منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 11 Feb 2010, 05:55 PM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي بيان الأخوة في الدين ومستلزماتها- خطبة لمعالي الشيخ الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الأخوة في الدين ومستلزماتها- خطبة لمعالي الشيخ الفوزان




الحمد لله رب العالمين، جعل المؤمنين إخوة متحابين في الدين، ونهاهم عن التفرق وطاعة الحاسدين، والمفسدين، وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن المؤمنين إخوة في الدين كما سماهم الله بذلك في كتابه المبين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات : 10]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-"كونوا عباد الله إخوانا "، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم : "حتى يحب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه"، في رواية لأحمد: "لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس من الخير ما يحب لنفسه"، وفي صحيح مسلم من حديث عبدا لله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة؛ فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه"؛ فهذه الأحاديث وما جاء بمعناها تدل على أن المؤمن يسره ما يسر أخاه ويحزنه ما يحزنه ويريد لأخيه المؤمن ما يريد لنفسه من الخير، وهذا إنما يأتي مع سلامة المسلم من الغش والغل والحسد؛ فإن الحسد يقتضي أن يكره الحاسد بالنعمة والإيمان يقتضي خلاف ذلك وهو أن يشاركه المؤمنون كلهم في مثل ما أعطاه الله من الخير من غير أن ينقص عليه منه شيء، وقد مدح الله تعالى في كتابه مَن هذه صفته، من كانوا لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا؛ فقال تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83]، قال عكرمة وغيره في هذه الآية: العلو في الأرض: التكبر وطلب الشرف والمنزلة عند السلطان، والفساد: العمل بالمعاصي، وقال تعالى في مدح المؤمنين أيضا: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا...) [الحشر: 10]؛ فمن صفات المؤمنين سلامة قلوبهم وألسنتهم لإخوانهم المؤمنين السابقين واللاحقين والثناء عليهم والدعاء لهم بالمغفرة مع الدعاء لأنفسهم ولا سيما السابقين الأولين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان؛ فمن وجد في نفسه بغضا لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو تنقصهم فليس بمؤمن، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "؛ فقاتل الله الروافض الذين يسبون أصحاب رسول -صلى الله عليه وسلم- وخلفاءه الراشدين ويتنقصونهم، وقد قال الله تعالى: ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100]، وقال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح : 29] إلى قوله تعالى: (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح :29]؛ فهذا يدل على أنه إنما يغتاظ من أصحاب رسول -صلى الله عليه وسلم- الكفار، وأما المؤمنون فإنهم يحبونهم ويتولونهم ويستغفرون لهم.
عباد الله، ينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه؛ فإن رأى من أخيه المسلم نقصا في دينه اجتهد في إصلاحه، فلا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يغتابه أحد، فكيف يغتاب أخاه، وقد قال الله تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات : 12]، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يسعى أحد بينه وبين أحبابه بالنميمة؛ فكيف يسعى هو بين إخوانه المتحابين بالنميمة ليفسد ما بينهم ؟ وقد قال الله تعالى: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ *هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) [القلم: 10، 11]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة نمام "، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يسخر منه أحد أو يستهزئ به أحد؛ فيكف يسخر من إخوانه ويستهزئ بهم وينقصهم، وقد قال الله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) [الهمزة : ا]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ*وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ) [ المطففين : 29، 30]، إذا كان المؤمن لا يرضى أن يغشه أحد في بيعه وشرائه؛ فكيف يغش إخوانه ويخدعهم في معاملاته معهم ؟ إذا كان المؤمن لا يرضى أن يؤذيه جاره؛ فكيف يؤذي هو جيرانه ؟ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والله لا يؤمن والله لا يؤمن ، والله لايؤمن ، من لايأمن جاره، بوائقه"، إذا كان المؤمن لا يرضى أن يظلم فكيف يظلم الناس؟ وإذا كان المؤمن لو خطب امرأة أو باع سلعة أو اشتراها لا يرضى أن يفسد عليه ذلك أحد؛ فيخطب على خطبته أو يبيع على بيعه أو يشتري على شرائه؛ فكيف تصدر منه هذه الأمور في حق إخوانه المؤمنين؟! وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بعض، وكونوا عباد الله إخوانا "، وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "لا يبع المؤمن على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه"، لقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- المقياس الصحيح للمؤمن الحقيقي في كلمة مختصرة جامعة وهي قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"؛ فإذا كان يحب لنفسه الخير؛ فليحبه لإخوانه ويجتهد في جلبه لهم، وإذا كان يكره لنفسه الشر فليكرهه لإخوانه؛ فيصرف شره عنهم ويجتهد في صرف شر غيره عن إخوانه، وتلك قاعدة نافعة ووصية جامعة.
نسأل الله عز وجل، أن يرزقنا وإياكم الاتصاف بها والبعد عما يضادها إنه قريب مجيب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات:11-12].

(من كتاب الخطب المنبرية، لمعالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان/ ج1)


التعديل الأخير تم بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي ; 12 Feb 2010 الساعة 11:36 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 Feb 2010, 06:50 PM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا على هذا النقل، وحفظ الله العلامة صالحا.
وأسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الحقوق.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 Feb 2010, 09:06 AM
أبو إبراهيم خليل الجزائري أبو إبراهيم خليل الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 379
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
نسأل الله أن ينفعنا بهذه الكلمات
لمعالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
و أن يوفقنا لتحقيق هذه الأخوة
و العمل بمقتضياتها
حفظكم الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 Feb 2010, 11:38 AM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ وبارك فيكم
وحفظ الله العلامة الفوزان


التعديل الأخير تم بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي ; 12 Feb 2014 الساعة 07:26 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 Feb 2010, 11:24 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا الكريم على ما نقلت
وحفظ الله الشيخ صالح الفوزان
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 Feb 2010, 11:45 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

بارك الله فيك يا شيخ
و حفظ الله معالي الشيخ الفوزان
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 Feb 2010, 05:48 PM
سفيان بن عثمان سفيان بن عثمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: دلس حرسها الله.
المشاركات: 362
افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا وحفظ الله الشيخ الفوزان.

كما نسأله جل وعلا أن يوفقنا للعمل بما علمنا.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 Feb 2010, 10:43 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا لزهر.

وحفظ الله لنا الشيخ الفوزان.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 Feb 2010, 11:40 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

يرفع
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09 Mar 2010, 05:29 PM
أبو أحمد ضياء التبسي أبو أحمد ضياء التبسي غير متواجد حالياً
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أحمد ضياء التبسي
افتراضي

يرفع
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 09 Mar 2010, 05:31 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06 Jan 2011, 05:12 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 Feb 2014, 07:26 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

للتذكير
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12 Feb 2014, 09:23 PM
ابو محمود كمال بقة ابو محمود كمال بقة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 12
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا لفاضل و حفظ الله الامام الفوزان
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 Feb 2014, 09:22 AM
أبو الحارث بلال أبو الحارث بلال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 13
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخناوعلمائنا وأطال الله في عمركم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, الأخوة, الفوزان, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013