منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Aug 2017, 08:11 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي المختصر النفيس بذكر مؤلفات الشيخ عبد الحميد ابن باديس -02-

المختصر النفيس بذكر مؤلفات الشيخ عبد الحميد ابن باديس
-02-
7 - العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية:

أصل هذا الكتاب درس من دروس الشيخ رحمه الله التي أملاها على طلبته في حلق دراسية مسجدية بالجامع الأخضر بقسنطينة في الفترة ما بين:(16 رجب 1353)، و( 25 صفر 1354 هجرية)، (الموافقة لأكتوبر 34 وماي 35 من السنة الميلادية)، أي في ثمانية أشهر بنسبة حصة واحدة في الأسبوع لا تتجاوز الثلاثين دقيقة وسط جمع من الطلاب يقارب أحيانا المئة(01)، تكلم فيه عن أركان الإيمان الستة التي وردت في حديث جبريل، وفصل فيها بطريقة ربما لم يسبق إليها تتمثل في تقرير المسألة العقائدية بأسلوب سهل مفهوم للجميع موافقا فيها أقوال السلف في إيجاز غير مخل ثم يردفه بنصوص من القرآن والأحاديث الصحيحة المتوالية دون إدخال لكلام أحد بين نص وآخر وهكذا...
كما تطرق في فصل من فصول هذا الكتاب إلى التوحيد بأنواعه الثلاثة: توحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، تحت فصل: التوحيد العلمي والعملي، وهذا التقسيم وإن أتى على غرار ما بينه أهل السنة، وهم – وإن تنوعت عباراتهم في ذكر أنواع التوحيد – إلا أن قسمة الشيخ ابن باديس رحمه الله لا تخرج عنها في معناها ومحتواها.
فقد تعرض الشيخ رحمه الله إلى التوحيد العلمي المتمثل في توحيد الربوبية ... علما أنَّ الشيخ رحمه الله قد سبق وأن تعرض إلى أجل أبواب التوحيد وأعظمها قدرا وهو توحيد الأسماء والصفات لارتباطه بالله عزوجل في ذاته وأسمائه وصفاته، وهو أحد قسمي التوحيد العلمي، حيث بين فيه عقيدة أهل السنة القائمة على أصلين راسخين وهما: إثبات بلا تشبيه ولا تمثيل أولا، وتنزيه بلا تحريف ولا تعطيل ثانيا.
أما التوحيد العملي المتمثل في توحيد الألوهية والعبادة فهو العلم والاعتراف بأن الله ذو الألوهية والمعبودية على خلقه أجمعين، وقد بين الشيخ رحمه الله أن تحقيق هذا التوحيد لا يكون إلا بوجود أصلين: إخلاص العبادة لله تعالى وحده دون ما سواه أولا، وأن تكون العبادة موافقة لشرعه ثانيا.
كما تناول الشيخ رحمه الله صورا متعددة لوحدانية الله تعالى في ربوبيته وألوهيته ضمنها في عموم مصنفه(02).
ويتطرق الشيخ في إحدى فصوله لعقيدة الإثبات والتنزيه حيث يقول رحمه الله: «عقيدة الإثبات والتنزيه: نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه على لسان رسوله، من ذاته، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، وننتهي عند ذلك، ولا نزيد عليه، وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته، ونثبت الاستواء والنزول ونحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد...»(03).
ولا شك أن هذا الكتاب جاء على الطريقة السلفية في الاستدلال بالكتاب والسنة حيث يقول محمد الصالح رمضان: «وأنا واثق من أن هذه الطريقة السلفية التي سار عليها أستاذنا الإمام في عرض العقيدة الإسلامية هي الطريقة المثلى لأنها تتماشى والفطرة البشرية التي جاء بها القرآن لهداية الناس...»(04).
ويقول: «... وقد حذا فيها الإمام حذو السلفية الرشيدة من اعتماد كتاب الله، والصحيح من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قبل تفسيرات المذاهب المختلفة وتأويلات أصحابها في مرحلة الاختلاط، والاستشهاد بما عند الأقدمين من أصحاب الأديان والفلسفات والمذاهب الأخرى. ومن المحقق أن بعض هذه الآراء كما كان لها فضل التجلية، ودقة الاستشهاد كان لها أيضا أثرها الضار في التعمية، أو البعد عن جادة الصواب أحيانا، مما أثار البلبلة والحيرة، وتشعب الآراء وانبهام الحقيقة أمام الدارس .
وكان ذلك مما دعا المصلحين إلى ضرورة العودة إلى إصلاح العقائد الإسلامية، وشرح المصطلحات، وحل القضايا على نمط سلفي واضح، بصريح نص الكتاب والسنة الصحيحة، لا برأي الجبرية والقدرية وغير ذلك من الآراء الفلسفية»(05).
هذا؛ وقد كانت أول طبعة للعقائد الإسلامية طبعة تلميذه محمد الصالح رمضان التي طبعت عدة طبعات، فطبعت مرتين للمعاهد الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مرة بمطابع الكيلاني بالقاهرة سنة 1963م بطريق دار الكتاب الجزائري، ومرة بلبنان سنة 1966م بطريق مكتبة الشركة الجزائرية بباب عزون، ثم طبعت مرات بعد ذلك بطريق التصوير، وهذه الطبعة – أي طبعة محمد الصالح رمضان – امتازت بتقديم الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله، حيث جاء في تقديمه رحمه وصف هذه العقائد بالعقائد السلفية فقال رحمه الله: «هذه عدة دروس دينية، مما كان يلقيه أخونا الإمام المبرور الشيخ عبد الحميد بن باديس- إمام النهضة الدينية والعربية والسياسية في الجزائر غير مدافع- على تلامذته في الجامع الأخضر بمدينة قسنطينة في أصول العقائد الإسلامية وأدلتها من القرآن، على الطريقة السلفية ...»(06).
وقال رحمه الله: «وكان يمهد في نفوس تلامذته والمستمعين لدروسه، ليكونوا في يوم ما قادتها وأعوانها، وحاملي ألويتها ومنفذي مبادئها، وناشري الطريقة السلفية الشاملة في العلم والعمل وسائر فروع الإصلاح الديني.
كان الإمام المبرور يصرف تلامذته من جميع الطبقات على تلك الطريقة السلفية.... - وهو في مقتبل الشباب- ينكر بذوقه ما كان يبني عليه مشائخه من تربية تلامذتهم على طريقة المتكلمين في العقائد الإسلامية، ويتمنى أن يخرجهم على الطريقة القرآنية السلفية في العقائد يوم يصبح معلمًا. وقد بلغه الله أمنيته فأخرج للأمة الجزائرية أجيالاً على هذه الطريقة السلفية، قاموا بحمل الأمانة من بعده، ووراءهم أجيال أخرى من العوام الذين سعدوا بحضور دروسه ومجالسه العلمية»(07).
والدافع إلى إعادة طبع هذه العقائد من جديد يبينه محمد الصالح رمضان كما في مقدمة الطبعة الثالثة حيث قال: «... كما رغب مني بعض الأساتذة والشيوخ وفي مقدمتهم رئيس المجلي الإسلامي الأعلى أن أعيد طبع العقائد الإسلامية هذه لحاجة الأجيال الصاعدة إليها، لاختصارها واستيعابها لأصول العقائد الدينية بطريقة سلفية لا لبس فيها ولا غموض، مستمدة كلها من الكتاب والسنة لا غير بخلاف كتب التوحيد والعقائد التي تشعب فيها البحث والنظر واتخذ ألوانا من الفكر الفلسفي المستمد من الثقافات الأجنبية والديانات المختلفة. هذا فضلا عن كتب العقائد للطوائف والفرق الدينية كالشيعة والخوارج والمرجئة، وعلم الكلام الذي توزعت مذاهبه بين الأشاعرة والمعتزلة، وعم الجدل والصراع فيه بين المسلمين إلى حد التفرق والتمزيق والتشتت والتفتت، وألفت المؤلفات التي لا تحصى في التوحيد أو علم الكلام، وصار له أئمة ومذاهب شتى، مثلما وقع في علم الفقه وأصول الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما هذه العقائد فهي مستمدة من كلام الله والثابت الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط لا من كلام فلان أو رأي فلان، وهي الطريقة المثلى في هداية الناس إلى معاني الإسلام والإيمان والإحسان وعقائد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر»(08).
ثم جاءت طبعت الأستاذ محمّد الحسن فضلاء سنة:1406هـ/ 1985م عن دار البعث، وقد سجلها الأستاذ بطريقة طريفة كما ذكر في مقدمة العقائد حيث قال: «... وأود أن أذكر هنا أنها كانت تقدم لقسم من الأقسام، وأستاذنا الإمام كان لا يسمح لغير طلبة القسم الخاص بالحضور، والساعة التي تقدم فيها هذه الإملاآت كانت فارغة بالنسبة لبرنامجي اليومي، ومع تطلعي للمعرفة وشغفي بالمزيد منها، وشدة تعلقي بالأستاذ، بحيث كنت أتمنى ألا تفوتني كبيرة منه وصغيرة لو وجدت إلى ذلك سبيلا، لذلك عمدت إلى حيلة طريفة توصلت بها إلى تسجيل هذا الكتاب وحضور جميع حصصه المتسلسلة من أولها إلى آخرها.
كنت أصعد إلى سدة الجامع، ومعي الزميل الأستاذ بلقاسم الزغداني رحمه الله الذي أجده أحيانا قد سبقني إليها معتمدا على نفس حيلتي، فأنبطح – وإياه – على أرضية السدة، متجهين لمصدر الصوت، فنتلقى الدرس ونكتبه، وهكذا حتى أتينا على آخر الكتاب، ولم يفتني – لحسن حظي – منه شيء، والكراسة التي استعملتها لتسجيل دروسي آنذاك ما تزال بين يدي قائمة، على أن الأستاذ رحمه الله قد فطن للحيلة وشكر المسعى»(09).
هذا وقد توجد بين الطبعتين اختلافات من ناحية التقديم والتأخير والتخريج والتعليق، إذ يقول الأستاذ فضلاء: «فالكتابان إذا قارنا بينهما وجدنا اختلافا بينا في التقديم والتأخير والشرح والتعليق والإخراج، واختلافا حتى في المادة نفسها إذ كل وروايته، فلا بد إذا من أن يظهر في ثوب جديد حتى لو كانت مادة الكتابين هي هي»(10).
أما الشروحات التي وضعت على هذه العقائد نذكر منها:
أ‌- شروحات شيخنا الجليل أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله:
حيث قام بشرحها في عدة أجزاء على موقعه الرسمي، ثم أصدر منها لحد الآن ثلاث كتب:
- «إمتاع الجليس شرح عقائد الإيمان للإمام ابن باديس ومنهجه في تقرير أسماء الله وصفاته»: طبع مرتين، الطبعة الأولى سنة: 1433هـ/2012م، والطبعة الثانية سنة: 1435هـ/ 2014م.
- «تحفة الأنيس شرح عقيدة التوحيد للإمام ابن باديس»: طبع سنة: 1435هـ/2014م.
- «تنوير التأسيس شرح أركان الإيمان العظام «الملائكة، الكتب، الأنبياء، اليوم الآخر» للإمام ابن باديس رحمه الله»: الطبعة الأولى سنة: 1438هـ / 2017م.
وقد ذكر الشيخ حفظه الله أنَّ شرح العقائد الإسلامية كاملا سيطبع بعنوان: «الحُلَل الذّهبيّة» يسر الله طبعه كما في تقديمه لكتاب: «نيـل المنـح لمحفوظ بن عامر»، (ص:5).
ب‌- «فتح رب البرية بشرح كتاب العقائد الإسلامية»:
قام بشرحه سامي بن نصر الدين القسنطيني الجزائري بتقديم عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله، وقد طبع شرحه عن مكتبة الرشد - الرياض – السعودية، وكانت الطبعة الأولى منه سنة: 2009م.

8- رجال السلف ونساؤه (تراجم صحابة وصحابيات):

وهي مجموعة من المقالات نشرت على الشهاب حيث ترجم فيها الشيخ لبعض الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم، وما لهم من صفات اكتسبوها من الإسلام، وما كان من أعمالهم في سبيله، فيقول رحمه الله في مقدمة رجال السلف ونساؤه: «هذا باب جديد، أردنا منه أن يطلع القراء على تراجم بعض رجالنا ونسائنا من سلفنا الصالح وما لهم من صفات أكسبهموها الإسلام، وما كان منهم من أعمال في سبيله»(11).
هذا؛ وقد قدمها في أسلوب مختصَرٍ لطيف قائلا رحمه الله: «لسنا هنا لتتبُّع الأخبار واستيعابِ الحوادث؛ وإنَّما نَقتصر على ما يُحصِّل أصلَ القصد، ويفي لأكثر القرَّاء بالغرَض، ويَبعث هِمَم الطلَّاب إلى التوسُّع في هذا العلم»(12).
ومنهجه رحمه الله في هذه القصص يظهر في عدم اكتفائه بسرد القصة دون الإشارة إلى فوائدها وما يمكن استخلاصه منها، فيقدم بمقدمة من عنده تجمع جملة من الفوائد والإيحاءات، فإذا لم يفعل عوضها بخاتمة تحمل نفس الوظيفة نفسها، ثم يسوق القصة محافظا على لفظها الذي جاءت به في المرجع الذي أخذها منه، وربما غير في القصة اختصارا فقط، وهذا هو الأغلب، وقد ينذر منه صنيع آخر، كرواية القصة بأسلوبه بإدراج مصطلحات ومرادفات شارحة، أو بإضافة تعليق في ثنايا السرد، كما فعل مع قصة عداس لما التقى النبي صلى الله عليه وسلم بأرض الطائف، وقصة رعي النبي صلى الها عليه وسلم غنم قومه بقراريط، وفي القليل القليل كان يذكر القصة مجردة كما جاءت في مصادرها من غير مقدمة ولا خاتمة(13).
وقد طبعت الأولى من هذه المقالات بعنوان المذكور بمصر سنة 1966م، والطبعة الثانية طبعت بباتنة – الجزائر، وقام بطبعها كل من: محمد الصالح رمضان، وتوفيق محمّد شاهين.
أما الطبعة الثانية لهذه القصص فقد طبعت حديثا عن دار الإمام مالك، الطبعة الأولى منها كانت سنة: 1438هـ الموافق لـ: 2016م، بعنوان: «رجال الإسلام ونساؤه ومعه القصص الديني والتاريخي»، قام بجمعه وصنع حواشيه والتقديم له: ربيع شملان، حيث أضاف لها القصص الديني والتاريخي وجعله القسم الأول من الكتاب ابتدأه بملك النبوة: قصة سليمان عليه السلام، وذكر فيه عدة مقالات للشيخ كمقال: ملك العرب، وفاجعة قسنطينة وغيرها ثم ختمه بمقال: من وعد الله للصالحين.
ثم أتى بالقسم الثاني وهو: رجال الإسلام ونساؤه، وهي نفس التراجم الموجودة في رجال السلف ونساؤه.

9- متن مبادئ الأصول:

هو إملاء في أصول الفقه كان قد أَمْلاهُ على طلبته على سبيلِ الاختصار، لهذا جاءَ حسن في مَظْهَرِه، مُريحا حالَ قراءتِه والاطِّلاعِ عليه، وتظهر مَحاسِن هذا الإملاء في وضوحِ الفكرة، وخُلُوِّه مِنَ التعقيد والإشكال، وبُعْدِه عن الالْتِباسِ والاضطراب والتناقض، وما هو في الواقع إلَّا مُقدِّمةٌ للمُصنَّفات المفصَّلةِ وإقليدٌ للمطوَّلات، يمتاز بأسلوبٍ سهلٍ وميسورٍ، بعيدٍ عن التعقيد اللفظيِّ، مع رِقَّةِ الفهم، ودِقَّةٍ في العبارة، مُخالِفٌ للعديد مِنَ الرسائل والمُخْتصَرَاتِ مِنْ عِلْمِ الأصول التي تُحاوِلُ أَنْ تُؤدِّيَ مَعانيَ كثيرةً في عبارةٍ مُقْتَضَبةٍ؛ الأمرُ الذي لا يُعينُ على فَهْمِها إلَّا بصعوبةٍ بالغةٍ(14).
«هذا، والمُؤلِّفُ قَسَّم رسالتَه إلى أربعةِ أبوابٍ على وجهِ الحصر مِنْ خلالِ التعريف الذي أَوْرَدَهُ لعِلْمِ أصول الفقه:
ـ الباب الأوَّل: تَناوَلَ أفعالَ المكلَّفين، وحقيقتُه: أنه تقريرٌ للمحكوم فيه، وهو فِعْلُ المكلَّفِ الذي أعادَهُ في مُقْتَضَياتِ الحكم.
ـ الباب الثاني: تَناوَلَ فيه أحكامَ الله تعالى، وبَيَّن فيه الأحكامَ التكليفية والوضعية، وأقامَ الفرقَ بينهما، ثمَّ تَعرَّضَ إلى مُقْتَضَياتِ الحكمِ مُبيِّنًا: الحاكمَ، والمحكومَ فيه، والمحكومَ عليه وهو المكلَّفُ والمُخاطَبُ بالأحكام.
ـ الباب الثالث: تَناوَلَ أدلَّةَ الأحكامِ بدءًا بالكتاب، مُوضِّحًا أنه أصلُ الأدلَّة، وعُمْدةُ الشريعةِ، وأوَّلُ مَصادِرِ التشريع، وأنَّ كُلَّها يرجع إليه.
ثمَّ بَيَّن الدليلَ الثانيَ: وهو السنَّة، باعتبارِ ذاتها، ثمَّ باعتبارِ علاقتها بالقرآن، وقسَّمها إلى سنَّةٍ مُبيِّنةٍ ومُسْتَقِلَّةٍ، وأخَّر السنَّةَ مِنْ حيث ثبوتُها إلى آخِرِ الرسالةِ في تنبيهٍ ثانٍ.
ثمَّ ذَكَرَ الدليلَ الثالث: وهو الإجماع، وبَيَّن حجِّيَّتَه، وقسَّمه إلى: إجماعٍ عمليٍّ وآخَرَ نظريٍّ، واعتبر أنَّ معرفته مُتعذِّرةٌ مع إمكانِ وقوعه؛ لانتشارِ المُجْتهِدين في الآفاق وكثرةِ عدَدِهم، واستثنى مِنْ ذلك إجماعَ الصحابة.
ثمَّ تَناوَلَ القياسَ، مُكْتَفِيًا بالتعريف والتمثيل لقياس العِلَّة.
ـ الباب الرابع: تَناوَلَ القواعدَ الأصولية، وقَسَّم فيها الأدلَّةَ إلى تفصيليةٍ، وهي آياتُ وأحاديثُ الأحكام، ومَرْجِعُها إلى الكتابِ والسنَّة، وأدلَّةٍ إجماليةٍ، وهي القواعدُ الأصولية، ومَرْجِعُها كُتُبُ الأصول.
ثمَّ بيَّن القواعدَ التي تخصُّ النصوصَ القولية مِنَ الكتاب والسنَّة، مُتعرِّضًا إلى القواعد التالية: حَمْل اللفظ، الأمر، النهي، الأخذ بالمأمور به، المفهوم والمنطوق، مُبيِّنًا أنَّ المفهوم على قسمين: مُوافَقةٌ، ومُخالَفةٌ، وقَسَّم مفهومَ المُوافَقة إلى مفهومٍ مُساوٍ وأولويٍّ، وبيَّن أنواعَ مفهوم المُخالَفةِ وشروطَ العملِ به.
ثمَّ تَعرَّضَ لقاعدةِ: النصِّ والظاهر والمؤوَّل والمبيَّن والمُجْمَلِ والمبيِّن.
وانتقل بعدها إلى قاعدةِ العامِّ وبيَّن صِيَغَه وفُرَقَه، ثمَّ بيَّن التخصيصَ وقِسْمَيْه، وأَعْقَبَهُ بالمطلق والمقيَّد، وقاعدةِ حَمْلِ المطلق على المقيَّد، ثمَّ المُحْكَمِ والمنسوخ والناسخ والنسخ، ثُمَّ وجوه النسخِ وأقسامه، مع بيانِ مَوْرِدِه ومتى يُحْكَمُ بالنسخ.
وأخيرًا: تَعرَّضَ للقواعد التي تخصُّ فِعْلَه صلَّى الله عليه وسلَّم وتقريرَه، وذيَّل رسالتَه بخاتمةٍ ذَكَرَ فيها الاجتهادَ والتقليدَ والاتِّباعَ.
ومِنَ المُلاحَظات التي على الرسالة: اقتصارُه غالبًا على التعريف مِنْ غيرِ التعرُّض لأدلَّةِ ثبوتِ هذه القواعدِ إلَّا قليلًا، وظهرَتِ اختياراتُه الأصوليَّةُ مُوافِقةً لِما عليه مذهبُ الجمهورِ بما في ذلك مذهب المالكيَّة، إلَّا في مسألةِ معرفة الإجماع، فقَدْ خالَفَ مذهبَ الجمهور.
كما أنَّ المُصنِّفَ لم يَتعرَّضْ إلى مَباحِثَ أصوليةٍ كثيرةٍ: كالأدلَّةِ المُخْتلَفِ فيها، والعمومِ العقليِّ والعرفيِّ ونحو ذلك، وكان مُعْظَمُ الأمثلةِ والتعريفات والتقسيمات الواردةِ في مَباحِثِ الإجمال والعموم والمطلق والمقيَّد وغيرِها مأخوذةً ومُقْتَبَسةً مِنْ «مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول» لأبي عبد الله محمَّد بنِ أحمد الشريف التلمسانيِّ المتوفَّى سنة: (771ﻫ)»(15)، وعلى الرسالة مَآخِذُ أخرى عَلَّق عليها الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله في كتابه «الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول»، وهي قليلةٌ إلى جانِبِ كثيرِ صوابِه، واللهُ يأبى العصمةَ لكتابٍ غيرِ كتابه.
وكان أول تحقيق لمتن مبادئ الأصول للدكتور عمار طالبي، ونشره سنة 1988م، عثر عليها عند أحد تلامذة الإمام بمدينة قسنطينة ألا وهو الأستاذ محمد العربي بن صالح الحركاتي البنعيسي، وكان قد أملاها الشيخ ابن باديس رحمه الله على تلاميذه سنة 1356 هـ /1938 م(16).
وقد حققها الدكتور عمار طالبي على نسختين خطيتين الأولى للشيخ محمد العربي، والثانية للشيخ صالح بالغربي، حيث يقول في مقدمة الطبعة الثانية: «وقد حققت هذا النص على نسخة أخرى للشيخ صالح بالغريي تلميذ لابن باديس كتبها من إملاء الشيخ.
سلمها لي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأشهب الذي لاحظ مشكورا بعض الأخطاء المطبعية في الطبعة الأولى. وبهذا أصبح النص مصححا على نسختين:
الأولى للشيخ محمد العربي ورمزها (أ).
والثانية للشيخ صالح بالغربي ورمزها (ب)»(17).
كما اعتنى بها الشّيخ محمّد علي فركوس حفظه الله تحقيقا وشرحا، وكان أصل هذا الشرح دروسا ألقاها حفظه الله بمسجد «الفتح الأَغَرِّ» بباب الوادي (الجزائر العاصمة) الذي أتم فيه شَرْحَ الكتابِ تدريسًا بتاريخ: 26 ربيع الثاني 1421ﻫ/28 جويلية 2000م. وقدمها للطبع والنشر سنة 2001م، بعنوان «الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول»، وأعيد طبعها مؤخرا طبعة منقحة ومزيدة سنة: 1436هـ / 2015م.

هذا وقد اعتنى به نظما الشيخ: «محمد بن محفوظ بن المختار فال الشنقيطي»، وعرف هذا النظم بــ: «جَوَاهِرُ الدُّرَرِ فِي نُظْمِ مَبَادِئِ أَصُول اِبْن بَادِيسْ الأبَر»، أعده للطباعة والنشر تلميذه «المختار بن العربي مومن»، عن دار ابن حزم، الطبعة الأولى كانت سنة: 1426هـ/2005م، يقول في مقدمتها (ص:5-6): «فهذا نظم شيخنا المبارك محمد بن محفوظ ابن المختار فال الشنقيطي المعروف عند الطلبة بشيخ السوق لشهرته بالتدريس في ذلك الرباط العظيم، حيث نظم فيه الشيح حفظه الله تعالى كتاب مبادئ الأصول لشيح الإسلام في زمانه، ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خدمة منه للعلم وأهله وتيسيرا لحفظه والاهتمام به والشيخ حفظه الله تعالى أهل لذلك فلا يزال منقطعا للتدريس والإفادة، والاجتهاد في الطاعة والعبادة فنسأل الله أن يجزل له المثوبة في الدارين وأن يجعل ما كتب ونظم وأفاد به الطلاب ذخراً له يلقاه يوم الدين آمين».
وقد جاء هذا النظم تلبية لرغبة طلابه، حيث يقول تلميذه «المختار بن العربي مومن»: «... وحيث طلبنا من شيخنا العلامة محمد بن محفوط حفظه الله تعالى نظمه استجاب لذلك ولبى رغبة الطلاب فجزاه الله خيراً وأثاب»(18).
ويقول الناظم: «نظمتها برغبة الطلاب *** أرجو بها الأجر من الوهاب»(19).
هذا وقد استهل الكتاب «جواهر الدرر في نظم مبادئ أصول ابن باديس الأبر»، بترجمة دقيقة للإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
وأما المنهج الذي سار عليه الشيخ: «محمد بن محفوظ بن المختار فال الشنقيطي» في هذا النظم يبينها في المقدمة حيث يقول:
«وبعد فالقصد بذا النظام *** عقد جواهر من الكلام
موسومة مبادئ الأصول *** أصول فقه العالم الأصولي
حسبما رتبه عبد الحميد *** سليل باديس المصنف المفيد
نظمتها برغبة الطلاب *** أرجو بها الأجر من الوهاب
وربما أخرت أو قدمت *** أو زدت ألفاظاً بها تممت
لكن قفوت الشيخ في الترتيب *** للأصل في الفصول والتبويب
بل إنني ألتزم اتباعه *** في لفظ الأصل قدر الاستطاعة»(20).
وكان الانتهاء من هذا النظم بعد زوال يوم الجمعة السابع من ربيع الأول عام 1424هـ كما بينه في نظمه حين قال:
«بعد زوال شمس يوم الجمعةْ *** بزاي مولد عظيم المنفعة
في عام أربع وعشرين تلي *** تاء وشينا بحساب الجمل»(21).
فيكون الانتهاء منها بعد زوال شمس يوم الجمعة بزاي مولد عظيم المنفعة، فمولد عظيم المنفعة هو مولد النبي صلى اله عليه وسلم، وهو شهر ربيع الأول، والزاي ترمز للرقم سبعة (07).
والتاء ترمز للرقم: 400.
والشين ترمز للرقم: 300 وعند المغاربة 1000، والناظم من المغاربة فيكون مقصوده 1000 بلا شك.
فيكون الحساب كالآتي: بعد زوال شمس يوم الجمعة يوم 07 ربيع الأول عام 1424هـ.
والله تعالى أعلم.

10- الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام:


أصله بحث نشره الشيخ رحمه الله في باب مجالس التذكير من مجلة الشهاب الشهرية في سبع حلقات متوالية، بدءًا بالجزء الخامس من المجلد الخامس الصادر بتاريخ غرة محرم 1348هـ الموافق لشهر جوان 1929م، وانتهاءًا بالجزء الحادي عشر من المجلد نفسه الصادر بتاريخ غرة رجب 1348هـ الموافق لشهر ديسمبر 1929م، فجاء بحثا فياضا ماتعا، ينم عن فقه الشيخ الدقيق لهذا الدين ومقاصده، واطلاعه الواسع على أحكام الشريعة وأسرارها، ومشاركته القوية في معرفة الحديث النبوي وعلومه، فالبحث – على إيجازه – مليء بالفوائد، زاخر بالفرائد، مطرز بنكت بديعة ودرر نفيسة، لا يعقلها إلا الراسخون في العلم، ولا يصل إليها إلا البزل في هذا الشأن(22).
يذكر فيها الشيخ رحمه الله يمهد لها بتمهيد يذكر فيه مكانتها وثمرتها، ثم في القسم العلمي يذكر معناها لغة وشرعا وميزة لفظها ومن تكون منه ومن تكون عليه، وبعد أن يذكر معناها والاختلاف الحاصل في معناها بين من يفسرها بالدعاء ومن يفسرها بالرحمة، يقول رحمه الله: «لو قلنا بعد هذا إنَّ الصلاة لها معنيان الدعاء والرحمة لكانت من باب المشترك، والاشتراك خلاف الأصل.
فلذا نقول – كما قال جماعة من المحققين – إنَّ الصلاة معناها واحدٌ وهو الدعاء»(23).
ثم يبين رحمه الله أن الذين فسروا الصلاة من الله بالرحمة فسروها باللازم، والذين فسروها بغير الرحمة فسروها بمقتضيات ذلك اللازم(24).
ثم يبين رحمه الله أن معناها واحد وهو الدعاء بقوله: «فلها إذن معنى واحد وهو الدعاء، ولكنه يحمل في كل واحد من الجانبين على ما يليق به»(25).
ثم بين رحمه الله تاريخ مشروعيتها وآية مشروعيتها وذكر قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56]، ثم أورد رحمه شيئا من تفسير الآية، ثم يذكر رحمه الله توقف الصحابة رضي الله عنهم في صيغة الدعاء فيقول رحمه الله: «لما سمع الصحابة رضي الله عنهم الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الآية المتقدمة فهموا أنهم أمروا بالدعاء له، لأن الدعاء هو معنى الصلاة لغة كما تقدم ... وإنما الذي أشكل عليهم هو كيفية الدعاء ... فلما أشكل عليهم الأمر طلبوا منه صلى الله عليه وسلم البيان، ففي الترمذي عن كعب بن عجرة لما أنزلت: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ﴾ [الأحزاب:56] الآية، قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام فكيف الصلاة؟»(26).
ثم بين رحمه الله أن أول من سأل عن كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هو بشير بن سعيد الأنصاري رضي الله عنه، ثم بين رحمه الله ما يستفاد من هدي الصحابة في مثل هذا المقام، ثم لزوم الاقتداء بهم، ثم أتى بالحديث الذي يبين كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث اقتصر رحمه الله على ما هو متفق عليه مما في الموطأ والصحيحين وذكر رحمه الله أربع طرق لهذا الحديث، الأول من طريق أبو حميد الساعدي رضي الله عنه، والثاني من طريق أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه، والثالث من طريق كعب بن عجرة رضي اله عنه، والرابع من طريق أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، ثم يذكر رحمه الله ما اتفق واختلف بين هذه الروايات من ألفاظ، ثم الجمع بين هذه الروايات، ثم يذكر رحمه الله اقتصاره على الصحيح من الروايات في الباب وترك ما دون ذلك، ثم ذكر كلام الحافظ ابن العربي في تفسير سورة الأحزاب، ثم يذكر رحمه الله صيغ الصلاة الثابتة، يتبعها بتفسير لهذه الصيغ، ومعنى كل من البركة والأزواج والذرية، والآل، وآل إبراهيم.
ثم في حلقة جديدة وهي الحلقة الخامسة من الصلاة على النبي صلى اله عليه وسلم يبين الشيخ رحمه الله معنى العبد في اللغة وما أقره الإسلام وما أبطله، ثم معنيا الملك، ومعنى العبادة ولمن تكون ومقام العبودية، ومعنى الرسول وغيرها مما ستجده في هذا الفصل.
ثم وضح رحمه الله في الحلقة السادسة مبلغ صلاة الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر تحت هذا الفصل معنى «في العالمين»، ومعنى «حميد مجيد» وغيرها من النكت البليغة التي تجدها في هذا الفصل.
وفي الحلقة السابعة والأخيرة يقسم رحمه الله هذا المبحث إلى قسمين: القسم العلمي، والتحذير، فأما القسم العلمي فذكر تحته: حكمها، والقصد بها، وأفضلها، واستعمال صيغها، والمحافظة على الوارد منها.
وفي التحذير ذكر: التحذير من الغفلة، واللحن، ومن تركها عند ذكره، ومن ذكرها للغضبان، ومن ذكرها للزغرتة، ومن هجر الوارد أي هجر الصيغة التوقيفية الثابتة والاقتصار على غيرها، والتحذير من كتاب: «تنبيه الأنام في بيان علو مقام نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام» تأليف: عبد الجليل بن محمد بن أحمد المرادي الشهير بـ: «ابن عظوم القيرواني» (ت:960هـ)، لما في هذا الكتاب من موضوعات لا أصل لها.
وقد ألف بين هذه الحلقات السبع جمعا وترتيبا، واعتنى بها تخريجا وتعليقا وتذيلا، أبو عبد الرحمن محمود الجزائري، وأخرجها على شكل كتاب طبع الطبعة الأولى منه سنة: 1427هـ / 2006م، بلا دار نشر.
حيث قدم لها بمقدمة بين فيها فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة، وذكر في هذه المقدمة عشرون حديثا في الترغيب في الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكر في هذه المقدمة أشهر المصنفات التي ألفت في هذا الموضوع، ثم ختم بالتنويه والإشادة ببحث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الذي حرره العلامة ابن باديس ونشره في سبع حلقات على مجلة الشهاب.
وفي آخر هذا الجمع الطيب ذيل المعتني تحت هذه الحلقات بمبحثين هما:
- فوائد مهمة في الصلاة على نبي الأمة صلى الله عليه وسلم.
- التحذير من أحاديث ضعيفة وموضوعة في الصلاة على النبي صلى الهب عليه وسلم.

11- ردود الإمام عبد الحميد بن باديس على الشَّيخ طاهر بن عاشور في مسألة القراءة على الأموات:

وأصل هذا الكتاب هو مجموعة ردود الشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله على شيخه الطاهر بن عاشور حول مسألة القراءة على الأموات نشرت على جريدة البصائر في تسع حلقات عنوان الأربع حلقات الأولى: «شيخ الإسلام بتونس يقاوم السنة، ويؤيد البدعة، ويغري السلطة بالمسلمين»، وأما الخمس الحلقات المتبقية فعنوانها كالآتي: «حول فتوى القراءة على الأموات لماذا التذييل، بدل التدليل والتأصيل؟».
طبعت أول مرة عن دار معاذ بن جبل بالعاصمة، وهي الطبعة الوحيدة لهذا الكتاب، قام بجمعه وترتيبيه والاعتناء به الأستاذ نور الدين بوحمزة بتقديم : فضيلة الشَّيخ أبي عبد المعز محمَّد على فركوس حفظه الله حيث يقول: «... وهذا وقد تصدى لمسألة القراءة على الأموات العلامة النبيل صاحب الرَّأي الأصيل الشَّيخ السلفي عبد الحميد بن محمد بن مصطفى بن المكي بن باديس القسنطيني الجزائري، مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر ورئيسها، ورائد النهضة الإصلاحية فيها المتوفى سنة 1359هـ، حال رده على فتوى شيخه مفتى الديار التونسية، وشيخ جامع الزيتونة العلامة الفقيه محمد الطاهر بن محمد الطاهر بن عاشور صاحب»مقاصد الشريع ، و«التحرير والتنوير في التفسير» المتوفى سنة 1373 هـ، ولم تمنع مشيخته عليه في رفع صوت الحقّ والصدع به، ذلك لأن ميزان العلم لا يتأثر بالعوطف، ولا يترجح بالرغبات».



12- ثلاث رسائل نادرة تحقق لأول مرة:

– الأولى هي: «تحفة المستهدي في إثبات خروج المهدي»:

وهي رسالة تحتوي على جملة من الأحاديث الصحيحة الثابتة في خروج المهدي آخر الزمان، فرغ منها الشيخ ابن باديس رحمه الله يوم: 23 رمضان 1339هـ.
ذكرها قبل أن تحقق أبي عبد الرحمن محمود في كتاب الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام(27)، وعند تحقيقه لكتاب مجالس التذكير من كلام البشير النذير، حيث قال: «وقفت على الورقة الأولى من هذه الرسالة المخطوطة في مكتبة الشيخ نعيم النعيمي رحمه الله»(28).

الثانية هي: «التأفين لمنكر التأبين» (أي تأبين الميت):

فرغ منها الشيخ ابن باديس رحمه الله يوم الخميس 4 جمادى سنة 1336هـ/ 1917م، ذكرها كذلك أبو عبد الرحمن محمود في كتاب الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام(29)، وعند تحقيقه لمجالس التذكير من كلام البشير النذير حيث قال: «وقفت على نسختين خطيتين منها، وعند أخينا الدكتور جمال عزون نسخة ثالثة، وهو يعمل على تحقيقها، وفقه الله وأعانه وسدد خطاه»(30).
وقد ذكر سمير سمراد على موقعه أن الدكتور فريد عزوق سأل عنها – أي عن رسالة «التأفين لمنكر التأبين»، فَذُكرَ له أن الدكتور جمال عزون أدرجها في ملحق التراث مِن صحيفة المدينة، بعد نشره لمقال أضواء على التراث الجزائري المخطوط(31).
الثالثة هي: فتوى في مسألة بيع الحبُس لشدة الاحتياج.

وكل هذه الرسائل طبعت ضمن كتاب واحد للأستاذ لحسن بن علجية بعنوان: «ثلاث رسائل نادرة للشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس»، عن دار الهدى - عين مليلة.
فأما الرسالة الأولى: «تحفة المستهدي في إثبات خروج المهدي»، حصل عليها الأستاذ لحسن بن علجية من عمه الشيخ عبد السلام السلطاني رحمه الله؛ أحد تلامذة الشيخ ابن باديس رحمه الله.
وأما الرسالة الثانية: «التأفين لمنكر التأبين»، اعتمد فيها المحقق الأستاذ لحسن بن علجية على نسختين: نسخة عمه الشيخ عبد السلام السلطاني ونسخة الشيخ نعيم النعيمي، ومعها مكتوب -نظما ونثرا- في رثاء أحد أفراد عائلة الشيخ الحسين القشي.
وأما الرسالة الثالثة: التي تتضمن: «فتوى في مسألة بيع الحبُس لشدة الاحتياج»، حصل عليها المحقق الأستاذ لحسن بن علجية من وثائق عمه: الشيخ عبد السلام السلطاني؛ تلميذ الشيخ ابن باديس.

13- الكتب المفقودة والغير مطبوعة:

ذكر الأستاذ محمد الحسين فضلاء رحمه الله عند إخراجه لكتاب: «أصول الفقه آيات وأحاديث الأحكام من أمالي الإمام ابن باديس»، أنه وجد ضمن كراسته التي كان يسجل فيها ما سمعه من أستاذه الإمام رحمه الله كتبا ثلاثة أو أربعة، ومختلفات أخرى، وذكر رحمه الله أنه وجد:
«الكتاب الأول: هو أصول الفقه من آيات وأحاديث الأحكام.
الكتاب الثاني هو: العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
الكتاب الثالث هو: التربية بالقرآن والسنة.
الكتاب الرابع هو: مقتطفات من ديوان الحماسة والأمالي لأبي علي القالي»(32).
وقد طبع من هذه الأربعة كما مر العقائد الإسلامية، وأصول الفقه من آيات وأحاديث الأحكام، أما التربية بالقرآن والسنة، ومقتطفات من ديوان الحماسة والأمالي لأبي علي القالي، فلم أجدهما وربما لم يطبعا بعد، فنسأل الله أن يوفق الباحثين للعمل على إخراجها إن وجدت والله ولي التوفيق.

14- باقي آثار الشيخ ابن باديس رحمه الله:

أما باقي الآثار الأخرى فقد نشرت كلها في شكل مقالات ومحاضرات وخطب وقصائد شعرية في صحف: «النّجاح»، و«المنتقد»، و«الشّهاب»، و«السّنّة المحمّدية»، و«الشّريعة المطهّرة»، و«الصّراط السّويّ»، و«البصائر»، وقد طبعت هذه الآثار وبعض ما ذكرناه ضمن آثار عبد الحميد ابن باديس إعداد وتصنيف الدكتور عمار طالبي في أربعة أجزاء، الطبعة الأولى سنة 1968م، مقسما المجلد الأول منه إلى جزأين، والجزء الثاني من المجلد الأول مقسما كذلك إلى جزأين، يشتمل الجزء الأول من المجلد الأول على مدخل للحياة العقلية والثقافية للمغرب الإسلامي، وعلى حياة ابن باديس وآثاره المتعلقة بالتفسير وهي نفسها «مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير»، وشرح الحديث المتمثل في «مجالس التذكير من حديث البشير النذير»، كما يشتمل الجزء الثاني من المجلد الأول إضافة إلى التفسير والحديث، على مقالات اجتماعية وتربوية وأخلاقية ودينية وسياسية، وأما الجزء الأول من المجلد الثاني فيشتمل كذلك على مقالات اجتماعية وتربوية وأخلاقية ودينية وسياسية، ويتضمن الجزء الثاني من المجلد الثاني على المقالات التالية: التاريخ، العرب في القرآن، التراجم، القصص الديني والتاريخي، الرحلات، تطور الشهاب، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، الفقه والفتاوى.
وقد أعاد الدكتور عمار طالبي طبع هذه الآثار طبعة جديدة في ستة أجزاء، سنة: 2014م، عن دار ابن حزم بيروت مع دار المعرفة-الجزائر.
وتوجد أيضا طبعة وزارة الشؤون الدينية في خمسة أجزاء، الطبعة الأولى كانت سنة: 1412هـ/1991م.
هذا ما وفقت إليه فإن أصبت فمن الهآ وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، فاسأل الهأ أن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لها رب العالمين.


=====

(01): من مقدمة محمد الصالح رمضان على العقائد الإسلامية، مقدمة الطبعة الأولى من طبعة دار الفتح الشارقة (ص:06).
(02): باختصار من تحفة الأنيس شرح عقيدة التوحيد للإمام ابن باديس للشيخ محمد علي فركوس (ص:6-7).
(03): العقائد الإسلامية تحقيق محمد الحسن فضلاء (ص:60).
(04): من مقدمة محمد الصالح رمضان على العقائد الإسلامية، مقدمة الطبعة الأولى من طبعة دار الفتح الشارقة (ص:05).
(05): من مقدمة محمد الصالح رمضان على العقائد الإسلامية، مقدمة الطبعة الثانية من طبعة دار الفتح الشارقة (ص:10).
(06): آثار الإبراهيمي (5/313).
(07): المصدر السابق.
(08): من مقدمة محمد الصالح رمضان على العقائد الإسلامية، مقدمة الطبعة الثالثة من طبعة دار الفتح الشارقة (ص:12-13).
(09): مقدمة العقائد الإسلامية تحقيق محمد الحسن فضلاء (ص: 09-10).
(10): مقدمة العقائد الإسلامية تحقيق محمد الحسن فضلاء (ص: 11).
(11): آثار ابن باديس (4/75).
(12): آثار ابن باديس (3/21) طبعة وزارة الشؤون الدينية.
(13): رجال الإسلام ونساؤه ومعه القصص الديني والتاريخي جمع ربيع شملان (ص:11-12) طبعة الإمام مالك.
(14): مقدمة الفتح المأمول: (ص:15-16)، الطبعة الرابعة: 2011م.
(15): انظر الفتح المأمول (ص: 16-18) الطبعة الرابعة 2011م.
(16): مبادئ الأصول تحقيق عمار طالبي (ص:08).
(17): مقدمة الطبعة الثانية لمتن مبادئ الأصول تحقيق عمار طالبي (ص:05).
(18): جَوَاهِرُ الدُّرَرِ (ص:17).
(19): جَوَاهِرُ الدُّرَرِ (ص: 20).
(20): المصدر السابق (ص: 20-21).
(21): المصدر السابق (ص:83).
(22): انظر الصلاة على النبي لأبي عبد الرحمن محمود (ص: 22).
(23): انظر الصلاة على النبي لأبي عبد الرحمن محمود (ص: 45).
(24): انظر الصلاة على النبي لأبي عبد الرحمن محمود (ص: 46).
(25): انظر الصلاة على النبي لأبي عبد الرحمن محمود (ص: 46).
(26): انظر الصلاة على النبي لأبي عبد الرحمن محمود (ص: 61).
(27): انظر: (ص:30).
(28): مجالس التذكير من حديث البشير النذير تحقيق أبي محمود (ص: 54).
(29): انظر: (ص:30).
(30): مجالس التذكير من حديث البشير النذير تحقيق أبي محمود (ص: 54).
(31): موقع مصابيح العلم لسمير سمراد.
(32): أصول الفقه آيات وأحاديث الأحكام من أمالي الإمام ابن باديس (ص:10).


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 26 Aug 2017 الساعة 03:41 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 Aug 2017, 11:07 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي بلال على هذا المختصر النَّفيس الَّذي طابق اسمه محتواه.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 Aug 2017, 11:47 AM
أبو خليل عبد الرحمان أبو خليل عبد الرحمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 133
افتراضي

جزاك اله خيرا على الجهد المبذول ، جعل الله في ميزان حسناتك آمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 Aug 2017, 01:50 PM
أبو عاصم محمد الفاضل أبو عاصم محمد الفاضل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 14
افتراضي

جزاكم الله خيرا على الكتابة في هذا الموضوع؛ جمع طيب يختصر على الباحث النظر في آثار الشيخ رحمه الله، ونفع الله بما تنشرون عن مآثر علماء جمعية علماء المسلمين الحميدة على هذه البلاد، وكم أتمنى أن يعتني طلاب العلم وأئمة المساجد في هذا بما اعتنى به الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله وجزاه عن المسليمن خيرا! فالشيخ حفظه الله له جهد طيب في الاعتناء بآثار الشيخ رحمه الله، وذلك بشرحه لرسالة له في أصول الفقه، وأيضا شرح كتاب في العقيدة ولم يبق منه -أظن- إلا باب القدر، يسر الله إتمامه، فمثل هذه الرسائل يمكن أن تشرح في المساجد والدورات العلمية، ويحصل بها خير كثير، وأيضا تقديمه لبعض الكتابات التي تبرز جهود علماء الجمعية وآثارهم.
وبالمناسبة فيما كتبت أخي الكريم بلال لم أر رد الشيخ رحمه الله على شيخه ابن عاشور في مسألة القراءة على الأموات، وهو رد قد طبع في رسالة قدم للمعتني بها الشيخ قركوس حفظه الله، وقد نشرتَه -وفقك الله- هنا على المنتدى العام الماضي والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 Aug 2017, 03:43 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
الأخ أبو عاصم بارك الله فيك على التنبيه المهم كنت أردت إدراج الكتاب الذي قام بجمعه نور الدين بو حمزة بتقديم الشيخ فركوس لكني غفلت عنه فجزاك الله خيرا على تذكيري وقد اضفته في المقال
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013