جزاكم الله خيرًا أخي الفاضل هشامًا وبارك الله فيكم، وهذا نقْل لطيفٌ يظهر من خلاله أنَّ المسألة تحتاج إلى مزيد بحثٍ وتحرير.
فقد قال الشَّيخ العلَّامة المحدِّث عبد المحسن العباد -حفظه الله- في "شرح كتاب آداب المشي إلى الصَّلاة"(ص10-11) بعد أن أورد حديث مسلم:
"وروى أبو داود في "سننه"(466) بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: ((أعوذ بالله من العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرَّجيم)).
أما التَّسمية والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاءت عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(79) عن أنس رضي الله عنه، وعند إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(82) عن فاطمة رضي الله عنها. وفي "سنن الترمذي"(314) ذكر الصلاة والسلام دون التسمية، وهي يقوي بعضها بعضا، ويتبين من مجموع هذه الأحاديث أنه يقول عند دخول المسجد: ((بسم الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك)) وأما ذكر المغفرة فقد جاء عند الترمذي في الحديث المشار إليه قريبا، وإسناده ضعيف، فهي غير ثابتة.
قال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله في "منسكه":
"فإذا وصل إلى المسجد الحرام، سن له تقديم رجله اليمنى ويقول: ((بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك)) ويقول ذلك عند دخول سائر المساجد، وليس لدخول المسجد الحرام ذكر يخصه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم" اهـ.
وأرجو الله تعالى أن ييسِّر لأحد إخواننا المشتغلين بالحديث وعلومه أن يتحفنا ببحثٍ في المسألة يسفر فيه عن وجه الحقِّ، واللهُ الموفِّق.
التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 05 Apr 2015 الساعة 10:23 PM
|