28 Feb 2014, 10:20 PM
|
|
حسبنا أن قد فعلناها بشيخنا أبي عبد المعز، فماذا كان الجواب
حَسِبْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْنَاهَا بِشَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ المُعِزّ
فَمَاذَا كَانَ الجَوَاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم الأحد من هذا الأسبوع جمعنا لقاء علمي مع فضيلة والدنا العلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس أعزه الله.
وقد -والله- شعرت بإحساس غريب في ذلك المجلس قلما أجده في نفسي، وقد بحت للشيخ به وشكرت له إدخال السرور على قلوب أبنائه.
وكان أول سؤال حَضَّرْتُه:
في قول الجارية: " وَفِينَا نَبِيّ يَعْلَمُ مَا في غَدٍ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقولي هذا وارجعي إلى ما كنتِ تقولين ".
أليس هذا كفر من الجارية، والنبي صلى الله عليه وسلم عذرها لجلها؟
هذا هو السؤال.
وكل الإخوة الذين وقفوا على السؤال قبل دخول الشيخ ظنوا -كما ظننتُ- أن الشيخ سهى عن هذا الحديث، وأنه سيغير فتواه.
وعندما جلس الشيخ -حفظه الله- وألقي عليه السؤال، قرأنا في ملامح وجهه أنه أدرك ظننا السابق، فتبسم، ثم شرع في التفصيل.
وحاصل التفصيل: أن كلام الجارية ( يعلم ما في غد ) يحمل على الغيب الذي أطلعه الله عليه بالوحي، لا علمه صلى الله عليه وسلم بالغيب استقلالا من عند نفسه.
وإنما نهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن قول ذلك سداً للذريعة.
وإذا كان هذا الاحتمال وارداً فإن الاستدلال بالحديث على جواز العذر بالجهل لا يصح.
شيخنا ووالدنا أبا عبد المعز:
أفدتنا وأقنعتنا وأمتعتنا
حفظكم الله
مُـحِـبُّـكُـم
|