثانية، فى كل ركعة سجدتين سجد اﻷولى ثم لم يجلس بين السجدتين وقام للثانية بقيت عليه ماذا ؟ سجدة، فإن تذكرَ قبل أن يصلَ إلى موضعها، أين موضعها ؟ في الركعةِ الثانية عند السجدة الثانية، إن تذكرَ قبل أن يصلَ إلى موضعها من الركعة الثانية حينئذٍ لَزِمَهُ أن يعود حتى ولو قام يرجع فيأتى بالركن ثم يأتى بما بعده .
أما إن كان لم يذكرها إﻻ بعد أن تلبسَ بها فى الموضع الثانى فى الركعة الثانية ما تذكرها إﻻ فين؟ فى موضعها من الركعة الثانية فنقول إن الركعة الثانية تعتبرُ هى اﻷولى ويأتى ببديل عن التى فاتت، واضح، تكون الثانية محلَ اﻷولى وتبقى ركعة يجب عليه أن يأتى بها لحديث أبى هريرة - رضي الله عنه - فى هذا الباب .
■ ومن أنقص واجبًا فلم يذكرهُ، من أنقص إيش واجبًا من الواجبات ولم يتذكر أنه نقصَ إﻻ بعد أن فارق المحل - محله -، بعد أن فارق الواجب محله، محله أين ؟ في ركوع محله في سجود، أين محله؟ فارق المحل فهنا يمضي في صﻼته ويسجد للسهوِ قبل السﻼم على ما دل عليه حديث ابن بحينة، عبد الله بن بُحينة – رضي الله عنه - اﻵتى، أما إن كان من شك، هذه الزيادة وهذا النقص .
■ أما الشك كمن يتردد صلى ثﻼثًا أم أربعًا، أو أربعًا أو خمسًا شك َإن ترجح له أحد الطرفين إما الزيادة أو النقص هنا يبني على المترجح، شك لكنه رجح، ترجح عنده أحد الطرفين يبني على المترجح عنده ويتم عليه ثم يسجد للسهو بعد السﻼم لما جاء فى دﻻلةِ حديث عبد الله بن مسعود المخرج فى الصحيحين الذى ذكرناه آنفًا .
◆ وأما إنه ﻻ يترجح عنده شيء ﻻ هذا وﻻ ذاك فيبني على اليقين، واليقين هو اﻷقل ثﻼث أم أربع يبني على ثﻼث، اليقين هو ماذا؟ اﻷقل فيُتِمُ على اليقين على اﻷقل ثم يسجد للسهو قبل السﻼم، لحديث أبي سعيد - رضي الله تعالى عنه - عند مسلمٍ في الصحيح : (( إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ )) فإن كان صلَّى خمسًا شفعن له صﻼته، وإن كان صلَّى تمامًا أو إتمامًا ﻷربع كانتا ترغيمًا للشيطان، واضح !