منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Jul 2016, 12:32 PM
اسماعيل بلخيري اسماعيل بلخيري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 30
افتراضي فشرب حتى رضيت.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه أما بعــدُ:
فلا يَخفى على كل ذي لُبٍ من هذه الأمة فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكمال منزلتهم، الذين نصروا هذا الدين وحفظوه و بلًّغوه، هم خير الناس بعد الأنبياء، " خير الناس قرني... " اختارهم الله جل وعلا لصحبة نبيه وبيّن عظيم شأنهم في كتابه " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود ", هم العدول ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته. " ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب " قال صلى الله عليه و سلم، فلم يستثن أحدا و لم يخصص أحدا دون غيره بالتبليغ فثبتت عدالتهم أجمعين.
وقد وردت في السنة أحاديث كُثُر تبين فضل عامّتهم كما وردت أحاديث أُخَر تبيّن فضل آحادهم، فتلقت الأمة هذه الأخبار بالقَبول فلا ترى لها مُنكِرا و لا ترى لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مُبغِضا و طاعنا إلا كان أحد رجلين: جاهل فيُعلّم, أو منافق أُشرِب قلبه بالهوى فيُحذَر و يُحذّر منه.
ومن علامات حب أهل زماننا لأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، أن تناقلوا أحاديث بيان فضلهم على مواقع التواصل الاجتماعي. من ذلك ما ينشرونه في فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، خير هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام، إلاّ أنهم قد يهملون النظر في صحة الخبر قبل نشره, فيقع على أيديهم نشر أحاديث أو ألفاظ ما صحت أو لعلها ما وردت أصلا في نسخ أهل الحديث. من ذلك قولهم على لسان الصديق رضي الله عنه, في قصة خروجه مهاجرا مع النبي صلى الله عليه وسلم " فشرب حتى ارتويت " و كتبوا تحت هذه الكلمة, كلمات و أردفوها بعدها بالكم الكثير من التعليقات, فقالوا ارتوى الصديق لفرط حبه للحبيب و الخليل عليه الصلاة والسلام من نظره إليه و هو يشرب و قد كان قبل ذلك عَطِشا. و لا أنكر مثلهم عظيم حب الصديق رضي الله عنه لنبينا صلى الله عليه وسلم، و لا أنكر إعجابي بالكلمة, فأردت أن أبحث عن الحديث بطوله من مصادره, فوقفت على الحديث إلا أن لفظة " ارتويت " لم أقف عليها فيما تيسر لي الوقوف عليه من روايات هذا الحديث.
والحديث مروي في الصحيحين وفي المسند وعند ابن أبي شيبة في مصنفه، كلهم بلفظة " حتى رضيت " فلم يرد و لم يثبت قولهم " حتى ارتويت " في واحدة من المواضع التي ذُكر فيها الحديث.
روى الإمام البخاري في الصحيح كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب المهاجرين وفضلهم منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي رضي الله عنه عن البراء قال اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمل إلي رحلي فقال عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم قال ارتحلنا من مكة فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه فإذا صخرة أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته ثم فرشت للنبي صلى الله عليه وسلم فيه ثم قلت له اضطجع يا نبي الله فاضطجع النبي صلى الله عليه وسلم ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فسألته فقلت له لمن أنت يا غلام قال لرجل من قريش سماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قلت فهل أنت حالب لنا قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت قد آن الرحيل يا رسول الله قال بلى فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله فقال لا تحزن إن الله معنا.
و روى البخاري كذلك في كتاب الأشربة - باب شرب اللبن عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وأبو بكر معه قال أبو بكر مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه فحلبت كثبة من لبن في قدح فشرب حتى رضيت وأتانا سراقة بن جعشم على فرس فدعا عليه فطلب إليه سراقة أن لا يدعو عليه وأن يرجع ففعل النبي صلى الله عليه وسلم.
و روى مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة – باب جواز شرب اللبن عن البراء يقول لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فأتبعه سراقة بن مالك بن جعشم قال فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت فرسه فقال ادع الله لي ولا أضرك قال فدعا الله قال فعطش رسول الله صلى الله عليه وسلم فمروا براعي غنم قال أبو بكر الصديق فأخذت قدحا فحلبت فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كثبة من لبن فأتيته به فشرب حتى رضيت.
و معنى قوله " حتى رضيت " شرب حتى علمت أنه شرب حاجته وكفايته كذا في شرح النووي على مسلم، أي رضيت نفسي بشرب الرسول صلى الله عليه وسلم و أنه قد ذهب عنه ما كان به من عطش و طاب خاطري، و هذا من فضله و حرصه على حال النبي عليه الصلاة والسلام.
وقال الحافظ في الفتح قوله: " فشرب حتى رضيت " وقع في رواية أوس عن خديج عن أبي إسحاق " قال أبو إسحاق: فتكلم بكلمة والله ما سمعتها من غيره " كأنه يعني قوله: " حتى رضيت " فإنها مشعرة بأنه أمعن في الشرب، وعادته المألوفة كانت عدم الإمعان.
هذا نهاية المقصود وللحديث فوائد تطلب من مظانها، والعلم عند الله وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.


التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل بلخيري ; 25 Jul 2016 الساعة 01:15 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 Jul 2016, 06:12 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي

جزاك الله خيرا ورضي عنك أخي إسماعيل.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, حديث

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013