بحث في قصة الحسن مع أمه كراث / الدكتور عرفات بن حسن المحمدي -حفظه الله ورعاه -
بِسْم الله الرحمن الرحيم
كنت قد كتبت تغريدة في (تويتر) عن الحسن البصري رحمه الله، وهي:
رأى الحسن مع أمه كراث فقال: اطرحي هذه الشجرة الخبيثة. فقالت: أسكت فإنك شيخ قد خرفت فضحك الحسن وقال: أيما أكبر أنا أوأنت.
تهذيب الكمال 167/35
وسببها أني كنت تباحثت مع شيخنا العلامة ربيع حفظه الله عن أم الحسن خيرة وهي مولاة أم سلمة، وضمن البحث قرأت قصة الحسن مع أمه على شيخنا، وفيها تلكم المداعبة والملاطفة فحين قرأتها على شيخنا ضحك ضحكا شديدا وضحكت معه.
وتفاجأت بتعليق أطلعني عليه أخ تونسي فاضل يقول صاحبه:
(هذا الأثر فيه نظر من ناحيتيتن:
أولاً: الكراث مباح ولا وجه لإنكار الحسن.
ثانياً: أستنكر تعريض الحسن بأمه!).
فتعجبت من جراءة المعلق حيث إن كلامه هو الذي فيه نظر بل وعديم الفائدة، فقد ساق هذا الأثر أئمة كبار في كتبهم ولم يزعموا ما زعمه المعلق فقد ساقه الإمام أحمد بإسناده في كتابه العلل ١٩٩/٢ وابن معين في معرفة الرجال ٣٠/٢ وتابعهم العلماء كالمزي والذهبي وابن كثير والحافظ وغيرهم.
فأي تعريض في هذا وهو يضحك مع أمه ويلاطفها
وأما ما يتعلق بالكراث فقد أصاب الحسن السنة بينما خالفها المعلق بسبب عدم اطلاعه أو تعجله في تعليقه، فقد أخرج مسلم ٥٦٣ النهي عن الكراث ووصفه بالمنتن والخبيث لرائحته الكريهة، فنهي الحسن البصري موافق للسنة في لفظه ومعناه، فلا وجه لإنكار المعلق على هذا الإمام الفقيه الزاهد الورع.
فليته يعتذر ويتوب من هذه التعليقات التي تظهر الأئمة وكأنهم دراويش ينكرون بجهل ويتعرضون لأمهاتهم بشيء من العقوق!!
وليته سار كما سار العلماء الذين ساقوا هذا الأثر ولم ينكروه كالإمام أحمد وابن معين والمزي والذهبي وابن كثير والحافظ والمدخلي.
كتبه: عرفات بن حسن المحمدي