منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Feb 2019, 10:00 PM
أبو بكر يوسف قديري أبو بكر يوسف قديري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 286
افتراضي درر ألبانية 2: دفاع المظلوم عن نفسه حق ويجب نصره

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإنّ من الأدواء التي ظهرت في المفرّقين وكانت نتيجةً للتقديس الزائد للأشخاص =جعْلَهم مَن يُجيبهم ويدافع عن نفسه بالحق فتّانا يستحقّ الهجر والتهميش؛ كما فعلوا مع الشيخ خالد حمودة لما أجاب عن سؤالات جمعة له، فكان بمجرد "جوابه" طعّانا عيّابا وألصقوا به وبأخيه محمد مرابط هذه الفتنةَ وكأنها عنهما نشأت ومِن عندهما انطلقتْ!
وفي مقابل هذا: صار المفرقون يثنون على مَن استسلم وانقاد لانتقادات شيوخهم ولو كانت أوهى من بيت العنكبوت، كما فعل جمعة وسنيقرة مع بشير صاري مرسّخين في ذلك المقولةَ الصوفية المشهورة: ينبغي للمُريد مع شيخه أن يكون كالميت بين يديْ مغسِّله.
وفي هذا المقال أنقل لك -أيها القارئ- ما قدّم به الإمام الألباني ردَّه على عبد الفتاح أبي غدة في شرعية الدفاع عن النفس ضد الأباطيل والافتراءات.
وقبل أن أسوق هذه الدرّة الألبانية الفريدة في الانتصار من الظالم أنقل لك -أخي القارئ- شبهةً مع جواب الإمام الآجري عنها:

لماذا لم يدافع عثمان عن نفسه يوم الدار ولم يقاتل الصحابة دونه؟

قال الآجري: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُتَّلِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي شَحْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: ثنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: "لَقَدْ كَانَ فِي الدَّارِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَبْنَاؤُهُمْ مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، الرَّجُلُ مِنْهُمْ خَيْرٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا يَقُولُونَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَلِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ. فَقَالَ: أَعْزِمُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ وَإِنَّ لِي عَلَيْهِ حَقًّا أَنْ لَا يُهْرِيقَ فِيَّ دَمًا، وَأُحَرِّجُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمَا كَفَانِي الْيَوْمَ نَفْسَهُ".
[قال الآجري:]
فإن قال قائل: فقد علموا أنه مظلوم، وقد أشرف على القتل، فكان ينبغي لهم أن يقاتلوا عنه وإن كان قد منعهم.
قيل له: ما أحسنتَ القول؛ لأنك تكلمت بغير تمييز.
فإن قال: ولم؟
قيل: لأن القوم كانوا أصحاب طاعة وفّقهم الله تعالى للصواب من القول والعمل، فقد فعلوا ما يجب عليهم من الإنكار بقلوبهم وألسنتهم، وعرضوا أنفسهم لنصرته على حسب طاقتهم، فلما منعهم عثمان رضي الله عنه من نصرته علموا أن الواجب عليهم السمع والطاعة له وأنهم إن خالفوه لم يسعهم ذلك، وكان الحق عندهم فيما رآه عثمان رضي الله عنه وعنهم.
فإن قال قائل: فلم منعهم عثمان من نصرته وهو مظلوم، وقد علم أن قتالهم عنه نهي عن منكر وإقامة حق يقيمونه؟
قيل له: وهذا أيضا غفلة منك.
فإن قال: وكيف؟
قيل له: منعه إياهم عن نصرته يحتمل وجوهًا كلها محمودة:
أحدها: علمُه بأنه مقتول مظلوم لا شك فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه أنك تقتل مظلوما فاصبرْ فقال: أصبر. فلما أحاطوا به علم أنه مقتول وأن الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم له حقٌّ كما قال لابد من أن يكون، ثم علم أنه قد وعده من نفسه الصبر، فصبر كما وَعدَ، وكان عنده أن من طلب الانتصار لنفسه والذب عنها فليس هذا بصابر إذ وعد من نفسه الصبر، فهذا وجه.
ووجه آخر: وهو أنه قد علم أن في الصحابة رضي الله عنهم قلةَ عدد، وأن الذين يريدون قتله كثير عددهم، فلو أذن لهم بالحرب لم يأمن أن يتلف من صحابة نبيه بسببه، فوقاهم بنفسه إشفاقا منه عليهم؛ لأنه راعٍ والراعي واجب عليه أن يحوط رعيته بكل ما أمكنه. ومع ذلك فقد علم أنه مقتول فصانهم بنفسه، وهذا وجه.
ووجه آخر: وهو أنه لما علم أنها فتنة، وأن الفتنة إذا سل فيها السيف لم يؤمن أن يقتل فيها من لا يستحق؛ فلم يختر لأصحابه أن يسلوا في الفتنة السيف، وهذا أيضا إشفاق منه عليهم؛ [فتنة تعمّ] وتذهب فيها الأموال وتهتك فيها الحريم فصانهم عن جميع هذا. ووجه آخر، يحتمل أن يصبر عن الانتصار لتكون الصحابة رضي الله عنهم شهودا على مَن ظلمه وخالف أمره وسفك دمه بغير حق؛ لأن المؤمنين شهداء الله عز وجل في أرضه، ومع ذلك فلم يحب أن يهراق بسببه دم مسلم، ولا يخلف النبيَّ صلى الله عليه وسلم في أمته بإهراقه دم مسلم، وكذا قال رضي الله عنه، فكان عثمان رضي الله عنه بهذا الفعل موفَّقا معذورا رشيدا، وكان الصحابة رضي الله عنهم في عذر، وشقيَ قاتله. اھ من كتاب الشريعة 168/3


مقدمة كشف النقاب عما في كلمات أبي غدة من الأباطيل والافتراءات



[بدأ الشيخ بخطبة الحاجة كعادته في دروسه ومؤلفاته، ثم قال:]

أما بعد فإن من المصائب الكبرى في العصر الحاضر أن يضطر المسلم الطالب للعلم (1) إلى إضاعة كثير من وقته في الدفاع عن نفسه، ورد التهم والأباطيل عن شخصه التي ألصقها به بعض الناس ممن لا يخشون الله ولا يستحيون من عباد الله، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت» [رواه البخاري]
ومنه قول الشاعر: [الطويل]
إذا لم تصن عرضًا ولم تخشَ خالقًا ...وتستحِ مخلوقًا فما شئتَ فاصنعِ
-[الطويل]
إذا كنت تأتي المرءَ تُعظم حقَّه ... ويجهلُ منك الحقَّ فالصّرم أوسعُ

وإذا كان من المعلوم أنّ مَن لا حياء له لا دواء له، فلا تنفع فيه المعاتبة، كان من المتبادر أنّ الأَوْلى الانصرافُ عنه، وتركُه وشأنَه كما قال الشاعر: [الوافر]
إذا رزق الفتى وجهًا وَقَاحًا ... تقلّب في الأمور كما يشاءُ
ولم يَكُ للدواء ولا لشيء ... يعالجُه به فيه غَناءُ
فما لك في معاتبة الذي لا ... حياء لوجهه إلا العناءُ

بَيدَ أنه لما كان السكوت عن مثله، يعرِّض كثيرًا من الأبرياء للانزلاق من ورائه، والتأثر بتهمه وأباطيله، كان لا بد من الردّ عليه، والكشف عن افتراءاته (2)، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}.
وفي ذلك فائدة أخرى تعود إلى الباهِت نفسِه ألا وهي: احتمال أن يعود إلى رشده، والتقليل من أوزاره، من جرّاء تقليل عدد المتورِّطين المضلَّلين به الذين سوف يحمل هو أوزارَهم فوق أوزاره الخاصة به كما قال تعالى:
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}. وفي الآية الأخرى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}.
ولعل في هذا تذكرة وإقناعًا للذين لا تروقهم مثلُ هذه الردود مطلقًا (3)، ويتمنون أنه لو صُرفت مثلُ هذه الجهود إلى نواحٍ علمية مجرَّدة عن المناقشة والأخذ والرد، وغالبهم ليس عندهم الروح العلمية التي تساعد على تبيّن الحقيقة مما اختلف فيه الناس، ثم على التمسك بها والدعوة إليها.
ونحن وإن كنا مع هؤلاء فيما يتمنَّون، فيجب أن يتذكروا أن كثيرًا ما تجري الرياح بما لا يشتهي الملاح كما قال الشاعر: [البسيط]
ما كل ما يتمنّى المرءُ يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السُّفنُ

وأيضًا فإنه ليس من صفات المؤمنين أن يسكتوا على البغي والظلم، والبهت والكذب الذي يلصق بهم، وهم يجدون وسيلة مشروعة لدفعه وردّه على صاحبه، خلافًا لما يُعْزى لسيدنا عيسى عليه السلام ويسميه النصارى بالآية الذهبية:
«من ضربك على خدّك الأيمن فأدر له الخدّ الأيسر، ومن طلب منك كساءك فأعطه رداءك، ومن طلب منك أن تمشي معه ميلًا فامش معه ميلين»! فليس في الإسلام شيء من هذا، بل هو على إطلاقه يعارض القرآن الكريم في بيان بعض صفات عباد الرحمن المؤمنين التي منها ما أفادته الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ • وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ • وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ • إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فإن لم يكن في كلّ ما تقدم مما يُقنع أولئك الناس، فلا أقل من أن يعتبر ذلك عذرًا لي، فقد قيل: ليس من العدل سرعة العذل (4). وقال الشاعر: [الطويل]
تأنّ ولا تعجل بلومكَ صاحبًا ... لعلّ له عذرًا وأنت تلومُ

بل لقد كان الواجب عليهم أن يعودوا على الجائر الظالم باللوم والإنكار وردعه عن ظلمه، وأن ينتصروا للمظلوم لقوله عليه الصلاة والسلام: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قيل: كيف أنصره ظالمًا؟ قال: تحجزه عن الظلم، فإن ذلك نصره»[متفق عليه]
وفي حديث آخر: «لِينصر الرجل أخاه ظالمًا أو مظلومًا: إن كان ظالمًا فلينهه فإنه له نصرة، وإن كان مظلومًا فلينصره» [رواه مسلم]
وقوله: «ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موطن يُنقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» [كما في] صحيح الجامع 5690.
وعلى كلّ حال فمن المعلوم أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، كما جاء في بعض الأمثال: ما قُرعت عصًا على عصا، إلا حزِنَ لها قوم، وسُرَّ لها آخرون. وقال الشاعر: [الطويل]
ولستُ بناجٍ من مقالة طاعنٍ ... ولو كنتُ في غارٍ على جبل وعرِ
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالمًا ... ولو غاب عنهم بين خافِيَتَيْ نسرِ

وإذا كان الأمر كذلك فحسْبي أنني سألتزم في ردّي هذا حدود الشرع فلا أقابل الباغيَ بشيء من البغي، والباهتَ بشيء من البهت، وإنما سأصفه بما فيه كي يحذره الناس فلا يضلّوا بضلاله، ولا ينحرفوا بانحرافه عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا سيما من كان منهم حديثَ صلة به، قد اغترّ بمظهره ولا علم عنده بحقيقة أمره كما قال الشاعر: [الرمل]
لا يغرَّنْك صديقٌ أبدًا ... لك في المنظر حتى تخبرهْ
كم صديق كنتُ منه في عَمًى ... غرّني منه زمانًا منظرهْ
كان يلقاني بوجه طَلِقٍ ... وكلامٍ كاللآلي ينشرهْ
فإذا فتّشته عن غيبه ... لم أجد ذاك لوجد يضمرهْ
فدع الإخوان إلا كل من ... يضمر الودّ كما قد يظهرهْ
فإذا فزت بمن يجمع ذا ... فاجعلنْه لك ذُخرًا تذخَرهْ

وقديمًا قال العلماء:
القدح ليس بغيبة في ستة ... متظلّمٍ ومعرّف ومحذّرِ
ومجاهر فسقًا ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكرِ
وخصلة واحدة من هذه الخصال كافية لتجويز مثل هذا الرد، فكيف وقد انضمّ إليها غيرها، وبخاصّة الأولى منها، ودليلها قول الله تبارك وتعالى:
{لَا يُحِبُّ الله الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَيُّ الواجد يُحلّ عرضَه وعقوبته» [متفق عليه]
وقال الشاعر: [الطويل]
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضرّ كوضع السيف في موضع الندى

أسأل الله تبارك وتعالى أن يعصمنا من الظلم وغمط الناس بغير حق، وأن يجعل ما أكتبه دفاعًا عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونهج السلف الصالح، إنه سميع مجيب.

محمد ناصر الدين الألباني. اھ

انتهى المقصود وصلى الله وسلم على نبينا محمد

جمعه أبو بكر يوسف قديري
ليلة السبت 27 جمادى الأولى 1440
في مدينة مغنية.

-----------------------------
(1) هذا من تواضع هذا الإمام حيث كنى عن نفسه بطالب العالم، وليس كمثل دفاع بعضهم عن نفسه باسم علماء الأمة الذين تفخر بهم البلاد والعباد.
(2) فلا تهميش عند هذا الإمام الذي ردّ على المضلين من كبيرهم كأبي غدة إلى صغيرهم كحسان عبد المنان.
(3) هذا الكلام عظيم في تقرير صحة منهج الردود على المبطلين.
(4) العذل: اللوم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013