منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 05 Dec 2013, 10:19 AM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي المنهاج الواضح في بيان ما عند الجنيدي من التحزّب والجهل الفاضح

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد اطلعت على مقال لأحد السفهاء من أتباع علي الحلبي في موقعهم المشؤوم "كل السلفيين"سماه صاحبه" الردود النيرة على لزهر السنيقرة" ملأه بالكذب والطعن والافتراء على مشايخ فضلاء سخّرهم الله تبارك وتعالى لحفظ دينه والذود عن حياض سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإبانة سبيل المجرمين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وإفك الأفّاكين المشاغبين، حتى أصبحوا مكشوفين مقهورين مذلولين حيث ما حلّوا وارتحلوا -إلا عند من طمس الله بصيرته عن الحقّ-، فأغاظهم ذلك فحاربوهم حربا شرسة لا هوادة فيها، وقعّدوا قواعد فاسدة كاسدة لحمايتهم وحماية من هو على شاكلتهم من خوارج مارقين وأصحاب أحزاب هالكين.
فأحببت أن أعلّق على بعض كلامه المستهجن وسميته بـــ"المنهاج الواضح في بيان ما عند الجنيدي من التحزّب والجهل الفاضح"، لعلّ الله أن يكتب لنا المثوبة بذلك وتتضح الرؤية لبعض الخيّرين من الناس الذين لا يزالون يحسنون الظن بهؤلاء قطاع الطرق بل هم أشد من ذلك، لأنهم يسرقون الأوقات والأعمار ويفتكون بالمنهج السلفي الصحيح الذي هو أغلى ما يملكه المسلم ويصبغونه صبغة محدثة مبتدعة، وذلك في قلب الحقائق والمفاهيم سواء كان في باب الجرح والتعديل، أو في باب هجر أهل البدع، أو في باب الرد على المخالف، والمخالَفة أو في باب قبول خبر الثقة أو أو....
قال ـ أصلحه الله ـ: وقد دأب الأخ لزهر سنيقرة منذ فترة غير يسيرة تجريح الأفاضل, وإسقاطهم ـ طبعا ـ تقليدا للشيخ ربيع المدخلي حاله كحال غيره ممن يريد أن يكون له اسم في واقع السلفيين, ووجدوا هذا الطريق سهلا يسيرا في بلوغ مرتبة المشيخة, والتصدر في قيادة الشباب بما سينالوه من التزكيات من حامل راية الجرح وصي الدعوة السلفية (ربيع المدخلي) فهم جنوده في الأقاليم والبلدان, أو أمراءه الذين ينصبهم على السلفيين !
وكانت كلمات هذا الرجل ـ أعني لزهر ـ قليلة نوعا ما , وغير منتشرة ؛ لذلك كنا نعرض عنه , ولا نلتفت إلى ما يقوله لأن تأثيره يكاد يكون معدوما.اهـ

أقول : من هم الأفاضل الذين جرّحهم الشيخ لزهر -حفظه الله-؟ أهم علماء الأمة: أحمد بن يحيى النجمي أو زيد بن هادي أو صالح الفوزان أو صالح اللحيدان أو ربيع بن هادي أو عبيد الجابري أو عبد المحسن العبّاد، أو غيرهم ممن هم على الحق يسيرون، وعلى نهج النبي صلى الله عليه وسلم
متبعون، الذين بينوا للأمة ما عند شيخك علي الحلبي من الجهل بالمعتقد وفساد في المنهج.
أم قصدك الذين غيَّروا وبدَّلوا خلاف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام من أمثال المأربي وعلي الحلبي والحويني وشريفي وغيرهم ممن ركب طريقة أهل الضلال والفرقة.
ثانيا: قولك: (دأب الأخ لزهر سنيقرة منذ فترة غير يسيرة تجريح الأفاضل , وإسقاطهم)
أقول : الشيخ -حفظه الله- يحذّر من أهل البدع عموما ومن أشكالكم خصوصا إذا اقتضت المصلحة، فلذلك أقضّ مضاجعكم وبين حزبيّتكم وذلك لما فضح رؤوسكم من أهل الجهل والطغيان بالحجج والبراهين لا بالتلاعب بالألفاظ والأراجيف كما هو ديدنكم ، فلمّا عجزتم عن الرد بالعلم والحجج سلكتم مسلك المشركين الجاهليّين من السبّ والشتم كما حصل منهم لسادات الناس من الأنبياء والمرسلين ، وستعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
ثالثا:كلمة "الإسقاط" التي تندندن حولها أنت والحلبي والرمضاني وغيرهم، هل هذا الإسقاط كان بالحق أو بالباطل؟
وهل الشيخ – حفظه الله -كذب وافترى عليهم كما هو دينك أنت وحزبك؟ أم بشيء مسموع ومقروء وخبر الثقة؟
وهل الله جلّ جلاله لما كفَّر الكفار والمشركين من فوق سبع سماوات هل لأجل أنهم وقعوا في الخطأ؟
أم لأجل كفرهم وعنادهم واستكبارهم عن الحق و إصرارهم على الباطل، وذلك بعد إقامة الحجة وبيان المحجة؟
وهل النَّبي صلى الله عليه وسلم لمَّا حاربهم واستحلَّ دماءهم وأموالهم وسبى نساءهم هل لأجل أنهم وقعوا في الخطأ؟
أم لأجل عنادهم واستكبارهم عن الحق وإصرارهم على الباطل بعد إقامة الحجة عليهم؟
وهل العلماء قديما وحديثا لما ذبُّوا عن دين الله تعالى وردوا على المخالفين –وذلك من باب الديانة- هل لأجل أنهم وقعوا في الخطأ؟
أم لأجل عنادهم واستكبارهم عن الحق وإصرارهم على الباطل وذلك بعد إقامة الحجة عليهم؟
فوقوع العبد في الخطأ أمر مسلَّم به، وشيء كتبه الله على العبد ولا ينجو منه إنسان، لكن القضية الجوهرية هو العناد والمكابرة فتبَّه وتبصَّر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ): ما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم التعمد([1]
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"[2]
فالسؤال الذي يحتاج إلى جواب صريح: هل الحلبي والمأربي والرمضاني والحويني والعيد شريفي وغيرهم تراجعوا عن الأخطاء التي استتدركت عليهم من قبل أهل العلم؟ أم عاندوا وأصروا على ماهم عليه من الباطل وركبوا طريقة أهل الضلال والانحراف؟
لأن من الأشياء التي تريد أن تلبس بها على غيرك ألا وهي "الإسقاط"، وهي كلمة حق أريد بها باطل ، فالإسقاط إذا كان بحقّ وبضوابط شرعية وحدود مرعية فهو مما أمر به الشارع الحكيم، فإن من المعلوم أن بيان سبيل المجرمين من مقاصد القرآن الكريم كما قال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}: [الأنعام : 55]
ومن مهمات الدعوة الإسلامية على مدى الزمن أن تزيل أي التباس أو غموض قد يصيب الناس، فيلبّسون المنافق ثوب المؤمن الصادق، ويلبّسون المبتدع الضال ثوب المتّبع المهتدي .
فالذي يُدخل في الإسلام ما ليس منه ثم ينصح ويذكّر فلا ينتصح ولا يقبل النصيحة فلا شك أنه لا يحترم دين الله تعالى فلا يبقى في حقّه إلا الإهانة كما قال تعالى::{فمن يهن الله فما له من مكرم}[الحج 18]
فلا تنفعه جمعيات حزبية تراثية، ولا قنوات سياسية تتأكلّ باسم الدين لمحاربة السلفيين، ولا حزبيات ممتنة ولا غير ذلك.
رابعا:
قولك :"ولا نلتفت إلى ما يقوله لأن تأثيره يكاد يكون معدوما"
هذا من ذر الرماد في العيون، لأنكم تشبّعتم بقواعد علي حسن الخلفي الفاسدة الكاسدة ، فمهما أوضح الجارح من الأدلة الساطعة النيرة المرئية والمسموعة والمقروءة لا تقبلونها بحجج واهية، كقاعدة الحلبي المشؤومة "إجماع أهل العلم في التبديع"، و"وعدم الاقتناع و عدم الإلزام" ولو ، ولو كان في عمر الفاروق أو علي بن أبي طالب وأسامةكان الطعن في النبي e بن زيد أو عمرو بن الحمق الخزاعي، أو وصفهم بالغثائية أو القول بأن تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كان فيها خلل، أو جواز وصفهم بالجبن والبخل وو...
-وأما عن تأثيره فأنت أعلم به، فالشيخ -حفظه الله- دعوته مستمرة ولله الحمد، مسجده لا تجد مكانا للصلاة في خطبه من كثرة السلفيين الذين يتوافدون عليه، ودروسه عامرة ومستمرة ولله الحمد، ونشاطه في موقعه وفي المجالات الأخرى تُذكر فتُشكر، فبارك الله في وقته وعمرة وجهاده ضد من انحرف عن الصراط المستقيم وثبّته على دينه القويم، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.
-قولك: "وكتابته هذه ما هي إلا تكرار واجترار لما يقوله المدخلي ويدحرجه في جل مقالاته وكتاباته من معاركه العظيمة التي خاض أغلبها ضد مشايخ السنة !
فأي مقالة من مقالات المدخلي تخلو من هذا العرض لفتنة فلان وفتنة فلان وفتنة فلان ...!!! ولا نزال نعجب كيف ينسب هذه الفتن في كل مرة لواحد, وكل مرة يدعي أن فتنة فلان تفوق فتنة الروافض وووو !!ولا ينسبها لنفسه, وهو بطلها الذي (تطلع عليه الكتبة !!) فهؤلاء يتغيرون , ولكنه هو ثابت في كل مرة ؛ أليس الأولى عند العقلاء أن تنسب الفتنة إليه (فتنة المدخلي) ؟!لا علينا !

أقول : الحقيقة أنك لست إلا مثل الببغاء، تتكلم بما يتكلم به أسيادك من أهل الضلال والانحراف، فكون الشيخ ربيع حفظه الله -وجعله شوكة في حلوق أهل البدع عموما وفي حلوقكم خصوصا- يخوض معاركه مع أهل الأهواء وأنت تزعم أن أغلبها أهلها أهل سنة، فهذا افتراء وبهتان عليه، فكتبه ومقالاته موجودة منشورة فاقرأها وتصفّحها وانظر ما فيها وهي الحكَم على ما تزعم وتفتري، لكن سرعان ما يبوء زعمك وافتراؤك بالفشل والانهيار، فالشيخ حفظه الله قد ردّ على المخالفين -الذين تقصدهم من علي الحلبي والمأربي والشريفي وغيرهم -، وينقل من كتبهم وأشرطتهم المسموعة ويفنّدها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيراسلهم ويذكّرهم بما عندهم من العظائم من الضلال والانحراف في دين الله تبارك وتعالى ثم بعد النصائح المستمرة والبيان والرفق يقابلوا كل ذلك بالعناد والاستكبار عن الحق، فيبدّعهم ويحذر الناس منهم بالحق لا بالباطل.
والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم وإنما العلم معه بشهادة العلامة الألباني وغيره من العلماء، لا الجهال أمثالكم.
وإذا عرف السبب بطل العجب ، وذلك لأن عندك نوعا من الإرجاء لأنك تعلم علم اليقين أن الذين تدافع عنهم قد وقعوا في عظائم من الأمور، وما عندهم من الضلالات الكبرى والانحرافات-والله لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلا بالطلاق-، من الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن التكفير وتهييج الناس بالخروج على حكامهم وو....، ومع ذلك تصفهم أنهم أهل سنة وعلماء الأمة كأن هذه العظائم ما تأثّر على دينهم ومنهجهم لا من قريب ولا من بعيد[3].
والسبب الرئيسي –على حسب علمي القاصر- أنكم تربّيتهم تربية حزبية وغيّرتم مفهوم الولاء والبراء على غير مراد الله تعالى وعلى غير مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقواعد فاجرة وأصول فاسدة "نصحح ولا نجرح"،و" لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف فيما بيننا"، و" حمل المجمل على المفصل في كلام الناس" وغير ذلك من ضلالات الذين تدافع عنهم.
ولأن الولاء والبراء أصبح عندكم معلّقا بالأشخاص لا بالحقّ ، فبعضكم يدّعي الحب في الله ولكنه لا يبغض فيه! ، وهذا من تلاعب الشيطان بكم لأن حقيقة الحبّ في الله لا تحصل إلا بحقيقة البغض فيه ، وهذا من آثار الحزبية المقيتة التي تربّيتم عليها، تقول لأحدهم: العيد شريفي خذله الله، وله كلام سيء في بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، والحلبي يهوِّن من الطعن فيهم، ويمدح رسالة عمان وما فيها من الكفريات والضلالات، ويأصِّل قواعد وأصولا تهدم المنهج السلفي، والمأربي أخبث من هذا وذاك في هذا كلّه وو.....
ومع كلّ هذا تدلّل وتبرهن لهم بالمرئيات والمسموعات والمقروءات وبجرح الجارحين لهم من أهل العلم، فلا يقيمون لها وزنا ولا حسابا بحجة عدم الاقتناع وعدم الإلزام بها وغير ذلك من ضلالهم، ويتعلقون بخيوط العنكبوت من الشبه الواهية ، والأساليب الماكرة في رد الحقّ ومحاربة أهله
قال ابن تيمية رحمه الله: (وكثير ممن يدعي المحبة هو أبعد من غيره عن اتباع السنة ، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ، ويدعي مع هذا أن ذلك أكمل لطريق المحبة من غيره لزعمه أن طريق المحبة ليس فيه غيرة ولا غضب لله ، وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة. )[4]
و قال يوسف بن أسباط : سمعت سفيان الثوري يقول : إذا أحببت الرّجل في الله ، ثم أحدث حدثا في الإسلام، فلم تبغضه عليه فإنك لم تحبه في الله[5] !.
قلت: فتأمل الميزان الذي كان عليه السلف الصالح، وانظر ما كان عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد ما ذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط لا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل).[6]
وقال رحمه الله) : فقد تضمن خلقه العظيم أنه لا ينتقم لنفسه إذا نيل منه ، وإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله)[7]
قولك : (وسؤالي للزهر سنيقرة وباقي شلته : هل الخلاف معكم في الرد على المخالف , أم أن الخلاف معكم في معاملة المخالف؟!)
قلت: الخلاف معكم قائم في كليهما، أما الرد على المخالف فقد خالفتم منهج السلف الصالح ،من عدة أمور وقد ذكرنا شيئا من ذلك.
ومن المقرر عند أهل العلم أن العالم إذا أخطأ خطأ مما لا يسوغ الخلاف فيه فإنه يردّ عليه كائنا من كان فإن كان معروفا بالسنة والذبّ عنها وعن أهلها ، ولم يعاند ويوالي ويعادي على ذلك الخطأ ولم تقم عليه الحجة[8] ، فهذا لا يتابع على زلّته ،وتحفظ كرامته ،مع التأدّب والتلطّف في الردّ عليه وعدم التشنيع عليه ، ولا يقاس بأهل البدع الداعين إليها، المخالفين لمنهج السلف قلبًا وقالبًا، كعلي الحلبي والعيد شريفي والحويني وغيرهم من أهل الضلال الذين تدافع عنهم، فالرجل عندكم يبقى على السنة ولو أتى بالعظائم لأنكم على أصول على غير هدى من الله.
فالسلفي السّني يكفيه دليل واحد، ومن كان من أهل الأهواء أمثالكم لا يكفيه ولو أتيته بألف دليل.
وأما مسألة: "كيفية معاملة المخالف"، فمن المعلوم كذلك أنَّ الرَّجل يخرج من دائرة السلفية وأهل السنة والجماعة إلى دائرة أهل البدع والفرقة إذا خالف أصلا من أصول أهل السنة والجماعة وأقيمت عليه الحجة وبيّنت له المحجة و أبى أن يرجع ،أو حارب أهل السنة ونحو ذلك.
فهؤلاء الذين تدافع عنهم خالفوا أهل السنة لا في مسألة واحدة ولا ثنتين ولا ثلاثة بل في مسائل كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، قد أفردت أخطاؤهم في مصنفات فلتراجها إن كنت طالبا للحق.
قولك : (لو لم أشاهدك وأنت تسأله حتى عن خطب الجمعة وماذا تصنع فيها , وما (تحكيه ) فيها ؟! لو جئنا لرجل ممن يشتغل في المخابر العلمية والأحماض النووية لكشف لنا عن لعابك في ثياب الشيخ جراء تقبيل الأكتاف وأنا على ذلكم من الشاهدين, ولم أكن أعرفك يومئذ !!إن النذالة حق النذالة أن لا تجد له عليك فضلا , وقد درسك في الجامعة , وعلمك السلفية , وأنقذك من براثن الحزبية بعد إن سجنت فيها ولأجلها , ورفع خسيستك , وعرّف الشباب بك!! إن الشيخ العيد ـ حفظه الله ـ لم يسع إلى هذه التي ترميه بها ؛ وما رأيناه يوما سعى إلى تزكية أو أشاعها, وما قدمه للدعوة يرجو هو كما نرجو له أن يجازيه الله عنها خيرا , وأن ينفعه الله بها يوم يلقاه).
قولك: "وأنا على ذلكم من الشاهدين, ولم أكن أعرفك يومئذ"
أولا :
أترك الجواب لك لأنَّ حزبيتك أعمّتك وأصمّتك حتى أصبحت تهرف بما لا تعرف يا جاهل! ما تكون الشهادة إلا عن علم سابق كما قال تعالى): إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) ] الزخرف 86[
فكيف تشهد على رجل بأمر ما وأنت لا تعرفه أصلا -وهذا هو عين العدل والإنصاف عندكم-.
ثانيا :
رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، قلّ علمُك فتجرّأت وتطاولت، وقلّ ورعك فتكلّمت ولبّست ودلّست وكذبت.
عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال): "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا)[9]".
فمتى تتلمذ الشيخ لزهر حفظه الله على المبتدع الضال العيد شريفي وعلّمه السلفية وأنقذه من الحزبية ، ومتى سجن من أجلها؟! أما تستحي أيها الكاذب اللئيم أن تفتري على الشيخ هذه الافتراءات وتكذب هذه الكذبات الفاجرة الغادرة الآثمة .
أما تخشى أنك ستقف عن قريب بين يدي ربّ العزة وسيسألك عن هذا كلّه، فما عسى أن يكون جوابك؟ أما تتقي الله! ثم هذه ردّة فعلك القبيحة من السبّ والشتم أهي لنصرة دين الله تعالى؟ أم للحزبية التي تربيتم عليها؟
فالسب والشتم يحسنه كل أحد، لكن الردّ العلمي المبني على الحجج والبراهين هو ما تفتقده أنت وحزبك، فنصيحتي لك أن تتعلم وتتأدّب قبل أن تتكلم وتكتب.
ثالثا: قولك" إن الشيخ العيد ـ حفظه الله ـ لم يسع إلى هذه التي ترميه بها ؛ وما رأيناه يوما سعى إلى تزكية أو أشاعها"
كيف لم يسع إليها وهو قائل تلك المقولة "أنا أمة لوحدي"، كما في شريط رقم (6) "مجموعة من المخالفات" الوجه الأول، قال هداه الله: و ليدرك كل الناس أن الشيخ العيد أمة لوحده، هكذا يدرك كلّ جزائري سلفي أن الشيخ العيد أمة لوحده.اهـ
وأما قولك: "وما رأيناه يوما سعى إلى تزكية أو أشاعها"
فيكفيك في إشاعته لذلك ما هو موجود في موقعه وجمعه للتزكيات ممن هم على شاكلته أو ممن لم يعرفوه حقّ المعرفة، وإذا قلت : لم يجمعها هو، قيل لك : ولماذا رضي بها في موقعه؟ والراضي كالفاعل.
فمن تمام العدل والإنصاف أن لا تنفي عن شخص ما هو واقع فيه لحبك إياه ،ولا أن تذكر ما ليس فيه لبغضك له فتنبه.
لكن القضية المهمة أن الحب والبغض والموالاة والمعادات أصبح منطلقها عند كثير منكم متعلقة بالأشخاص لا بالحق دليل ذلك موقعكم وما يُكتب فيه.
وانظر ما بين المقامين، بين الشيخ لزهر حفظه الله وما بين شيخك المعاند المتكبر عن الحق ترى الفرق واضحا جليا في كل شيء واللبيب يفهم بالإشارة، إلا إذا عاقبك الله بعدله فأصبحت ترى المنكر معروفا والمعروف منكرا والباطل حقا والحق باطلا فنقول حينئذ: الحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضَّلنا على كثير ممَّن خلق تفضيلا.
قولك: "أنت و(ما) أنت حتى ترفع شأنك بتجاهل الشيخ الفاضل عبد المالك رمضاني , ولا تذكر اسمه تقليلا وتحقيرا ؟!!يا هذا هل أصابك الزهيمر على صغر سنك , فنسيت من أنت , ومن هو عبد المالك رمضاني ؟! أم تتصور أنك بصنيعك هذا سترفع شأنك فوق الشيخ ؟! يا رجل ..!! ثم من الذي اسقط الشيخ عبد المالك حتى تتجرأ أنت , وما هي البدع التي ركبها الشيخ؟! آه نسيت ؛ فقد طعن في أم المؤمنين قبل ست وعشرين سنة , وتوبته ناقصة لأنه لم يشكر من نبهه ؟!! تبا لك ولهم !...أما قال وقيل من حواديث العجائز المرسلة التي ليس لها زمام ولا خطام , ولو طالبناه بإسناد أقاويله لعجز , ولو طالبناه بالإثبات لكان أعجز ؛ فلا نلتفت إليها فحكايتها تغني عن ردها.اهــ
أولا :أنصحك بما نصح به مشايخنا شيخك علي الحلبي وذلك بأن تذهب تثني الركب عند أهل العلم الموثوقين بعلمهم وتتعلم منهم العلم والأدب.
ثانيا: إذا كنت تريد معرفة سبب جرح أهل العلم للرمضاني وما أظنك إلا ممن لا يفهم الحجة التي من كان هذا حاله لا يخاطب بها، لكن ننقلها لغيرك لعل الله أن ينفع بها:
فمن بين تلكم المؤاخذات الشرعية على عبد الملك رمضاني هداه الله -التي تزعم أنك لو طالبته بإثباتها لعجز- ما بينه الشيخ في مقاله الذي لو قرأته قراءة منصف لرأيت فيه التحول الكبير في فكره ومنهجه.وأزيدك أيضًا: تنقّصه لأهل العلم، وطعنه في السلفيين[10] ، و دفاعه عن أهل البدع[11] ، ومن تلكم القواعد الفاجرة التي يقعّدها:
اشتراط الإجماع في التبديع"[12]، و "اشتراط الاقتناع في مسائل الجرح والتعديل "، و"التشكيك في أخبار الثقات والتثبت فيها[13]" و "خلطه بين خبر الثقة وحكم الثقة"[14] ، و" موافقته لأهل التمييع في أصليهم "لا يلزمني[15] " و "لا يقنعني " و" موافقة المميعة في أصلهم[16] "نصحِّح ولا نجرِّح" و" النهي
عن هجر المبتدعة في هذا الزمان" وقوله بــ" عدم إمكانية تطبيق منهج السلف الأوائل مع المخالفين في هذا العصر[17]" وبـ" التهوين من الخلاف الواقع بين السلفيين وبين غيرهم من المنحرفين في هذا الزمان[18]" و "وصفه للشيخ ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ بأنه يجعل من الحبّة قبّة!، وأنَّ الخلاف بينه وبين الحلبي خلاف بين الأقران الذي يجب أن يطوى ولا يروى[19] " و"يعتذر لأهل الباطل بالمجادلة والالتماس المعاذير لرسالة عمان"[20] و"أخيرا صرح بأنه متأثر بشيخك علي الحلبي ويرفض كلام العلماء فيه[21]" وغير ذلك من المخالفات.
وأخيرا وليس آخرا نذكّرك مرة أخرى بأثر يكتب بماء الذهب ، وهو ما جاء عن يوسف بن أسباط أنه قال: "سمعت سفيان الثوري يقول : إذا أحببت الرّجل في الله ، ثم أحدث حدثا في الإسلام ،فلم تبغضه عليه فإنك لم تحبّه في الله[22]" !
قولك: "ووصفك لتصدي شيخنا الحلبي لفتنة المدخلي بالقبح والشراسة فهو تقليد أعمى للمدخلي حتى في ألفاظه ؛ فقد سبقك بها المدخلي !)
قلت: إن معارضة العلماء الكبار في فتاويهم وجرحهم لأهل البدع بالحجج والبراهين بهذه الأساليب الماكرة والتقدّم بين أيديهم من تقعيد لقواعد باطلة فاسدة التي ما أنزل الله بها من سلطان من سوء الأدب معهم ومن قلّة الفهم في دين الله تعالى ومن علامات الحرمان والعياذ بالله.
سئل شيخنا زيد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ: هل يستفاد من هذا الأثر الرد على الذين يخالفون العلماء في أحكامهم وتجريحهم للأشخاص بدعوى أنهم لا يقلدون العلماء؟
فأجاب بقوله: هؤلاء ما فرّقوا بين التقليد وبين ما يقوله العلماء من الشرع الشريف، فالعلماء الذين هم أهل الاجتهاد ينظرون في نصوص الكتاب والسنة ويفهمون الأحكام ويقيسون النظير بالنظير، يجتهدون في النوازل، وهؤلاء الذين يعلقون عليهم ويدعون بأنهم هم أحرار وهؤلاء أحرار، وأولئك مجتهدون وهؤلاء مجتهدون، هذا قياس غير صحيح، فهم غير سليم، فإذا قال العلماء قولهم سواء في النوازل أو في الأحكام لا يجوز لطلاب العلم الصغار أن يقولوا هم مجتهدون ونحن مجتهدون، لأن طالب العلم الصغير ما بلغ رتبة الاجتهاد حتى يجعل نفسه قرينا لعالم كبير السن، مجرَب له قدم راسخة في العلم عقيدة وشريعة، هذا من سوء الفهم يصل طالب العلم لهذا الحد، فيخالف كبار العلماء ثم هو يعتبر نفسه صاحب اجتهاد وصاحب فهم صحيح أحسن من غيره.
ومن المعلوم أن قبول الحكم بدليله يسمى اتباعا عند أرباب أهل الفن وليس تقليدا كما يسميه أهل الأهواء ومن لفّ لفّهم وذلك لتنفير الناس عن أهل العلم كما صرح هو بذلك ، ودفاعا لمن هم معهم في خندق واحد من أهل البدع.اهــ
ثانيا:
إذا جرح العالم العارف بأسباب الجرح رجلا وبدعه وحذّر الناس منه ودلّل على ذلك بالحجج و البراهين الساطعة النيرة ، فإنَّ الواجب قبول كلامه، لأنّهَ من باب خبر الثقة وهو واجب قبوله لا من باب التقليد التي تتبجح به ولا يخالف في ذلك إلا الأهواء والبدع أمثالك، وهو الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة والإجماع.
قال تعالى}: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [6/49[
قال عبد الرحمن السعدي رحمه الله مفسرا هذه الآية: (وهذا أيضاً من الآداب التي على أولي الألباب التأدب بها واستعمالها، وهو أنه إذا أخبرهم فاسق بخبر أن يتثبتوا في خبره، ولا يأخذوه مجرداً، فإنَّ في ذلك خطراً كبيراً ووقوعاً في الإثم، فإنَّ خبره إذا جعل بمنزلة خبر الصادق العدل حكم بموجب ذلك ومقتضاه؛ فحصل من تلف النفوس والأموال بغير حق بسبب ذلك الخبر، ما يكون سبباً للندامة. بل الواجب عند خبر الفاسق التثبت والتبين؛ فإنْ دلَّت الدلائل والقرائن على صدقه عمل به وصُدِّق، وإنْ دلَّت على كذبه كُذِّب ولم يعمل به، ففيه دليل على أنَّ خبر الصادق مقبول، وخبر الكاذب مردود، وخبر الفاسق متوقف فيه؛ كما ذكرنا، ولهذا كان السلف يقبلون روايات كثير من الخوارج المعروفين بالصدق ولو كانوا فساقاً).[23]
ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله: في "الكفاية في علم الرواية" عدة أدلة على وجوب الأخذ بخبر العدل؛ ثم قال: (وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء الخالفين في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا، ولم يبلغنا عن أحد منهم إنكار لذلك، ولا اعتراض عليه، فثبت أنَّ من دين جميعهم وجوبه؛ إذ لو كان فيهم من كان لا يرى العمل به لنقل إلينا الخبر عنه بمذهبه فيه، والله اعلم) ص(30)
وقال ابن القيم رحمه الله في كتابه "إعلام الموقعين" -أثناء ردّه على شبهات أهل التقليد- : وقبول خبر المخبر عمن أخبر عنه بذلك وهلم جراً فهذا حق لا ينازع فيه أحد!.
..ومن هذا الباب: تقليد الأعمى في القبلة ودخول الوقت لغيره؛ وقد كان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقلد غيره في طلوع الفجر ويقال له: "أصبحت أصبحت"، وكذلك تقليد الناس للمؤذن في دخول الوقت[24]
وهو قول الإمام أحمد ـ / ـ: و أيضا: فمن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف.
وتقليد من في المطمورة لمن يعلمه بأوقات الصلاة والفطر والصوم وأمثال ذلك.
ومن ذلك: التقليد في قبول الترجمة في الرسالة والتعريف، والتعديل والجرح؛ كل هذا من باب الأخبار؛ التي أمر الله بقبول المخبر بها إذا كان عدلا صادقا. [25]
وقد أجمع الناس على قبول خبر الواحد في الهدية، وإدخال الزوجة على زوجها، وقبول خبر المرأة ذمية كانت أو مسلمة في انقطاع دم حيضها لوقته، وجواز وطئها أو نكاحها بذلك، وليس هذا تقليد في الفتيا والحكم!!.
وإذا كان تقليداً لها فإنَّ الله سبحانه شرع لنا أن نقبل قولها ونقلدها فيه، ولم يشرع لنا أن نتلقى أحكامه عن غير رسوله،فضلاً عن أن نترك سنة رسوله لقول واحد من أهل العلم ونقدم قوله على قول من عداه من الأمة. [26]
قلت : وهذا ليس من باب التقليد، إنما هو من قبيل إتباع الحجة والعمل بالدليل، وهو الأمر بقبول خبر الثقة.
وقال العلامة الصنعاني رحمه الله[27] في كتابه "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار" والتزكية والجرح: من باب الأخبار؛ إذ مفاد قوله المزكي: "فلان عدل" أي: آتٍ بالواجبات تارك للمقبحات محافظ المروءة، وقوله جرحاً: "هو فاسق" لشربه الخمر مثلاً، الكل إخبار عدل، يجب قبوله لقيام الأدلة على العمل بخبر العدل، وليس تقليداً له، كما سلف للمصنف / نظيره في قول العدل: "هذا الحديث صحيح"، فإنه قال: إنه خبر عدل، وإنَّ قبوله ليس من التقليد، وإنْ كان ناقض نفسه في محل آخر، وقد قررنا الصحيح من كلاميه.
والحاصل: أنَّ الدليل قد قام على قبول خبر العدل؛ إما عن نفسه بأن يخبر بـ"أنه ابن فلان" أو "أنَّ هذه داره أو جاريته"، فهذا لا كلام في قبول خبره عنه بالضرورة الشرعية، بل يقبل خبر الفاسق بذلك، بل أبلغ من هذا أنه يجب قبول قول الكافر "لا إله إلا الله" ويحقن دمه وماله ونعامله معاملة أهل الإيمان؛ لإخباره بالتوحيد وإن كان معتقداً لخلافه في نفس الأمر كالمنافق.
وإن كان خبره عن غيره كروايته للأخبار قُبِلَ أيضا، وإن كان عن صفة غيره بأنه "عدل" أو "فاسق" قبل أيضاً، إذ الكل خبر عدل، وقبول خبره ليس تقليداً له، بل لما قام عليه من الدليل في قبول خبره، هذا تقرير كلام أهل الأصول وغيرهم، ولنا فيه بحث أشرنا إليه في أوائل" حاشية ضوء النهار".
و قال رحمه الله أيضا : رسمَ الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه "نخبة الفكر" الحديث الصحيح بأنه: ما نقله عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ، وقال: وهو الصحيح لذاته، وقريب منه رسمَ ابنُ الصلاح وزينُ الدين بأنه: ما اتصل إسناده بنقل عدل ضابط عن مثله من غير شذوذ ولا علة قادحة[28].
إذا عرفتَ هذا؛ فهذه خمسة قيود: ثلاثة وجودية، واثنان عدميان، وكلها إخبار، كأنه قال الثقة حين قال "حديث صحيح": هذا الحديث رواته عدول مأمونون الضبط متصل إسنادهم لم يخالف فيه الثقة ما رواه الناس وليس فيه أسباب خفية طرأت عليه تقدح في صحته، وحينئذ قول الثقة "صحيح" يتضمن الإخبار بهذه الجمل الخمس، وقد تقرر بالبرهان الصحيح: أنَّ الواجب أو الراجح العمل بخبر العدل والقبول له، وتقرر أنَّ قبوله ليس من التقليد لقيام الدليل على قبول خبره.
فهذه نقول صريحة من كلام أهل العلم أن قول علماء الجرح والتعديل المعتبرين هو من باب الأخبار، وهو مبني على الحفظ والخبرة والمعرفة، وليس مدار كلامهم على الرأي والاجتهاد المبني على تفاوت الأفهام واختلاف العقول.
وقد ردّ شيخنا ربيع بن هادي ـ حفظه الله[29] ـ على علي حسن الحلبي ـ هذه الشبهة الشيطانية التي تهدم أصلا من أصول أهل السنة بقوله : إن أقوال أئمة الجرح والتعديل الأمناء الصادقين العادلين من باب الأخبار؛ لأنها قائمة على دراسات لأحوال الرواة ورواياتهم وعلى معرفتهم بسيرهم وأخلاقهم وصدقهم وضبطهم وإتقانهم، أو كذبهم أو سوء حفظهم أو سوء معتقدهم، ومن طرق كثيرة توصلهم إلى معرفة مراتب الرجال ومراتب رواياتهم؛ لأن الله الذي تعهد بحفظ دينه أحلهم هذه المنـزلة.
فيجب على المسلمين قبول أخبارهم عن أحوال الرجال وعن أحوال رواياتهم وعقائدهم، هذا هو الأصل.
ومن الأدلة على أن أقوال العلماء في الجرح والتعديل من باب الأخبار الحديثان النبويان الآتيان :
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومرّ بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم :وجبت وجبت وجبت ،قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت ومر
بجنازة فأثني عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض" ،[30]
الشاهد من هذا الحديث:
1- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم شهادة بعض أصحابه على أناس بالخير والشر.
2- حكمه صلى الله عيه وسلم بالجنة لمن شُهد له بالخير، وبالنار لمن شُهد عليه بالشر، بناء على هذه الشهادة.
3- قوله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات تأكيداً لما سبق : أنتم شهداء الله في الأرض.
4-أئمة الجرح والتعديل من أفضل وأكمل شهداء الله في الأرض بعد صحابة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيجب أن تُقبل أخبارهم في الجرح والتعديل، ولا يردها إلا ضال مضل.
...فعمر والصحابة -رضي الله عنهم- على هذا المنهج في قبول الجرح والتعديل من الثقات، واعتبار ذلك من الأخبار، لا من الأحكام، ولعل الذين شهدوا في عهد عمرط من التابعين، وعلماء السنة على هذا المنهج.
قال الخطيب البغدادي في "الكفاية" (ص39) خلال استدلاله على مشروعية الجرح للنصيحة :ففي قول النبي صلى الله عليه و سلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على أن أخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم والدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة إذ لو كان ذلك غيبة لما أطلقه النبي صلى الله عليه و سلم وإنما أراد عليه السلام بما ذكر فيه والله أعلم أن بئس للناس الحالة المذمومة منه وهى الفحش فيجتنبوها لا أنه أراد الطعن عليه و الثلب له وكذلك أئمتنا في العلم بهذه الصناعة إنما أطلقوا الجرح فيمن ليس بعدل لئلا يتغطى أمره على من لا يخبره فيظنه من أهل العدالة فيحتج بخبره والإخبار عن حقيقة الأمر إذا كان على الوجه الذي ذكرناه لا يكون غيبة.
ثم قال : ومما يؤيد ذلك حديث فاطمة بنت قيس ،وساق إسناده إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب بالشام...وساق الحديث إلى قول الرسول e: " فإذا حللت فآذنيني"، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم
خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد"، قالت: فكرهته، ثم قال: "انكحى أسامة بن زيد"، فنكحته، فجعل الله فيه خيرا كثيرا واغتبطت به.
ثم قال: في هذا الخبر دلالة على أن إجازة الجرح للضعفاء من جهة النصيحة لتجتنب الرواية عنهم وليعدل عن الاحتجاج بأخبارهم لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ذكر في أبى جهم أنه لا يضع عصاه عن عاتقه وأخبر عن معاوية أنه صعلوك لا مال له عند مشورة استشير فيها لا تتعدى المستشير كان ذكر العيوب الكامنة في بعض نقلة السنن التي يؤدى السكوت عن إظهارها عنهم وكشفها عليهم إلى تحريم الحلال وتحليل الحرام وإلى الفساد في شريعة الإسلام أولى بالجواز وأحق بالإظهار .
أقول: الشاهد منه استدلال الخطيب بهذين الحديثين على مشروعية الجرح للنصيحة وبأن قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الرجل: "بئس أخو العشيرة" من باب الإخبار ومن باب النصيحة وتحذير للناس من أن يقعوا في الفحش، وأن أئمة الإسلام إنما أطلقوا الجرح في من ليس بعدل؛ لئلا يتغطى أمره على من لا يخبره فيظنه من أهل العدالة فيحتج بخبره،أي أن العلماء إنما أطلقوا الجرح في المجروحين إلا لأنهم يقصدون بذلك النصح للمسلمين.
واستدل بحديث فاطمة بنت قيس على جواز الجرح للضعفاء من جهة النصيحة.
واعتبر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيحة لفاطمة بأن أبا جهم لا يضع عصاه عن عاتقه، وأخبر أن معاوية صعلوك لا مال له، اعتبر الخطيب هذا الكلام من باب الأخبار، لا من باب الأحكام
ومن قواعدهم: أنه لا يقبل جرح وتعديل شخص ولو قال عشرة من الأئمة المعاصرين أنَّ فلاناً مبتدع، عنده كذا وكذا ما يقبل منهم، هذا من هؤلاء الذين حذرتكم منهم يدعون السلفية وهم يهدمون المنهج السلفي وقواعده وأصوله.
وقال شيخنا محمد بازمول ـ حفظه الله ـ: هكذا يرد بعض الناس كلام العلماء في التحذير ممن تلبس ببدعة،ويدفع في صدور العلماء بعبارته هذه، مضيعاً حقوق العلماء الثقات اللازمة عليه[31]. وسأبين بطلان هذه العبارة من خلال الوقفات التالية سائلاً الله التوفيق والهدى والرشاد والسداد:
الوقفة الأولى:
اعلم ـ وفقني الله وإياك لمرضاته ـ أن كلام العلماء في التحذير من أهل البدع هو من باب الخبر لا من باب الاجتهاد، وعليه فإن الواجب قبول خبر الثقة وعدم ردّه، و لا يدفع في صدره بأن يقول القائل: لا آخذ به حتى أقف على وجود هذا الأمر في الشخص المجروح!
وعلى ذلك؛ فإن هذه العبارة تتعارض مع هذا الأصل المعروف عندأهل العلم (أعني: أن خبر الثقة مقبول).
الوقفة الثانية:
قبول خبر الثقة اتباع له، و ليس من باب التقليد، والخلط بين البابين يوقع في خبط لا يليق بطالب العلم، وبيان ذلك:
أن التقليد أخذ بقول غيرك وجعله كالقلادة تحيط بعنقك يحولك إلى أي جهة، بينما الاتباع أخذ بالحجة التي أظهرها لك غيرك. وخبر الثقة أنت تتبعه ولا تتقلده.
ولأوضح لك أكثر: إذا جاءك خبر عن إمام بشأن راوي من الرواة أنه يقول بكذا وبكذا من أقوال أهل البدع، فهل أخذك بكلام هذا الإمام هو من باب التقليد أو الاتباع؟ الجواب: هو من باب الاتباع لا التقليد.
لو فرضنا أن إماماً من أئمة الجرح عدّل هذا الراوي الذي جرحه هذا الإمام، فهل يسع الإمام الذي عدّله أن يرد جرح الإمام الذي جرحه أو يلزمه قبوله؟
الجواب (حسب المقرر في علوم الحديث): يلزمه قبوله، لماذا ؟ لأن الجرح المفسر مقدم على التعديل، ولا يصح أن يقال: على المعدل الذي عرف هذا الراوي بالعدالة أن يرد جرح الراوي حتى يقف هو بنفسه على هذا الجرح لا يصح هذا لأن مع الجارح زيادة علم يجب عليه قبولها، وعلينا اتباعه فيها إذ الجرح مقدم على التعديل...... تطبيق هذه العبارة: يفضي إلى أمور من الباطل لو تنبه لها هذا القائل لعله كان عدل عنها، من ذلك: يلزم منها إسقاط كلام الأئمة في الجرح والتعديل، فما يعود أحد يقبل كلامه في الجرح والتعديل، فهذا الرجل يعرفه فلان فلا يقبل فيه كلام غيره، وهذا يعرفه فلان فلا يقبل فيه كلام غيره، وهكذا يضيع علم الجرح والتعديل
من لوازمها الباطلة إحداث خلل في قواعد العلم يفضي إلى ضرب من العبث والفوضى، مما جعل بعض العلماء يقول: تقليد منظم و لا اجتهاد أهوج.
ومن لوازمها الباطلة: الإخلال بأدب الطالب مع العلماء، وإهدار حقوقهم.
وقولك " أما الشتم والسباب ؛ فهي ليست من أخلاقنا , ولم نسب ولم نشتم , ..."
قلت: أنت ركن الكذب ، تسب وتشتم وتنكر أنك لم تفعل هذا كلّه ،أظنك لست رجلا عاقلا ونبرهن على ما نقول بما كتبت يداك في هذا المقال بالذات لا في المقالات الأخرى –إذا كانت لك ما أدري-والقارئ هو الذي يحكم بيننا.
فقولك :"حاله كحال غيره ممن يريد أن يكون له اسم في واقع السلفيين , ووجدوا هذا الطريق سهلا يسيرا في بلوغ مرتبة المشيخة , والتصدر في قيادة الشباب، وراية الجرح وصي الدعوة السلفية (ربيع المدخلي) فهم جنوده في الأقاليم والبلدان , أو أمراءه الذين ينصبهم على السلفيين !
...ولا نزال نعجب كيف ينسب هذه الفتن في كل مرة لواحد , وكل مرة يدعي أن فتنة فلان تفوق فتنة الروافض.وووو !!
ولا ينسبها لنفسه , وهو بطلها...
إن النذالة حق النذالة أن لا تجد له عليك فضلا , وقد درسك في الجامعة , وعلمك السلفية , وأنقذك من براثن الحزبية بعد إن سجنت فيها ولأجلها , ورفع خسيستك , وعرّف الشباب بك !!...
يا هذا هل أصابك الزهيمر على صغر سنك , فنسيت من أنت , ومن هو عبد المالك رمضاني ؟!
..القبح في نظرنا هو منهجكم المسخ... وسطوع الأدلة التي أقضت مضاجع الغلاة , وأذهلتهم , وهاهي مقالات شيخنا ماثلة عندكم في منبر خاص فمن استطاع أن يرد عليها فليفعل , وليكن أنت يا لكع "!
قلت : إذا لم يكن هذا سبًّا ولا شتما فلا أدرى ما هو السب والشتم عندكم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: السَّبُّ ... هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن، والتقبيح، ونحوه[32].
هذه بعض التعليقات على هذا الجاهل الحزبي في مقاله الذي عنونه بــ" الردود النيرة على لزهر السنيقرة " وإلا والله المرء وقته أغلى وأثمن من أن يتكلم ويرد على مثل هؤلاء الجهلة لكن رأيت الحاجة ماسة في بيان ما في كلام هذا المبطل، ولله الحمد والمنة فقد تبين للقاصي والداني خبث وخطر هذا المنهج الخبيث الذي يترأسه علي الحلبي إلا من أراد الله شقاوته وطمس على بصيرته عافاني الله وإياكم من ذلك.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه:عبد الحميد نجار الهضابي

21 / 10 / 1435
مكة المكرمة


[1] ـ أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"( 10314)،و ابن حبان ( 2479 )،و الحاكم في "مستدركه" (3970)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في "الصحيحة"(2216)
[2] أخرجه الترمذي (2499)، وابن ماجه (4251)، والدارمي (2727)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه"(4251)
[3] ـ والشيء بالشيء يذكر، عبد العزيز الريس الذي هو خدين شيخكم علي الحلبي ومن حزبكم طعن في مجدد هذا العصر بلا منزاعة ألا وهو العلامة محمد ناصر الدين الألباني / بأنه وافق المرجئة الضلال في بعض عقائدهم الفاجرة -كبرت كلمة تخرج من فيه - وذلك في كتابه " الإمام الألباني وموقفه من الإرجاء" (ص52) ما نصُّه:" الشهبة الخامسة: أنه لا يكفر بترك جنس عمل الجوارح =ونسبة هذا القول إليه ثابتٌ، فقد قرره في بعض محاضراته، وفي كتاب حكم تارك الصلاة إذ قال: "الأعمال شرط كمال. وهذه زلة خطيرة، وكبوة كبيرة، لكن ليس كل من خالف معتقد أهل السنة في شيء صار مبتدعاً خارجاً عنهم".اهـ
وقد رد عليه شيخنا العلامة عبيد الله الجابري حفظه الله في مقال عنونه بــ" نصيحتنا للشيخ عبد العزيز الريس" فليراجع.
كذلك ما قاله الحويني التكفيري في الشيخ / .والمقام ضيق لنقل فجوره وطعناته الغادرة في حقه، للمزيد من الفائدة انظر كتاب: "تحذير السلفي من منهج التميع الخلفي
الشاهد: ماهي مواقفكم السلفية من هذا الطعن ومن انحرافاتهم وزيغهم وضلالهم، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على موافقتكم لأصل فاسد مفسد مخالف لما كان عليه سلف هذه الأمة " يعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه"ا لذي قال به الإخوان المسلمون و "نصحح ولا نجرِّح" الذي قال به المأربي ودعا إليه عدنان عرعور ، أو " بلاء التجريح...أم لواء التصحيح " الذي قال به علي الحلبي، أو أصل المميّعة العام: ((التحذير من الأخطاء دون التعرض للأشخاص))!!. اهـ
فتشابهت قلوب المبطلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[4] ـ " مجموع الفتاوى" ( 10 / 83 )
[5] ـ " حلية الأولياء"( 7 /37 )
[6]ـ أخرجه مسلم (2228)
[7] ـ " مجموع الفتاوى" ( 15 / 169 )
[8] ـ من وقع في البدع الكبرى كالرفض والتجهّم والاعتزال و بدعة الخروج و نحو ذلك لا تشترط إقامة الحجة في تبديعه، فتنبّه. ولشيخنا ربيع أسد السنة حفظه الله مقالا في ذلك عنونه بـــــ" حول مسألة اشتراط إقامة الحجة في التبديع" فليراجع
[9] ـ أخرجه البخاري(6094)،ومسلم (2607(
[10] ـ قال ـ أصلحه الله ـ كما في جلسته مع التونسيين: ((يريدون السلفي أن يكون معصوماً وإلا فهو مبتدع عندهم!، ما عندهم درجات؛ معصوم أو مبتدع!، واحدة من اثنين!، هذا لسان حالهم في الحقيقة، وهؤلاء في الحقيقة الآن ينتهجون حزبية جديدة!.
فالحزبية تنقسم إلى قسمين: فيه حزبية تقوم على أصول غير أصول الإسلام، وتريد من الناس أن يكونوا معهم فيها، فإذا خالفهم أحد قالوا: هذا ليس من أهل السنة، أصول غير أصول الإسلام، كما يذكر شيخ الإسلام بن تيمية هذا كثيراً في أهل البدع، يؤصلون أشياء ثم يقيمون ولاءهم وبراءهم عليها، وهي أشياء ليست من أصول الإسلام، ليست من الإسلام.
وفيه حزبية ثانية: هي على معنى لكنها وصف آخر، وهو أنهم يأتون إلى أشياء من الدين، لكن يجعلونها مسلمات وهي مختلف فيها، ويريدون أن يُوافَقوا عليها فإذاخولفوا فيها، لم يقولوا الخلاف قديم، لا، قالوا من خالفنا تركناه وأخرجناه من السنة!، يعني أشياء من فروع هذا الدين، هي من الدين لكن لم يقم الإجماع عليها، فأرادوا من الناس أن يتحزبوا حول هذه الأشياء!، إذا لم يتحزبوا حولها قالوا: ليس من أهل السنة.
هذه الحزبية الآن موجودة وللأسف، وهذا من سوء فهمهم للسنة، ومن سوء فهمهم لطريقة السلف في علاج البدعة، فهم فهموا أشياء وغابت عنهم أشياء أكثر مما فهموا.
وأكثر الأسباب هي: حظوظ النفس!، عدم إخلاص لله في الدفاع عن السنة والرد على المبتدعة!، نعم عدم الإخلاص!!، هذا أكبر دافع، يعني حبّ الظهور وحبّ الترؤس!، الرئاسة الدينية التي هي أشدُّ الفتنتين، فيه رئاسة مالية ورئاسة دينية، فالرئاسة الدينية التي يطمحون إليها، أن يرجع الناس إليهم فقط، هو الذي جعلهم يُبلبلون الأوضاع السلفية، ويفتنونها باسم الدفاع عن السنة، والله المستعان)).
وقال في أحد المجالس المسجَّلة بصوته وهو يبين مصيبة هذا الوقت!: ((الحقيقة هذه مصيبة هذا الوقت: تبديع علماء أهل الدعوة السلفية وطلبة العلم السلفيين والتسرع في ذلك!، والحكم على بعضهم حكماً جافاً جامداً من غير تبين!، هذه مصيبة هذه السنوات الخمس، وأكثر منها، الخمس الأخيرة...
أصبح الإنسان السلفي في بعض المجتمعات أو الاجتماعات السلفية يدخل وهو يزن خطاه!، لا يدري على ماذا يسقط؟! وعلى يد مَنْ يسقط؟!، يحاسب على كل نفس يتنفسه!، على كل نظرة!، على كل حركة!، الكتاب الذي في يده أي كتاب هذا؟!، حتى كادوا يدخلون في قلوب الناس!!.
...إن هؤلاء مرضى مع كل أسف بحب الظهور!، ولذاك أنا أنصحكم، أعرضوا عن هذا حتى مجرد الكلام، إذا دخل أدخلوا هذا الموضوع أسكتوا عنهم، لأنه سيأخذ منك، ثم يأخذ، يشوف من فوق لتحت!، كم طولك وعرضك!، حتى يقدم نعم يقدم تقريراً عنك إلى هناك لجنة!، شوفوا طول وعرض هذا الشخص، يعني هل يناسب يدخل الباب، أن يدخله، ولا ما يناسبه يطلعوك من السلفية، ويدخلوك كما شاءوا، نصف سلفي!، ربع سلفي!، نسأل الله العافية
[11] ـ كدفاعه عن أهل الشام والعيد شريفي وعن أسامة القوصي وأبي الحسن المأربي، انظر : شريط بعنوان [تنبيه ((أو براءة)) الفضلاء من منهج الإقصاء]!، ثم شريطاً آخر بعنوان [إسعاف النبيل بجواب أسئلة الجرح والتعديل]!، وكان ذلك في عام 1423هـ !، وقد صرَّح هو مراراً أنَّ خلافه مع السلفيين الذين يصفهم بـ"الإقصائيين"منذ عشر سنوات.
[12] ـ قال– هداه الله - في أثناء دفاعه عن العيد الشريفي من خلال شريط مسجَّل بصوته: ((أعطونا موازينكم في التبديع؟!، كم كيلو يأكل الإنسان من البدع حتى يصير مبتدعاً؟!!، أعطونا؟!، ها تعرفون هذا أو ما تعرفونه؟!، لا بد أن يعرفونه، ما عرفوا ليس لهم حق أن يدخلوا في هذا، أعطونا الموازين؟!.
نحن كما كنا نقول للتكفيريين: الحاكم فلان ترك هذه المسألة لم يحكم فيها بما أنزل الله، وترك اثنين، ثلاثة، أربعة، كم عدد المتروكات حتى يصبح كافراً خارجاً من الملة؟! ما عندهم شيء!؛ لأنهم حقيقة ألزموا أنفسهم ما لا يلزم، فحشروا حينئذ في هذا المضيق.
نفس الشيء نقول لهؤلاء!: أثبتوا لنا أنه مبتدع؟، واحدة.
ثانياً: ثم أثبتوا أنَّ العلماء قد أجمعوا على تبديعه؟!!!.
ـ وقال ـ أصلحه الله ـ: في شريط بعنوان [أجوبة عبدالمالك رمضاني الجزائري على أسئلة أعضاء منتديات المحجة السلفية، سُجِّلت في الشهر السادس من عام 2007]: ((لا بد من إجماع العلماء لتكليف الناس بالتبديع!!!،
[13] ـ وقال ـ أصلحه الله ـ بعد كلامه السابق: ((والخبر نفسه؛ أين هو الثقة اليوم؟! قلَّ الثقات!؛ هذا ينبغي أن يُعرف)).
وفي جلسته ـ أصلحه الله ـ مع الليبيين وهي بتاريخ 26/6/1431هـ؛ سُئل عن مسألة خبر الثقة؟ فكان من ضمن جوابه: ((لأنَّ هذا الذين يسأل عنهم الأخ عندهم جماعة يقولون: خبر الثقة يقبل ولا يتثبَّت فيه!، أنا قلتُ:
[14] ـ في جلسة ـ أصلحه الله ـ مع التونسيين قال له أحد الحاضرين : هم يقولون أنَّ الجرح والتعديل أخبار وليس اجتهاد، هم يخالفون في كونها أخبار، لا أحكام؛ إذا قال: فلان كذاب خلاص، أين الاجتهاد في هذا؟!
أضاف آخر في الجلسة: هم يخلطون بين الحكم والخبر!
فقال ـ أصلحه الله ـ: ((طيب؛ والحكم يُبنى على الخبر، صح - (وضحك هنا على وجه السخرية!) - إذا اختلفنا في الحكم بعد وجود الخبر، ايش يصير؟ يصير اجتهاد أم لا؟)).
فقال أحدهم: اجتهاد.
فقال ـ أصلحه الله ـ: ((هذا خبر نعم، وأنا أعطيكم الآن شيء من هذه الأخبار يُبين لكم، زيد ثقة، عَمرو ثقة، مرَّ زمناً غير طويل ظهر لزيد أنَّ عَمراً ليس ثقة، أنت جاءك زيد وقال: إنَّ عمراً ليس ثقة، وهذا خبر الثقة إذا لم تقبله فأنت تلحق به، (وضحك هنا أيضاً!)، ثم قال: وكلُّ مَنْ صفَّق لك ووقف في صفك يلحق بك!!، وهكذا!، كلهم في كيس واحد ويُسكَّر (أي: يغلق) عليهم، لماذا؟ حتى لا تخليه يتنفس!، لهذه القاعدة: خبر الثقة مقبول!!، يبهتك!، يأتيك بقاعدة صحيحة ثم ينزلها تنزيلاً سيئاً!.
عمرو كان ثقة في الأول، وأنت جئت بخبر أنه غير ثقة، ما الذي يجعلني أستوثق من خبرك ولا أستوثق من خبري فيه؟!، ما الذي يجعلني؟، وإذا جئتَ بشيء جرَّحته به هو عند أهل العلم غير معتبر، كيف يكون الأمر؟!، يختلف الحكم أم لا؟، هم الآن يخلطون - كما تفضَّل الأخ - بين الخبر وبين الحكم!، الحكم شيء والخبر شيء آخر))
أولاً: أين هو الثقة اليوم؟ عزَّ الثقات وقلَّوا!، ينبغي أن نعرف هذا.
ثم ثانياً: حتى لو كان ثقة وتثبت من خبره؛ ليس عليك في ذلك تبعه ولا تنتقد!!
قلت : نعم منهج السلف قائم على قبول خبر الثقة بالإجماع ولا يخالف في ذلك إلا أهل البدع من المعتزلة ومن تأثر بهم .
والثقة اليوم كثير ولله الحمد منهم علماء أجلاء عبر المعمورة أخص بالذكر منهم الذين انتقدوك وأدانوك منهم الشيخ ربيع وعبيد الله الجابري ومحمد بن هادي وعبد الله البخاري وأحمد بازمول ومشايخ الجزائرالسلفيين وغيرهم وغيرهم.
وقد صنَّف الخطيب البغدادي / تعالى كتاباً في بيان ذلك، وأفرد باباً في كتابه ((الكفاية في علم الرواية من ص66 - ص72))، بعنوان [باب: ذكر بعض الدلائل على صحة العمل بخبر الواحد ووجوبه]، وقد قال في آخره: ((وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء الخالفين في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا، ولم يبلغنا عن أحد منهم إنكار لذلك!، ولا اعتراض عليه!، فثبت أنَّ من دين جميعهم وجوبه؛ إذ لو كان فيهم مَنْ كان لا يرى العمل به لنقل إلينا الخبر عنه بمذهبه فيه، والله اعلم)).اهـ
قل: ودعوى التثبت في خبر الثقة دعوى باطلة تصادم الكتاب والسنة وفهم سلف هذه الأمة ،وهي من الأشياء التي تأثر بها بأبي حسن المأربي.
[15] ـ في جلسة مع التونسيين؛ قال أحد الحاضرين: الآن يا شيخ، يلزمون بالجرح يقولون: الجرح المفسَّر مقدَّم على التعديل المجمل؟!
فقال : ((إيه! الجرح المفسر بارك الله فيك، كيف تُلزمه؟!، نقول هذا هو الحق وهذا هو الراجح نعم، لكن لا تلزمه!، أنت عندك مفسر عند غيرك غير مفسر، أنت عندك هذا الجرح معتبر عند غيرك غير معتبر، هذا قيد؛ الجرح يجب أن يكون معتبراً، يأتي واحد فيقول: رأيته فلان يأكل في المطعم، وكان السلف يجرحون مَنْ يأكل في الشارع إلى آخره، يعني حتى هذا عند السلف غير معتبر، حتى مَنْ رأوه يأكل في الشارع قالوا هذا جرح غير معتبر، وأنت جريت الحبل بعيد حتى في المطعم، وبدأت تحكم على الناس، هذا مثال أن يكون الجرح مفسراً ومعتبراً، ثم مع ذلك يبقى أن تقول: له أخطأت)). قال ـ أصلحه الله ـ في جلسته المشار إليها: ((لا يُلزَم الإنسان في المسائل الاجتهادية، واحد اقتنع برأيٍ خالفني فيه، نقول: لك رأيك ولي رأيي، أما المناقشة والأخذ والعطاء فليس بها بأس؛ خلافاً للحزبيين الذين يمنعون المناقشة)).
[16] ـ قال عفا الله عنه في جلسته مع التونسيين: ((مشكلتنا ليس أن تقول له: أخطأتَ أو أصبتَ، مشكلتنا أن تقول له: ابتدعتَ، وخرجتَ من السنة، وأنت رجل حزبي. والمسكين يبقى في الهواء معلَّقاً!، ما في حزب يقبله!، هذا الإشكال، ما في حزب يقبله!، قالوا: حزبي!، أي حزب يا جماعة؟!، حتى يقول دلوني لعل آوي إلى كهف، يبقى معلَّق، لا حزب يقبله، كيف يُقال حزبي؟!))
[17] ـ قال ـ أصلحه الله ـ في [جلسته مع بعض الليبيين وهي بتاريخ 26/6/1431هـ]: ((وأنا على كل حال نصحتُ كثيراً من إخوانكم بنصيحة أخذناها من العلماء الذين عرفناهم: الشيخ ابن باز، الشيخ العثيمين، الشيخ الألباني رحمة الله عليهم، وغيرهم، قلنا لهم: حتى المبتدعة لا تهجروهم!!!. هذا يستغربها إخواننا في ليبيا، حتى الإخوان المسلمين لا تهجروهم!!، ويش الفائدة من هجرهم؟! لن يستفيدوا من هجركم، إذا هجرتموهم قالوا: ذلك ما كنا نبغي، يالله روح!، خلصنا منك!، كنا نستحيي منك ...، الآن نعبس شوية في وجهك، ومرتاحين منك...
فهذه خلاصة ما أذكر به إخواني في قضية الهجر؛ اتركوا الهجر الآن، إلا في حالات نادرة قليلة قد تنجح، لكن اتركوه الآن، حتى يكون أمر آخر إنْ شاء الله)).
وقال أيضاً ـ أصلحه الله ـ كما في شريط [أجوبة عبدالمالك رمضاني الجزائري على أسئلة أعضاء منتديات المحجة السلفية»، سُجِّلت في الشهر السادس من عام 2007م]: ((طبعاً تطبيقاً على واقع العصر اليوم؛ أنَّ هجر المبتدع اليوم ينبغي أن يضيَّق، ينبغي أن يضيق، وذلك لضعف أهل السنة ضعف شوكتهم في أكثر بقاع الأرض، فهجرهم المبتدعة في هذا العصر يساوي هجرهم لأنفسهم...."
قلت : وهو محجوج بمخالفة الإجماع الذي نقله غير واحد من السلف في هجر أهل الأهواء والبدع والبعد عنهم وإقصائهم ونحو ذلك فلتراجع ، والأئمة الثلاثة الذين نقل عنهم فإنه خلاف الواقع للأسف الشديد وإليك بعضا من أقوالهم واحكم بعدها بعدل وإنصاف:
سُئل سماحة الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز / كما في [مجلة الفرقان، العدد/100 في ربيع الثاني 1419هـ]: هل يجوز مجالسة أهل البدع في دروسهم ومشاركتهم؟
فكان جوابه: ((لا يجوز مجالستهم، ولا اتخاذهم أصحاباً، ويجب الإنكار عليهم وتحذيرهم من البدع، نسأل الله العافية)).
وسُئل / كما في [فتاوى نور على الدرب" السؤال السادس عشر من الشريط رقم 82"]: متى تجوز مقاطعة المبتدع؟ ومتى يجوز البغض في الله؟ وهل تؤثر المقاطعة في هذا العصر؟!
فكان جوابه: ((المؤمن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان ونظر الشرع، ونظر التجرد من الهوى، فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم، فإنَّ هجره حق، وأقل أحواله أن يكون سنة، وهكذا من أعلن المعاصي وأظهرها، أقل أحواله أنَّ هجره سنة، فإنْ كان عدم الهجر أصلح، لأنه يرى أنَّ دعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم، أنَّ ذلك يؤثر فيهم وأنه يفيدهم، فلا يعجِّل في الهجر، ومع ذلك يبغضهم في الله، كما يبغض الكافر في الله، ويبغض العصاة في الله، على قدر معاصيهم وعلى قدر البدعة، وبغض الكافر أشد، وبغض المبتدع على قدر بدعته، إذا كانت بدعته غير مكفرة، على قدرها، وبغض العاصي على قدر معصيته ويحبه في الله على قدر إسلامه، أما الهجر ففيه تفصيل يقول ابن عبد القوي /، في قصيدته المشهورة:
وهجران من أبدى المعاصي سنة.....وقيل على الإطلاق ما دام معلناً
وقد قيل إن يردعه أوجب وآكد....ولاقه بوجــه مكفــر ملـــــبد
وقيل على الإطلاق؛ يعني يجب الهجر مطلقاً، فالحاصل: أنَّ الأرجح والأولى النظر في المصلحة، فالنبي r هجر قوماً، وترك آخرين لم يهجرهم، مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية، فهجر كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر هجرهم خمسين ليلة فتابوا فتاب الله عليهم، ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية اقتضت ذلك، فالمؤمن ينظر في الأصلح، وهذا لا ينافي بغض الكافر في الله، وبغض المبتدع في الله، وبغض العاصي في الله، ومحبة المسلم في الله، ومحبة العاصي على قدر إسلامه، ومحبة المبتدع الذي لم يعلن بدعته على قدر ما معه من الإسلام لا ينافي ذلك.
أما هجرهم فينظر للمصلحة: فإذا كان هجرهم يرجى فيه خير لهم، ويرجى أن يتوبوا من البدعة ومن المعصية، فإنَّ السنة الهجر، وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم، قالوا: يجب، وإن كان هجرهم وتركه سواء، لا يترتب عليه لا شر ولا خير فهجرهم أولى أيضاً، إظهارا لأمر مشروع، وإبانة لما يجب من إظهار إنكار المنكر، هجره بأي حال أولى وأسلم، وحتى يعلم الناس خطأهم وغلطهم.
الحالة الثالثة: أن يكون هجرهم يترتب عليه مفسدة وشر أكبر، فإنه لا يهجرهم في هذه الحالة، إذا كان هذا المبتدع إذا هجر زاد شره على الناس وانطلق في الدعوة إلى البدعة، وزادت بدعه وشروره، واستغل الهجر في دعوة الناس إلى الباطل، فإنه لا يهجر بل يناقش ويحذر الناس منه، ولا يكون الناس عنه بعيدين، حتى يراقبوا عمله وحتى يمنعوه من التوسع في بدعته، وحتى يحذروا الناس منه، وحتى يكرروا عليه الدعوة، لعل الله يهديه حتى يسلم الناس من شره، وهكذا العاصي المعلن، إذا كان تركه وهجره قد يفضي إلى انتشار شره، وتوسع شره وتسلطه على الناس، فإنه لا يهجر بل يناقش دائماً وينكر عليه دائماً ويحذر الناس من شره دائماً، حتى يسلم الناس من شره، وحتى لا تقع الفتن بمعصيته.
وسُئل أيضاً [السؤال السابع عشر"من الشريط رقم 185"]: بم تنصحوننا في كيفية التعامل مع المبتدعة الذين نراهم ونتكلم معهم، ونتعامل معهم كل يوم؟
فأجاب / بقوله: ((الواجب هجرهم على بدعتهم، إذا أظهروا البدعة فالواجب هجرهم بعد النصيحة والتوجيه، فإنَّ المسلم ينصح أخاه، ويحذرهم مما حرم الله عليهم من البدع والمعاصي الظاهرة؛ فإن تاب وإلا استحق أن يهجر ولا يعامل، لعله يتوب، لعله يندم، لعله يرجع إلى الصواب، إلا إذا كان الهجر يترتب عليه ما لا تحمد عقباه؛ فإنه يتركه، إذا كان تركه أصلح في الدين، وأكثر للخير وأقرب إلى النجاح، فإنه لا يهجره، بل يداوم على نصحه وتحذيره من الباطل، ولا يهجره، قد يهديه الله بسبب ذلك، فالمؤمن كالطبيب إذا رأى العلاج نافعاً فعله، وإذا رآه ليس بنافع تركه، فالهجر من باب العلاج، فإن كان الهجر يؤثر خيراً وينفع هجر، وكان ذلك من باب العلاج، لعله يتوب ولعله يرجع عن الخطأ، إذا رأى من إخوانه أنهم يهجرونه، أما إن كان الهجر يسبب مزيداً من الشر، وكثرة أهل الشر وتعاونهم، فإنه لا يهجر ولكن يديم النصح له، والتوجيه وإظهار الكراهة لما عمل، ويبين له عدم موافقته على باطله، ولكن يستمر في النصيحة والتوجيه)).
وأما الشيخ ابن عثيمين / فقد قال كما في [شرح لمعة الاعتقاد ص159]: ((هجران أهل البدع: الهجران مصدر هجر وهو لغة: الترك. والمراد بهجران أهل البدع: الابتعاد عنهم، وترك محبتهم، وموالاتهم، والسلام عليهم، وزيارتهم، وعيادتهم، ونحو ذلك. وهجران أهل البدع واجب؛ لقوله تعالى: "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه"، ولأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك.
لكن إنْ كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحق لهم وتحذيرهم من البدعة فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوباً؛ لقوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وهذا قد يكون بالمجالسة والمشافهة، وقد يكون بالمراسلة والمكاتبة، ومن هجر أهل البدع: ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله r في الدجال: "من سمع به فلينأ عنه، فو الله إنَّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات". رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح.
لكن إنْ كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)).
وأما العلامة الشيخ الألباني / تعالى فقد تكلَّم في أحد مجالسه [سلسلة الهدى والنور"شريط 95"] عن الهجر وأنواعه، فبيِّن الهجر من أجل الدنيا، ثم تكلَّم عن هجر المخالفين للشرع المعلنين لهذه المخالفات، وأنه من باب الزجر والتأديب والتربية، وسرد قصة الثلاثة الذين خلفوا، ثم قال في [الدقيقة ((43:25))]: ((فالشاهد: هذه المقاطعة جائزة، وهي داخلة في مبدأ الحب في الله والبغض في الله؛ لكن هذا الشيء مع الأسف اليوم أصبح في خبر كان!، نادراً جداً جداً أن تجد أحداً يقاطع المسلم لأنه انحرف عن الطريق!، لكنه يقاطعه لسبب مادي من الأسباب التي سبق الإشارة إلى بعضها، هذا النوع من المهاجرة لله، فهو مأجور عليه صاحبه، وهو غير مأزور، وهذا الذي نحن الآن اليوم بحاجة إليه!!. وأما المهاجرة في الدنيا فهذا حرام لا يجوز إلا بمقدار ثلاثة أيام فقط، فإذا استمر في ذلك فهو حرام، والأمر كما قال عليه السلام في الحديث السابق: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، هذا هو جواب ما سألته إن شاء الله)).
وقد قال / في [السلسلة الصحيحة 6/6 حديث ((2507))] حول مشكلة محمد نسيب الرفاعي بعد أن ناقشه في دعواه "عصمة نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وذريته من الفاحشة كعصمة الأنبياء": ((فلما تيقنتُ إصراره على رأيه وتقوِّله عليه، وهو يعرف نزاهته وإخلاصه قرابة ثلاثين سنة، أعلنتُ مقاطعته حتى يعود إلى رشده، فكان كلما لقيني وهشَّ إليَّ وبشَّ أعرضتُ عنه، ويحكي للناس شاكياً إعراضي عنه، متجاهلاً فعلته، وأكثر الناس لا يعلمون بها، في الوقت الذي يتظاهر فيه بمدحي والثناء عليَّ وأنه تلميذي، إلى أن فوجئت به في منزل أحد السلفيين في عمان في دعوة غداء في منتصف جمادى الأولى لسنة (( 1396)) فسارع إلى استقبالي كعادته، فأعرضت عنه كعادتي، وعلى المائدة حاول أن يستدرجني إلى مكالمته بسؤاله إياي عن بعض الشخصيات العلمية التي لقيتُها في سفري إلى المغرب، وكنتُ حديثَ عهد بالرجوع منه، فقلتُ له: لا كلام بيني وبينك حتى تنهي مشكلتك!، قال: أي مشكلة؟ قلتُ: أنت أدرى بها، فلم يستطع أن يكمل طعامه)).
ومع هذا فلا زال البعض ينسب إليهم القول بعدم مشروعية الهجر في هذا الزمان!،أليس هذا من التلبيس والتدليس؟؟
وللشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ كلام ماتع أحببت أن أنقله لعلّ الله ينفع به حيث قال :وفقه الله تعالى في [شرح لمعة الاعتقاد ((154-157)) ط.مكتبة دار المنهاج]: ((قال: "من السنة هِجران أهل البدع ومباينتهم"؛ وهذا هو الذي كان أئمة أهل السنة يوصون به من عدم غشيان المبتدعة في مجالسهم ولا مخالطتهم، بل هجرانهم بالكلام، وهجران بالأبدان، حتى تُخمد بدعهم، وحتى لا ينتشر شرهم، فالدخول مع المبتدعة ومساكنتهم، سواء كانت البدع صغيرة أو كبيرة، والسكوت عن ذلك، وعدم هِجرانهم، والاستئناس لهم، وعدم رفع الرأس بحالهم مع بدعهم؛ هذا من حال أهل الضلال!.
إذْ أهل السنة تميزوا بأنهم لهم الموقف الأعظم الذي فيه القوة والشدة مع أهل البدع مهما كانت البدع، فيهجرون أهل البدع، هجر المبتدع من أصول الإسلام، بل من أصول أهل السنة، لأنَّ جنس البدع أعظم من الكبائر، فالبدعة أشد وأعظم من الكبائر، وذلك من خمس جهات، نذكر بعضاً منها: الأولى: أنَّ البدعة من باب الشبهات، والكبائر من باب الشهوات، وباب الشبهات يعسر التوبة منه، بخلاف أبواب الشهوات، ولهذا جاء في الأحاديث من حديث معاوية وغيره، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف أهل البدع: "تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه لا يبقَى منه عرق ولا مفصل إلا دخله"، وقد بيِّن عليه الصلاة والسلام إنْ صحّ الحديث، وقد صحّحه جمع من العلماء أنه قال: "أبى الله أن يقبل توبة صاحب بدعة حتى يدع بدعته"، وقد جاء في ذلك أيضا ًبعض الأحاديث التي منها ما يصح، ومنها ما لا يصح، ومنها ما رُوي أنه قال: من وقَّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
نلاحظ اليوم أنه في هذه المسألة فيه تَرْكٌ لهذا الأصل!!، فكثير من الناس يُخالط المبتدعة ولا يهجرهم بحجج شتى؛ إمَّا دنيوية، وإما تارة تكون دعوية أو دينية!، وهذا مما ينبغي التنبه له والتحذير منه؛ لأن هِجران أهل البدع متعين، فلا يجوز مخالطتهم بدعوى أنَّ ذلك للدعوة، ولا مخالطتهم بدعوى أنَّ ذلك للدنيا، ولا مخالطتهم وعدم الإنكار عليهم بدعوى أنَّ هذا فيه مصلحة كذا وكذا، إلا لمن أراد أن ينقلهم لما هو أفضل لما هم فيه، وأن ينكر عليهم ويغيّر عليهم.
الاهتمام بالسنة والرد على المبتدعة هذا كما تعلمون ظاهر في حال أئمة أهل الإسلام، فقد كانت حياتهم في الرد على المبتدعة، ولم يشغلوا أنفسهم بالرد على الكفار الأصليين من اليهود والنصارى!، فإذا رأيت كلام الإمام أحمد وسفيان وحمّاد بن زيد أو حمّاد بن سلمة ونعيم، وهم أئمة أهل السنة، والأوزاعي وإسحاق وعلي بن المديني؛ ونحوهم من أهل السنة والإسلام، وجدتَ أن جُلّ كلامهم وجهادهم إنما هو في الرد على المبتدعة وفي نقض أصول المبتدعة؛ وإن كانوا باقين على أصل الإسلام، ولم يشغلوا أنفسهم بالرد على اليهود والنصارى وسائر ملل أهل الكفر!، وذلك لأنَّ شر المبتدع لا يظهر على أهل الإسلام، ولا يؤمَن على أهل الإسلام، أما الكافر الأصلي من اليهود والنصارى فشرُّه وضرره بين وواضح لكل مسلم؛ لأنَّ الله جل وعلا بيّن ذلك في كتابه، وهم ظاهرون، أما أهل البدع فالشر منهم كثير.
ولهذا لا يحسن أن يُنسب لأهل السنة والجماعة أنهم مفرّطون في الرد على اليهود والنصارى ومنشغلون بالرد على أهل الإسلام؛ كما قاله بعض العقلانيين من المعتزلة وغيرهم: إنَّ أهل السنة انشغلوا بالرد على أهل الإسلام وتركوا الرد على الكفار من اليهود والنصارى وسائر أهل الملل الزائفة.
وهذا سببه هو ما بينته لك أنَّ شر البدع أعظم؛ لأنَّ هؤلاء يدخلون على المسلمين باسم الإسلام، وأما أولئك ففي القلب منهم نفرة من اليهود والنصارى، فهدي أئمة الإسلام كان ظاهراً في الرد على المبتدعة، والرد على أهل الأهواء، ولم يعرف عنهم كبير عمل في الرد على اليهود والنصارى، وليس معنى ذلك أنَّ المؤمنين من أهل السنة لا ينشغلوا بالرد على اليهود والنصارى، لا، ولكن نذكر ما تميز به أئمة أهل السنة وإلا فالرد على كل معادٍ للإسلام من الكفار الأصليين، ومن أهل البدع متعيِّن وفرض، لكن من انشغل بالرد على المبتدعة لا يقال له: لِمَ تركت اليهود والنصارى؟! لِمَ ترد عليهم وانشغلت بهؤلاء؟! نقول هذا هدي الأئمة الأولين، وكلٌّ يَرد في مجاله؛ منا من يرد على اليهود والنصارى، ومنا من يرد على المبتدعة، ونحن جميعاً نكون حامين لبيضة الإسلام من تلبيسات الملبِّسين، وبدع المبتدعين، وشرك المشركين، وضلالات الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم)).
ولنختم بكلام ماتع لشيخنا ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ حيث قال في [أحد أشرطة سلسلة جلسات رمضان 1423هـ]: ((مَنْ قال أنه لا هجر في هذا الزمان!؛ فقد قال: بأنَّ الإسلام غير صالح لكل مكان وزمان!، لأنَّ الهجر من الإسلام)).
[18] ـ قال له أحد الحاضرين في جلسته مع التونسيين: شيخنا الإشكال الذي حاصل الآن الانفصال بين التنظير والتطبيق، إخواننا يوافقوننا في التنظير، لكن التطبيق ضعيف، وأنتم ذكرتم أمثلة لما زرتم الشيخ الألباني، مثلاً الآن ينزلون معاملة السلف للمبتدعة في هذا الزمان!!!، مثلاً صارت مشكلة أخ تونسي، وهناك شخص هو وقومه، أخرجوه هو وزوجته من المسجد بما أنهم منحرفون عن المنهج ونزلوا عليه أثر مالك، فأتى بقبيلة كاملة فصارت بالسيوف والعصا، هؤلاء سلفيون!، هذا التنظير يعني كيف يقاس على هذا الزمن؟ هل يُمكن أن تنزَّل هذه الآثار في المملكة قبل أن تنزل في تونس؟!
فأجابه بقوله عفا الله عنه: ((لا في المملكة!!!، ولا في تونس!، وضع أهل السنة الآن الله المستعان، نسأل الله أن يعزهم من هذه الذلة وأن يقويهم من هذا الضعف والقلة. على كل حال هذا - كما أشرتَ في كلامك - غلط واضح!!. أما غيره في هذا الباب كثير من جماعات التكفير يأتي إلى بعض النصوص في تكفير بعض الأشخاص وفي معاملة بعض الأشخاص ويعمل على اغتيالهم وعلى قتلهم إلى آخره، ثم المسكين يشعر أنه زاد استضعافاً، فيهرب ويغير جنسيته ويغير اسمه وتزوير ويمكن يلبس حتى لباس المرأة، إلى آخره، فهذه مصيبة، إنسان غره الشيطان وغلا حتى ارتكب ما أراده ثم ما فكر بالعواقب، هذه كما تفضل الأخ بحسب المجتمع!!، المجتمع الذي السنة ظاهرة فيه ومنصورة والعلماء في ذلك الباب متكاثرون غير في وقت السنة أهلها ضعفاء!!، كما يُقال تمسكن قبل أن تتمكن)). -قوله ـ أصلحه الله ـ في أول جلسته مع التونسيين: ((والله الحقيقة، ليس النصيحة أكثر مما قلتُه، سوى إنني أقول: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الشيطان قد أيس أن يعبد في أرضكم ولكن رضي بالتحريش بينكم"، فهذا التوجه من بعض إخواننا السلفيين من أهل السنة، إلى تجريح بعضهم بعضاً بالصغيرة؛ حتى لو فرضنا أنها بدعة، وتجريح بعضهم بعضاً بالظن وبقيل وقال وعدم تحقق وبالتسرع وما إلى ذلك، أو من جعل من الحبة قبة كما يقال، يريدون من الشخص أن يكون نسخة منهم، وإلا قال لسان حالهم: فإما أن تكون معنا، وإما أن تكون علينا!، وهذا غلط، ليس هو سبيل العدل، وليس هو سبيل أهل السنة، المسألة فيها تفصيل، لا تحتمل مثل هذه الطريقة العشوائية في تقييم الناس وجهودهم وأعمالهم وإدخالهم في السنة وإخراجهم منها.))
[19] ـ قلت :قاعدة "كلام الأقران لا يقبل وأنه يطوى ولا يروى" ، فهي قاعدة صحيحة ، لكن بقيّد تجاهله الشيخ ـ هداه الله ـ -وهي كلمة حقّ أريد بها باطل- وهو: إذا كان كلام الأقران في بعضهم البعض بغير أدلّة ولاحجج ولابراهين وكان سببه عداوة أو لمذهب أو لحسد أو... .
وأما إذا كان مبنيا على أدلة وبراهين فإن قبوله من أوجب الواجبات ،لأن الأقران هم أعرف الناس بعضهم ببعض ولأن القرين هو أعلم الناس بقرينه و من المرجحات التي يذكرها العلماء أن كلام المعاصر أولى من كلام المتأخر عن عصر الراوي لأن المعاصر أعرف بالراوي و"بلديّ الرجل أعرف به"."قال السبكي: " أول ما نقدمه أنه ينبغى لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم فى بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح، "طبقات الشافعية الكبرى"(2/204)
وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي / : جرح الأقران أثبت من غيرهم، لأنّهم أعرف بقرنائهم، فهي مقبولة إلا إذا علم أن بينهما تنافسًا وعداوةً سواء لأجل دنيا، أو مناصب، أو خطأ في فهم، ويريد أن يلزم الآخر بخطأ فهمه.
فينبغي أن تعلم هذا ولا تصغ لقول المبتدعة والحزبيين والديمقراطيين: أن كلام الأقران ليس مقبولاً على الإطلاق.إهـ
قلت :ومن ردّ جرحك في أبي إسحاق الحويني وسلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر و علي بلحاج وعباس المدني و....،بل ردّ كتابك "مدارك النظر" كلّه وحذّر منه لأنه في الغالب فيه ردّ على الأقران الذي يجب أن يطوى ولا يروى -وهذا على مذهبك-، أتُرى أن هذا هو العدل والإنصاف والوسطية التي ينادي بها البعض ـ هداهم الله ـ.
ـ و يلزم من كلامك هذا أن أئمة الجرح والتعديل الذين حذّروا من أقرانهم بجرح مبيّن ومفسّر لا نقبل كلامهم لأنه يجب أن يطوى ولا يروى ، وكتب السلف طافحة بذلك ،ففي تراجم الضعفاء والمتروكين والمجروحين ومن ضعفه المحدثون من قِبِلِ أقرانهم يصعب حصرهم وذلك لكثرتهم، انظر: "الضعفاء الكبير" للعقيلي ، و "الكامل"لابن عدي ،و"المجروحون"لابن حبان ، و"الضعفاء الصغير"للبخاري ،و"الضعفاء والمتروكين"للنسائي وللذهبي و للدارقطني ولابن الجوزي،و "تهذيب الكمال"للمزي ، ،و"الميزان" و"السير"للذهبي ، و"تقريب التهذيب"لابن حجر،وغير ذلك من كتب المصنفة في هذا الباب.
قال عفا الله عنه- في أثناء جواب سائل كان مستغرباً من تبديع الشيخ ربيع لعلي الحلبي، ولا يعرف ما هو السبب؟ في مقطع صوتي مسجَّل- : ((الشيخ ربيع على كل حال شيخ فاضل، لكن شويه حار!، أحياناً يجعل من الحبة قبة!!، وهو ردَّ على الشيخ علي بأشياء مثل ما ردَّ على بعض مشايخ السنة!؛ لكنَّ الشيخ عبدالمحسن ما وافقه!، ورد على الشيخ ربيع....)) ثم تكلَّم عن مسألة رسالة عمان، وسيأتي الكلام عنها قريباً.
وفي آخر الاتصال قال له: ((لو كل واحد نتوقَّف فيه إذا تُكلِّم فيه ما يبقى أحد!، وفي كثير متكلمين بعضهم في بعض، وإحنا شوف: هذه مجرد ردود الأقران بعضهم في بعض!، ونحن نطويها وما نرويها!، نسكت عنها، والأشياء الطيبة ننشرها، وإذا كان حقيقة رجل تكلم فيه بحق، هذا الرجل إذا صار مبتدع تركناه، أما الشيخ علي فأنا أعرفه أكثر من عشرين سنة، رحت بيته، وسافرنا سوياً، ويدعو إلى السنة والحمد لله)).
وفي اتصال هاتفي مسجَّل مع الشيخ عبدالمالك؛ ((قال المتصل: السلام عليكم، عذراً يا شيخ انقطع الاتصال، أكمل لي، قلتَ أنَّ الشيخ عبدالمحسن ذم كتاب "صيانة السلفي"، ماذا قلت؟
فأجابه بقوله: إذا كنا الآن كلاً يحكي قول فلان وفلان، أنا قلتُ: أنَّ الشيخ عبدالمحسن ذم الكتاب!، أنا أقول: الشيخ ربيع سلفي، والشيخ عبدالمحسن سلفي، والشيخ علي حسن سلفي، والشيخ مشهور حسن سلفي، وإنما اختلفوا في بعض المسائل، وخلاص.
المتصل: يا شيخ أحسن الله إليك، نحن طلابكم، نود منكم التوضيح إنْ كنتم تودون، يا حبذا لو تبين لي ما لذي حمل الشيخ عبدالمحسن على ذم "صيانة السلفي"، يا شيخ؟
الشيخ: لأنَّ الكتاب يحمِّل الشيخ علي حسن ما لا يحتمل كلامه، يأخذ بلازم المذهب، ومعروف عند العلماء أنَّ لازم المذهب ليس بلازم لمذهب الشخص، وكيف يتهم الشخص بأنه يقول بوحدة الأديان؟!)).
[20] ـ في اتصال هاتفي مسجَّل؛ طالب المتصلُ الشيخَ عبدالمالك رمضاني أن يبين له سبب تبديع الشيخ ربيع حفظه الله لعلي لحلبي؟
فأجابه: ((الشيخ علي ألقى خطبة بين يدي الملك الأردني، وتكلَّم عن رسالة فيها كلمات حمالة توحي بوحدة الأديان!، فالشيخ علي امتدح رسالة الملك من جهة أنه أراد أن يدعو غير المسلمين للإسلام من هذه الحيثية، الشيخ ربيع قال: كيف تمدح هذه الرسالة وفيها وحدة الأديان؟! هي كلمات حمالة الوجوه قد لا [كلمة غير واضحة]، فمسكها على الشيخ علي، ولماذا تقول بما يقوله الملك؟!، وما أدري ايش!، وطوّل المشوار!، وهذه هي المشكلة)).
وفي اتصاله مع الذي سأله عن كتاب "صيانة السلفي"؛ قال: ((وكيف يتهم الشخص بأنه يقول بوحدة الأديان؟، وِش الكلام هذا؟!، وحدة الأديان؟!، علي حسن يقرر أنَّ وحدة الأديان كفر وأي كفر، ثم يحاسبه على أنه يقول وحدة الأديان؟!، شيء غريب هذا الكلام، هو يقول وحدة الأديان كفر، وش تريد بهذا؟، حتى لو فرضنا أنه قال بوحدة الأديان!!!، هو ما قال بوحدة الأديان وإنما مدح شيء من رسالة الملك رسالة عمان، وهذا لا يستلزم أنه يمدح كل ما فيها!!، والرسالة نفسها غير واضحة في وحدة الأديان!!، أنا قرأتها مراراً!!!، والشيخ عبدالمحسن قرأها مراراً!!!!، قال غير واضحة في وحدة الأديان!، في كلام حمَّال!، الإنسان لا يدين صاحبه به!، فلذلك يُقال فقط: أنَّ الشيخ علي أخطأ في كونه استدل بالرسالة، وإنْ كان هو ذكرها في ظرف سياسي!، لكن مهما كان قلنا له: أخطأت!، وأما أن نقول: وحدة أديان، والله يا أخي هذا ظلم بيِّن)).
[21] ـ جرى اتصال هاتفي مع الشيخ عبدالمالك رمضاني؛ وهو مسجل بصوته، جاء فيه: سأله السائل: يا شيخ، نود منكم نصيحة، كيف نتعامل مع إخواننا الذين ما زالوا متأثرين بعلي حسن الحلبي ومشهور حسن آل سلمان؟ كيف نتعامل معهم يا شيخ؟
الشيخ: متأثرون بمن؟
المتصل: بعلي حسن الحلبي ومشهور حسن آل سلمان.
الشيخ: أنا من المتأثرين بهم.
المتصل: يا شيخ نحن بلغنا كلام الشيخ ربيع وكلام الشيخ عبيد الجابري والشيخ أحمد بازمول
الشيخ: وهل هؤلاء أنبياء؟! هؤلاء المشايخ جزاهم الله خير علماء بارك الله فيهم، لكننا نحن لا نتخذ علماءنا كأحبار اليهود والنصارى.
المتصل: شيخ، كتاب [صيانة السلفي] للشيخ أحمد بازمول، قد أثنى عليه الشيخ ربيع، وقال أنه رد عليه بالحجة والبراهين، يا شيخ.
الشيخ: طيب؛ وإذا أثنى عليه الشيخ ربيع يعني أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
المتصل: لا يا شيخ، مع أنَّ الشيخ ربيع هو إمام الجرح والتعديل في هذا العصر، وصاحب علم.
الشيخ: أنت اتبع الدليل، الكتاب ذمه الشيخ العبَّاد...)). انظر الرد الذي كتبه الأخ رائد آل طاهر ـ وفقه الله ـ في كتابه " تحذير القاصي والداني من تأصيلات أهل التمييع في كلام الشيخ عبدالمالك رمضاني" وقد نقلت منه بعض هذه المخالفات وأعرضت عن بعضها خشية الإطالة .
[22] ـ حلية الأولياء"( 7 / 34)
[23] تفسير السعدي " ( ص 799 )
[24]
[25] إعلام الموقعين: 2/ 254-255
[26] إعلام الموقعين"(2/286 )
[27] (2-/118ـ119)
[28] ـ إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد" (ص77-83)
[29] ـ من مقال عنونه ب "الحلبي يوهم الناس أنه على منهج الجبال من أئمة الحديث ونقاد"
[30] متفق عليه، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (1367)، ومسلم حديث (949)، واللفظ لمسلم.
[31] كتاب عبارات موهمة
[32] الصارم المسلول"( ص: 563)


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد الهضابي ; 23 Nov 2014 الساعة 10:37 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05 Dec 2013, 11:13 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

جوزيت خيرا أخي المكرم مقال رائع بحق مملوء بالفوائد العلمية
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07 Dec 2013, 08:18 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
لو لم أشاهدك وأنت تسأله حتى عن خطب الجمعة وماذا تصنع فيها , وما (تحكيه ) فيها ؟! لو جئنا لرجل ممن يشتغل في المخابر العلمية والأحماض النووية لكشف لنا عن لعابك في ثياب الشيخ جراء تقبيل الأكتاف
أسأل الله أن يعافينا وأن يحفظ علينا ديننا وعقولنا، وإذا وصل الحال بهؤلاء إلى اختلاق مثل هذه الفرى فقد سقط خطابهم,
ولمَّا شدَّني هذا الزور إليه شدًّا تحملت مضاضة أن أسأل عنه الشيخ أبا عبد الله ـ صانه الله ـ فقال: "ما كان ذلك قط، لم أسأله هو ولا غيره عن خطبي"، قال الشيخ: "وأما تقبيل الأكتاف فقد أكرمني الله تعالى بلقاء الأئمَّة الكبار من مثل الألباني وابن باز وابن عثيمين ولم يكونوا يأذنون بذلك، بكيف أقبِّل كتف من هو دونهم؟!".

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 07 Dec 2013 الساعة 10:25 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07 Dec 2013, 10:27 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبد الحميد على فضحك لهذا الغرّ اللئيم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07 Dec 2013, 11:07 AM
أبو همام وليد مقراني أبو همام وليد مقراني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 748
افتراضي

اقتباس:
لو لم أشاهدك وأنت تسأله حتى عن خطب الجمعة وماذا تصنع فيها , وما (تحكيه ) فيها ؟! لو جئنا لرجل ممن يشتغل في المخابر العلمية والأحماض النووية لكشف لنا عن لعابك في ثياب الشيخ جراء تقبيل الأكتاف
هذه الكذبة سمعتها منهم مرارا و تكرارا
نسألهم سؤال واحد يتضح كذبهم
كم عمر شيخنا لزهر -حفظه الله- ؟ و متى درس في الجامعة؟ و متى درس العيد -هداه الله- في الجامعة ؟
يتضح من الصادق و من الكاذب
و في الأخير أشكر أخي عبد الحميد على هذه المشاركة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07 Dec 2013, 12:18 PM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي

والله كثيرا ما أقول في نفسي أن هذا الصنف من الناس قد أخفقوا في تدينهم واستقامتهم، ولكن الأدهى والأمر أنهم لا يعترفون بعجزهم وجهلهم، فتراهم يطوعون الدين على حسب رغباتهم وأهوائهم لضعفهم عن التمسك بالحق، فيضلون ويضلون، والناس معادن فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه. ومعنى هذا اللفظ كما ذكر -الحافظ ابن حجر- في كتابه فتح الباري من قوله: قوله: "تجدون الناس معادن" أي أصولا مختلفة، والمعادن جمع معدن، وهو الشيء المستقر في الأرض، فتارة يكون نفيساً وتارة يكون خسيسا، وكذلك الناس. انتهى.

والفتن هي التي تميز المعدن الطيب من الخبيث، فنسأل الله التوفيق والثبات.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07 Dec 2013, 04:31 PM
عبد المالك البودواوي عبد المالك البودواوي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 123
افتراضي

بارك الله فيك أخي وشيخنا لزهر حفظه الله معروف عند أهل العلم الثقات أما أمثال هؤلاء فهم يسيرون في واد مظلم سببه العزوف عن العلماء الربانيين والغرور والعجب
نحن نوافق الحق فمن وافق الحق أخذنا منه وأحببناه لما فيه ومن خالف الحق هجرناه وأبغضناه فيما خالف فيه
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07 Dec 2013, 05:38 PM
نورالدّين بن العربيّ بن خليفة نورالدّين بن العربيّ بن خليفة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 39
افتراضي

إنّ هذا التّافه قائم على رذائل عديدة أساسها فضائل قد هدمها هو و أشكاله من التلفيّين الخلفيّين و شيخهم الهالك عاجله الله بعدله .
و يكفيهم قبّحهم الله أنّهم إذا ذكروا عالما من علماء المسلمين الموثوقين فاقوا في الدّجل عليه و الكذب من أظلمت قلوبهم و عميت أبصارهم نعوذ بالله من هذه النّكسة .
وكنت من أيام مضت ساخطا على مقال في جحرهم فعزمت الرّد عليه ثمّ هيّئ لي أن أنأى بنفسي إذا وجدت فراغا أن أشتغل بجهلهم ، و ترك الشّرّ ساكنا أفضل و أحسن .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07 Dec 2013, 09:34 PM
ابو محمود كمال بقة ابو محمود كمال بقة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 12
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08 Dec 2013, 11:11 PM
أبوخولة سفيان صحراوي أبوخولة سفيان صحراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 229
افتراضي

بارك الله فيك لمن أراد تحميل الرسالة على شكل word




التعديل الأخير تم بواسطة أبوخولة سفيان صحراوي ; 09 Dec 2013 الساعة 08:49 PM
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 Nov 2014, 03:21 PM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك في الجهود
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 Nov 2014, 09:14 PM
أبو عبد الرحمن عبد الحفيظ عز الدين أبو عبد الرحمن عبد الحفيظ عز الدين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 33
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 Nov 2014, 12:55 PM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي

الحمد لله الشيخ لزهر من المشايخ الذين ثبتوا على السنة ونسأل الله أن يزيده علما وتقوى وأما العيد فلا تسأل عنه فالله المستعان ذلك الخلق ....
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, الجنيدي, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013