أكوثريُّ أفلْ وكوثريٌّ أطَّلْ!!! ردًّا على الجهل والخبل في منتدى الكَلل

[أبو عبد الرحمن العكرمي]

أكوثريُّ أفلْ و كوثريٌّ أطَّلْ !!!!

الحمد لله ربّ العالمين و صلى الله على نبيه محمد و آله و صحبه أجمعين و بعد :


فإني كنت قد قرأت مقال الأخ الفاضل إبراهيم بويران في ردّه على ذلك اللكع , الذي تتبع أغلاط الشيخ لزهر في كلامه , و انتقد علمه باللغة , و نسبه فيها إلى القصور و الضعف , بله الجهل –عياذا بالله- , كلّ ذلك يصعنه هذا الصعفوق المنفوخ , منتشيا بزخرف من الكلام من هنا, و ببيت مستل من هناك , و بمثل في غير سياقه , و بسجع كسجع الكهّان .

و يظن البليد أنّه أفحم في ردّه , و ألزم صاحبه الحجّة القاطعة , و ما درى المسكين أنّه لا يوجد في جملة زبده وغثائه ما فيه فائدة لقارئ , و لا حجة لطالب .

فقلب أيها الموفق ناظريك في كلماته , لا تجد فيها اعتمادا على مسألة علمية , ردّ فيها السفيه على الشيخ ردًّا علميا , بحيث تكون تلك المسألة معتبرة للقدح في علم الشيخ و تغليطه فيما هو عليه من التحذير من منهج شيخهم الحلبي !!!


و فوق ابتعاد هذا المأفون عن لغة العلم و العلماء في ردّه !! على الشيخ راح يستن برأس أهل البدعة من تجهم و اعتزال و أشعرية و رفض , و رأس الكذابين و الوضاعين و المحرفين , و شيخهم الذي علمهم الافتراء , و كلّ ما يخطر ببالك من بلاء !!

ذلكم الشيخ !! هو محمد زاهد الكوثري الضال !!

فقد كان من شعاره في استنقاص أقدار الأئمة و محاولة وضعهم عن منزلتهم التي هم فيها , دندته على اللحن في الكلام !!


و إليكم نماذج من ذلك :

قال العلامة المعلمي في التنكيل (10/275) من (آثار الشيخ المعلمي) حاكيا طعن الكوثري في الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :

قال الأستاذ (ص 26) –يعني الكوثري- :" وأما أحمد، فدونك " مسائل أ بي داود"، و" إسحاق بن منصور الكوسج " ، و" عبد الله بن احمد" ؛ فيا ترى هل يمكنك أن تقرأ صفحة منها على صحة الاصول من غيرأ ن تجابهك خطيئات في اللغة و النحو؟".اهـ

و قال المعلمي في (10/642) ناقلا طعن الكوثري الجهمي في الإمام مالك رحمه الله باللحن :

وقال الأستاذ (ص 67) : "ذكر المبرد في كتاب " اللحنة " عن محمد بن القاسم التمائمي (1/383) عن الأصمعي قال : دخلت المدينة على مالك بن أنس، فما هبت أحدا هيبتي له ، فتكلم،فلحن،فقال: مطرنا البارحةمطراأيَّمطرًا , فخفَّ فيعيني , فقلت. . .... . فقال: فكيف لو رأيتم ربيعة؟ كنا نقول له: كيف أصبحت؟ فيقول: بخيرا بخيرا".اهـ
وهي قصة مكذوبة على الإمام الأصمعي رحمه الله كما بينه الإمام المعلمي رحمه الله

و قال المعلمي رحمه الله (10/678) حاكيا تجني الكوثري على الإمام الشافعي رحمه الله , زاعما غلطه في فهم كلام العرب :

كما حاول الأستاذ-يعني الكوثري- أن يشكك في عربية الشافعي في نسبه ،كذلك حاول أن يتكلم في عربيته في لسانه،فذكر حكايتين عن "كتاب التعليم" وقد عرفت حاله، وذكر قضايا أخرى.اهـ

ثم شرع بعدها الإمام المعلمي رحمه الله في ذكر تلك الإعتراضات على الإمام الشافعي , و بيان سقوطها , و بيان جهل الكوثري بها , وصواب قول الإمام الشافعي فيها, بعد أن سَبَّقَ بيانه لأمر كتاب "التعليم" لمحمد بن شبة الحنفي و ما فيه من كذب على الإمامين مالك و الشافعي رحمهما الله .


و لست بحاجة للردّ على ذاك المقال من ذياكم المتشدق , فالأمر فيه بين واضح .
و نذكر هذا المتشدق بشبيه له في صنيعه , الدكتور !!! عبد الرزاق الشايجي التراثي المنحرف , حيث صدّر كتابا له في الردّ على العلامة ربيع المدخلي –أعلى الله شأنه- بذكر أغلاط نحوية , و سقطات لسانية , و هفوات مطبعية .

هذا و لا يفوتني في هذا المقال أن أنقل لكم هذا التصدير الجميل , من الشيخ أبي عبد الأعلى خالد المصري في مقال له بعنوان (لا يُطعن على أهل الحديث والأثر بوقوع اللحن أحيانًا في كتاباتهم) نشره عبر شبكة سحاب يقول فيه :

إن وقوع اللَّحن أو بعض الأخطاء اللُغوية والإملائية أحيانًا في كلام بعض أهل الحديث والأثر وكتاباتهم أمرٌ لا يقدح في علمهم ومنهجهم، كما أخرج الخطيب في الكفاية (1/555) بإسناد صحيح عن أبي عبد الرحمن النسائي أنه قال: "لا يُعاب اللحن على المحدِّثين، فقد كان إسماعيل بن أبي خالد يلحن، وسفيان ومالك بن أنس، وغيرهم من المحدِّثين".

وأخرج أيضًا الخطيب في الكفاية (1/556) بإسناد صحيح عن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أنه قال: سألت أحمد بن حنبل عن اللحن في الحديث فقال: لا بأس به.

وقال ابن قُتَيبة في تأويل مُختلف الحديث (ص 78) في ردّه على بعض من يطعن في أهل الحديث: "وأما طعنهم عليهم بقلة لمعرفة لما يحملون وكثرة اللحن والتصحيف: فإن الناس لا يتساوون جميعًا في المعرفة والفضل، وليس صنف من الناس إلا وله حشو وشوب.........على أن المنفرد بفن من الفنون لا يُعاب بالزلل في غيره، وليس على المحدِّث عيب أن يزل في الإعراب، ولا على الفقيه أن يزل في الشعر.

وإنما يَجب على كل ذي علم أن يُتقن فنه إذا احتاج الناس إليه فيه وانعقدت له الرئاسة به، وقد يجتمع للواحد علوم كثيرة، والله يؤتي الفضل من يشاء.

وقد يجتمع للواحد علوم كثيرة والله يؤتى الفضل من يشاء.
وقد قيل لأبي حنيفة وكان في الفتيا ولطف النظر واحد زمانه: ما تقول في رجل تناول صخرة فضرب به رأس رجل فقتله أتقيده به؟ فقال: لا ولو رماه بأبا قبيس.

وكان بشر المريسي يقول لجلسائه: قضى الله لكم الحوائج على أحسن الأمور وأهنؤها , فنظر قاسم التمار قوما يضحكون من قول بشر فقال هذا كما قال الشاعر:
إن سليمى والله يكلؤها ** ضنت بشيء ما كان يرزؤها
وبشر -رأس في الرأي- وقاسم التمار متقدم في أصحاب الكلام واحتجاجه لبشر أعجب من لحن بشر.
وقال بلال لشبيب بن شيبة وهو يستعدي على عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر: أحضرنيه، فقال: قد دعوته فكل ذلك يأبى علي، قال بلال: فالذنب لكل.

ولا أعلم أحدًا من أهل العلم والأدب إلا وقد أُسقط في علمه كالأصمعي وأبي زيد وأبي عبيدة وسيبويه والأخفش والكسائي والفراء وأبي عمرو الشيباني وكالأئمة من قراء القرآن والأئمة من المفسرين؛ وقد أخذ الناس على الشعراء في الجاهلية والإسلام الخطأ في المعاني، وفي الإعراب وهم أهل اللُغة وبهم يقع الاحتجاج فهل أصحاب الحديث في سقطهم إلا كصنف من الناس....؟".اهـ

قلت: بل قد وقعت أخطاء لُغوية من بعض كبار علماء اللُغة، فقد عقد ابن جني بابًا في كتابه :"الخصائص" بعنوان: "باب في سقطات العلماء"، ذكر فيه سقطات عجيبة عن عدة من الفحول في علوم اللغة العربية.اهــــ من مقال الشيخ خالد .


و في ختام هذه الكلمات نقول للمتشدق :

نِــــــــعْـــمَ السَّــــــــلَــــفُ !!! الكوثري لك يا طاعنا في أهل السنة باللّحن في العربية.




والحمد لله ربّ العالمين .

جمعه : امحمد العكرمي
صباح يوم الأحد9 ربيع الأول 1437 هجري