منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04 May 2019, 02:33 PM
فتحي إدريس فتحي إدريس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 48
افتراضي نعم! لله درّك يا بسكري...ولكن في التَّخليط


نعم! لله درك يا بسكري...ولكن في التَّخليط!

الحمد لله وحدَه، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، أمَّا بعد:
فإنَّ العادَة الغالبة المتكرِّرة للمقالات التي تٌكتَبُ في منتديات المطَّة في هذه الفِتْنَة أنَّها تَجمعها سماتٌ لا تكاد تتخلَّف مع اختلافِ الكتَّاب، فمن ذلك:
1. التَّهويل والتَّفخيم.
2. حشد النُّقول والاستكثار بها.
3. الخلط في مسائل العلمِ والخبط فيها.
4. سوء الفهم.

ولا غرو أن يسلكوا هذا السَّنن إذا كانَ مقدَّم الطَّريقة وحاملَ رايتِها تشبَّع من ذلك، وقد ظهرت هذه الآثار جليًّا في ردودِه على شيخِنا الحَبيب خالد حمُّودة فتلك الحلقاتُ تعتبرُ مدرسةً لهذه الأصول، وقد أجاد وأحسن بيان أكثرِها أَبُو البراء في كتابَاتِه الماتِعة وردوه النَّافعة عَلَيهِ؛ وعلى نهج مقدَّمهم سلكُوا ولك أن تقلِّب النظر في كتابات مثلا: إبراهيم بويران، عبد الصمد سليمان، عبد المؤمن عمَّار وأضرابهم ولتنظر بمَ ترجع من هذه الأصول الأربعة ولو تأمَّلت لاستخرجت أشياءَ أخر.

ومن هذه المقالات الأخيرَة على تحرُّز صاحِبها في سبكها ومحاولته تقييدها قدر الوسع مع كونها تعتبر خارج محل النِّزاع، ما كتبه عبد الله بادي من مقاله الأخير "المنجنيق المنصوب لدحر شبه المشنشن اللعوب العاجز عن الجمع بين جرح وقبول خبر الفاجر الكذوب" وإنَّ سجعك ثقيل على النَّفس فلا هو بالسَّهل الذي يجري على قلمك وبنانك بل إنك لتستجلبه استجلابا وتقصده قصدًا، وأعلاه وأبلغه وأبينه ما كان يجري على السَّليقة ويقع دون قصد إليه، فيقع من القارئ موقعه ويطربُ له سامعه، وكذلك كثرته داعيةٌ إلى مجِّه، وما هو -والله- بالَّلعوب ولا العاجِز ويكفِيكَ أن تنظرَ فيما أحدثه فيكم بصراحته التي أزعجتكم وقدرته التي أتعبتكم.

فقد كتب مقالًا يردُّ فيه على الأخ الفاضل المرابط إذ كتب تغريدةً مُلزمةً منبِّهة لسوء الطَّريق الذي يسيرون عليه وعدم التزام أصل يبنون عليه، وهو أنهم يجمعون بين الجرح الرَّجل وقبول كلامه! وفي هذا تناقضٌ، فقال ملزما مغرِّدا (متهكما): «هل تعلمُ أيّها السلفي بأنّ أوثق رُواة المُفرقة، وأمراء الحديث عندهم هما: عبد المالك رمضاني، وبن حنفية، فأخبارُهما لا تُكذب، وشهادتُهما لا ترد، وأسعدُ أيام المُفرق هو اليوم الذي تَخرج فيه صَوتياتُهما، ثم هل تعلم أن المفرق له القدرة على تجريح الرجل والاعتماد على نقله في نفس الوقت؟!».
ويظهر من كلماته في التَّغريدة أنه قصد التنبيه بأسلوب لطيفٍ، والتَّهكُّم بهم ليرجعوا إلى رشدهم، ويعودوا لعقلهم، ولم يقصد التَّفصيل ولا رام أن يجلس لتناقضهم، بل هي أشبه باللطائف العلمية منها بأصوله، فهي مما لا يكتب في حقه مقالٌ، بل كان الأولى أن يصرف جهده في نقد السلاسل المتنوعة التي يكتبها المرابط ويدك بها حصونهم؛ ولو أعطى المرابط لهم جزء من جهده لأخرج صفحاتٍ وصفحاتٍ ولكان الكلام غير الكلام، وهم يعلمون قبلَ أن نعلمَ مقدار كتابته إذا أعطاها حقَّها وقدر عنايته بالأمر إذا عالجَه؛ وعلى كلٍّ، فأخذ عبد الله بادي هذه التَّغريدة وحاولَ نقضها ونقدها بأمور:

الأوَّل: بأنَّ الكذوب قد يصدُق وأورد في ذلك الحديث وشرحه، وقال:«جواز انتفاع المؤمن بخبر الكافر والفاجر بله الكاذب -إذا تبين صدقه بقرائن أخرى-» وقال: «وهذا الوجه إذا سلَّمنا جدلا وتنزلا أن من بين أسباب جرح المشايخ لابن حنفية الكذب، -ولا أعلم ذلك ثابتا إلى حين كتابة هذه الأسطر-، يليه»

وبما أنَّ عبد الله بادي قد أتى بالحديث ونقل شرحه وردَّ المسائل لعلم مصطلح الحديث، فالحديث قد بيَّن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صدَقه وأخذ أبو هريرةَ رضي الله عنه والأمة من بعده الحكم من النبي صلى الله عليه وسلم وهو قد صدق في ذلك الموضع وجاء النَّصُّ، فهل لك نصٌّ على صدق عبد المالك رمضاني وبن حنفيَّة في هذه المواضع بالضَّبط؟ !وهل يردُّ كلام المجرَّح بالكذب فقط!وأين صرح المرابط بهذا أساسًا؟! وانظر إلى دقَّة المحدِّثين وشدَّة تحرِّيهم ممن يشمُّ فقط منه الكذب أن يطرح حديثه ويُترك بل الثِّقة إذا علموا أنَّه يدلِّس فإنَّهم لا يقبلون روايته إذا عنعن، والمرابط أصلًا يلفت انتباهكم لهذا الأمر! فذهبت تؤصِّل لقبول خبر الكاذب والمبتدع صنيعَ من يأخذ عن أهل الأهواء والبدع وتخلط بين الرِّواية والشَّهادة في حين كان ينتظر منك أن تتكلم عن التحرِّي والتثبت والقرائن وأن تنصح من يستعجل في قبول أخبارهم ونشرها والفرح بها، ولما علمت وظهر لك الإشكال قيدت الكلام بقولك (إذا تبين صدقه بقرائن أخرى) مع أنَّ هذا لم يرد في كلام ابن حجر رحمه الله.

والخبر يردُّ لكون هؤلاء محلَّ تهمةٍ، وأنَّ كلامه قد يردُ فيه من التلبيس والتَّدليس ما يحملُ على ردِّه، لا سيَّما مع القرائن الحاملة له على أن يخلط الأمور وأن يزيد الطِّين بلَّة في فتنة حاصلة بين السَّلفيين وأنه يقصد التشكيك في منهجهم أصالةً هؤلاء وهؤلاء جميعًا؛ فهل من كان هذا حالُه يعتمدُ كلامُه ويسمَع؟ فكان الأولى أن تسدَّ الذرائع وتقفل الأبواب.

وما دمت تنقل الآثار عن السَّلف في عدم مجالستهم وعدم الاستماع إليهم وغير ذلك، فلم ألقيت بسمعك إليه وأنت تنقل ما يدل على الفرار منهم والابتداع عنهم، أم أنَّ أصول السَّلف تنزِّلها خصوصًا على الشَّيخ عز الدين رمضاني ولا تعمل بها في خاصَّة نفسك، وكذلك ما دمت ترى وتقول أن الأمر قد بلغ حد التواتر وأن المتواتِر يقبل حتى ممن لم يكن على الإسلام، فلم احتجت في الارتكاز على هذا الأمر الذي هذا حاله على خبر أمثال عبد المالك رمضاني وبن حنفية، ولو كان متواترا وهو يفيد العلم القطعيَّ فهل يخالفك غيرك فيه؟! إنِّي أراك ترومُ نصرَ شيءٍ وإعلاءَه فذهبت تقوِّيه بكلِّ شيءٍ وتنصرُه بما تيسَّر لك وتهيَّأ ولو كنت تجمع بين المتناقضات.

وأنت تقرِّرُ: «الوجه الثالث: أن هذه الأخبار الكثيرة، والفضائح الكبيرة، بلغت مشايخنا عن طريق التواتر، والتي وإن كان يحتمل في أفرادها من العلل ما يمنع من القطع بها، إلا أنه يحكم بصحتها والقطع بها اذا انضمت إلى بعضها البعض، فالخبر المتواتر لا يشترط فيه العدالة ولا حتى الإسلام كما تقرر في علم الأصول» فهل ما كان هذا حالُه يحتاجُ إلى قرائن؟ ولم تخصُّ مشايخك بهذا الأمرَ ولا تقحمُ نفسك أم أنَّ يقين مشايخك أورثك اليقين في نفسك؟!ألا تعلم أن خبر المتواتر يستوي في العلم به الجهبذ والمقلِّد فلم حصرت الأمر في مشايخك؟

وما دام هذا الحال وأنه متواتر فلم تعضده بهذه وتكتب مقالا في الدفاع عن ذلك؟ ولو كان التواتر حاصلا لما طاروا بتلك الصوتيات كل مطار، ثم حبَّذا لو تتفضَّل علينا وتفصِّل في مقام التفصيل والبيان فأنت تدعي أنَّ هذا تواتر فجد علينا وارسم لنا شجرة الإسناد فتبين لنا نقلةَ الأخبار ومواردهم المختلفة الكثيرة ومناطقهم البعيدة المتناوئة بحيث نأمن تواطأهم وتوافقهم على الكذب وكذلك ننظر في أخبارهم هل كان منتهى سندها الحسُّ ووفرة هؤلاء النَّقلة، لعلك إذا بدأت في ذلك فسترى أنها ترجع إلى أفراد معيَّنين خبرهم مبنيٌّ على سوء ظن وتحامل ثم تكاثر النقل عنهم.

وأنت قلت مقرِّرا: «الوجه الرابع: (أن الألسنة مغارف القلوب)» وتقول: «هذه الأخبار الكثيرة، والفضائح الكبيرة، بلغت مشايخنا عن طريق التواتر، والتي وإن كان يحتمل في أفرادها من العلل ما يمنع من القطع بها، إلا أنه يحكم بصحتها والقطع بها اذا انضمت إلى بعضها البعض» وهذا التَّقرير الَّذي تذكُره أقرب إلى جبرِ الأحاديث الضَّعيفة إلى رتبة الحسن فيا بعد ما بين هذا وبين المتواتر! فكأنَّك تشهد بأنَّ كثيرًا من هذه الأخبار تدخله العلل ويدخله الشك ويدخله ما يدخله لكن مجموعها قد يقوى لإفادة نوع علم بهذا الأمر!وأخشى أن يكون من قبيل الضعيف الذي لا ينجبر بكثرة الطرق بل لا تزيده إلا وهنا وضعفا، ثمَّ لم المبالغة والتهويل وجعله يرقى من أخبار واهية تصلح لتجبر فتكون حسنة إلى كونها ترقى لأن تكون متواترة تفيد القطع واليقين! الذي لن تحتاج لتقريره لموافقك قبل مخالفك!

وأوردَ كذلك مسألة الرِّواية عن المبتدع ثم تفطَّن إلى الفرق بين المسألتين فأراد أن يقحم هذه في تلك، فقال: «ويجدر التنبيه أن كل ما ذُكر أعلاه يفيد جواز رواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالشروط المتقدمة التي ذكرها النُقاد الحاذقون، والصيارفة المحدثون، فيدخل في ذلك قبول الكلام في الناس دخولا أوليا» فالرواية عنه مسألة وهي مسألة في أصلها شائكة وفيها خلافٌ طويل؛ والمسألة التي نحن فيها مسألةٌ أخرى وإني أراك تقيس الرواية على الشهادة وعلماء الحديث ينبهون على الفرق بينهما؛ ونتنزَّل معك فنرى أن ابن حنفيَّة مبتدع وأنَّ المبتدع تقبل روايته بالشُّروط، لكنني لا أظنك أنك تخالف أنه مبتدع داعيةٌ إلى بدعته، فهل مثل هذا تقبل روايته؟! فخلطت بين الشهادة والرواية ولم تحسن تنزيل الرِّواية.

وأيضا نحن في مسألة الفرح بكلام هذا المبتدع وجعله أصلا والامتحان به، ومثله لا يعتمدُ قوله ولا يجعل أصلا ولا يدان به السَّلفيُّون ولا يطار به كلَّ مطار ولا يقبل من أوَّل وهلة ولا يكون هو الفيصل ولو تأملت في التَّغريدة، لعلمت أنَّ المرابط ينكر هذه الأفعال الشنيعة التي تدلُّ على خللٍ في المنهج الذي يسير عليه هؤلاء النَّاس، وعلى عدم تثبُّت ورويَّة، وعلى خصومةٍ مسبقةٍ وإرادةٍ للانتصار بحيث صاروا لا يبالون عمن يأخذون ما داموا يرون في الكلامِ موافقة لأهوائهم ونصرةً لمذهبهم! فأراد أن يلزمكم بتخبطكم وباضطرابكم فتركت مناقشته في هذا الأمر وذهبت تحمل كلامه على أنه يردُّ كلام المبتدعِ مطلقًا ويردُّ خبر الكاذبِ مطلقًا فأنت لم تفهم أصل إشارته وتنبيهه ثم بنيت على فهمك أمرًا فذهبت تردُّ على ما استقرَّ في ذهنك مما لم يَقصدْه أساسًا وعاملت التغريدة معاملة المقال المحكم والرَّجلُ كان يتهكم بكم! ولعلَّه يتفضَّل فيجلس لك شيئا قليلا فننظر بما ترجع.

ثم ينتبه إلى أمرٍ مهمٍّ في قضية هذه الصَّوتيات، وهي أنهم يقبلونها بإطلاقٍ وإجمالٍ إذا ذكرها هؤلاء المخالفون ويعتمدون عليها تمام الاعتماد، ولا شكَّ أنها لو قبلت فلا تقبل بإطلاقٍ بل ينظر في محلِّها الَّذي وردت فيه، وفي الأمر الذي كان عليه الأمر في ذلك الزمان الذي وقعت فيه، وفي أشياء أخر متعلقة بها، ثم بعد ذلك ينظر في حكم هذا الأمر وهل هو ديدن هذا الشيخ أم أنه ضعف في موقف وهل هذه طريقته التي يسير عليها ثم بعد ذلك يحكم بالحكم الذي يقتضيه المقام!فالحكم على الشَّيء فرع عن تصوره.

وهؤلاء يرمون الأمر على عواهنه ويستحلون بهذا الشيء الطعن في الأبرياء ثم يصمون أذانهم ويستغشون ثيابهم ويكذبون الصادقين ويردون أقوالهم إذا تبرءوا أو بينوا، وقد سن هذه السنة مقدم الطريقة في ردوده على الشيخ الفاضل الصادق توفيق عمروني؛ فهذا من أصوله كذلك المتسرِّبة.
وأما ما هوَّلت به عن قضية الشيخ عز الدين رمضاني وذهبت تتأمل في العبارات وتغوص فيها وتحاول أن تجعلها دليلا على ما في القلب، فلم لا تهوِّن الأمر وتتعامل معه كتعاملك مع صوتية أوَّل معلِّق على مقالِك فقد أثلجت صدْره بطرحك الأثري ونفسك السلفي لا سيما وقد أخرج له ثناء على من تأخذون قوله.

فهب أنَّ الشَّيخ عز الدين رمضاني ضعف في موقف فلم يصدع بالحقِّ ولم يعمل بمنهج السلف في حادثة عينٍ، ومنهجه سلفيٌّ معروف يصدع به فوق المنبر وطريقته معهودةٌ سلفية أثرية، هل تحاكمه لهذا الأمر وتترك منهجه الذي يسير عليه؟ أليس هذا من الاعتداء؟
وإلا فالرَّجل كان يناصحُ وكان يرجى أن يتبع منهج السَّلف وكان يتألف قلبه عساه أن يرجع إلى السَّلفية ولم يكن بعض مقدَّم من تتبعهم في هذه الفتنة يحذِّر منه في حين كان الشيخ عبد الحكيم دهاس في الغرب يصدع بالتحذير من الرَّجل.
ثمَّ تتعامل مع قوله «شيخ كبير» وتنقل النقول في الثناء على أهل البدع، وكأن الشَّيخ عز الدين رمضاني عقد مجلسا في الثناء على بن حنفية والإشادة به وما إلى ذلك، وهي كلمة عابرةٌ قالها في ذلك المجلس حتى لا يلقي الكلمة فجرت على لسانه، فالأصل أن تنظر كيف صدرت وما المراد منها وما حيثيات الأمر وما طريقته وما تصريحاته ثم تحكم، لا أن تبدأ في التهويل! فلو أردنا التهويل لقلنا: بأنك أصغيت سمعك لابن حنفية وجعلت تسمع كلامه بدقة وعناية وتعتقد كلَّ ما يقوله وتربعت بل فرغته وكتبته وأخذته أخذ الطالب عن شيخه وعاملته كأنه شيخ كبيرٌ ثم طرت بشهادته وبكلامه فاعتقدتها وعقدت قلبك على ما جاء فيها وغير ذلك من تمطيط الكلام الذي لا معنى له وهو رجم بالغيب واعتداء على الخلق.
وكما تنزل نصوص السَّلف على الشَّيخ عز الدين رمضاني فكذلك نزِّلها على غيره ممن تتبعهم بل على نفسك فقد أصغيت بسمعك لمن تراه مبتدعًا والسَّلف لم يسمعوا منهم آية في كتاب الله عزَّ وجلَّ، فهل كانوا سيأخذون بخبَره ويعتمدونه ويستندون إليه في خلاف حاصلٍ بين السَّلفيِّين بل هل كانوا سيرضونَه مع علمهم بأنه يخالف منهجه هؤلاء وهؤلاء! وإذ لم تقبلوا كلام العلماء الكبار فقد ابتليتم بتتبع شهادات من تجرحونه.

وكم تخلط وتخبطُ بين الأشياء فهل ينصب «منجنيق» كله بما تحمله الكلمة و«يدحر» من كان «مشنشنا لعوبا عاجزًا» آخر كلامك أن الأمر لا يستدعي ذلك! ومن أوله أن الخطب جلل! فهي تغريدةٌ فقط فعلت فيكم الأفاعيل فكيف بالمقالات الطوال التي اكتويتم ولا تزالون بحرِّها ويبقى عليكم دين الإجابة عنها ولا أقول ردُّها إذ لا قبل لكم بذلك! ولهذا تذهب تتحسَّس المداخل والثغرات التي يمكن الولوج منها فتهتبلها فرصةً للتهويل وحشد النقول عسى أن يكون لها وقعٌ على من لا يحقِّق النَّظر، وهذا كذلك صنيع غيرك ممن يكتب وهو كذلك أحدُ الأوجه التي تضمُّ إلى ما ذكر في المقدِّمة، فواحدٌ يدخل من مسألة (التمني) وآخر من مسألة (انتقاص أبي بكر رضي الله عنه) وثالث من قضية (السرقات العلميَّة) وهكذا.

وإن كنت أرى كما سبقَ أنك حدت عن الإجابة، فأقرب لك ما أراده المرابط، وأخاطبك كأنّي (ضميرك الحيُّ) أستشكل:
هل أنا السَّلفيُّ القح، والأثري الخالص، الصلب في المنهج، الشديد في السنة، الذي نبذت ونابذت مشايخ الإصلاح جملة وتفصيلا، لـ(شبهة) جلوس بعضهم مع عبد المالك رمضاني، و(شبه ثناء ومصاحبة) بعضهم لبن حنفية العابدين، بل لنجعلهما (محققان لا شك فيهما ولا ريب) فتركتهم لذلك؛ هل إذا صدرت صوتية ممن كانا سبب تركي لمشايخ الإصلاح فرحت بها وطرت بها في الآفاق واعتقدت كلَّ ما فيها وعضضت عليها بالنواجذ وامتحنت بها وجعلتها أصلا أبني عليه، وأنا تركت مشايخ الإصلاح لكونهم فعلوا مع هذين الرجلين شيئا لا يقارن بما أحفل أنا بصوتياتهم حتى صرت أتشوف لها وأودُّ أن يفيضا ويجودا عليَّ بما عندهما؟ فهل أرضى لنفسي هذه المنزلة وأنا من أنا؟! و(أعتذر على الإحراج).

وأما تعليق المشرف العام: «جزاك الله خيرا أخي الحبيب على هذا المقال الطيب المثلج للصدر، فقد صدعت بالحق ورددت بالعلم الذي يُشم منه النفس السلفي والعبق الأثري.، فلله درك يا بسكري».
فلم أتعجب لصدور مثله منه فهو يلقي الكلام على عواهنه ولهذا لما أتمَّ جمعة ردوده الَّتي كشف عوارَها وبيَّن زيفَها وما حوته من باطلٍ شيخنا الحبيب خالد حمودة وآذن بإدباره علق عليه قائلا: «الآن حمي الوطيس» وأحيانا لا يقرأ المقال أو لا يركز فيه ولهذا تذكر أنك نقلت مقالا وأثبت اسم من نقلت عنه في ثلاثة مواضع فأثنى عليك كأنك كاتبه.
ولم أستكثر عليك كذلك أن يمدحك بهذا فقد اعتدنا المبالغة والتفنن فيها والإبداع والسَّبقَ بمختلف الطرق ومتنوع الأساليب.
لكن الحزن عن (النفس السلفي والعبق الأثري) الذي يشمُّ مثله من ردود البخاري وأحمد والدارمي وأضرابهم على الجهمية وغيرهم، ومن ردود ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الهادي وأمثالهم، ومن ردود العلامة التويجري والشيخ ربيع بن هادي المدخلي ولا أعلم لهما نظيرًا إلا أن تلحق بهما، فيا حسرتاه إلى ما آل إليه الحال، يجعله يشمُّ من مثل هذا المقال!ولو نزعنا منه النُّقولات ورددنا كلَّ مسألة لأصلها لوجدنا أنه لم يأت بشيءٍ ذي بالٍ بل خلط وخبط وخرج بما بيتَّه قبلُ، وهذا من ثمرات «اعتقد ثم استدل» فإنَّه كما كان ابن عثيمين -رحمه الله- يعبِّر عن أهل الأهواء بأنَّهم يلوون أعناق النصوص فإن لم يلتو كسرُوه، فقريب منه صنيع كثير من هؤلاءِ في تنزيل النصوص والنقول وتحويرها ولو كان المفارقة بين الأمرين بيِّنة.
ولن ألزمك بشيءٍ مما فعله المقدَّمون ممن تدافع عنهم، فقد كثرت الإلزامات ولا جواب، وعساك تتأمَّل بنفسك وتحاكمهم إلى نفس مقالك ونقولك فتنظر بم ترجع، لا سيَّما في قضايا الأعيان التي نقلت من جلوسهم مع المخالفين ومدحهم بل الدفاع عنهم والغضب وغير ذلك مما هو عين ما تنتقده وتهوِّل وتبالغ إذا تعلَّق بغيرهم.
وهذه جولةٌ يسيرةٌ، ولمحةٌ خاطفةٌ، جلبتها تغريدةٌ حوت تنبيهًا في صورة تهكُّم، وقد ذكرتني بالقصة التي ذكرها الشَّاطبي -رحمه الله- فيما يتعلق بلطائف العلم وأنَّ شيخًا أفاد طالبه بفائدة من لطائف العلم التي تستظرف فجعل الطالب ينتقدها إذ هي ليست من أصول العلم، فقال له الشَّيخ مثلك مثل من أعطيته زهرة ليشمَّها فأكلها، فهكذا الحال أو قريب منها مع هذه التغريدة، كان المنتظر أن ترجع لنفسك ولهؤلاء الذين يتعاملون مع صوتيات المخالفين بهذا التعامل ولا يتثبتون من كلامهم باللائمة فذهبت تؤصِّل لصنيعهم وتحشد لذلك ما تراه دليلًا.

اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهمَّ عافنا واعف عنَّا واغفر لنا وتب إلينا إنَّك أنت التَّواب الرَّحيم، آمين.

التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 07 May 2019 الساعة 07:40 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013